تجارب من واقع الحياة

حياة كئيبة

بقلم : سيء الحظ – العراق

أنا الآن حزين ووحيد وفقدت الأمل في المستقبل
أنا الآن حزين ووحيد وفقدت الأمل في المستقبل

أنا شاب عمري 19 سنة ، مررت بأحداث كثيرة مؤلمة في حياتي ولا زالت مستمرة معي ، في صغري كنت متفوقا في دراستي وكان أهلي يحبونني أما الآن فلم أعد أدرس وأهلي لا يقدروني كما في السابق ، منذ صغري وأنا أحب الإنعزال مع أجهزتي الإلكترونية ولم أكن أخرج ابدا في أغلب الأوقات ولم أكن ذا علاقة وثيقة مع من هم في عمري ، وعندما أصبحت في الصف الثالث المتوسط أضطررت أن أجلس في الحافلة المدرسية لأن مدرستي كانت بعيدة ومن تلك اللحظة حالتي النفسية سيئة جدا ، كنت أتعرض للتنمر والشتم ويصل الأمر حتى للإعتداء الجسدي وكان هذا يتكرر يوميا عندما أذهب للحافلة المدرسية ولم أكن أفعل اي شيء سوى ان أراهم وهم يعتدون علي بكل وسيلة ممكنة .

وبعد أن اكملت الصف الثالث المتوسط انتقلت أنا واهلي إلى مكان آخر ، كانت لا زالت حالتي النفسية سيئة جدا ولم أستطع تكوين صداقات وثيقة في المدرسة بل على العكس انتهى بي المطاف والجميع يكرهني ويحتقرني ، في يوم ما كنت أتجادل مع زميلي في المدرسة في مصداقية الدين  وخرج الخبر إلى باقي الطلاب واطلقوا علي لقب الملحد ، أنا أعرف أن الكثير منكم سوف يتشمت بي ويكرهني بسبب إختلاف الأفكار ، كان الطلاب يسخرون مني ويؤذوني بألسنتهم ويعتدون علي جسديا ، إلا أنني اكملت الصف على اي حال،

وفي السنة التالية وكنت حينها في الصف السادس العلمي ، زادت الأمور سوءا وأصبح الإعتداء أقوى والإحتقار اكثر ، في إحدى المرات سلمت على أحد زملائي في المدرسة ولم يرد السلام ، وكنت قد بدأت أفقد إهتمامي تماما بالدراسة وأي شيء آخر فقررت أن أترك المدرسة وقد تركتها لأسبوع عندها أصر أهلي على إكمال دراستي فنقلوني إلى مدرسة أخرى وكان مستواي سيء ولم أكن أجيد التعامل والتصرف مع باقي الطلاب وشعرت أنني لا أزال أعاني من الكثير من المشاكل فيما يخص الحياة الإجتماعية ، عزمت حينها أن أترك المدرسة للأبد،

وفي فترة جلوسي في المنزل تعرضت إلى الكثير من المشاكل من قبل أهلي ، وكان أحد اخواني يضربني ويشتمني على أتفه الأمور ، في مرة ما دخل غرفتي وتشاجر معي من أجل الإنترنت ، وفي مرة أخرى تشاجر معي بسبب أفكاري وكان هو من يبدأ الضرب دائما ، حتى الآن لا زالت علاقتي سيئة جدا معه ومع كل أفراد أسرتي ، أختي تزوجت وغادرت المنزل  وأبي يشعر بالخذلان تجاهي وعدم التقدير ، أمي كذلك لا تقدرني حتى عندما اطلب منها بعض المال تقول لو أنك كنت ذا نفع لربما أعطيتك ، ولا أتكلم مع أخي الآخر منذ زمن طويل بسبب مشاكل حصلت بيننا .

أنا الآن لا أدرس ومنعزل في بيتي وحياتي أصبحت مملة ومقرفة وبلا معنى ، أنهض من النوم في الظهيرة وأرفه عن نفسي بواسطة اجهزتي الإلكترونية ثم أرجع للنوم وعلى هذا الحال منذ زمن طويل ، أشعر بأنني ساذج وحساسيتي مفرطة تجاه النقد ولا يمكنني التواجد مع مجموعة من الناس لأنني أخاف أن يسخروا مني فأختلق عذرا وأذهب إلى البيت ، منذ يومين كنت في حافلة لأرجع إلى البيت وكنت قد أخطأت في عنوان بيتي فسخر الناس مني وقال شخص منهم : هل كنت في كهف طوال حياتك؟ عندها حزنت جدا لأن ما قاله صحيح.

أنا الآن حزين ووحيد وفقدت الأمل في المستقبل وأفكر دائما في الموت والإنتحار ، أرجوكم فسروا لي ما يحصل لأنني لم أعد أفهم أي شيء.

تاريخ النشر : 2019-12-01

guest
66 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى