ملاك الرحمة
أرى تلك الفاتنة ذات الشعر الأسود القصير .. |
قد يملك هذا الشاب ما لا أملكه ولكنني أيضا أملك ما لا يملكه فلدي زوجة حنون و ثلاثة أطفال جميلين سأفاجئهم اليوم بالهدايا التي اشتريتها للتو لهم .. أتوقف أمام الشارع منتظراً خلوه من العربات انني أشتم رائحة عطر نسائي ساحر .. يغويني ذلك العطر ، هل التف ناحية مصدره أم لا ؟ إنها مجرد نظرة ، و ما الضير في ذلك . أحني رأسي و ياليتني لم أحنيه ، أرى تلك الفاتنة ذات الشعر الأسود القصير .. قصير جداً بل هو أشبه بشعر الصبيان ولكنه يناسبها و يزيدها جمالاً بشكل غريب .. إنها مختلفة عن بقية النسوة اللاتي تحاولن إطالة شعرهن قدر المستطاع مختلفة مميزة .. أنا منجذب إليها . يخلو الشارع من العربات و يسير كلينا فيه ثم نفترق ، أنا أذهب جهة اليسار ، و هي تذهب جهة اليمين .. هل هذا الوداع ؟ لا أنا لا أريد ذلك ، أريد معرفة المزيد عنها .. هل أتبعها .. لا ، يجب علي بأن أحمد ربي على كل شيئ و أذهب إلى منزلي قليلاُ ، سأتبعها قليلاً فقط . تواصل سيرها و أواصل السير خلفها كعبد هام عشقاً بسيدته .. إلى أين ستذهب ياترى ؟ إلى منزلها أم إلى منزل عشيقها .. يراودني فجأة شعور بالغيرة .. يالي من غبي إني أغار على إمرأة لا أعرف حتى اسمها .. أراها تتوقف فجأة ثم تحني رأسها قليلاً .. ياإلهي هل اكتشفت بأني أتبعها ، ماذا سأفعل الآن ؟ ماذا ! إنها تبتسم ، هي تعلم . هي تريدني ، أنا مرغوب . تواصل سيرها ثانية و أواصل سيري وقد تهت في خيالاتي التي يندى لها الجبين ، أتخيل و أتخيل و أتخيل ثم أتوقف .
أين أنا ؟ لم جلبتني إلى هذا الزقاق المظلم ؟ الآن علمت ، هي لا تريد لأحد أن يرانا ، يالها من إمرأة شقية .. ترتسم على شفتي إبتسامة خبيثة و ألقي الكيس لتتناثر هدايا أطفالي على الأرض و اقترب منها ..ترمق الحسناء الكيس بنظرة ثم تلتفت إلي قائلة (كان بإمكانك بأن تواصل سيرك جهة اليسار لتصل إلى منزلك وتقبل رأس زوجتك امتناناً للعشاء الذي أعدته لك ، ثم تهدي أطفالك الهدايا التي اشتريتها لهم .. كان بإمكانك أن ترى الدهشة على عينيهم ، على ملامح وجههم البريء ، وقد قفزوا من شدة الفرحة عليك ليهاجموك بسيل من العناق و القبل .. كان بإمكانك بأن تلقي بنفسك على سريرك لتبادر زوجتك بإحاطتك بذراعيها و تنام في حضنها الدافئ بعد أن تخبرها بمدى حبك لها ، ولكن .. ولكن مع ذلك اخترت بأن تستسلم لغرائزك و لم تحمد ربك) . كانت كلمات تلك المرأة كالرصاصة التي اخترقت قلبي .. إنها محقة في كل شيئ ، و لكنني .. و لكنني مع ذلك أريدها .. أواصل اقترابي منها ، أرها تقطب حاجبيها و تنظر إلى شخص آخر خلفي ، تمنح ذلك الشخص إيماءة برأسها ، أدير ظهري لأراه .. إنها حسناء أخرى ، ولكنها مختلفة ، من أين لها جناحي الخفاش هذين ؟ من أين لها هذين القرنين ؟ كيف تمتلك شعراً بلون الدم ؟ كيف تملك عينان بلون البنفسج ؟ كيف تمتك أنياباً كأنياب الذئب ؟! حدسي ينبأني بأن مكروهاً سيحصل لي إن لم أطلق ساقيّ للريح .. في هذه اللحظة بالذات أستجيب لرغبة البقاء بداخلي و أركض بأقصى سرعة .. أتخطى تلك المخلوقة و أشعر بنشوة الإنتصار، أدير رأسي لأتأكد من أنها لا تتبعني لكنني لا أرها ، ألتف للأمام و إذا بها أمامي هي وضحكتها الشيطانية .. أحس بألم فضيع عندما تغرز مخالبها في جسدي ، كل شيئ يصبح أسودا من حولي .
تاريخ النشر : 2015-01-19