تجارب من واقع الحياة

إشقت إليه

بقلم : ترهونية وأفتخر – ليبيا-زليتن

كيف لطفل صغير في مثل عمره أن يقوم بشنق نفسه ؟!
كيف لطفل صغير في مثل عمره أن يقوم بشنق نفسه ؟!

السلام عليكم .. نشرت قبلا مقالا عن زوجة عمي التي تثير إشمئزازي- عفوا – طبعا طبقت نصائحكم وأشكركم على تعليقاتكم الجميلة..

أما الآن فسأحدثكم عن إبن خالتي

لدي إبن خالة عمره 11 عاما أي في الصف السادس الإبتدائي ، في يوم من أيام الإمتحانات عاد إبن خالتي من المسجد و أحضر لخالتي قطعة شوكولاتة وأكل جزءا منها وجلس ليدرس بجوار أخاه ، فجأة وقف ، ثم خرج من غرفته وهو مارا بجانب أخواته ووالدته خرج للجنان(حديقة المنزل) وأخذ حزام الحقيبة ووقف على الأرجوحة وربط الحزام في أنبوب الأرجوحة وربط الجزء الآخر حول عنقه ،

قلق عليه أخاه فذهب ليراه ليتفاجأ بأخاه معلقا فأخذ يقول: بدون مزاح ثقيل ، ولكن مامن رد وبدأ بالصراخ حتى أتت خالتي مسرعة وأخته الكبرى ممسكة به لكي لا يختنق ولكن الحزام خنقه من فوق ، خالتي بدأت بفك الحزام لم تسطيع فك الحزام إلا بصعوبة كبيرة بينما أخواته الصغار ذهبن ليخبرن عمهم – عمهم ليس في المنزل وأباه مسافرا في تونس-  فذهبوا أبناء أعمامه الكبار لنقله للمستشفى لكن حالته يرثى لها ، حتى وصل خالي و هناك توفي ..

حينها كنت جالسة أشاهد التلفاز بينما أبي كان سيضرب أختي بسبب الدراسة وأمي تدرس أختي وأخي حتى رن هاتف أبي ، كان المتصل خالي ، فتح  أبي الخط فتفاجأ بخالي يبكي فسأله عن سبب بكائه ؟ فقال له إن (…..) شنق نفسه ، أبي إنصدم ووقف مصدوما فسألته أمي مابك مصدوم ؟فقال لنا إن (…..) شنق نفسه أمي يدأت بالصراخ وأخي بدأ يبكي لأنه كان كأخوه وأنا أخواتي بدأنا نبكي لأنه كان محبوبا  من الكل والكل يحبونه بسبب حس الفكاهة لديه

أتعرفون كبر الصدمة التي تلقيناها ، فقدان شخص عزيز علينا إنه غالٍ على قلبنا لم ننساه أبدا ، ولكن بقي السؤال كيف لطفل في عمر الزهور أن يفعل بنفسه هكذا !؟.. البعض قال لنا أنه مس سحر والبعض قال أنه يلعب أحد الألعاب الخطيرة كالحوت الأزرق ، لكنه لا يملك هاتفا ولا حاسوبا فكيف ؟ ، فقالوا أنه يشاهد افلام الرعب لكنه ليس من هذا النوع  إبن خالتي أبدا ، حتى أخاه بدأ بقص كل ماحصل قال : عندما نلعب بالكرة مع صغار عمي ، يبدأ بالهرب ويقول لنا كلب أسود كبير أتيٍ نحوكم ونبدأ بالجري لكن عندما نلفت لا نجد كلبا ولا أحد! ويظل هو يقول لنا أهربوا إنه ورائكم لما توقفتم ، أو عندما يكون جالسا يقول هناك قطة سوداء أمام النافذة ، وكان دائما يحلم بكوابيس ويسرد لأمه كل كابوس يحلم به ،

قال الشيخ إن هذا سحر وأن الجان تعاون معه لكي يشنق نفسه أما كيف تقف الأرجوحة وعليها أحد بدون حراك قال الشيخ أن هذا سحر وقد فُعل لأجل والدته ولكن الفتى تخطاه . 

لقد إشتقت له كثيرا ، كان يسعد لنا الأجواء كلما أراه الله يرحمه ، أدعوا معي بالرحمة له أرجوكم ،
لكننا لا نزال حائرين كيف لطفل بهذا العمر أن  يشنق نفسه ؟! .. مارأيكم أيها الكابوسيين ؟ ، وآسفة إذا أطلت عليكم.

تاريخ النشر : 2019-09-26

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى