تجارب ومواقف غريبة

العجوز الشبح في مستشفى المسنين

بقلم : ابوعبدالله التميمي

رأيت أمرأة عجوز تبعد عني مائة متر وهي تلبس العباءة السوداء

 السلام عليكم رواد موقع كابوس الأعزاء .

بدأت القصة حين علمت أن أحد كبار السن بالعائلة وهو العم مبارك تم نقله من قبل أبنائه إلى مستشفى المسنين لأن حالة العم مبارك لا يمكن رعايته بالمنزل أبداً ، فهو يحتاج إلى مغذي و جهاز تنفس شبه دائم واهتمام كبير ، وهذه الخدمة صعب أن تتاح بالمنزل وهذا المستشفى من أقدم المستشفيات بالمنطقة

فلما علمت بوجود العم مبارك بالمستشفى ذهبت ليلاً قبل إقفاله بساعة ولكني تعجبت عند قدومي إلى المستشفى بالرغم من ترميمه و صيانته إلا أنك تلاحظ و أنت عند باب المدخل عش العناكب الصغير لاصقاً يملأ اطراف باب المدخل ، و دخلت غرفته و قبلت جبين العم مبارك الذي كان بغيبوبة تامة وأجهزة التنفس بفمه وحالته تقطع القلب ، فهو بالنسبة لنا أب الجميع و جلست أقرأ الأدعية للعم مبارك وسألت الله أن يشفيه برحمته و تداركني الوقت حتى أغلق المستشفى ، و فعلاً قبلت جبين العم مبارك و خرجت

رأيت أنوار المستشفى مطفأة ماعدا غرف الممرضين والممرضات ، و لا أكذب عليكم أني عندما خرجت أضعت طريق بوابة الخروج  و أخذت وقتاً طويلاً وأنا امشي وكأنني بمول للتسوق و لست بمستشفى ، وبينما كنت أمشي تملكني بعض الخوف من قدوم شيء لا أعلمه

وعندما فتحت الباب الزجاجي وخرجت بأحد ممرات المستشفى رأيت أمرأة عجوز تبعد عني مائة متر وهي تلبس العباءة السوداء ،  وكانت ذات طول فارع ونحيلة الجسد ، كل ما أحسست به أن شيئاً جعل قدماي تتسمر مكانهما وتوقفت عن المشي وعيني بعين المرأة  و كأنها أصبحت مثل الثيران الإسبانية التي تستعد للهجوم المباغت علي ، و فعلاً حصل ما توقعته

 ركضت هذه العجوز بأعلى سرعة لديها في طرقات المستشفى متأهبة للانقضاض علي بشراسة بدون أي سبب أو مبرر ! ولم أجد نفسي طبعاً إلا مطلقاً ساقي للريح هرباً من هذه المجنونة ولا أريد أحد أن يتبلاني باني تحرشت بها أو ضربتها ! وقلت بخاطري و أنا أستجمع أنفاسي بأنها ربما سيدة مجنونة ساقها قدري لمهاجمتي ، وبينما اركض وفجأة وجدت يداها مطبقتان على رقبتي بقوة شديدة من الخلف كأنها تريد خنقي و تشبثت بالركوب وراء ظهري ويداها مطبقة بكل قوة على رقبتي ، فتعجبت من قوة هذه العجوز المجرمة وكأنها بنت العشرين سنة !

أردت إبعاد يدها عني لأنني وبصفتي رجل لا أستطيع ضرب أمرأة من باب الرجولة ، أردت فقط أبعادها عني بهدوء ! و قبل أن أبعدها رأيت الممرضات يركضن نحوي وامسكوها وقالوا لها : ماذا أخرجك من هنا ، لم لا تنامين ، الوقت متأخر جداً ؟ فردت عليهم العجوز : أريد أن أقتله ، فأخذوها و تواروا عن الأنظار ، وجلست ارتب هندامي قبل الخروج و دعوت لها بالشفاء العاجل

 و في اليوم الثاني قررت أن أزور العم مبارك بوقت مبكر قبل الليل لكي لا أفاجأ بهذه السيدة العجوز ، وعند وصولي لغرفة العم مبارك وجدت أبنه الأكبر الذي أخذني بالأحضان والترحيب ، و وجدت أيضاً مدير المستشفى الذي رحب بي بشدة أيضاً حيث أنه يومياً يتابع مرضى المستشفى ، و بينما نحن نتحدث أخبرته بأمر العجوز المجنونة التي كانت ستخنقني لولا لطف الله ومساعدة الممرضات الذين ابعدوها عني

فنظر لي من تحت نظارته و قال : عفواً ، تقول امرأة عجوز ؟ قلت : نعم ، فقال لي : هذا المستشفى مخصص للرجال المسنين فقط ولا يوجد به نساء أطلاقاً ! فالنساء لهم مستشفى خاص منذ مدة طويلة ! فقلت : يا سيدي إن الممرضات موجودات و هم أبعدوها عني ! فقال : أتعرف الممرضات ؟ فقلت : اذا رأيتهن بالطبع سأعرفهن فقال : تفضل معي إلى مكتبي ، وفعلاً ذهبت معه و طلب إحضار الممرضات العاملات بالليل وحضرن ، فقال : أخبرني من هن الذين رأيتهن ؟ فقلت : ولا واحدة منهن ! فقال : لا يوجد غيرهن يا سيدي ، فأقسمت له بأمر العجوز بأغلظ الأيمان فقال : يا سيدي أني أصدقك و لكن أقول لك لا يوجد نساء مريضات عندنا ، ولكن لحظة ، هذا المستشفى قبل سنوات كانوا يسكنونه نساء ! هل تستطيع وصف السيدة العجوز ؟ فقلت : كانت منقبة لا أعرف وجهها ولكنها طويلة جداً وضعيفة جداً و صوتها كرعد البرق كاد أن يخرق أذناي من صراخها

فقال : يا سيدي اذا على وصفك هذا ففعلاً كانت توجد امرأة عجوز بنفس أوصافك وكانت مجنونة رحمها الله ، وفعلاً كانت تهرب خصوصاً بالليل ولكن السيدة هذه توفت منذ سنة بالضبط  أي قبل أن ننقل السيدات إلى مستشفى أخر ، و أضاف : هل تعرف أشكال الممرضات ؟ فقلت : نعم  ، و وصفتهم له بالضبط ، فقال وهو يضحك : فعلاً هاتان الممرضتان من أقدم الممرضات لدينا وهن من يهتمن بالعجوز هذه ولكنهما غادرتا إلى بلدهما من سنة بعد وفاة العجوز بأسبوع ،  فقلت : شكراً لك  ، وذهبت والفضول يملأ فكري مما حدث.

تاريخ النشر : 2019-04-26

guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى