تجارب من واقع الحياة

صمت و عذاب

بقلم : Sadness – الجزائر

أعاني من مرض اضطراب الشخصية الأجتنابية

 

مرحباً أصدقائي ، في البداية أنا فتاة في 16 من العمر ، أعاني من مشاكل نفسية و صحية للأسف و الأمر ليس بيدي حقاً .

أعاني من مرض اضطراب الشخصية الأجتنابية ، أذكر أنه ظهرت علي منذ الصغر علامات انحراف في السلوك و بسببها زرت طبيب نفسي لمدة لكن والداي من كانا يتحدثان لذلك لا أذكر التفاصيل بالكامل ، أنا سيئة و أعترف بذلك ، معظم صفاتي ليست سيئة فحسب بل أسوء من السيء بمراحل ، كل خياراتي في الحياة حتى الأن فشلت ، نعم أنا أعلم أنني أخترت أن أنطوي على نفسي و عن الحياة و الآن عندما أرى من بمثل عمري من الفتيات الطبيعيات أتضايق جداً و ربما أبكي لا شعورياً ، كل ما أفعله هو أقناع نفسي بأن حياتي هذه أنا السبب فيها بدلاً من ألقاء اللوم علي الناس و الظروف ، و محاولة أقناع نفسي بذلك تدفعني دوماً لكره نفسي أكثر مما أكرهها ! .

تعرضت للتنمر بسبب شخصيتي الهشة و الضعيفة جداً ، فكان تعاملي مع هذا الأمر بأن أصبح قلبي كقطعة جليد ، صحيح أنني حساسة جداً لكن لنفسي فقط ، لا أحزن و لا أتضايق من أجل أحد ، وصل بي الأمر أنه عند وفاة جدتي قلت عادي كلنا سوف نموت ، لن ألوم نفسي على هذا كله فقد فارقت الكثير من الناس في حياتي حتى أعتدت على غيابهم بل أصبح وجود الجميع من عدمه لا يفرق معي .

دخلت كثيراً في مراحل من الاكتئاب  و نتيجة لها أنعزل أكثر و أكثر عن العالم و عن الحياة ، و كلما تأتيني هذه الحالة تظهر علي أعراض الحزن الشديد و أذهب لأنام طوال اليوم ، فعندما تلاحظ والدتي ذلك تصرخ و تسب و تلعن في تربيتي و توكل باقي المهمة للوالد الكريم الذي يجلس ليحدثني بالضبط كجلسة التحقيق الفدرالي مع المجرمين  ، أنا لا أتحدث مع أحد  فأنا معتادة على منع الألم و كبحه ، أحياناً أحس أن قلبي سيقع من الأثقال الذي عليه ، تعرفون هذا الإحساس و كأن هناك شيء يقف على قلبك و لا يتزحزح من مكانه ، لا للأعلى و لا للأسفل ، المهم ينتهي التحقيق معي على لا شيء ، أنا لا أتحدث و والدي يجيد ما يفعله و هو الصراخ ، ثم تأتي تلك الجملة : التعليم بالنسبة لي لا شيء ، لو لم تتحسن حالتك لن أجعلك تكملين دروسك ، لأن نهايتك هي الزواج ، تعجز كلماتي عن التعبير عن شعوري لحظتها ، لا أعلم مزيج فريد من الغضب و الرغبة في الصراخ و ضرب من يتحدث بتلك الطريقة و يحتكرني للزواج فقط ، و أيضاً أحساس بالإهانة ، لدي تساؤلات أبحث عن إجابات شافية لها ، و هي سبب كتابتي كل هذا .

هل خطر في بالكم من قبل سؤال ما فائدة الحياة إن كنا سنموت في جميع الأحوال ؟ لا أريد الإجابة خلقنا الله لنعبده – لأن هذا أكيد – ، لكن أريد إجابة أخرى ، إجابة مرتبطة بسؤال آخر و هو لماذا ليست لدينا الحرية في اختيار حيواتنا و من سنكون و كيف سنعيش ؟ ما ذنبي أنني أنا ؟  لماذا أنا هو أنا ، لماذا أنا أنسان من الأساس ، لماذا لست صخرة مثلاً لا أضر و لا أنفع ؟ لماذا لست حيواناً ليس له عقل و لا يحاسب علي شيء ، أنا لم أطلب أن أكون هنا الآن !  عندما ينهي أحدهم حياته يموت كافراً لأنه أنهاها عمداً ، لكن ألم ندخل الحياة عمداً أيضاً ، أتمني منكم عدم الانفعال علي  و استنكار طريقة تفكيري ، لكن استنتجوا أنتم ما أوصلني إلى تلك النقطة .

تاريخ النشر : 2019-09-10

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى