تجارب من واقع الحياة

مشكلتي مع أعز صديقاتي

بقلم : ساره – السعودية

           هي أكثر من صديقة وأكثر من أخت بالنسبة لي 

 

السلام عليكم و رحمة الله ، المشكلة هنا أن لي صديقة  هي أكثر من صديقة و أكثر من أخت بالنسبة لي ، هي نعمة كبيرة من نعم الله علي ، تعرف عني أكثر من والداي و إخوتي وكل من حولي من الناس ، أعرفها منذ الصغر ، منذ أن كان عمري 5 سنوات تقريباً ، كنا جيران ، بل كنا تحديداً بنفس المنزل ، ولكني كنت بالطابق العلوي وهي بالسفلي ، كنت أنزل دائماً للعب معها وتنتظرني بشغف عند الباب  لأدخل ونلعب سوياً بألعابها التي دائما ما أثارت إعجابي ،

كبرنا سوياً وكبر تعلقنا ببعض أكثر ، انتقلت من المنزل إلى منزل أخر بعيد عن منزلها ، ولكن استمرت علاقتنا لأن عائلتينا قاموا بإدخالنا نفس المدارس طوال مرحلة الدراسة ، ويعود السبب بذلك إلى صغر المدينة وقلة عدد المدارس فيها ، كانت جزء مهم من يومي حيث أني إذا ذهبت ولم أجدها على مقعدها الدراسي يتعكر مزاجي طول اليوم و أصبح فجأة وحيدة أسند ظهري على الحائط وانظر إلى الطالبات بحزن بينما أتناول فطوري اليومي ، مهما كان يومي جميل يصبح سيء لأنه بدونها ، قُبلنا بجامعة عريقة بالعاصمة و كانت من أفضل الجامعات بالدولة ، عشنا بسكن جامعي سوياً سنة كاملة ، كانت الجامعة رائعة بمعنى الكلمة ، وكانت أجمل سنة بحياتي لأنها معها ، رغم أنها كانت متعبة بسبب اختلاف اللغة بالدراسة وصعوبة المواد ،

بعد ذلك أصابني مرض معين ، أصاب والدتي من قبلي وشفت منه ، الحمد لله  ليس بالمرض الخطير ولكنه كان مؤلم لي و لعائلتي ، لم استطع تحمل الغربة و انتقلت عندها إلى مدينتي وتركت الجامعة وقدمت أوراقي مجدداً بجامعة مدينتي وبتخصص جديد أفضل من الذي قبله بالنسبة لي ، والحمد لله شفاني الله من المرض مثلما شفى أمي ،

المشكلة الأن أني بالأمس أرسلت لصديقتي رساله تحوي صورتي  من غير أي مساحيق تجميل أو أي فلاتر أو أي إضاءة ، علماً أنني أبدو أقل جمالاً بصور الهاتف ، و رغم ذلك أرسلتها لها لأنها قريبة مني و كنت مبتسمة بالصورة ، و لكن سرعان ما اختفت ابتسامتي  عندما لم ترد علي وتجاهلتني رغم أنها رأت رسالتي ، سالتها عن السبب ، فأخبرتني أنني لم أرد على رسالتها أولاً ، لم أعرف أي رسالة تقصد ، قلت أنها يجب أن تعلق على الصورة على الأقل ، فأخبرتني أني غير جميلة و أنها لن تكذب أبداً من أجلي ، الحقيقة أني كنت أرى نفسي جميلة  ولطالما كنت متيقنة أن خالقي أحسن كل شيء خلقه كما قال سبحانه في كتابه ، وهذا يعني أنني حسناء رغماً عنها ، وهذا ما أخبرتها به قبل حظرها ،

لا زلت أحبها ، بل أكثر من ذلك و لم ينقص حبها بقلبي ولم أحمل لها الضغينة لأن صداقتنا من المستحيل أن تدمرها كلمة مهما كانت ، عدت بسرعة لمحادثتنا أبحث عن رسالتها لي ، فوجدتها قد قالت أنها تنتظر مني أن أزورها بسرعة و أنها تشعر بقلبها يفز كلما تسمع طرق على بابها وتظنه أنا ، حيث أني وعدتها بزياره مفاجئة ، رق قلبي لكني لم أرفع الحظر ، تأملت رسالتها طويلاً و ذهبت لأمي أقول لها أن لي زميله نعتتني بكذا وكذا حتى أسمع منها الكثير من المديح والكلمات الجميلة التي حسنت مزاجي بسرعة ، لدينا حكمة شعبيه تتحدث عن الغزلان والقرود تحديداً لكني لن أذكرها ، وهي لا تنطبق علي للمعلومية ،

أعلم أن بعضكم سيرى المشكلة برمتها تافهة  و غير مهمة ، ولكني لا أراها كذلك ، لأنه من غير التافه أن يقلل أحد من قيمتك ، وخاصه إن كان أحد أقرب الناس لقلبك ، بعد ذلك قبل نومي تحديداً خُيل لي أني ربما أموت خلال نومي و أن كثير من الناس ماتوا خلال نومهم ، خاصةً بعد أن مروا بيوم سيء ، ففزعت أن أموت ونحن متخاصمتان و خفت أكثر عن مصيري و كيف سيكون بعد ذلك ؟ فبدأت أبكي ، ولم أودع أهلي لكي لا أفزعهم بدموعي ومخاوفي ، فقط أرسلت لها أني سامحتها من قلبي و أني أريدها أن تسامحني ، فسألتني عن سؤال غريب جداً أزال عني كل النعاس فجأة و أوقف لي دموعي ، سألتني عن سبب غضبي ؟ عن ماذا فعلته هي لكي أغضب منها ؟ فأجبتها أني لا أريد أن أغضب منها مجدداً و أني سأتجاهل سؤالها ، الأن المشكلة أنني لا أشعر أنها نادمه ، ثانياً لم تعتذر لي ، أعلم أن الاعتذار بعد السماح أمر غريب لكنه يعني لي الكثير ، ثالثاً أشعر أنها هي الغاضبة مني و كأنني من قللت من قيمتها و ليست هي من فعلت ، لم تراسلني اليوم علماً أننا نتراسل بشكل يومي ،

هل يحق لها ذلك ؟ وهل ترون أني أخطأت بحقها ؟ الحقيقة عندما غضبت تفوهت ببعض الكلمات العامية ، لا أعلم إن كان من المسموح لي كتابتها لكنني سأفعل ، قلت لها : أنا حلوة غضب عنك وأشوف نفسي حلوة و إلا ما كان أرسلت لك بدون ميكب وفلاتر و أبلعي بلوك ، وأخبرتها أيضا أن تأكل بعض التبن ، اعتذر لكم عن ذلك ، أما الأن أريد أن تعود الأمور إلى مجراها ، أفكر بزيارتها قريباً حيث أني سأذهب أصلاً لأخلاء طرفي من الجامعة ، أم لا أفعل واستمر بعدم إرسال الرسائل وانتظر اعتذارها ؟

 أنا متأكدة أنها لن تفعل ، لأنها تملك من العناد والكبرياء ما يكفي مدينتنا ، لدي هتين الصفتين تحديداً ولكني تنازلت عنهما واعتذرت رغم أني لا أرى نفسي أخطأت كما أخطأت هي ، فهل يحق لها تجاهلي بهذه الطريقة ، و ما الحل بنظركم لهذه المشكلة ؟.

تاريخ النشر : 2019-09-18

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى