القرين أم إسقاط نجمي
أرى جسدي يُحمل بخفة وكأنه على يد عفريت |
كل شيء يبدو واقعياً تماماً ، حتى المدة التي استلقي بها في الشارع هي نفسها في كل مرة ، حفظتها من تكرار حدوثها كل ليلة وفي نفس التوقيت تقريباً ، أقسم أنني كنت أرى نفسي مستلقية تحت الشرفة بنفس هيئتي وجسدي ، وأتذكر جيداً أنني كنت أتأمل نفسي وشعري القصير وقميصي الأزرق الخفيف وعيناي المفتوحتان من الفزع وهما تنتظران العودة للسرير لتنام بأمان ، هذه تجربتي التي كانت تحدث معي كما أذكرها وأنا في سن الرابعة تقريباً ، إنها تشبه ما يسمى بالإسقاط النجمي ، ولكن الاختلاف أنني أرى جسدي بنفسه يطير ويخرج قبل روحي ، فتتبعه روحي لتتفقده راجية عودته ، وحالما يعود للسرير تعود روحي إليه ! لم أكن أتحدث حينها بمشكلتي لعائلتي فقد كنت صغيرة كثيراً قبل أن ألتحق بالمدرسة
الغريب أنني عندما كبرت قليلاً وجئت لأقص حكايتي لشقيقاتي اكتشفت أن لكل واحدة منهن قصة مخيفة مختلفة تحدث معها في تلك الساعة ، وكل واحدة تكون مستيقظة لوحدها ، وإذا استنجدت بالأخريات لا يستيقظن أبداً وكأنهن أموات ! ، كيف يحدث ذلك معنا جميعاً دون أن نرى بعضنا ؟ والداي فسرا الأمر على أنها مجرد “كوابيس” ، لكنني وشقيقاتي لم نقتنع بذلك ، أرجو التفسير ، وهل من مجرب لمثل حالتي ؟ أما عن تفسيري الشخصي فلا أرى سوى أنه تلاعب “القرين” والله أعلم.
تاريخ النشر : 2019-11-21