أدب الرعب والعام

اشا -ASHA – الجزء الثاني

بقلم : احمد ابراهيم سليم – مصر
للتواصل : [email protected] – فيسبوك Aibra22

الجموع الغفيرة يشاهدون جسد الشيطان على المحرقة التي أقاموها

أرتعد زين للحظة في جزع ثم تنفس الصعداء و رفع الضوء إليها وقال في غضب : كل مرة أخبرك أنه لا حاجة إلى هذه الدخلات السينمائية ، لقد كاد قلبي أن يتوقف.

وقع الضوء عليها ليتفحص شعرها الأحمر الناري المصفف بشكل Layered مثير تحت تاج صغير مرصع بالألماس وعينيها التي تفوقت على السماء الصافية في الزرقة ، وبشرتها البيضاء التي كادت أن تضيء المكان و أنفها المدبب الذي يعطي ملامحها حدة تسحر وتخطف القلوب ، والنمش المتفرق علة رقبتها ويمتد إلى كتفيها وصدرها الشبه عاري ، ومنه إلى حمالة الصدر الحريرية خضراء اللون  ، ويستمر في طريقه على بطنها المكشوف ماراً بسرتها التي استقرت فيها قطعة من الزبرجد على شكل قلب ، مواصلاً النزول إلى أسفل السروال الأخضر الشفاف.

تقدمت نحوه قائلة : و كل مرة لا استطيع منع نفسي من مشاهدتك وأنت خائف .

ثم اقتربت بشفتيها أمام شفتيه فأحس بأنفاسها الدافئة على وجهه فتهيج قلبه واشتدت غلمته وهم بتقبيلها ، لكنها ابتعدت في تمنع مصطنع وهي تبتسم وتقفز لتتمدد في دلال على قبر جده .

امعن النظر في بدنها الجذاب المثير وتناسي الرعب الذي عايشه هذه الليلة وهو يقترب منها قائلاً :

أنا أكرهك عندما تتمنعين مني ، أنا أتعب حتى أراكِ.

أفلتت منه في رشاقة مشابهه للاعبي الجمباز ثم أعتدلت واقفه وهي تبتسم في مكر وتقول : أنا لست أنسيه تخطبها بجلسة في الصالون ، أنا أبنة ملك ومهري غالي.

ثم اختفت فجأة لتظهر خلفه ولطمته على مؤخرة عنقه بكفها :

–    مهرك المرتين السابقتين كان أغاني ، ما هو مهرك هذه المرة ؟.

–    هذه المرة لن تقدر عليه يا أبن الأنس.

–    أخبريني أولاً يا بنت الجن.

–    أخبرني أولاً لماذا أحببتني ؟.

–    لأنك جريئة.

–    أليس من أجل الجنس ؟.

– إذا كان الجنس فنساء الأنس موجودات.

– أنت مشغول بمشاكلك والقراءة ومحل العطارة الخاص بوالدك ولا تجد وقت لنساء الأنس.

– لدي وقت لكِ.

– هذا الكلام بعد الحادثة عندما أصبحت تختبئ وتهرب.

– أنتِ السبب ، لقد طلبت منك أموال لكي أعالج والدي عندما حضرتك في المرة الأولي ولم أطلب منك أن تحوليني إلى شيطان.

–  لا يوجد جني في العالم سوف يعطي أنسي نقوداً.

– لماذا هل أنتم فقراء ؟.

– لا أنتم لا تستحقوا.

باغتته الإجابة فتطلع إليها في حيرة وهي تستطرد أثناء دورانها حوله :

– ثم أنني أخبرتك قبل هذا اللعنة موجوده في دمك بي أو بدوني كانت سوف تخرج في وقت ما ، ثم بدلاً من أن تشكرني على أنني ساعدتك في استعادة أرض والدك تعاتبني .

– لكنك كرهتني في جميع الناس وعكرتي علي حياتي و….

– كرهت فيك الناس ، أي ناس الناس اللذين يستهزئون بك وأنت جالس معهم ، أم كرهت فيك أبنة عمك التي تحبها وهي غير مهتمة بك ؟.

– ليس الأمر هكذا ، ثم أنني احبك أنتِ يا اشا.

– زين  أنا لست انسيه تفتنها بكلام معسول ، أنا أعرفكم جيداً يا أولاد أدم ، أنت تدوس على كرامتك و على كرامة الناس الذين يحبونك من أجل الناس الذين لا يحبونك .

–    لم تقولي لي ما هو مهرك ؟.

–    سأقول لك لاحقاً ، أرني الأوامر ؟.

لم يعجبه لهجتها في الحوار كالعادة لكنه تغاضى عن هذا كما يفعل دائماً حتى لا يفقد الجنية التي وقعت في غرامه لعذوبة صوته ، اتجه إلى المكان الذي وضع فيه المحتويات الأخرى للحقيبة وسلط عليها ضوء وهو يقول ، أحضرتهم جميعهم لكنني لا أفهم بعد سبب إحضار هذه الأشياء بالذات .

– كالعادة فهمك بطيء ، الذي حدث لك يوم العزاء كان بسبب جدك واللعنة التي جلبها على نفسه وعلى عائلته من بعده ، ولكي تحل اللعنة لا بد من أثر من الأشخاص المصابين باللعنة.

– إذاً جدي كان يحدث له نفس ما يحدث لي الأن ؟.

– نعم ولهذا لم يكن يخرج من المنزل لأن منزلكم هو المكان الوحيد تقريباً التي تبطل فيه اللعنة ، ولهذا لم تكن تتحول عندما أحضرك أبيك بعد الحادث وحبسك بداخل المنزل.

– لكنني كنت أشعر بنار مستعرة بداخلي ، نار لا تنطفئ إلا إذا تحولت.

–    هذه هي اللعنة في بدايتها إلى أن تتحكم فيها.

–    ولكنني لم أتحكم فيها حتى الأن ، لقد كنت أتحول رغماً عني و أنا أتسللً ليلاً في طريقي إليكِ ، اخبريني لماذا لم تكوني تظهري لي في منزلي عندما كنت أطلبك .

– بسبب القسط الهندي  و الحلتيت التي تبخرك بهم أختك ومسحها للبيت بالفاسوخ ، لأنها تعتقد أنك ملبوس ، اخبرني كيف أحضرت الأوامر ؟.

– الكلب الخاص بأبن خالي يألفني منذ أن كان جرو صغيراً وطرف عباءة أختي أخذتها وهي نائمة وشعرة رأس عزيزة أبنة خالتي طلبتها منها لأنها تحبني وتطاردني منذ أن كنا أطفالاً صغاراً ، أما دمي موجود في عروقي و الجاروف كان عندنا في المنزل.

–    ماذا عن عقد امك التي ورثته من جدتك ؟.

زم شفتيه في ضيق عند ذكر العقد : أنا و أمي فقط من نعرف مكان هذا العقد .

لاحظت الضيق على محياه فتساءلت : ماذا بك ؟.

فأجاب : هذا العقد يساوي الكثير من الأموال ولم تفكر أمي مرة واحده في بيعه للمساعدة في علاج أبي .

– من المؤكد أن لديها أسباب.

– أسباب ، كيف أنه سبب وحيد إنها تكره أبي وتريده أن يموت ، لقد اخبرني جدي أنها كانت تحب عمي لكن جدي رفض أن يزوجها له لأنها كان طائشاً.

– دع التاريخ في قبره وأحي الحاضر يأبن أدم ، لابد أن نخرج جثة جدك لكي نبدأ طقوس فك اللعنة ، التقط الجاروف وبدأ الحفر فقالت هي : أنتهي من الحفر وسوف أعود إليك .

– إلى أين أنتِ ذاهبة ؟.

لم تجبه واختفت في الظلام.

منزل زين أبن العطار بعد صلاه الفجر.

خرجت والده زين من المنزل و على وجهها علامات القلق وهي تنظر حولها وتنادي بعلو صوتها:  زين ، أين أنت يا ولدي ، إلى أين ذهبت يا ولدي ؟.

ثم توجهت إلى بعض المارة العائدين من الصلاة :

ألم تروا زين ؟ لقد دخلت لأوقظه لصلاة الفجر لكنني لم أجده مكانه .

زجرها أحدهم : ابتعدي عني يا أمرأه ، لماذا نرى هذا الملعون ؟.

وقال أخر: المرأة قد جُن عقلها ، كيف سنرى زين وهو هارب منذ اليوم الذي قتل فيه عمه وأولاده ؟.

وقال ثالث : اذا رأيتموه تطلقون عليه النار أو تبلغوا عنه الشرطة لا أن تبحثوا عنه.

هاجت قائلة : ربنا ينتقم منكم جميعاً ، ولدي ياناااااااااااس ولداااااااااااااااي .

خرج والد زين من المنزل وهو يسير ببطء ويشير بعكازه قائلاً بغضب : هذا يكفي أيها الحقراء ألا يستطيع أحد إيقافكم ، و أنتِ يا أمرأة ماذا تريديننا أن نفعل الأن ؟

– قلبي مقبوض على الفتى يا بو زين ،  لست مرتاحة لغيبته.

– ماذا تريدنا أن نفعل إذا أنها عادته أن يخرج في منتصف الليل دون أن نشعر ؟.

أتى صوت من خلف المتفرجين يقول : ماذا يحدث يا رجال ؟.

أجابه أحدهم : لقد جُنت المرأة ، إنها تقول أن زين كان نائماً في البيت واستيقظت فلم تجده.

أقترب السائل من أم زين التي استمرت في الولولة والنحيب و أبنتها و عزيزة ابنة أختها تهدئان من روعها وقال : وحدي ربك أومال يا أم زين ، لقد كنت أسقي الأرض منذ قليل فرأيت ضوء يأتي من المقابر بجوار قبر والدك ربما يكون زين.

لم تجعله يكمل كلمته فانطلقت تجر قدميها باتجاه المقابر وهي تقول : ولدي.

فأنطلق زوجها والفتاتين خلفها قائلين : انتظري يا أمي ، إلى أين تذهبين ؟.

– هملوني لحالي ، أريد أن اطمئن على ولدي.

قال أحدهم : هل هذا الكلام صحيح يا جميل ؟.

–    نعم ، لقد رأيته بأم عيني,

–    إذاً نبلغ عنه الحكومة .

–    أنفض هذه الأفكار عن رأسك ، هل سنترك النساء يذهبون إلى المقابر وحدهن.

–    إن معهن الحاج زناتي العطار.

–    الحاج زناتي رجل كبير ومريض.

–    ،لم تري ماذا فعل زين يوم عزاء جده ، ما لذي يضمن لنا أنه لن يفعل بنا مثلما فعل بعمه ؟.

– هل ستصدقون هذه الخرافات ؟ أبقوا إذاً أنا ذاهب معهم .

نظر الواقفون إلى بعضهم البعض ثم حسموا أمرهم و انطلقوا ليلحقوا بجميل.

المقابر …..

جلس زين يتطلع إلى المقبرة التي فتحها والى عظام جده التي كومها على جلد ماعز جديد و أضاف إليها رأس الكلب إلى جوار جمجمة جده التي وضع العقد الذهبي وخصلة الشعر عليها وقطعة القماش المشجرة بين فكيها ، وأمسك سكين المطبخ مستعداً لأراقه دمائه منتظراً ظهور اشا ليكملوا طقوس فك اللعنة التي تسبب بها جده في الماضي والتي لا يعرف ما أسبابها ، وكيف حدثت ، ولماذا ارتبطت بعائلته ولم تنتهي بوفاته ؟.

قطعت حبل أفكاره بصوتها الناعم قائله : هل تشعر بالبرد ؟.

– أنا تجمدت من البرد لماذا تأخرتِ هكذا ؟.

–    لا أحب أن يحدثني أحد هكذا ، أنا لست جارية أستعبدتها.

–    أنتِ تعلمين أني أسأل لأنني أحبك.

–    أخبرني يا زين ما هو المميز فيك لكي تتزوج أبنة ملك من ملوك الجان ؟.

–    صوتي جميل.

–    كنت أستطيع الخروج لعمرو دياب أو تامر حسني.

–    مثقف وأقرأ الكثير .

–    هل تعتقد أن الكتب والروايات التي قرأتهم جعلوك مثقف ؟.

–    ماذا تقصدين ؟.

–    أقصد أنكم هكذا يا أولاد أدم إذا قرأ أحدكم كتابين يبدأ في رؤية الناس أقزام و ينسى  أن يفعل أهم حاجة ، أن يفكر و لا يكون مندفع وعاطفي مثلك.

–    ماذا تريدين من كثرة الحديث ، هل تريدين تركي بعدما حدث بيننا ؟.

– ماذا حدث بيننا ، ألأنك مارست الجنس معي مرتين أصبحت تملكني ؟ ثم من أخبرك أنني سوف أتركك ؟ أنني أحاول مساعدتك في رؤية ميزتك.

– لا اعرف ماهي الميزة التي بي ، ماذا ترين أنتِ ؟.

– لا بد أن تراها أنت ، أن تعيش بها ، أن تظهرها للناس وتقول لهم هذا أنا ، من أنتم ؟ بدلاً من هذه السلبية التي تعيش بها.

– ماذا تقصدين بالسلبية ؟.

– أنت تعيش طوال حياتك تضع مصلحة الناس قبل نفسك والدليل على هذا أنهم لم يعاملوك يوماً باحترام لأنهم يعرفون أنهم مهما داسوا عليك سوف تعود إليهم لأنك لا تملك كرامة ، والدليل الأخر على هذا أنه عندما واجهتك مشكله تهدد حياة أبيك وحلها عند عمك الذي نهب أرض أبيك عجزت عن فعل أي شيء له لأنك تحب أبنته وتخاف على مشاعرها ، مع أنها رفضتك أكثر من مرة و أصبحت تصب عجزك وفشلك على والدتك بحجة أنها تكره والدك وتريد موته ، ثم تذهب إلى غرفتك لتبكي عاجزاً ، ولو لم تجد المخطوطات التي حضرتني بها في أغراض جدك لبقيت عاجزاً تبكي طوال حياتك ، لا تستطيع الاختيار بين أبيك و أمك أم الفتاه التي لا تحبك.

– يكفي هذا يا  اشا ، يكفي.

–    لا ، لا بد أن تستمع إلي ، حتى عندما جاءك شيء يميزك عن باقي جنسك تريد أن تتخلص منه بعد أن حققت كل ما كنت تصبو إليه لأنك خائف من الناس ، ماذا فعل لك الناس ؟ من ساعدك ؟ إذا حاولت أن تكسب الناس سوف تخسر نفسك.

–    هل تريديني إذاً أن أبقى مسخ هكذا يتحدث عنه الناس ؟.

–    لا زلت تقول الناس ؟ ومن أخبرك أنك سوف تصبح مسخ ؟ سوف تصبح أسطورة حية تسير أمامهم .

–    إذاً ماذا تريديني أن أفعل الأن ؟.

أتى من خلفه في تلك اللحظة هدير أصوات الناس القادمين من البلد للبحث عنه ، فنظر إلى الخلف ليري نيران المشاعل و لمبات الجاز التي يحملونها ،  فاستطردت اشا : هذا هو أفضل وقت لتخرج لهم صورتك الحقيقة ، أخبرهم من أنت ، أخبرهم أنك تحبهم لكنك لست عاجز ، أجعلهم يهابوك ، صالح امك وعزيزة التي أتعبتها بحبك ، لقد كنت تسأل عن مهري ، هذا هو مهري ، أفعل هذا وسوف أبقى معك طوال حياتك .

سرح في عينيها وغاب طويلاً وهو يزن كل حرف قالته محاولاً حسم أمره .

– ماذا اختار ؟.

– نفسي أم الناس ؟.

– ماذا أختار ؟.

– الحب أم الخوف ؟.

– ماذا أختار؟.

التي أحبها ولا تحبني أم التي تحبني ولا أحبها ؟.

– أتخذ القرار.

صدر الحكم و رفعت الجلسة ، نفسي ، قالها بعزيمة ثم أخذ نفساً عميقاً ، ضم قبضتيه ، ضغط أسنانه ، أطلق صيحة وجسده يتحول ببطء ، شعر بالقوة تتدفق داخل عروقه ، شعر بحياة جديدة مع خيوط الصباح ، فرد جناحيه في عظمه ، طار للمرة الأولي بإرادته متجهاً إلى القادمين ، هبط أمام الجسر المهترئ ، خطى عليه بخطوات ثابتة و قلبه يرقص فرحاً ويقول في نفسه : سوف يهابونني أخيراً ، لكن مع الوقت سيألفونني و ربما يحبونني.

لمح أمه و أبيه و أخته و عزيزة يتقدمون الحشد المتجه إليه ،  لمح زينة أبنة عمه والتي ذاب عشقاً فيها تعدو في اتجاهه ومعها سبعة أشخاص أخرين وتهتف : لا تقتربي يا عمتي ، وترفع بندقيتها وتطلق النار ، أصابته الرصاصات في فخذه و ذراعه الأيسر ، لكنه أحس بها في قلبه .

لماذا أشعر بالألم هذه المرة ؟ ما الذي تغير؟ لماذا يهاجمونني دائماً ؟ لماذا زينة بالذات ؟ هل هو انتقام أم خوف ؟ لماذا لا يسمعون مني أولاً ؟ لماذا التسرع ؟ لماذا؟.

فطن هنا إلى الحقيقة التي غابت عنه كعادته دائماً بسبب تسرعه واندفاعه ، أنهم لا يرون زين ،  

إنهم يرون الوحش ، إنهم يخافون الوحش و لا يحبونه ، لا حب مع الوحوش فقط الخوف ، لا حب مع الوحوش فقط الموت ، حاول التحامل على نفسه لكي يظل واقفاً لكن عاجلته عدة رصاصات أخرى استقرت في أنحاء متعددة من جسده والثمانية مطلقي الرصاص يتقدمون تجاهه في حذر ويستعيذون بالله من الشيطان الرجيم ، هنا لم تقوى قدميه على حمله فأنهار ، نظر إليهم في أسى ، اختبئ خلف سواد عينيه التي تذرف الدموع والتي رأوها دماء ، حاول أن يخبر ، أن يشرح ، أن يوضح ، لكن صوته أختفى مجدداً وحلت محله الزمجرة التي جعلتهم يطلقون النار مرة أخرى

، خارت قواه فسقط أرضاً مستسلماً ، يائساً ، مكسوراً ، عاجزاً عن نطق : سامحيني يا أمي ،  سامحيني يا عزيزة ، أنا أحبك يا أبي.

تقدم منه والده وفي يده سكين حاد وهو يقول : بسم الله الحفيظ.

في نفس الوقت الذي سمع فيه ضحكه نسائية شامتة تأتي من ناحية المقابر

جز أبيه عنقه.

الحقيقة .

راقبت من بعيد الجموع الغفيرة الواقفة في صمت يشاهدون جسد الشيطان على المحرقة التي أقاموها ، كانت متمددة في رشاقة على غصن شجرة الصفصاف وقد تغير شكلها وتبدلت هيئتها عندما أحست اشا بخطوات تأتي من خلفها ، فألتفتت ثم ابتسمت ودفعت برأسها إلى الخلف ليتموج شعرها الذي تغير لونه إلى ابيض بشكل جذاب تفوقت به علي Rita Hayworth في المشهد الافتتاحي لفيلم Gilda ، وطرقعت بأصابعها لينشق الهواء عن المخطوطات التي كانت بحوزه زين في الليلة الماضية ، وقفزت برشاقة عن الغصن لتهبط إلى الأرض في سلاسة تحسدها عليها الطيور وفستانها الحريري الأسود يتموج ، مدت يدها تناول المخطوطات إلى الواقف أمامها وتقول : لقد أعجبت بتلك الحركة التي فعلتيها عندما وضعت هذه المخطوطات في صندوق جده

، لا أستطيع القول أنني لم أحزن عليه لكنه كان يستحق هذا لأنه جبان لا يفكر ، لكن هذا الأمر بالتحديد كان صعباً عليه استنتاجه ، وأن يعرف أنه لا توجد لعنة و أن كل هذا الأمر هو خدعة اتفقنا عليها معاً بسبب ما فعله بكِ عندما جعلك تحملين منه و أنكر الطفل ، لكنه كان سهل عليه أن يعرف أن عقد أمه لا يساوي شيء ولهذا لم تبيعه لتساعد في علاج والده و أنها كانت تحبه ولم تكن تريد وفاته ، وكان سهلاً عليه أيضاً أن يعرف أن جده لم يكن يخرج من المنزل بسبب أنه كره الحياة في الخارج مثل جميع البشر الذين تقترب نهايتهم لكن كان صعباً عليه أن يفهم أن  الأوامر التي جعلته يحضرها هو أن أجعل عائلته تكرهه عندما يروه عند المقابر و بجواره طلاسم ليعتقدوا أنه ساحر ويريد أن يؤذيهم ، طرقعت بأصابعها مرة أخرى لتظهر خصله شعر في يدها الأخرى ناولتها للواقفة أمامها قائلة : أليس كذلك يا عزيزة ؟.

 

النهاية ……

 

حساب الجمل

أ    1   ح   8   س  60 ت   400

ب   2   ط   9   ع   70 ث   500

ج   3   ي   10 ف  80 خ   600

د    4   ك   20 ص 90 ذ    700

ه    5   ل   30 ق   100     ض 800

و    6   م    40 ر   200     ظ   900

ز   7   ن   50 ش  300     غ   1000

تاريخ النشر : 2019-09-20

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى