تجارب من واقع الحياة

يسحبني إلى الضياع

بقلم : عبد الفتاح – الجزائر
للتواصل : [email protected]

دائماً ما أبدأ ثم أحطم ما بدأته بنفسي و هذا ما سبب لي الاحباط

 السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، أسمي عبد الفتاح ، طالب جامعي في إحدى جامعات وطننا الجزائر ، أجد في هذ الموقع متنزه ومتنفساً لي نظراً لما أعانيه من اكتئاب حاد بسبب ما يطاردني من أفكار ، أفكر في الانتحار ، أشعر بشيء ما يسحبني إلى أن أكون شخصاً أخر ، لا أجيد لغة المصطلحات كثيراً فأنا لا أستطيع وصف ما أشعر به ، و قصتي هي:

أنا كنت شخصاً متديناً أتلو كتاب الله و أحافظ على الصلوات ، وكنت لطالما أشعر بالارتياح من كوني أنساناً سوياً معتدلاً ، ولا أنسى أني كنت متفوقاً في المرحلة الابتدائية من تعليمي ، ولكن بدأ مستواي الدراسي ينهار منذ أن انتقلت إلى المتوسطة ثم الثانوية ، و لا زلت منهاراً حتى الأن في مرحلتي الجامعية ، والعيب ليس في قدراتي فالبرغم من مهاراتي التي أتباهى بها دوماً بين زملائي وأصدقائي في كافة المجالات إلا أني عاجز عن تحقيق أي شيء يذكر مما أصبو اليه

وحدث أن أعدت شهادة البكالوريا ثلاث مرات حيث لم أحظى بها في المرحلة الأولى وحظيت بها في المرحلة الثانية ، ولكني بقيت عاماً كاملاً في المنزل ولم التحق بالجامعة كوني أردت أن أعيد اجتياز البكالوريا من أجل أن أحظى بتخصص أفضل ، ولكن ذهب ذلك العام سدى ،

أشعر دائماً بطاقة سلبية واكتئاب حاد بحيث يسخر مني الناس كثيراً بسبب تصرفاتي التي اختارها بنفسي ثم أندم عليها رغم تحذيري الناس لي منها  قبل ذلك ، وأعاني أحياناً من غضب شديد جداً من دون أي سبب يُذكر 

وأيضاً أشعر دائماً بالبعد عن الله سبحانه وتعالى فكلما أردت التوبة والرجوع اليه أشعر أن هناك شيء قوى يشدني نحوه ، إذ لا أخفي عليكم أني انجرفت مع الأهواء ولا أزال في انحطاط ، بحيث أدمنت على العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية والتي لم أكن أتوقع أن أكون من مشاهديها يوماً ، بل أنا الذي كنت أحذر الناس منها ، لطالما أردت أن التحق ببنواد ثقافية في الجامعة ولم أفلح 

لطالما أردت الالتحاق بلجان دعوية في الإقامات الجامعية وأشارك في الدعوة ولا أعرف ما يمنعني من مجرد التقدم وطلب ذلك من الأخوة في المصلى بالإقامة الجامعية ، هجرت كتاب الله وتركت سبيله وانحرفت انحرافاً شديداً ، وقد تبدو هذه القصة لبعضكم قصة عادية جداً ولكني أشعر حقاً بأني شخص غير عادي وأن ما يحدث لي خارج عن نطاق اختياراتي في الحياة وكأن طاقة غريبة تشدني ، حاولت مراراً وتكراراً بل مئات المرات وضع هدف لي في هذه الحياة وأن أتخلص من جميع أهوائي وأن أتفوق في الدراسة ولكني لم استطيع

 والله  ليس ذلك بسبب عجزي أو انعدام قدراتي بل والله لدي قدرات تخولني لذلك وأكثر فمع براعتي في الأدب واللغات والأعلام الآلي والرياضيات وفهمي لكل الدروس ومواهبي المتعددة في الرسم والخط والإنشاد وحفظي لثلث القران ، على الأقل أنا عاجز عن مجرد أخذ معدل لا بأس فيه في أي مادة ، ولكن ما يؤرقني في هذه الحياة هو أني أشعر بضياع وانهيار وأفكر لمجرد فشلي في أبسط الأشياء بأشياء تغضبني ، وأفكر في الانتحار وبأني لا قيمة لي ، لطالما أرت أن أجد أشخاصاً يقدرونني ويتقبلونني

كما أني أعاني من مشكلة في النطق سببت لي السخرية من طرف الكثير من الناس ، وأذكر أنني في التظاهرات في جامعتنا استضافوا عدة أساتذة من أجل تأطير ورشات في فائدة الطلبة وقد تم اختياري لتسيير ورشة ، فكنت مقدم ومنشط تلك الورشة وتحمست كثيراً للفكرة وكنت أظن أنها ستكون بداية جيدة في الانخراط في التجمعات الطلابية الجامعية ،ولكني لاحظت خلال تسييري لتلك الورشة سخرية وتبسم بعض الطالبات ضحكاً من طريقة نطقي وحديثي مما زاد غيظي وشعرت بالغضب والندم على اليوم الذي قررت فيه تبني تلك الورشة ، بل قررت أن أترك الدراسة لمجرد ذلك السبب البسيط

وهكذا أنا دائماً ما أتحمس للأشياء ثم أندم عليها ، أحياناً أشعر برغبة في فعل أشياء مجنونة ثم أغير رأيي وأتساءل كيف كنت أفكر فيما أفكر فيه وكأني لست الشخص عينه ؟.

و دائماً ما أبدأ ثم أحطم ما بدأته بنفسي ، وحدث أن عرضت أختي على والدي أن يسجلني عند مدرب في التنمية البشرية فاجتزت دورة كاملة عنده دامت لأشهر لكن ذلك لم يفدني بشيء ، والان صرت أكره تلك الدعوات من زملائي أو من أي أشخاص أخرين بأن نبدأ مرحلة جديدة مع بعض في الدراسة أو ما شابه ، لأني أصبحت مكتئبا ومتشائماً وأيضاً ما عدت أحاول تنظيم وقتي أو حتى التفكير في هدف محدد أو أن أحاول إتمام حفظي للقران أو أن أقوم بأي تغيير في شيء في حياتي ، ماذا افعل ؟.

تاريخ النشر : 2019-04-01

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى