منوعات

أطفال تلاشو في العدم

بقلم : إياس شعيب – تيماء – تبوك
انتبه لأطفالك دائما،فهناك من يتربص بهم دائماً لكي يتنزعهم منك.
عينك على اطفالك .. فهناك ذئاب متربصة ..
بيوت انسكب الحزن و الغم عليها، عيون ابيضت من كثرة البكاء، أمهات تتكوي قلوبهن على فراق فلذات أكبادهن و غيابهم عن أنظارهن دون أن يعرفن مصيرهم.

هناك للأسف أشخاص تجردوا من الرحمة و ماتت إنسانيتهم وقست قلبوهم كالحجارة و أشد قسوة، ارتكبوا جريمة من أبشع الجرائم على الإطلاق، و هي جريمة خطف ملائكة الأرض.

وسنتناول في هذا المقال مجموعة قصص لأطفال تم اختطافهم منذ سنوات و لم يتم العثور عليهم حتى الآن، قصص أحزنتني ..

أين ذهب هؤلاء الأطفال؟ .. وكيف تلاشوا في العدم من دون أي خبر؟

القصة الأولى – الطفل نسيم نوري حبتور- السعودية

blank
الطفل نسيم

اختفى يوم 19 اكتوبر 1996 من كورنيش الدمام في السعوديه وكان عمره و قتها
سنه ونصف.
لم يكن يعلم الأب المكلوم حين ترك عائلته على الكورنيش وذهب لمكتبه لكي ينهي بعض الأعمال أن ذلك اليوم سوف يكون بداية لأسوء كوابيسه.

كانت الأم تلاعب أطفالها على الأراجيح ، وكان الطفل نسيم يلهو و يلعب ببراءة مثل كل الأطفال الذين في سنه. وفجأة حين التفت الأم لصغيرها وجدته اختفى من مكانه، فذهبت تسأل العوائل عن فلذة كبدها، لكن جميعهم قالوا بأنهم لم يروه.

أسرعت للسوبر ماركت القريب ، كان لديها أمل بأن يكون طفلها هناك، و حين سألت صاحب المحل اخبرها بأمر تمنت الأم ألا تسمعه أبدا.
فقد قال : أنه شاهد طفل يبكي مع إمرأة و رجل ذو بشرة سمراء ، وحين سألهم عن سبب بكاء الطفل ، قالوا انه ضائع. فأخبرهم بأن يأخذوه الى الشرطة. وأنهم اشتروا بعض الحلويات له كي يتوقف عن البكاء ثم رأيتهم وقد اتجهوا إلى موقف السيارات.

اتصلت الأم المكلومة بزوجها و أخبرته الخبر فأتى مسرعا و قام بدوره بالبحث عن صغيره لساعات طويلة طوال الليل وحتى صباح اليوم التالي دون أي أثر و كأن الأرض ابتلعته.

اختفى الطفل نسيم بدون أي أثر، لكن لا زال لدى الأم أمل بالعثور على طفلها في يوم من الأيام لكي تقر عينها و عين زوجها اللذان لم يهنئا بنوم و لا أكل منذ اللحظة التي اختطف فيها طفلهما.

وهناك مؤشر قد يساعد في العثور على نسيم. وهو أنه عنده علامة مميزة وحمة على شكل خريطه غامقة اللون في الورك اليمين من الخلف.

القصة الثانية – الطفلة إبتهال المطيري – السعودية

blank
الطفلة ابتهال

اختفت في  الساعة الواحدة والنصف من ظهيرة يوم الأربعاء 5 – 4 – 2006
و كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات وقتها.

خرجت الطفلة من منزلها الواقع بحي القدس  في محافظة المجمعة برفقة اخوتها. لكن عاد الإخوة و لم تعد الطفلة، اختفت ابتهال في ظروف غامضة و تركت أمها تذوب ألما و قهرا عليها. و كـانـت الصغيرة ترتدي بلوزة برتقالية و تنورة جينز عند اختفائها.

بذلت الشرطة كل جهودها من أجل العثور على الصغيرة، حتى أنها بحث من الجو لكن بدون أي فائدة.

و قد تعاطف الناس كثيرا مع الأهل المفجوعين بإختفاء ابنتهم الغامض، ليس من السعودية و حسب، بل من دول الخليج أيضا

هناك أناس يحبون نشر الشائعات الكاذبة في الصحف، و قد نشروا اشاعة أن ابتهال مقتولة أو عثر عليها في خزان. لكن جميع هذه الإشاعات قد كذبتها أسرة الطفلة التي لا زالت تبحث عنها و لم تنطفئ شمعة الأمل بالعثور عليها يوما.

القصة الثالثة – الطفل عبدالله محمد الزهراني

blank
الطفل عبد الله

مفقود من عشية يوم الجمعة 19 ابريل 1987

عائلة سعودية ذهبت لمكة لصلاة و حين دخلوا الحرم كانت الصلاة قد بدأت، و شرع الأبوان بتأدية فريضة المغرب و تركا محمد ابن السبعة أشهر وقتها في حضن أخته ابنة السبع سنوات.

بعد انتهاء الصلاة سألت الأم زوجها : أين محمد ؟
قال: لا أدري.

و رأوا طفلتهم تمسك بعباءة أمها و بالأخرى كأس ماء و قد شحب وجهها.

فسألت العائلة الفتاة عن شقيقها، فقالت: بأن امرأة منقبة جات تزحف على يديها و قالت: يا شاطرة هذا أخوك؟
قالت الفتاة : بلى.
قالت المرأة : أعطني أمسك أخوك وأنت اذهبي واجلبي لي كأس من الماء.

فقدت الأم بصرها بسب كثرة البكاء على طفلها الحبيب، و الذي كان لا يزال رضيعا حين اختطف و قد تغيرت ملامح وجه حتما حين كبر مع الوقت.
و شقيقته الكبرى مازالت تواجه مصاعب و آلام نفسية بسبب ذلك الموقف المخيف الذي انحفر
في ذاكرتها.

وقد بحث الأقارب و الأصدقاء الذي حضروا الحرم المكي مع الشرطة في كل ركن من المسجدالحرام لكن بدون أي دليل.
و لم يخرجوا من بيت الله إلا مع أذان فجر اليوم الثاني بعد أن أنهكهم التعب.

و قد بحث الأب كثيرا ، في السعودية وخارجها ، من المغرب إلى اليمن ، وتعرض احيانا للاحتيال ، من أناس زعموا أنهم رأوا الطفل محمد في هذه الدول ، ومع ذلك هو غير متحسر على المال الذي ضاع في تلك الرحلات بقدر حسرته على ولده الذي لم يعد قط الى منزله.

ويروي والد الطفل إحدى قصص الاحتيال التي تعرض لها بقوله : “ارسل لي احد الاشخاص في دولة مجاورة برسالة يقول ان ابني موجود لديه، وانه في اتم الصحة والعافية، وانه متأكد انه ابني، وبعد ان طلبت منه ارسال البصمات الخاصة به لم تمض ايام حتى ارسلها لي.
وعندما ابلغته انني فقدتها وأرغب في ارسالها مرة اخرى، وجدتها مختلفة عن الأولى التي ارسلها، وعلمت انه اراد سرقتي”.

و بعد عرض القضية في التلفاز اتصل بهم شاب من اسرائيل يزعم بأنه محمد المفقود منذ أكثر من 28 سنة. و أنه يريد مقابلة ابيه لإجراء الحمض النووي ، لكنه لا يقدر على السفر ، و أنه يجيد العربية و مسلم ومتزوج من امرأة إمريكية و لديه أطفال. وقد أعطاهم معلومات مقاربة لقضية فقدانه و تاريخها، لكن ربما يكون قد سمعها، لذلك لم تتأكد العائلة من صحة كلامه ، و الشئ الذي قد يظهر الحقيقة هو تحليل (DNA).

القصة الرابعة – الطفلة سلمى أحمد مصطفى – مصر

blank
الطفلة سلمى

مختطفة من 22 مايو 2013.

لم تكن تعلم الأم أن انتقالها لشقة جديدة قد يجعلها تفقد أغلى ما تملك.
حين كانت سلمى تلعب في فناء منزلها مثل اي طفل عمره خمس سنوات كانت أمها في داخل المنزل تحضر الطعام.
ثم سمعت صوت الباب يغلق فأسرعت للفناء و أصيبت بالصدمة عندما لم تجد نور عينيها في مكانها تلعب.

خرجت تبحث عنها و تسأل كل شخص تراها ، وقد افهمتها امرأة خرساء بأنها رأت طفلتها وهي تمسك بيد شاب يرتدي غطاء رأس وتمشي معه بكل هدوء، وكأنها تعرفه.

و قالت شاهدة أخرى: أنها رأت الشاب يسلم الطفلة لأمرأة أربعينية في منطقة مجاورة و أن الصغيرة كانت تصرخ و تبكي:أريد ماما!.

و من ذلك اليوم إلى اليوم و الطفلة مفقودة، دمع الأم لا يجف أبدا، و في قلبها أمل بعودة ابنتها لأحضانها مرة أخرى.

و قد تفاعل عدد كبير من المشاهير مع قصة سلمى التي لم تترك أمها أي لقاء تلفزيوني إلا و ظهرت فيه تحكي حكاية اختفاء طفلتها الغالية.

و تلقت الأم اتصال من مجهول يخبرها بأن طفلتها قد تم بيعها لعائلة لا تنجب خارج مصر و أنها لن تعود إليها أبدا.
فجن جنون العائلة فقامت بإبلاغ كافة الجهات الأمنية بعد هذا الإتصال، و دارت الشكوك  حول العامل الذي كان يعمل في شقتهم الجديدة و تم القبض عليه لكن أفرجت الشرطة عنه لعدم توفر الأدلة.

و في رمضان وزعت عائلتها إفطار للصائمين عليه صور ابنتهم الغالية ،و قد تم تسميته، افطار عائلة سلمى.

و قد عرضت عائلتها مكأفاة مالية مقدارها 4 مليون و 100 ألف جنيه بالاضافه لسيارة مرسيدس موديل 2016 لأي شخص يرجع سلمى لأحضان عائلتها سالمة معافاة.

أخيرا لا يسعنا سوى ان نردد :

يا من رددت موسى لأمه لكي تقر عينها و لا تحزن، و رددت يوسف لأبيه بعد سنوات من الغياب .. رد كل طفل مخطوف لأهله سالما معافى ..
آمين يا رب.

المصادر :

– مواقع وصحف عربية مختلفة

تاريخ النشر : 2019-08-11

إياس شعيب

السعودية
guest
59 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى