تجارب ومواقف غريبة

أن تكون معشوقاً من جنية

بقلم : حيدر – العراق

حياتي أصبحت عبارة عن رحلة تطواف إلى الرقاة والشيوخ

 

لطالما قيل “الحب أعمى” ، لكنني أقول الحب مجنون فاقد لكل قواه الإدراكية ، اسمي حيدر و عمري ٣٥ عاماً ، مشكلتي مع العالم الآخر صعبة ومعقدة ، تشخيص الشيوخ لحالتي التي استمرت من عمر ١٤سنة إلى الآن الجنية العاشقة ، نعم تلك التي أشغلت بالي وأتعبت جسدي ، تلك التي سهرتني الليل الطويل ، وحرمتني الكثير والكثير ،

 أذكر أول موقف لي معها عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري ، كنت صبياً هادئاً مسالماً لم أحب المشاكل قط وليتني بالرغم من ذلك نجوت ، أصبت باضطرابات في النوم و كانت هذه بدايتها معي من خلال الأحلام و بين اليقظة والنوم ، كنت استيقظ من النوم مرعوباً على شعور بأن أحد يلمسني ، تارة ملامسة لرأسي ، تارة لعنقي أو ليدي ثم أصبح جسدي ، كما استيقظت و أنا أغفو على شعور بأحد يقبلني أو بجسم هوائي ساخن يحيط بي يعانقني ، أقسم إنها كانت و ما زالت مشاكسة جداً و لعوبة

 كنت في بداية الأمر أخاف كثيراً وأصاب بالأحراج و لم أخبر والداي ولا حتى أخي الكبير المقرب مني ، لكنه لطالما استيقظ من النوم على صوتي و أنا أصرخ أو أتكلم في أحلامي ، أحلامي التي كانت عبارة عن فتاة طويلة الشعر جداً ، لون بشرتها شاحب وغريب ، وعيونها خضراء مشعة جداً ، كانت كل الأحلام تجمعني بها بطريقة أو بأخرى ، أراها معي في المدرسة أو في البيت أو حتى في أماكن أجهلها ، تطور الأمر من حب عذري مجرد نظرات وتعابير وجهية من قبلها إلى محاولة لمسي وإرغامي على الوصال معها ، الأمر فوق التصور لا ألوم أحد أن كذبني ، فمثل هذه القصص صنفت ولا تزال على أنها خيال ، لكنني أقول أسألوا مجرب ومن جرب الأمر سيفهمني ،

لقد عانيت طويلاً ، لم تترك تلك الجنية أسلوباً إلا اتبعته معي ، و أنا بدوري لم أترك أي وسيلة لمحاولة إبعادها إلا وجربتها ، رباه كم يتصف الجن بالعناد وحب التملك ! ذهبت لرقاة كثر لكنها ترفض تركي و تذهب كتمويه و تمثيلية ثم تعود تكرر الأمر كثيراً لدرجة إنني يئست من أن تتركني وحدي لأرى حياتي ، لقد عكرت صفو كل شيء جميل لدي ، منذ بداية عشقها لي وظهورها الأول في أحلامي أصبح الجميع يكرهني لا أحد يحب الحديث معي من أصدقائي ، و أهلي لا يفهمونني وينقلبون علي فجأة ، و بسبب غيرتها التي أقل وصف لها أنها مفرطة لم استطع الزواج بحب حياتي أبنة عمي ، لقد اختصرت الشر وقلت لأهلي أنني لا أريدها ، والكل كان مصدوماً ، هنا تيقنوا أن خطباً ما بي ، فعلت ذلك كي لا تتضرر لأن الجنية هددتني ، و ها هي أبنة عمي الآن متزوجة ولديها أولاد ،

أنا و أهلي في بداية الأمر ظننا كل ما يحدث مجرد مشاكل نفسية و أحتلامات و لم نكن نؤمن في البداية أن للجن علاقة بما يحدث ولطالما أقنعت نفسي بذلك مع أن عقلي ينفي ما أقول ، أغلب البشر اليوم لا يؤمنون بالمس والتلبس ، لكنني وأقول من قصة عذاب وتجربة طويلة أنهم موجودون حولنا يحومون و أنا مؤمن بشدة بأنهم يؤثرون على أفكارنا ، توجهاتنا ميولنا وتصرفاتنا ، أجسادهم الأثيرية ملاصقة لنا في صحونا ونومنا ، فليحفظنا الله من شرهم ،

وها أنا إخوتي الكرام عازب للآن ، زائر عريق للعيادات النفسية ، ومتعاطي نهم لكل أدوية الاكتئاب والقلق ، حياتي أصبحت عبارة عن رحلة تطواف إلى الرقاة والشيوخ والى المستشفيات والأطباء ، كل يوم مرض جديد وخطب جديد ، المؤلم أنني ما زلت متمسك بخيط الأمل ، واكذب على نفسي بأن الأمر نفسي ، و أنا أراها و أشعر بها كل يوم أكثر من اليوم الذي فات ، بوادر تجسدها بدأت فأرى وجهها ملاصق لوجهي و أنا على السرير بين النوم واليقظة ، علامات غريبة تحصل على جسدي بقع ملونة وأشكال تظهر وتختفي ، وظهر لي مثل الوشم الأسود المستدير على صدري و أشم روائح غريبة في الغرفة رغم أنني وحيد ، أنا أعيش في شقة وحدي ، في بلد آخر لإكمال الماجستير بعيداً عن الأهل ، رغم تعثر دراستي ولا أعرف لماذا قررت الدراسة مع أنني لم أحب تخصصي يوماً لكنني أدركت متأخراً  إنها هي وراء قراري بالسفر لتتفرد بي لحظة أخطأت عفواً أنا في غرفتي ليس وحدي تماماً بل معها ، ليتها تتركني لثانية فقط ، تباً للعشق الذي يجعلها ترافقني كخيالي ، استيقظ على وجهها ولمساتها وأنام على وجهها وعلى لمساتها ، يحصل اللقاء كاملا بكل تفصيلاته مصحوباً بشلل جسدي و اذا رفضت و أن سلمتها نفسي يقظة يتحسن حالي ويختفي كل شيء وأكون في أروع شعور ، لكن الأخير لم يحصل إلا نادراً ، لا أريد أن أخسر عقلي أكثر من ذلك ،

كانت هذه تجربتي مع عشق الجن و أتمنى أن تدعو لي أن يفرج الله عني ويصرفها عني فلم أعد أطيق الحال أكثر ، فمحاولاتها للتواصل معي مزعجة وتجاهلي لها لا ينجح دوماً ، أحتاج لمساعدتك أرجوك وشكراً لكم.

تاريخ النشر : 2019-10-06

guest
161 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى