تجارب من واقع الحياة

لماذا أتغير إلى الأسوء؟

بقلم : غيمة سوداء – الأردن

أصبحت أرى السعادة و راحة البال مجرد حلم يراودني و أتمنى أن لا أستيقظ منه

 

السلام عليكم.

بدايةً أود أن أشكر صاحب هذا الموقع الجميل الأستاذ ” اياد العطار ” الذي أتاح لنا الفرصة الأولى للدخول إلى عالم كابوس ، الذي لطالما كان بالنسبة لي عالم أخر أهرب إليه من عالمي الواقعي فأنا من رواد هذا الموقع القدماء منذ عام 2014  م أي لي ما يقارب 5 سنوات ، لذا فهو بيتي الثاني والوجه الجميل لعالمي الآخر ، وأود أيضاً أن لا أنسى القائمين على هذا الموقع من محررين وناشرين وكتّاب شاكره لهم جميعاً فضل جهودهم.

اخترت أن لا أظهر اسمي لأسباب كثيرة شخصية لا أود ذكرها ، في الحقيقة لا أعلم إن كان ما أعاني منه مشكلة أم لعنة أم حظ سيء أم ماذا ؟ لكنني على يقين أنه ليس أمر طبيعي على أي حال ، أنا فتاة في الـ25 من عمري لم أرى في الـ 11 عاماً الماضية في حياتي أي معنى للسعادة أو الراحة وأقصد ما أقول بشكل حرفي .

كانت سنوات طفولتي وبداية مراهقتي من أجمل سنوات عمري التي عشتها والتي أذكر تفاصيلها تماماً ، فتاة ممتلئة بالنشاط و حب الحياة والأمل والتفاؤل ، كنت دائماً أرى نفسي في مكان جميل وأنني سأصبح في يوم من الأيام قدوة لغيري من الناس ، كنت دائماً أشعر بأنني مميزة عن من هم في سني سواء أكان بـطريقة التفكير أو الطموح أو الشغف ، كما أنني كنت فتاة اجتماعية جداً أحب رؤية الناس ومخالطتهم ولا أحب العزلة أبداً ، وكنت محبوبة جداً بين عائلتي وأخوتي الشباب كوني الفتاة الوحيدة بينهم ، باختصار لم أكن ما أنا عليه الأن ، فأنا الآن عكس ما كنت في الماضي تماماً لقد تغيرت و قلبت حياتي رأساً على عقب في ليلة و ضحاها وبدون أن أعرف كيف أو لماذا أو ما السبب الذي غيرني إلى هذا الحال !

فأصبحت فتاة كثيرة البكاء وشخصية منطوية ، مكتئبة ، طول الوقت متعبة ومريضة ، سلبية ، خائفة من كل شيء ، أصبحت أشعر بأنني فارغة جداً من الداخل ومحبطة والاكتئاب والمرض يحيط بي من كل جانب والكلام يطول ، لقد تغيرت تماماً ما عدى شيء واحد لم يتغير بي وهو أنني ما زلت لدي الطموح والأمل بالتغيير ، كلما عزمت أن أصبح شخص آخر وأبدأ خطوة نحو تحقيق أحلامي أرى بأن كل الأبواب تغلق في وجهي ، و أرى العالم بأكمله ضدي وتنتكس حالتي وتسوء حالتي النفسية لأرجع إلى نقطة الصفر ، فتاة تائهة ، بائسة ، تكره الجميع  ، ليس لديها هدف في الحياة ، فأعود للعزلة و ابتعد عن جميع أشكال الحياة ، أقسم لكم أنني لم أكن هكذا ولا أريد أن أكون هكذا ، نعم لقد عشت ظروف قاسية و صعبة أكبر من عمري أضعاف المرات وما زلت أعيش هذه الظروف لغاية هذه اللحظة ، وصلت لمرحلة في حياتي لدي أفكار جنونية أمضي الساعات غارقة في التفكير في وضعي البائس و اسأل نفسي أسئلة كثيرة ، هل يا تُرى أنا شخص ملعون ؟ هل هي لعنة أصابتني أم حظ بائس يرافقني ؟ لماذا أنا هكذا ؟ هل هذا غضب من ربي ؟ فما أعيشه لا يحتمله إنسان طبيعي ،

نعم لقد كنت فتاة مجتهدة و متفوقة في مدرستي و حصلت على نتيجة عالية في الثانوية أهلتني لدخول افضل جامعة في بلدي رغم كل الظروف القاسية التي مررت بها استطعت التخرج من الجامعة بأعجوبة ، و أقول بأعجوبة لأنني أعلم أن ظروفي التي عشتها لن يستطيع أن يستحملها أي شخص في سني ، استمريت لمدة عامين كاملين في البحث عن عمل ولم أجد حتى شعرت بالاستسلام ، و رغم ذلك استطعت أن أستغل ما يمكنني استغلاله من وقتي الفارغ فقمت بتجميع المال من مصروفي واشتركت في دورة لتعليم القيادة وبالفعل بعد مدة 8 شهور استعطت أن احصل على رخصة قيادة ، وأيضاً اكتشفت موهبة الرسم في نفسي وصقلت هذه الموهبة قليلاً من خلال دروس تعلّم الرسم على اليوتيوب وأحلم في يوم من الأيام أن يصبح لدي معرض يضم جميع رسوماتي وأن تصبح لوحاتي مشهورة ولها بصمة في أذهان الناس ، لدي أمور كثيرة أتمنى أن أحققها فأنا أيضا أحب الكتابة وأطمح أن يكون هناك كتاب من تأليفي بعنوان “الأمل نافذة الحياة ” ليقيني الشديد أن الأنسان يمكنه العيش بدون هواء لكن لا يمكنه العيش بدون أمل ، لكن رغم كل ذلك أنا لست سعيدة ، بل أنا تعيسة وحياتي كلها هموم وأحزان ومتاعب ، حتى أنني أصبحت أرى السعادة و راحة البال مجرد حلم يراودني و أتمنى أن لا أستيقظ منه ، و ما زال شعور الفراغ الذي بداخلي يقتلني وما زلت أشعر بأنني غريبة عن الناس من حولي ولا استطيع أن انسجم معهم مهما حاولت وطبعاً هذا كان له تبعات سيئة جداً على حياتي ، فالأصدقاء يخرجون من حياتي بسهولة ولا أكترث ، و حتى عائلتي أشعر بأنهم غريبين عني ولا أشعر بالراحة أبداً بالجلوس معهم ، وحياتي العاطفية ليست أفضل حالاً ، لا يوجد أحد يستطيع أن يفهمني أو يشعر بما في داخلي مهما حاول ، لذلك فكرة الارتباط أو الزواج أو حتى الحب غير واردة بالنسبة لي في هذا الوقت لذلك أرفض أي حديث عن هذا الموضوع ، فلا أرغب بتوريط أحد و إدخاله إلى هكذا حياة ليس فيها معنى للحياة ،

لقد عشت أمور فظيعة خلال فترة حياتي وعانيت من تعب نفسي شديد لم يكن لي متنفس سوى البكاء والنوم لطالما كتمت في داخلي أشياء كثيرة و يا له من شعور سيء ! شعورك بأنك شخص مهمش و منبوذ لا يكترث أحد بك ولا يدري أحد بوجودك ، الجميع يراك شخص مكتئب ومعزول و ربما مغرور أيضاً و لا يكلف نفسه عناء التفكير بما قد يحدث معك وما الذي جعل منك شخص كهذا ، لقد عشت في صراع داخلي مرير جانب يرفض الواقع وجانب ليس لديه حيلة لتغيير الواقع ، هذه هي حياتي باختصار ، لكن برغم كل ذلك لم أفكر يوماً بالانتحار أو أنهاء حياتي فما زال لدي بصيص أمل في التغيير و لدي إيمان كبير بمقولة ” من رحم المعاناة يوُلد الأمل ، ومن قلب المأساة يوُلد الفرح  ، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور “.

أتمنى منكم دعوة من القلب بتغيير حالي للأفضل فلعل أحدكم أقرب مني إلى الله.

تاريخ النشر : 2019-11-02

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى