تجارب ومواقف غريبة

ليلة رعب على الطريق

بقلم : قاسم الكعبي – إيران

نزلت وأنا اركض مرعوبا بالطريق السريع الذي بدى مقفرا
نزلت وأنا اركض مرعوبا بالطريق السريع الذي بدى مقفرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..  في إحدى أيام الصيف سنة 2009 كنت في مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان الايرانية جنوب إيران ، كنت آتي كثيرا من قريتي إلى الأهواز التي تقع على بعد أكثر من 100 كيلو متر من العاصمة الأهواز لشراء بضائع وأغراض لمتجري في قريتي .

وفي أحد الأيام تأخرت وبقيت لوقت متأخر من الليل في العاصمة وفكرت المبيت بأحدى الفنادق لكني تراجعت لأنه لا يمكن أن أؤخر أعمالي ويجب أن أعود  ، واتكلت على الله وركبت سيارتي عائدا رغم أن الوقت يستغرق ثلاث ساعات من السفر ، وبعد مسير حوالي الساعة شعرت بانحسار قوي فاضطررت للتوقف والذهاب إلى إحدى الغابات على الطريق لأقضي حاجتي تحت إحدى الأشجار ، وبعد ذلك عدت وركبت سيارتي وبعد حوالي نصف ساعة بدأت السيارة تهتز بي فتوقفت ونزلت لأرى لأجد عجلة دولاب السيارة مثقوبة وقمت بتغييره بالعجلة الإحتياطية التي  معي وعدت  و ركبت السيارة ، وبعد عشر دقائق شعرت كأنه أحد يتنفس ورائي ولفحات هواء تنفخ علي! 

أول الأمر ظننت أنه من هواء الطريق السريع الذي أسير عليه ولكن بعد لحظات شعرت بصفعة على رقبتي جعلتني أفقد التوازن والإدراك والقيادة مما جعل السيارة تصطدم بحائط على الطريق من جانبها ، وتوقفت فورا وأنا غير مستوعب ما يحصل معي ! وشعرت كأنه هناك احد معي بالسيارة ونظرت إلى المقعد الأمامي بدى كانه مضغوطا نتيجة جلوس احد  عليه!

وقبل أن استوعب ما يجري احسست بصفعة اخرى على رأسي من الخلف وهنا نزلت فورا راكضا وأنا ابتعد عن السيارة وأنا أسمي بالله واقرأ المعوذات واية الكرسي وأنا أركض مرعوبا بطريق سريع ، و رغم أنه عام ومضاء لكنه  بدى مقفرا ، وأنا أدعو أن تمر سيارة ،

واستمريت بالركض قرابة نصف ساعة حتى لمحت أضواء خلف إحدى الأحراج الأشجار النخيل ، اقتربت منها حتى لاح أمامي مبنا كبير وصرخت طالبا النجدة  ، حتى أتى إلي بعد فترة أشخاص مسلحين تبين أنهم أفراد الحرس الثوري ، وطلب النجدة منهم  وأنا مرتعب ومرهق ، حملوني إلى الداخل فورا واحضرو طبيب يعاينني حتى ارتحت قليلا واستعدت نفسي واحضرو لي ماء وفاكهة ، شربت ماء ولم أقدر على اكل شييء ،

وبعد ذلك أخبرتهم ماذا حصل معي على الطريق بالتفصيل وكان هناك رجل دين عسكري يستمع الي أخبرني أنه قد اعتديت على مقر للجان دون قصد عندما قضيت حاجتي تحت شجرة كانو يعيشون فيها ، وما حصل معي إنتقام منهم  ، وطلب مني أن أسمي بالله واقرأ اية الكرسي بإنتظام عندما أتوقف ليلا بمكان مقفر ، وألا  اقضي حاجتي  إلا بعد قراءة معوذات واية الكرسي واحمل معي القرآن الكريم دائما بالسيارة .

قضيت الليلة في مقر الحرس الثوري وفي الصباح ارسلو قاطرة أحضرت سيارتي وقاموا  بمعاينتها جيدا وركبت عائدا بعد أن شكرتهم على مساعدتي وعدت واخبرت عائلتي ما حصل معي ، فكان الدعاء لله والشكر على سلامتي وحمدت الله وقررت ألا أسافر ليلا مرة أخرى مهما كلف الأمر .

تاريخ النشر : 2019-08-22

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى