عجائب و غرائب

أنا شجرة .. إذاً أنا رهن الأعتقال!

بقلم : فاطمة الزهراء – المغرب
تم تعليق لوحة بين أغصانها حفر عليها (أنا رهن الأعتقال ) !
تم تعليق لوحة بين أغصانها حفر عليها (أنا رهن الأعتقال ) !
عزيزي القارئ ، عندما يسألك شخصاً ما عن الحرية فماذا سيتبادر في ذهنك ؟ ، ربما ستكون أجابتك أن تكون كطائر تحلق عالياً تستمتع بالحياة حرا بلا قيود بلا أهداف بلا قوانين تحكمك تسيطر عليك والكثير يفهم الحرية على أنها تمرد وخروج عن دائرة الأدب ، بينما هي مساحة ثقة تعطى للذات ،

ولكن تخيل أنك تعيش وترعرعت في ذات المكان لسنوات وقد تم الحكم عليك مسبقاً لا تستطيع التعبير عن رأيك وقد علق عليك لوحة كبيرة كتبت عليها كلمة معتقل ، هذا ما سنعرفه اليوم في موضوعنا الشيق والفريد فهيا بنا

تخيل أنك الأن بين المروج الخضراء الشاسعة تقف لترى شجرة شامخة مضى عليها الدهر مقيدة بسلاسل لا حول لها ولا قوة وكأنها ستمنعها من الهرب لمكان بعيد والمضحك هنا أنه تم تعليق لوحة بين أغصانها حفر عليها (أنا رهن الأعتقال ) وكأنها تنتظر الأفراج عنها ولكن إلى متى !

مهلاً دعنا عزيزي القارئ نعود قليلاً إلى الوراء نحو 100 سنة إلى مدينة ( لاندي كوتال) التي تعد معسكراً للجيش في باكستان ، ولكن ما هو السر الذي جعلها مقيدة طوال هذه السنين حيث أثارت هذه الشجرة دهشة  الزوار وكانت محط أنظار جميع من وقع نظره عليها ، ولكن ياترى ماهو الذنب الذي اقترفته هذه الشجرة لتبقى رهن الإعتقال طوال هذه السنين ؟! .. حسنا إليكم القصة التي تعود إلى عام 1898 في أحدى لياليها الباردة وعندما أعتقد الضابط البريطاني (جيمس سكويد ) -وهو تحت تأثير الكحول-  أن الشجرة تتحرك !

blank
الشجرة المعتقلة وقد كبلت بالسلاسل!

بالطبع هذا الأمر غريب ولكن الأكيد أن عقل الأنسان يغيب ويفقد التركيز يا سادة تحت تأثير المسكرات والكحولايات فتجعلك تهلوس وتتخيل ، وسرعان ما أمر فرقة الجنود  بإلقاء القبض عليها وما كان منهم إلا أن  إمتثلوا لأوامره  ، فكبلوا الشجرة بسلاسل حديدية ثقيلة و التي لا تزال تحيطها إلى هذه اللحظة !
أما عن سبب تقيدها طيلة هذه السنين فيعود إلى أن البريطانين أرادوا إرسال رسالة بطريقة غير مباشرة إلى الشعب مفادها أن  لا تعبثوا ولا يتجرأ أي أحد من رجال القبائل على الأعتراض أو القيام بأي فعل ضد الراج البريطاني في ذلك الوقت

blank
العبارة الموضوعة على الشجرة

و يشير السكان المحليون إلى أن الشجرة الأسيرة ما هي إلا قصة رمزية لقوانين تنظيم الحدود الوحشية التي أصدرها البريطانيون خلال الحقبة الإستعمارية خصيصا لغرض مواجهة معارضة البشتون للحكم البريطاني ، سمح القانون للحكومة بمعاقبة جماعية للقبائل أو الأسر على الجرائم التي يرتكبها أفراد من هذه الجماعات ..

في الوهلة الأولى تشعر أن الحرية تقتصر فقط على الأنسان ولكن عندما تتمعن وتركز في جوانب الحياة الأخرى تشعر وترى الغريب والعجيب من أمور الحياة التي ربما تدهشك وتثير فضولك ولتتعلم أن الحرية لها معنى كثيرة منها أن الحرية تبدأ عندما ينتهى الجهل .

مصادر :
https://www.amusingplanet.com/2016/09/the-tree-that-was-arrested.html?m=1

تاريخ النشر : 2019-10-09

guest
44 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى