تجارب من واقع الحياة

مشاكلي مع الجاثوم وعائلتي

بقلم : سارة

كيف اتخطى حالتي النفسية السيئة؟
كيف اتخطى حالتي النفسية السيئة؟

الجميع يعرف معنى الجاثوم ولكن كل شخص يصفه باسم مختلف .. هو شيطان يجثم عليك اثناء النوم ..
عانيت منه في سن مبكرة لثلاث سنوات. كنت اعيش حياة طبيعية ولما وصلت لسن المراهقة بدات بسماع الاغاني والابتعاد عن الله وكلما كنت ابتعد كنت احس انني اعيش في حلم، ليس حلم بمعنى الايجاب ، بل مثل الشعور عندما تحلم بأنك مهدد من طرف شيء لا تعرف ما هو ، كل يوم استمر بالاحساس بان حماستي تنقص نشاطي و حياتي الاجتماعية عموما تتراجع وسعادتي النفسية تتلاشى اشعر بالضيق في صدري وكل شيء يكتئب!

اتى يوم لم استطع النوم كنت خائفة للغاية بدون سبب، انام ارى كابوسا استيقظ احس بان شيئا يخنقني في الاحلام، استمر الامر هكذا لسنوات، ارى حشرات في الاحلام احيانا، واحيانا اخلط بين اشياء حدثت في الاحلام واشياء حدثت في الواقع.

تراجعت في دراستي ووجهي تغير شكله فلم اعد اعرف نفسي من كثرة السهر و البكاء حتى سماع القرآن لم يكفيني، والدتي كانت تهتم بي ، لكن والدي لم يهتم بأمري حتى عند رؤيته لي وانا اعالج نفسي يزعجني و يوقف علاجي وهذا اثر علي واصبت بصدمة وبدأت افقد اعصابي ومشاكل متراكمة ، ووالدي كانا يتشاجران وكاد ابي ان يقوم بتطليق امي مرات عديدة، اما انا كنت اتحمل فوصلت لدرجة لم اعد اشعر بشيء سوى انني اريد ان اصبح قوية وانجح في حياتي فأنا تعودت على الجاثوم و الشياطين التي تعبث معي كل يوم و الجروح و الشجار ايضا شيء اصبح من روتيني.

الان غيرنا البيت والحمد لله ، لكن وجهي لم يعد كما كان ، وجسمي وحالتي النفسية ايضا مازالت منكسرة ، من الصعب ان تدرك ان احد والديك لايهتم بك حتى في مرضك حتى انه لا يهتم بأمي عندما تمرض، فنحن وحدنا وليس لدينا احد غيره ودائما يقوم بجرحي امام الاخرين بالرغم من اني ادرس و اطيع اوامره و كنت دائما الابنة الممتازة، لكنه يحب اذلالي امام الناس والامر الاكثر استفزازا هو يفعل ما يشاء وبعد يوم يعود الي مبتسما ومتناسيا كل شيء وأجبر على التعامل معه كالسابق كان شيئا لم يحدث، وإن لم ادرس ساصبح جارية عنده.

اصبت بالاحباط والاكتئاب لسنتين، لكن بسبب حنان ومساعدة امي تعودت على كل شيء وانا ادرس بجد ولا استطيع ابدا اخراج مشاعري لانني مجروحة للغاية، الجميع يظن انني بخير ويبدو انهم تناسوا الماضي لكن انا لا ادري كيف اتخطى حالتي النفسية السيئة تحت قناع السعادة، فحالتي تجبرني على الابتعاد عن الله و القيام بتصرفات منافية للاخلاق، وعندما اغضب افقد السيطرة على نفسي واحيانا اضحك وابكي في نفس الوقت واخراج ما في داخلي لطبيب نفسي سيجعلني اعاني اكثر .. لا استطيع فعل شيء سوى الصبر و الصلاة.

تاريخ النشر : 2019-09-08

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى