تجارب من واقع الحياة

لماذا الظلم ؟

بقلم : ميس – سوريا

مشكلتنا مع خالي الأصغر الذي حول حياتنا الى جحيم

 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، في البداية أحب أن أعرّف عن أسمي وهو ميس من سوريا وعمري ١٢ في الصف السابع الإعدادي ، أعيش مع أمي لأن أبي وأمي منفصلان منذ مدة بعيدة وطبعاً أمي تعيش مع عائلتها ، والآن سأتكلم عن أمي ..

هي شخصية طيبة لأبعد الحدود ومغلوب على أمرها ، تزوجت من أبي في عمر ال٢٧ عام ، وكان أبي شخصية عصبية وبخيل جداً ، فكانت أمي هي التي تصرف على المنزل ، و بعد سبع سنوات تطلقت من أبي بعد إنجابي فأنا وحيدة لأمي و ليس لي لا أخوات ولا إخوة ، و بعد طلاقها عاشت عند أسرتها .

والآن سوف أتحدث عن عائلة أمي ، فهي تتألف من ثلاثة عشر فرداً ، الجد والجدة وخمسة أولاد و ستة بنات ، البنات جميعهن تزوجن والأولاد اثنان فقط تزوجوا و واحد في بيت لوحده والاثنان الأخران يعيشون في بيت العائلة  و لم يتزوجوا ، الأصغر (رأس المشكلة) ونستطيع أن نقول عن الآخر بأنه بعد الأكبر، وبعد هذه المقدمة الطويلة سوف أتحدث عن هذه المأساة التي نعيشها أنا وأمي

 وتبدأ منذ بداية الحرب في سوريا حيث كنت قد وعيت ما يكفي لكي أفهم ما يدور من حولي ، فلقد فهمت أن العائلة التي تعيش بها أمي هي عائلة متخلفة لأبعد الحدود فكل شيء في هذه العائلة متخلف ومعيب

في بداية الحرب سافر جميع أخوالي إلى بلاد أخرى أي بقينا فقط أنا و أمي وجدي وجدتي وأخوالي الإثنين ، بعدها تبدأ المشكلة في خالي الأصغر فهو شخصية نرجسية لأبعد الحدود ولا تسألوني عن خالي الأكبر منه فهو شخصية مغلوب عليها أيضاً ، فهل تتصورون أن خالي الأصغر أعتدى عليه أكثر من مرة بالضرب لأشياء تافهة سأذكر أبرزها ، وهي أنه مرة ايقظه من نومه فابرحه ضرباً وطرده من المنزل ، وطبعاً كل هذا وجداي متوفيان ، فأصلاً حتى وإن كانا على قيد الحياة فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيء

والآن سوف أتحدث لكم عن ما يفعله من ظلم بنا ، فنحن كنا نعيش في بيت لوحدنا لكن هو بجانب منزل بيت جدي بالضبط ونحن فقط الذين موجودون في الحي بسبب أن جميع الجيران سافروا إلى خارج البلاد بسبب الحرب ولم نبقى سوى نحن في الحي

 وكان المنزل الذي نعيش به أي صوت نصدره يرمي على بيت جدي فكنا إذا أصدرنا أي ضجيج في المنزل يأتي إلينا خالي الأصغر ويبدأ بالسب والشتم لأننا أصدرنا هذا الضجيج وإن أجبناه يبدأ بضربنا ، و يوجد صالة في المنزل عند الباب لا يدعنا ننظفها لأن الجيران وضعوا لدينا بعض أغراضهم بها وبسبب هذا لم نكن نستطيع إدخال أحد إلى المنزل

ومرة حاولنا تنظيفها ، وعندما رآنا بدأ بسبنا و شتمنا كعادته ، وبعد عيش سبع سنوات في الحرب ليس فقط حرب واحدة بل حربان ، تمكنا من الهروب من هذه الحروب لكن أنا وأمي لم نكن راضيان عن الذهاب إلى بلد آخر ، بل عارضنا بشدة ، وكان خالي الأصغر كلما أتى إلى أمي خطيب رفضه حتى من دون أن يقول لأمي بل كان يؤشر لهم بيده علامة الرفض

 وتمكن من إقناع أمي بالسفر عن طريق قوله لها بأن خطيباً تقدم لخطبتها هناك من أخوالي الآخرين ، وهنا أمي صدقته وقبلت لكن في ليلة السفر وفي منتصف الليل سمعناه يتحدث مع أخوالي الباقين بأن خالي الآخر سيعيش مع أمي ، عندها ذهبت مهرولة لأمي أخبرها بالأمر لكن لم تصدق أمي حتى أنها دخلت في نوبة بكاء تندب حظها العاثر ،

وفي الصباح حاولت أن تهرب منه بقولها إنها ذاهبة لتودع صديقتها ، إلا أنه بدأ بالصراخ والقول وهل الآن وقت صديقتك ؟ وبعد مجيئنا إلى البلد الذي نحن الآن فيه بدأت المصائب تحل علينا

 ففي البداية عشنا لمدة شهرين عند أخوالي المتزوجين وطبعاً عند الكنة ، فالأولى طردتنا من المنزل والأخرى أتهمني أبنائها بشيء كاد يودي بحياتي على يد هؤلاء المجانين إخوة أمي ، وبعد هاتين الشهرين اللذان ليس لهما مثيل انتقلنا إلى منزل جديد و يا له من منزل فليس فيه سوى غرفة واحدة نعيش فيها نحن الأربعة ، وطبعاً نسيت أن أقول بأن الخطيب وكل شيء كان سراباً لا أكثر ولا أقل

وهنا فرضت قوانين جديدة أتدرون ماهي ؟ لن تحزروا أبداً ، إنه يقول بأن الصلاة ممنوعة ، لقد تفاجأتم أليس ، كذلك أتدرون ما السبب ؟ بسبب أن أمي ، قال إنها تهدر الماء ، قلنا لخالي الآخر بأنه لا يدعنا نصلي ، قال : أصبروا ، هذه هي عقليته ، لقد حفظت الجواب عن ظهر قلب من كثرة ما قالوه ، إنه مستبد ، أنا أكرهه حقاً ، أمي أصابها انهيار عصبي بسببه وأنا فقدت شخصي بسببه ، إنه دائماً ما يطردنا من المنزل ويجب أن لا نخرج إلا بإذنه ، وإن كان نائماً فيجب علينا أن نكتب له رسالة على ورقة ونضعها بجانبه وإن لم نفعل يضرب أمي ، أقسم لكم .

و دائماً ما يدعو على أمي بالشلل ، إنني حقاً أخاف على أمي ، وكما أنني أحياناً أنفجر في وجهه ، أذكر أنني ذات مرة  أصدرت صوتاً دون قصد وهو نائم فبدأ بضربي ، وعندما حاولت أمي الدفاع عني بدأ بضربها ، حتى أن الجيران أتوا ، فقال لهم بأن الطفلة مصابة بالجنون ، ويقصدني أنا ، والآن هو معلق على أمي و يضربها و يدعو عليها ، وكلما أتى لأمي خطيب تفشل الخطبة حتى ظننت أن أمي مصابة بسحر أو مس ، وأن مستواي الدراسي قد انخفض بسبب عدم تركيزي ، والشيء الذي يقهرني هو أن أموت وأنا لم أقابل ربي على سجادة الصلاة ، رباه أرجوك سامحني وسامح أمي فإن عبادك ظلمونا ، وهذا الذي ذكرته فيض من غيض.

أعلم أنكم لن تستطيعوا مساعدتي لكن أحببت أن أفضفض لأحدهم فلم أجد إلا أنتم يا أصدقائي الأعزاء ، شكرا لاستماعكم .

تاريخ النشر : 2019-04-14

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى