تجارب من واقع الحياة

هل يمكنكم أن تشعروا بي ؟

بقلم : مجهولة.

أنا صامتة لا أتكلم و أبكي طوال الليل ولا أحد يشعر بي

 السلام عليكم ، لا داعي بأن أخبركم عن نفسي أو عن عمري فهذا لا يهم ، سوف أدخل في موضوع حالتي .

أنا مجرد فتاة أعاني من اكتئاب منذ سنوات عديدة حتى الأن ، حاولت بكل جهدي أن أقاوم و أتغلب على الاكتئاب لكن دون جدوى ، عندما كنت أقاوم كان يقابلني الكثير من الأشياء التي تزيد من كأبتي وحزني ، وأكثر شيء أنا نادمة عليه هو طيبة قلبي الزائدة عن اللزوم و سهولة أن أتعرض للخداع كما يقولون ، لدي أصدقاء قليلون جداً و نادراً ما أتحدت معهم أو أفتح فمي ، فأنا صامتة لا أتكلم و أبكي طوال الليل ولا أحد يشعر بي ، حتى عائلتي يقولون أني هكذا بسبب كثرة انشغالي بدراستي ، وهذه حالة نفسية مؤقتة وسوف تزول مع انتهائها ، لكني أعرف بأنها لن تزول أبداً ، حزني و ألمي و أوجاعي و بكائي ،  واثقه بأنها لن تزول أبداً و سبب كل هذا الكثير من الأشياء سوف أخبركم عنها الأن :

– الاختلاط بالبشر : نعم ، هذا سبب من الأسباب التي جعلتني أكتئب بشده ، كنت أعامل الناس بحسن و طيبة و محبة ، و كنت لا أكره أحد ، أنا لا أكره أحد في حياتي ، ولكن هم كانوا يعاملونني بقسوة و كرهه و يقولون : بأني فتاة ضعيفة و جبانة تتأثر بسهولة وتبكي كالأطفال ، نستطيع أن نخدعك بسرعة و بسهولة ، أيتها الضعيفة الجبانة ، و كانوا يقولون لي كلام يزيد من كأبتي ، وهي أنتِ لا تستحقين الحياه ، لا فائدة منكِ ، أنتِ لا شيء ، أنتِ قمامة ، أمثالك يفترض أنهم انقرضوا ، وكل هذه المعاملة بسبب أني لا أشبهم ولا أشبه شخصيتهم القاسية أبداً ، أنا عادية و أحب الخير للجميع ولا أتمنى الأذى لأحد أبداً فلماذا يعاملونني هكذا ؟ أنا لم أفعل لهم شيء حتى يفعلون بي هكذا ؟ بسببهم لقد كرهت البشر وأخاف أن أتعرف على أي شخص جديد في حياتي ، أخاف أن يؤذيني و يؤذي مشاعري 

ومع الأيام أصبح لدي رهبة من البشر وأخاف جداً أن أراهم ، لذلك كنت أرتدي قبعة حتى أخفي وجهي و حتى لا أنظر لهم و لعيونهم التي رأيت فيها القسوة ، لم أخطأ في يوم أني أحب الحيوانات أكثر من البشر فقد تأكد بأنهم أجمل بكثير من البشر الذين حطموني و حطموا مشاعري و شعرت بأن لا فائدة مني وأني مجرد خردة.

– بعض الأصدقاء : لا أريد أن أقول عنهم أصدقاء حتى ، لأنهم وحوش و كانوا يتعاملون معي بقسوة و عنف وتنمر ، كانوا يقولون لي : ألفاظ سيئة و يشوهون صورتي أمام الناس بأني فتاه سيئة و أني أكذب على الناس و أخدعهم ، لا اعرف لماذا صدقوا الناس هذه الأكاذيب عني أنا لست سيئة ، كنت أتوسل اليهم و أبكي أمامهم بأن لا يفعلوا بي هكذا ، ما ذنبي ؟ ذنبي أني تعرفت عليهم وأني كنت أساعدهم وقت الحاجة وكنت في جوارهم وقت أحزانهم و يأسهم ، هل أنا أستحق هذه المعاملة القاسية منهم ؟ لم أعد أحتمل هذا العذاب الذي تعرضت له منهم ، ولكني ممتنة لبعض الأصدقاء الذين لم يتخلوا عني و وقفوا بجانبي عندما كنت أتعرض لكل هذه الأشياء .

– وأخيراً الحب : أجل ، كنت أشعر بالحب مع شخص لا أريد أن أتذكره لأنه يشبهم ، أجل كنت أحب و أعرف بأن الحب فطرة في داخل كل أنسان و أنه ليس بيده ، كنت أحبه و كنت أخبره كل شيء يحدث معي ، كان لطيفاً في البداية و يتفهمني و يقف بجانبي و يحاول أن يبعد الحزن عني ، وكنت أشعر معه للمرة الأولى في حياتي بالأمان و الحب ، كنت سعيدة جداً بأن هناك من يتفهمني جيداً أكثر من أصدقائي ، كنا نتحدث كل يوم و نتشارك الآراء فيما بيننا وكنا نقف بجانب بعضنا في الأمور الصعبة و نواجهها معاً و نتشارك الأفراح والأحزان

كانت حياتي جميلة وقتها ، إلا في ذلك اليوم الذي عرفته فيه عن حقيقته التي كان يخفيها عني،  وهو أنه كان يكذب علي و كان يخدعني بحبه الكاذب و أنه فقط كان يتسلى بي مثل أي شخص أخر ، و كان يقول لي : بأني غبية وجميلة و من السهل خداعك بسهولة ، و أني كنت عبارة عن لعبة سهلة بين يديه ، كان كل هذا الوقت الذي كنت نمضيه معاً كان يفكر في خداعي و الضحك علي واللعب بمشاعري متى يشاء ، كنت أحبه بصدق ، لم أصدق وقتها بأنه كان يخدعني كل هذه الفترة ، لقد حطمت مشاعري و بكيت من كل قلبي في هذه الفترة ، من بعدها كرهت شيء يُدعى رجل ، كرهت الرجال و كنت أراهم مجرد ذئاب متوحشين يؤذون قلبي وقلب الفتيات الذين يشبهونني.

لقد حاولت الانتحار أكثر من مرة ولكنني كنت أمنع نفسي من فعل ذلك لأني سوف أغضب ربي اذا فعلت هذا ، كرهت الدنيا ولا أعرف ماذا أفعل في حياتي ، أنا أعرف بأني مملة ولا فائدة مني وأن لا أحد سوف يسمعني و يفهمني ، و أنا أسفة اذا أشعرتكم بالملل من كثره كتابتي فقد خرجت لكم كل ما في قلبي وأتمنى منكم أن تتفهموني و تشعرون بي ، يمكن أن يكون هذا سبب في إسعادي حتى و لو لمرة واحده في حياتي قبل مماتي .

تاريخ النشر : 2019-05-19

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى