تجارب من واقع الحياة

القصيدة

بقلم : رهف

أخذت حزمة الأوراق والفضول يقتلني وما إن غادرت المكان حتى فتحت رسالته
أخذت حزمة الأوراق والفضول يقتلني وما إن غادرت المكان حتى فتحت رسالته

 
السلام عليكم .

بحكم عملي أنا في حاجة دائمة إلى ولوج المكتبات لشراء ما يلزمني من أدوات الكتابة ونسخ الأوراق وغيرها ، كنت أتردد لفترات متقطعة على إحدى المكتبات للسؤال والشراء ، لاحظت اهتمام صاحب المكان بي بطريقة لم تبدو لي خاصة إلا بمرور الأيام فمن طبعي أني لا أركز كثيراً في تصرفات الآخرين ، سألني مرة عن طبيعة عملي فأجبته بعفوية تامة ، توالت الأيام واحتجت إلى نسخ أوراق مهمة مررت على المكتبة وسلمته حزمة الأوراق فأعادها لي منسوخة مع قصاصة صغيرة كتبت عليها جملة وبادر بالقول بعد أن لاحظ علامات الاستغراب على وجهي : هذه لك ، أتمنى أن تنال إعجابك ، أخذت حزمة الأوراق والفضول يقتلني وما إن غادرت المكان حتى فتحت رسالته

كانت عبارة عن عنوان لشريط فيديو على موقع يوتيوب ، عدت إلى البيت وتوجهت مباشرة لأعرف ما يحتويه هذا الفيديو ، فوجئت بأنه نص قصيدة شعرية بإلقاء رصين وكلمات جميلة ، أعدتها مراراً لأنني من عشاق الشعر ، نزلت إلى التعليقات لأفهم الموضوع أكثر فوجدت اسم صاحب المكتبة مع أنني لم أكن أعرفه من قبل يرد على من أعجبوا بما قاله ، بدأت بالبحث فلم اعثر على شيء ، ثم اتجهت إلى الفيس بوك لأبحث أكثر وكانت الصدمة الحقيقية التي جعلتني أطرح الأسئلة دون إيجاد جواب مقنع ، فالشاعر الأصيل صاحب القصيدة الغزلية في محدثتكم رجل متزوج من سنتين فقط وله ابنة صغيرة ويتغزل بزوجته الرائعة في منشوراته كما أنه ينشر موضوعات عن التعدد والزواج بأكثر من امرأة ، غلى الدم في رأسي وكان بودي أن اسمعه موشحاً من الكلام الذي يستحقه

غيرت الشارع الذي أمر منه يومياً ولم اقصد تلك المكتبة منذ عرفت الحقيقة ، بالله عليكم رجل يظهر بمظهر الملتزم الذي أطلق لحيته ويبدو عليه الورع والدين وفوق ذلك متزوج ومنذ مدة قصيرة فقط يكتب في فتاة لا يعرفها ولا تربطها به لا علاقة حب ولا حتى إعجاب قصيدة ، أمر أثار استغرابي حقاً ! أنا لا أشوه صورة الملتزمين حاشا لله بل أنا احكي تجربة خاصة بي ولم أجد جواباً لها.

هذا الموقف جعلني اشك بالرجال كلهم إلا من رحم ربي ، تساؤلي فقط يكمن في : هل بهذه السرعة مل من زوجته ؟ بهذه السرعة يكتب قصيدة في شخص لم يتأكد فعلاً من وجود مشاعر خاصة ، أم أن الرجل بطبعه غير مخلص ؟.

وفي الأخير تقبلوا مني فائق عبارات الشكر و الاحترام لكم وللطاقم الرائع المشرف على هذا الموقع الخرافي الذي أستمتع بالولوج إلى أقسامه يومياً.

تاريخ النشر : 2019-11-25

guest
104 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى