تجارب من واقع الحياة

أنا و ابنته ! هدنة أم عداء ؟

بقلم : إمرأة عادية

لقد حاولت كسب صداقتها وأعاملها كابنة لي و لكنها لا تستجيب معي

 السلام عليكم أنا الزوجة الثانية لزوجي ، أما الأولى فقد توفيت بسبب المرض منذ مدة ليست بطويلة ، مشكلتي ليست صغيرة وليست كبيرة إنما هي علاقتي مع أبناء زوجي من الزوجة الأولى ، حيث استطعت كسب محبتهم ، وأنا فخورة جداً لأنهم انسجموا معي وينادونني بأمي ، وقد أنجبت طفل أيضاً ، لكن من بين أبنائه فتاة عمرها 13 سنة ، سأقول إنها الوحيدة التي تكرهنني كرهاً أشد من كره الملائكة لإبليس وتكرر جملتها التي حفظتها : لم ولن تكوني أبداً في مكان أمي.

لقد حاولت كسب صداقتها وأعاملها كابنة لي ولم أضربها أو أشتمها أبداً ، إنما أتعامل معها بلطف لأني أعلم أنها تمر بمرحلة حساسة ، واشتري لها هداية تحبها لكنها ترفضها وتقول : لن تستطيعي شرائي بالهدايا فأنا لست سلعة ، وعندما أعد العشاء أو الغداء ترفض الأكل بل تقوم بقلي بيضتين لها أو تقوم بسلقهما أو تشتري وجبات سريعة من الخارج والمعلبات ، وقد نحفت كثيراً وصحتها تدهورت

 و ذات يوم ذهبت إلى المطبخ لأعداد العشاء فدفعتني وقالت إنها هي من ستطهي لأخوتها وأبيها ، ولكنها حرقت يدها بالزيت المغلي وما حيرني إنها لم تبكي رغم تضرر يدها بل تركت كل شيء وذهبت بهدوء ، وتتصرف و كأنها كبيرة ، وتقوم بسكب الماء أو العصير على الأرض ، واذا رتبت الغرف تبعثرها ، وبالطبع فأنا أصبر لعلها تحبني يوم ما

أعلم أن شخصيتها ليست قوية كما تظهرها لي خصوصاً أنها عندما تنظر لي بغضب تتغلغل عيناها بالدموع ولكنها تخفي ذلك ، ومرة جلست معها وكانت تشاهد التلفاز وكالعادة لا تعيرني انتباه وتعاملني كشبح غير مرئي ، وعندها وضعت يدي على كتفها وقلت لها أن أباها كان قلق عليهم لأنهم يحتاجون أم ترعاهم فقط ولهذا تزوجني ، فأجابتني : لست غبية لأصدق ذلك ، ثم انزعي يدك القذرة عني و أرحلي.

وقد أصبحت لا تخرج من غرفتها ثم ، إنها قد أخذت جميع أغراض أمها و رتبتها مع حاجياتها ، وعندما ألمس شيء خاص بها تضربني وتدفعني وتسبني ، حتى أنني عندما كنت حامل دفعتني فسقطت أرضاً و الحمد لله لم يحدث شيء سيئ ، أما أبني فهي تعامله بقسوة و أحياناً تداعبه على حسب مزاجها

 وما شد انتباهي أن مستواها الدراسي بقي كحاله فهي مجتهدة وعلاماتها ممتازة فهي تدرس ليلاً نهاراً وتسهر في قراءة الكتب وكأنها تخرج بذلك طاقتها السلبية فأسعد بذلك ، وقد ذُهلت جداً فهي تكتب قصص جميلة بطابع حزين ولكن الخاتمة تكون سعيدة ، حتى أن دموعي تسيل لا إرادياً وبالطبع اقرأها دون علمها ، واقتبست جملة حيرتني كثيراً ولم أجد لها تفسيراً مكتوبة أخر كراسها الأسود : “إن ذبلت الزهرة فإن رشها بالعطر وشمها لن ينفع و سرعان ما يختفي عطرها وتدهسها الأقدام ومع ذلك يمكنها النمو من جديد”.

كلماتها جميلة ومميزة بالنسبة لعمرها وقد اكتشفت أنها موهوبة في عدة مجالات كالكتابة والرسم والحساب ، جربت كل الأساليب وكل النصائح التي قدموها لي عبر الأنترنت ولكن بدون جدوى ، فهل من أحد منكم يفيدني أو مر بتجربة مشابهة ، هي تتكلم بأساليب غير واضحة هذه الأيام وأصبحت تهتم بدراستها أكثر من إزعاجي وتأكل من طعامي بهدوء وتنصرف أيضاً بهدوء و دون النظر إلي ، فهل هي تتقرب مني أم تهتم بصحتها أم أنه تأثير المطالعة ، أم انها أصبحت واعية وتقبلت الواقع ؟ لا أدري ، أكاد أموت من شدة التفكير.

تاريخ النشر : 2019-04-13

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى