تجارب من واقع الحياة

لماذا يا صديقتي ؟

بقلم : غدير – العراق

صديقتي غيرت تعاملها معي و أصبحت تعاملني بفتور

 

مرحباً يا رفاق ، سأخبركم اليوم بقصتي مع صديقتي ، أنا حقاً لا أعلم كيف سأبدأ فهذا الموضوع مؤلم جداً بالنسبة لي ، حسناً ، أنا طالبة ثانوية في مرحلتي الأخيرة ، في العام السابق انتقلت إلى مدرسة جديدة ، في بداية الأمر كنت وحيدة و خصوصاً أن شخصيتي انطوائية و خجولة لذلك الأمر كان صعباً قليلاً لكي اندمج معهم جيداً ، وهناك و في أول يوم لي التقيت بفتاة في نفس فصلي الدراسي وكانت لدينا نفس الاهتمامات والأفكار ، حقاً كنت سعيدة لمقابلتها ،

واستمرينا هكذا نتكلم كل يوم ونمشي سوية ونضحك بحماس و دون أي ملل ، ثم اصبحنا نتراسل على هواتفنا كل يوم وحتى في أيام العطل و بدأنا بالتعرف على بَعضنا البعض اكثر وأصبحت أحدثها عن كل تفاصيل يومي ، فأنا حقاً وثقت بها وأحببتها جداً فهي كانت لطيفة وحنونة ومُشرقة ومحبوبة باختصار كانت رائعة في نظري ، و بسببها أصبحت سعيدة وابتسم واضحك كثيراً فهي أخرجتني من وحدتي ، و كانت أمنيتنا أن نبقى صديقات للابد حتى في الجنة حقاً أردتُ أن أكون بصحبتها هناك ، كنا دائماً ما نتخيل حياتنا فيها وكيف ستكون وماذا سنفعل ، كان لدينا نفس الخيال الخصب وأيضاً خططنا للكثير من الأشياء التي سنقوم بفعلها بعد التخرج ، يوماً بعد يوم ازداد تعلقي بها إلى درجة كنت أشعر بأن يومي ينقصه شي إن لم أتحدث معها ، صحيح أن مدة معرفتي لها لم تتخطى السنة لكني كنت اشعر بأنها صديقتي منذ سنوات عديدة ، أصبحت أعرفها جيداً و أعلم كيف تشعر وكيف تفكر أو لماذا هي حزينة بمجرد النظر اليها ، وحتى من طريقة كتابتها في الرسائل ولا أحد يفهمها مثلما أفعل أنا كما كانت تقول لي ، و كل هذا لا شيء لما كان بيننا ،

بعدها أصبحت الأحظ أنها لا تتحدث معي كثيراً كما العادة فكنت دائماً ما أبدأ أنا بالحديث وعندما أسألها ما بها ؟ تخبرني أنها متعبة من الدراسة فحسب ، لكني كنت أشعر بأن ليس هذا هو السبب ، ومر شهرين ولَم تحدثني أبداً وهذه أطول مدة لم نتحدث بها وأنا أيضاً لم أبادر فلم أرد إزعاجها كما إني كُنت اشعُر بالاستياء منها ، بعدها بدأت المدرسة  و كنت انتظرها فأنا اشتقت لها كثيراً ، وبينما أنا أتحدث مع صديقاتي فاذا بها تدخل إلى الفصل وتحتضن الجميع بقوة وبدت السعادة والحماس واضحان عليها لكنها عندما وصلت إلى عندي احتضنتني ببرود شديد وكأنها لم تَعُد تُطيقني ، شعرتُ بالضيق والصدمة وأخبرتها فوراً و بخوفٍ : ما بكِ ؟ قالت : ما بي ؟ لا شيء ، كُنت أعلم أنها تكذب ، كما أنها لم تكن تنظر بعيني حتى ! كانت تحاول أن تبتعد عني بسرعة وتتلافاني وبعدها خَرَجَت من الفصل مُسرعة ، يا أصدقائي أنا هنا تم تحطيمي …

شخصيتي عاطفية ولا أتحمل مثل هذه الأمور ، حاولت كثيراً في ذلك اليوم أن أتكلم معها كما اعتدنا لكنها لم تكن تستجيب لكل محاولاتي البائسة ، قضيت اليوم كله و أنا أبكي و كل ما أشعر به هو الخيبة والحزن ، شعرت وكأن شيئاً جميلاً قد انطفأ في داخلي إلى الأبد ، شي غير قابل للإعادة !  لقد تغيرت عليّ تماماً و أصبحت قاسية و باردة معي ، حتى أنها لم تعد تلقي السلام عليّ ، لو ترون عينيها فقط إنها باردة جداً  تبدو وكأنها عديمة المشاعر ، أصبحت شخصاً آخر ، حتماً هي ليست صديقتي التي أحببتها وهي تعلم جيداً كيف إني أتألم و تعلم أنها آذتني كثيراً و لا تهتم أبداً ! أنى لها كل تلك الأنانية واللؤم ، هل تعلمون ؟ لم يقم أي شخص بأذيتي مثلما فعلت هي ما الذي فعلته لكي استحق كل هذا ؟

أنا حقاً أشعر بالحزن على حالي فأنا لا ستحق ما يحصل لي ، كنت كثيراً ما أسمع عن هذه الأمور لكني لم أكن اعتقد أنها من الممكن أن تحدث معي و منها تحديداً ! أنا مُتعبة  فأنا أبكي طوال الوقت و دائماً ما أحس بتلك الغصة التي تخنقني وعيناي تمتلئ بالدموع ، أحياناً اشعر بالغضب منها وأحياناً أخرى أحِنُ اليها ، أنا مشوشة ولا أعلم كيف أتعامل معها ، إن الأمر صعب جداً فكيف بصديقتي التي كنت اعتقد أننا سنبقى صديقات للابد حتى في الجنة تختفي هكذا فجأة و بدون سبب ! سأُجن هل يُعقل أن كل شي كان مجرد كذبة ؟ هل قطعنا كل هذا الطريق معاً لكي ننتهي غرباء ؟ أنا أعلم أن لكل شي يكتبه الله حكمة و أنا متيقنة أنه سيعوضني و أن ما حدث حتماً سيفيدني و”عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ” وأقول في داخلي لا بأس أنا قوية استطيع نسيانها إنها لم تعد تهمني ، لكني بمجرد رؤيتها يتمزق قلبي وأتألم بشدة ويتلاشى كل ما قلته لنفسي فأنا لا استطيع نسيان ذكرياتنا ، رجاءً اخبروني ماذا عساي أن أفعل ؟ أنا لا أريد نصائح لكي نعود صديقات فقد انتهى كل شيء ، أنا فقط أريد نسيانها ، أريدها أن تكون مجرد زميلة عادية ، أريد تجاوز ما حصل ، أريد نسيان أنها كانت أفضل صديقة لي ، في انتظار تعليقاتكم أصدقائي.

تاريخ النشر : 2019-10-30

guest
52 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى