أدب الرعب والعام

بحر الشمال

بقلم : احمد ابراهيم سليم – مصر
للتواصل : [email protected]

الرياح والامواج التي بدأت تهتاج مما جعل السفينة تهتز
الرياح والامواج التي بدأت تهتاج مما جعل السفينة تهتز

ليلة 12 مارس 1822 شمال كوكسهافن الالمانية

تواري القمر خلف الغيوم بينما شقت سفينة (جوتفريد) الضخمة التي تحمل علم الدنمارك (الاحمر ذو الصليب الابيض) مياه بحر الشمال بالقرب من مصب نهر الالب في طريقها الي ميناء كوكسهافن في حين اخذت سرعة الرياح والبرودة تزداد بشكل تدريجي كان البحار الشاب (يوهانس سكوت) يستند بظهرة الي احد جوانب السفينة يعبث سارحا في احد الخدوش الغائرة في جسد السفينة والتي اخبروه انها من اثار تركيب المرساة الجديدة

كان يحاول استرجاع تفاصيل الشهور الماضية بعد التحاقة بعملة الجديد علي ظهر السفينة
كانت الرحلة الاولي له في عرض البحر بعد ان كان يعمل كطباخ لأحد الاغنياء اخبرة احد اصدقائة الذي يعمل في الميناء بوفاة طباخ السفينة (جوتفريد) فوجدها فرصة بعد وفاة والدته في الهروب من المشاكل التي ابتلي بها في بلدته القديمة بعد ان بدأ الدائنون القدامي في المطالبة بأموالهم التي استولي عليها والده وهرب وتركه هو وامه في فقر مدقع

التحق بطاقم السفينة من مدينة تريست (النمساوية – المجرية) وعرف انها قادمة من مصر محملة بالهدايا من والي مصر العثماني (محمد علي باشا) الي الملك (فريدريش ويلهلم الثالث) ملك بروسيا

كان منبهرا في البداية من ضخامة السفينة (ذات الحواف الذهبية) والتي يصل طولها الي 20 متر من خشب الزان وحمولتها اكثر من 200 طن وكان يعتقد انها اكبر سفينة في العالم لكن سرعان ما ادرك سذاجة افكاره بعد ان صادف الكثير من السفن الاضخم

استغرقت الرحلة سنة كاملة مر فيها علي الكثير من البلدان مثل ايطاليا وتونس والمغرب واسبانيا والبرتغال وانجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا حتي شارفت علي النهاية الليلة

كان يعمل في النهار في مطبخ السفينة حيث يعد الطعام للطاقم المكون من 9 اشخاص وفي الليل يعمل كمراقب لمدة ساعتان ..
قطع سيل افكاره جرس تغير الوردية
و
(هيا ايتها العاهرات حان وقت عملكم )

كان هذا صوت (جان هولشتاين) او (جان الاسود) كما يحب الجميع ان يلقبه كان هو المشرف علي سطح السفينة ، كان من النوع المتنمر الذي لا يترك شخص حتي (يكن له الاحترام) كما يقول دائما
سليط اللسان….ضخم الجثة …..اصفر الاسنان…. حليق الرأس….. طويل الذقن…منضبط كالساعة لدية جرح كبير علي جانب وجهه من شجار قديم يردد قصته علي كل مائدة طعام تقريبا

التفت الي (يوهانس) قائلا : (هيا ايتها العاهرة السويدية الم تكتفي من الراحة )

كان (يوهانس) يكره (جان الاسود) كثيرا بسبب استهزائة به وقسوته وخشونته معه ، كان هو الذي يحول جنة البحر الي جحيم مستعر
كان يعرف ان اكثر شيء يستفزه هو ان يعصي احد اوامره او يتباطأ في قول (حاضر سيدي) التي يعشقها ، لكنه في نفس الوقت كان يتحاشي الاحتكاك معه لكي يعيش في سلام فهضم الاهانة في بطنه واغلق عليها بجزة خفية علي اسنانه مع (حاضر سيدي) مقتضبة ولعن ابيه الذي جعله في احتياج الي امثال (جان)وهو يتجه الي الصاري الذي يحمل (عش الغراب) وتحاشي النظر الي (جان) الذي استطرد :
(اسرع قليلا ايها الفتي والا سوف اجعل ما فعله بك الدائنون الذين تهرب منهم كلهو الاطفال)

ثم التفت الي بحار اخر قائلا: اترك (الرم) يا (لوبيك) وانت تعمل والا حشرت تلك الزجاجة في مؤخرتك)

كان الصاري يرتفع الي اربعة امتار فوق سطح السفينة منصوب عليه سلم خشبي ممتد الي عش الغراب الذي يقف عليه مراقب طوال الليل والنهار ليراقب السفن القادمة والنتوئات الصخرية
صعد السلم والريح تضرب القميص الفضفاض الذي يرتديه وتنساب بين اضلاعه وتسري القشعريرة في عظامه حتي وصل الي عش الغراب فأغلق عينيه كعادته وفتح ذراعية ليتتنشق نسيم البحر الصافي الذي يتركه يتخلل روحه وينقيها من شتائم (جان الاسود) ويخرجها مع انفاسة لتختلط مع اصوات موجات الليل الهادئة وحفيف الريح الباردة التي تضرب الاشرعة وطيور البحر المغردة
كان يشعر في تلك اللحظة انه ملك العالم

قطع نشوته هذة المرة صوت شخير يأتي من مكان قريب فألتفت الي جواره فأذا هو (لوك هيرش) صديقة المقرب او (لوك الابيض) كما يحب ان يطلق عليه فقد كان (لوك) مناقض لـ (جان) في كل شيء
مبتسم طوال الوقت… مرح …. يلقي النكات…. يساعد الجميع …. مستهتر احيانا…. لا تمل من الجلوس معه ….. ينطق بالحكم والمواعظ طوال الوقت
هو الوحيد الذي لا يستطيع (جان) التحكم فيه ، كان نقطة بيضاء وسط عالم (جان) الاسود
اوكل له (جان) دور المراقب الاساسي لكي يستريح من مشاكساته

ركله (يوهانس) قائلا بابتسامة : استيقظ ايها المذنب والا القيت في الجحيم

فتح (لوك) احدي عينيه والقى نظرة علي (يوهانس) ثم ابتسم في مرح كسول وفتح ذراعيه وقال: وماذا ستفعل حوريات الجنه بدوني

و هب واقفا فوقعت زجاجة (رم) كانت في حجره وفقد توازنة للحظة فسنده وهو يقول :

– هل تشرب وانت تراقب هل جننت يا (لوك)

– في المخاطرة لذة ياصديقي سوف تعرفها عندما تكفر بالقواعد

– الفيلسوف لوك …. من سوء الحظ انك بحار ولست اديبا

– الحياه قصيرة علي ان اقضيها في مكتبة … الحياه الحقيقة في صوت فتح زجاجات الخمر وتأوهات الشبق وامواج البحر

– لاتخبر (جان الاسود) بهذا

– تبا لذلك الاصلع المسكين البائس الوحيد  .. هل اخبرك سرا لايعرفه سواي

– ان قضيبه قطع وهو صغير ووضعوا مكانة قضيب خروف لقد سمعتك تقول هذا 1000 مرة

– انها الحقيقة ولذلك هو دائم الغضب لقد سمعت انه يسلي نفسة بـ ….

– يكفي هذا يا (لوك) هيا انزل فأن العش لن يتسع لنا

– حسنا ياقاتل المرح انك اسوء منه …. التقط

اعطاه المنظار النحاسي واطلق صرخة حماسية وانزلق من فتحة العش وهو يترنح
راقبه (يوهانس) قليلا حتي اطمئن انه اصبح علي سطح السفينة ثم التفت الي البحر وامسك المنظار الطويل واخذ يتفحص الافق كان يمكنه بذلك المنظار رؤية اشرعه سفينة طولها 20 مترا من علي مسافة 16 ميل

كان البحر خالي تمام مظلم قاتم الا من ضوء برج جزيرة (نورك) التي تقع شمال كوكسهافن يلوح في الافق وسط الظلام مرشدا للسفن الضائعة ليلا
كان هكذا يطلق علي الابحار ليلا ……… الضياع

مرت فترة من المراقبة حتي بدأ يشعر به مغص في المعدة ….. تشوش في العينين….. غثيان
كانت تلك النوبة تصيبه من فترة الي اخري لتشترك مع (جان) في تعكير صفو رحلته
حاول تمالك نفسه لكنة لم يستطع ..
افرغ مافي احشائه علي حافة العش فأخاف احد الطيور الكسلانة التي تهوي الوقوف علي الحافة فترك الطائر العش واتجه الي سطح السفينة ليقف بجوار القبطان (هاينريش ريزبرك) ومساعده (ارثر فيليب) اللذان يقفان علي المنصة المرتفعة ذات الحافة الذهبية في مؤخرة السفينة

رأي القبطان السوائل التي تهبط من اعلي فنظر الي العش وقال :
توقف عن تلويث سفينتي ايها البحار والا علقتك من قدميك والقيتك في البحر

نظر (ارثر) الي الغيوم وقال: لقد بدأ الجو في التغير يا سيدي …. اكاد اجزم من شكل السحب وحجمها ان هناك عاصفة قوية قادمة

اخرج القبطان (ريزبرك) ساعة الجيب خاصته ونظر بها ثم قال : مازال لدينا اربعة ساعات حتي نصل الي ميناء كوكسهوفن انا واثق ان صغيرتي تستطيع الصمود في وجه العاصفة

– لا اريد ان ابدو متشائما يا سيدي ولكنني لا اثق في الابحار في هذة المنطقة مع هذه العاصفة فأصوات بحارة الاربعين سفينة التي غرقت هنا مازالت تتردد في ارجاء بحر الشمال

– هل اصبحت تؤمن بالخرافات يا (فيليب)

– ليست خرافات يا سيدي …. اليس من الافضل ان نرسو عند منارة (نورك) او بجوار الساحل حتي تنتهي العاصفة

– انا متأكد ان الملك (فريدريش) لن يكون سعيدا بتأخر حمولته التي انتظرها طويلا فربما تبقي تلك العاصفة لسبعة ايام ماذا سنفعل حينها ….. لا سوف نصل الميناء الليلة

تعجب (ارثر) من طريقة تفكير قائدة الذي يفضل المخاطرة بحياتهم علي الوصول متأخرا لكنه لم يجد طريقة لأقناع القبطان خاصة وانه يعرف انه سريع الغضب متصلب الرأي فحاول تغيير الموضوع قائلا :
لماذا يرغب ملك (بروسيا) بشدة في اقتناء تلك المجموعة لقد سمعت انه لم يتوقف عن مراسلة القنصل (مينوتولي) طوال الشهرين الماضيين اثناء الحفر

– ان الملك يرغب في اقتناء اكبر قدر من من اثار الفراعنة لكي يضمن التفوق علي انجلترا وفرنسا اللذان استوليا علي الكثير من الاثار المصرية طوال السنوات الماضية

– اليس الافضل من هذا ان يفي بوعده للشعب بأصدار الدستور الذي وعدهم اياه اثناء (حرب التحرير )

– انه خائف من مطامع (الليبراليين) ومعه حق في هذا ولهذا لم ينشأ (مجلس الجماهير) ايضا انهم مجموعة من الاغنياء ممتلئي الكروش مدعيين الفكر والاصلاح لكن هدفهم الحقيقي هو زيادة ثروتهم

– من الخطأ ان نعمم ياسيدي ….. انه بفعلته هذه جعل (بروسيا) هي الولاية الوحيدة التي ليس لها مجلس جماهيري حتي الان

– اراك متحاملا علي (فريدريش) منحازا (لليبراللين) ايها البروسي

– ليس تحاملا علي الملك ياصديقي الدنماركي ولكنه الحق ماذا سيفعل (الليبراليون) انهم يريدون المشاركة الديموقراطية في الحكم لا اري خطأ في هذا ثم بالله عليك ما هذه القوانين المجحفة التي سنها مؤخرا ان…….

– شكوي شكوي شكوي انت لاتعرف الظروف التي دفعته الي هذه الافعال فالشعوب لا تصل اليها ما يصل الي الحكام من معلومات احيانا تكون القرارت التي يتخذونها صعبة وشديدة علي الشعوب ولكنها صحيحة في وقتها وتظهر نتائجها علي المدي الطويل

– معك حق لكن هذا ايضا ما سيقوله الدكتاتور لشعبه

– احيانا الدكتاتور افضل من الحاكم الصالح

هم (ارثر) بقول شيء لكن قاطعه صوت (جان الاسود) في منتصف السفينة وهو يدفع احد البحارة في صدرة بعنف ويلقيه ارضا ويقول
(انتم كسالي عاجزون مائعون…..العاهرات في بيوت الدعارة يبذلون جهدا اكبر منكم)

اقترب منه (لوك هيرش) وهو يترنح وعلي وجهه ابتسامة مرحة ويقول
(هل ذهبت الي هناك يوما يا زعيم)

اندفع (جان) بعنف تجاهه وهو يقول (ايها الحقير) فقفز (لوك) برشاقة فوق مجموعة من الصناديق في منتصف السفينة وهو يضحك بصوت عالي مما جعل (جان) يصطدم بهم وينقلب علي وجهه فأنفجر البحارة الاخرين ضاحكين فهب واقفا وامسك احد الصناديق بغضب والقاها عليهم قائلا (عودوا الي عملكم ايها المخنثين) ثم عاد الي مطاردة (لوك) مرة اخري

كانت الامطار بدأت في الهطول في تلك اللحظة التي قال فيها القبطان (ريزبرك):
– لقد بدأت ان اشمئز من هذا الخنزير

قال (ارثر): لن تجد افضل منة في الاشراف علي العمال والاهتمام بأعمال البحار يا سيدي

– لقد اصبحت اضيق ذرعا من صوته وعصبيته وذكره للعاهرات وبيوت الدعاره ان البحارة لا يتوقفون يوما عن تقديم الشكاوي لي في حقه لذلك قررت ان تكون تلك اخر رحلة له علي سطح (جوتفريد)

– بعض البشر يجب ان تتحمل ناره حتي تنال جنته ياسيدي ان ذكره الدائم للعاهرات وبيوت الدعاره بسبب قطع …….

– اعرف اعرف الحكاية كاملة وذلك سبب ادعي لرحيله

واستطرد وهو يزم شفتية في اشمئزاز ويوميء برأسة ايماءة ذات مغزي في وجه (ارثر) هو يقول : (وربما لن يكون الوحيد الذي يرحل عن السفينة)

هنا ضرب الرعد بقوة مع برق قوي اعمي عينين (ارثر) هو والقبطان (ريزبرك) واندفاعة قوية من الامطار وتغير مفاجيء في حاله الرياح والامواج التي بدأت تهتاج مما جعل السفينة تهتز وتتأرجح بقوة فأفقدت العديد من طاقم السفينة توازنهم وجعلت الصناديق والبراميل الموجودة علي السطح تتحرك من مكانها في عنف
فعلي صوت (جان)قائلا: تماسكوا بأي شيء ايتها الفتيات

حاول افراد الطاقم التمسك بأي شيء يجدوه فنجح البعض اما البعض الاخر فتقاذفته اجناب السفينة التي اخذت بالتأرجح الي الامام والخلف مع رياح قوية جعلتها تميل بزاوية مخيفة الي اليمين والامواج تعلو وتضربها من الامام والخلف مما جعل مقدمة السفينة المدببة تغوص داخل الامواج اكثر من مرة

فصاح (ارثر) في البحار المتشبث بالدفة: الميسرة هي التي تتعرض للرياح وجه الدفة اليها
في نفس الوقت تماسك (ريزبرك) في الحافة الذهبية التي امامه وصاح: ارفعوا الاشرعة وانزلوا المرساة

في ذلك الوقت كان (يوهانس) علي عش الغراب متمسكا في اخشاب الصاري حائرا ماذا يفعل هل يبقي في مكانه الذي يوفر له الامان ام ينزل ليساعد زملائه

نظر في فزع الي الامواج التي ابتلعت عددا من طاقم السفينة وحاصرتها بشكل مطبق وقممها تتفرق الي حبيبات ماء صغيرة بفعل الرياح القوية وتغطي سطح السفينة الذي جاهد من بقي علية في الحفاظ علي حياتهم وصياح (ريزبرك) تذروه الرياح ويغطي عليه هديل الرعد
فأفلت (يوهانس) الصاري وتمسك في احبال الاشرعة واخذ بتسلقها لأسفل والمياه تضربه بعنف وهو يحاول جاهدا ان لا تفلت يده الحبل بسبب الاهتزاز الشديد والا سوف يكون الموت مصيره حتي وصل الي السطح بعد عناء طويل واستمر في التمسك في احبال الاشرعة واخذ يتأرجح خارج السفينة عدة مرات حتي انه غطس في الامواج لفترة كادت انفاسه تنقطع فيها لكن يديه ماتت علي الحبال في ارادة واصرار وصوت (ريزبيرك) يخترق اذنة (المرساة المرساة ايها الحمقي) ولا احد يستجيب

فنظر (يوهانس) الي المرساة القابعة في مقدمة السفينة وذراعها الدوار القريب منة وافراد الطاقم الذي لم يبقي منهم سوي اثنان وكل منهم متشبث بأحد صواري الاشرعة

وفجأة انقطع الحبل الممسك به في نفس الوقت الذي انهت السفينة ميلانها للخلف وبدأت في الانحدار للامام فتدحرج علي سطح السفينة الاملس بسرعة كبيرة وحاول الامساك بذراع المرساة لكنه فشل وواصل تدحرجه حتي وصل الي الصاري الممسك به صديقه (لوك) فحاول الامساك به لكن يدة انزلقت مره اخري وتجاوزه فلم يجد سوي قدم (لوك) اليسري فأمسك بها ومقدمة السفينة تغوص في مياه البحر وزاوية الانحدار تزداد وبدأت يده بالانزلاق من علي قدم (لوك) فنظر اليه وصاح (ساعدني ياصديقي)

نظر له في تردد للحظة ثم اخذ بركل يده ورأسه بقدمه بعنف عدة مرات وهو يقول
(احدنا من سينجو وسوف يكون انا…. سيكون انا )

نظر الي عيني الشخص الذي ظن انة صديقه يوما فزعا…معاتبا…مندهشا…متحسرا في نفس الوقت الذي اخذ في المقاومة محاولا منع يدة من الافلات لكنة فشل في النهاية وتحرر جسده في الهواء متجها للامواج التي اختفت مقدمة السفينة فيها والتي سوف تبتلعه داخلها الي الابد لتسقط ورقته وتنتهي حكايته فأغمض عينيه مستسلما لقدره منتظرا النهاية
لكنه شعر فجأة بيد قوية تلتقط يده وصوت يعرفه جيدا يقول ( لن ادعك تموت ايها الداعر سننجو سويا ) فتح عينيه فاذا به (جان الاسود) يجذب يدة بعزيمة محاولا ايصالة الي الصاري
(ساعدني ايها التافه)

جاهد (يوهانس) بكل ما اوتي من قوة حتي تشبثت يديه بالصاري فلهث في عنف وهو ينظر الي (جان) في دهشة هل هذا هو الشخص الذي كنت اشمئز من صوته يوما
ثم نظر الي اعلي ليجد القبطان (ريزبريك) ومساعدة (ارثر) قد انكسرت الحافة المذهبة اللذان كانا يتشبثان بها وطار جسدهما في الهواء باتجاهه وقد اخذا في طريقهما (لوك) الخائن وهو يصرخ بفزع (لااااااااااااااااااااا)

حاول(يوهانس) التشبث اكثر بالصاري ودس رأسه بين كتفيه حتي لا يجذبانه في طريقهم
وبالفعل فشل (لوك) و(ارثر) في التشبث وابتلعتهما المياه اما القبطان (ريزبرك) فتشبث بقدم (جان) وقال في هلع : اجذبني الي اعلي
فأنحني (جان) محاولا رفعه في نفس اللحظة التي اصدرت فيها مؤخرة السفينة قرقعة عنيفة وانفصلت عن المقدمة في نفس الوقت الذي انفصل فيه الصاري الذي كانوا متشبثين به عن جسد السفينة ليهووا جميعا في مياه بحر الشمال

**********

شهق بقوة وفتح عينيه وانتفض ثم اخذ بالتطلع حوله في فزع وهو يلهث اخر ما يتذكره انه هوي داخل المياه الثائرة …. الان هو علي رمال ناعمة تلسعه حرارة الشمس ووجد فتاة سوداء الشعر زرقاء العينين بيضاء البشرة تقترب منه في حذر قائلة : من انت؟

سرح في عينيها قليلا محاولا الاستيعاب
(يوهانس اسمي يوهانس)

ثم نظر خلفها ليجد مجموعة من القرويين تبدو عليهم علامات الفزع والتردد واحداهن تقول:
(لا تقتربي منه فقد يكون مصاب بالطاعون المصري)
نظر اليها للحظة بأستغراب ثم نظر حولة ليجد الصاري الذي كان متشبثا به وبجوارة يرقد تابوت فرعوني من الجرانيت الاحمر المطعم والمنقوش بالذهب

تاريخ النشر : 2019-09-12

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى