أدب الرعب والعام

زمرة دم نادرة – الجزء الثاني

بقلم : ضياع – السودان
للتواصل : [email protected]

ثم قبلا بعضهما بعضا وهما يحلقان نحو السماء
ثم قبلا بعضهما بعضا وهما يحلقان نحو السماء

 

وبعد تناول وجبة العشاء دفع لوس الحساب ثم خرجا للتمشي قليلا ، هبت نسمة باردة  فقالت آنا : أصبحت ألأمور أكثر تعقيدا فلقد أنتقلت عائلة جديدة بحينا وبحسب ماذكره لي ليو حول هذه  المخلوقات وأن بإمكانها التشكل بالبشر لكن مناعتهم ضعيفة أمام أشعة الشمس وأن تعرضوا إليها يحترقون لهذا يظهرون ليلا ، فعرفت من الوهلة ألأولى أن هذه العائلة منهم ولكن كانت هناك فتاة بشرتها بيضاء وإحدى عينيها سوداء اللون أما ألأخرى فلقد كانت بيضاء ، كان يمكنها الظهور في أي وقت نهارا وليلا أما عن ملابسها وتسريحة شعرها فلقد كانت قديمة الطراز وتعود لخمسينيات القرن ، حاولت التحدث إليها ولكن كان هناك شعور يراودني حول ذلك

في أحد ألأيام وفي وقت مبكر كنت أمارس رياضة الجري وكنت أرتدي ملابسي الرياضية وفجأة شعرت ببعض البرد فتوقفت حينها رأيتها بجانب أحد ألأشجار كانت تبتسم إبتسامة خبيثة وبرزت أنيابها التي تشبه أنياب تلك المخلوقات بحدتها لكنها كانت أكبر حجما ، شعرت بالرعب والخوف فاستقليت إحدى سيارات ألأجرة التي كانت تمر بجانبي وتوجهت للحي الصيني حيث مكان ليو وعند وصولي سألت عنه فدلوني إلى منزل قديم بنهاية الحي ، وعندما قابلته أخبرته بكل شئ أفرد جناحه وطلب مني ألأمساك به جيدا ثم حلق بي نحو مملكة السماء ، عندما وصلت إليها وجدتها بين السحاب لقد كانت رائعة بكل معاني الكلمة منازل من الزجاج المزخرف الملون مخلوقات سحرية أقزام وطيور نباتات تحمل عطر فواح فتيات حوريات جميلات ومن بين كل هذا الجمال كان ذلك القصر لقد أبدع المصموون والمهندسون ببنائه لقد كان من الذهب الخالص وزين بالألماس والذمرد ، حراسه يرتدون الحرير والفضة يختلفون بعدد وأحجام ألأجنحة فمنهم من كانت جناحاه صغيرة وشفافة ومنهم من كانت سميكة وسوداء ومنهم من لدية أربعة ومنهم من أمتلك ستة ، كانت أجنحتهم بكل ألألوان ماعدا ألأبيض فلم يكن موجودا

نظرت لليو وكلي دهشة فقال لي بصوته  العذب : لاتتعجبي يا آنا فهولاء هم إخوتي سأخبرك ألآن بكل شيء ، جمعهم أشقائي وأبناء أبي وأمي نتشارك نفس الدماء ولدينا نفس قدرة الشفاء يحرم علينا التزاوج والتكاثر يحرم علينا تعدد الزوجات أو إقامة إي علاقة غير شرعية لأن دمائنا ستقضي على من نحب ، حينها نزلت بعض قطرات الدمع من عنيه أزاح وجهه عني وبدأ ينظر للأمام ، مسحت دموعه بحنان أنتابني شعور أنه يعشقني بجنون فلعنت هذا القدر بسري مليون مرة الذي كان سببا في فراقنا ، تشجع قليلا ثم قال : ومن يرث زمرة والدينا وهو وأحد من بين ألف ذكر منا فبإمكانه التزاوج والإنجاب ويحل له كل شيء على عكس مصاصي الدماء كما تسمونهم بعالكم فهم يتكاثرون عبر العض ليس إلا لهذا خلقنا للحفاظ على سلامة وتوازن الكوكب وهم يعتبرون آفة يجب القضاء عليها ،

حط بي أمام العرش كان العرش هائل الحجم زين بكل شيء ثمين بالعالم وعلى ذلك الكرسي كان يجلس الشقيق ألأوسط لليو كان إسمه ألكسندر وكان يحرساه بكلتا الجانبين زوج من وحش الغرفين ألأسطوري وكان فريدا من نوعه فهو يمتلك جناحان كبيران أبيضا اللون و شعره أسود وناعم عيناه كبياض الثلج صوته رنان يتردي الحرير ألأبيض المزخرف ، وبعد أن أدينا التحية الملكية طلب مني ليو أن أخبره بكل شيء ، لم أتردد فأخبرته و أستمع لي بكل هدوء وعندما أنتهيت قال : أنها الملكة تسمي المتنقلة في وضح النهار وعنيها مختلفتين لأنها تمتلك قدرة التعايش بين البشر تأكل طعامهم وتشرب شرابهم وفي الليل تظهر بحقيقتها إنتقالها بحيكم لم يكن من دون سبب لقد عرفت مكانك وستصطادك قريبا ، لهذا وقف على قدميه ثم مشى باتجاهنا فأمسك جناح ليو ألأيسر وأقتلع منها ريشة شعر ليو ببعض ألألم وشاهدت ذلك بوجهه لكنه تجاهل ذلك فأعطاني الملك الريشة ثم قال : بعد ثلاث أيام سيكون القمر بدرا وعندما تحاول الملكة عضك أطعني قلبك بهذه الريشة حينها سينتهي كل شيء 

عندما أمسكت بالريشة تحولت إلى نصل حاد ثم طلب من ليو أخذي إلى المنزل ، تبدلت ملامح آنا فجأة وبدأت بالبكاء والصراخ فجأة ثم عم الصمت فترة وهي بأسوأ حالاتها قالت : عندما هبطنا إلى ألأرض وجدنا أن الولايات المتحدة قد أنقلبت رأسا على عقب ، قوات الجيش بأسلحتها الثقيلة منتشرة بكل مكان وحظر تجول ، زاد ليو من سرعته وأدخلني خلسة من نافذة منزلي وقبل أن يغادر أخبرني بخطته وأنهم سيهجمون عند منتصف الليل ثم رحل ، عندما نزلت إلى الطابق الأرضي وجدت المنزل مدمرا بالكامل ، أصابني الحزن عندما شاهدت أمي مقطعة إلى أشلاء و وجدت جوني مختبأ تحت كومة من الأخشاب كان خائفا جدا ، شاركته الخوف والحزن ثم سألته عما جرى  فأخبرني أنها كانت زيارة عادية من قبل فتاة بعمري ثم تحول كل شيء لدمار وأنها قد أخذت أبي ثم طلبت منه أن يخبرني برسالتها وهي أن أذهب إلى المنارة القديمة بعد ثلاثة أيام ، أنتابني حينها شعور الأنتقام أخذت بيد جوني وذهبت به لمنزل ليو وقابلته فأخبرته بكل شيء ، نال ليو إعجاب جوني بسبب جناحاه فشعر بالأمان والراحة ، كانا يلعبان ويمرحان ونشر ليو بقلب أخي السعادة على عكسي أنتظرت مرور ألأيام الثلاث بفارغ الصبر ،

وعند حلول المساء خبأت الريشة جيدا ثم شددت الرجال نحو المنارة وعند وصولي وجدت ألألاف من تلك الخفافيش العملاقة ثم رأيت أبي كان معلقا رأسا على عقب وربط بأحكام من قدمية وعند وصولي لمبنى المنارة تقدمت نحوي ملكتهم كانت ترتدي فستانا أسود ثم قالت : أهلا بك يا آنا لو كنت تأخرت ولو قليلا لكنت قد سحقت والدك وسحقت كل العالم لأجلك ، رحبوا بضيفتنا فعند حلول منتصف اليل ستبدأ المراسم ، أمسك بي أثنان من تلك المخلوقات ثم أدخلاني إلى غرفة تطل على الشاطئ وبعد مرور وقت قصير أدخلوا إلي والدي حاولت معانقتة لكنه منعني ثم قال : أعذريني يابنتي لقد حولوني لمسخ مثلهم أرجوك حاولي منعها من الحصول عماتريد لاتدعيها تكسب أبدا لقد طلبوا مني أقناعك لكن الخطأ خطائي فلوا صدقتك منذ البداية لما كنا وصلنا إلى هنا ، أرجوك سامحيني يا أبنتي أرجوك ،ثم خرج قبل أن ينتظر إجابتي ، وعند حلول منتصف الليل أحضروني لملكتهم وكما كان مخطط من قبل ليو فقد ثار المحيط وهجمت ألألاف من الجنود من جيش مملكة السماء حجبوا ضوء القمر أرادت الخفافيش حماية ملكتهم لكنهم هزموا ، أسرعت الملكة نحوي فرأتني أخرج ذلك النصل فأسرعت وأستطاعت منعي فأخذته مني ورمته في المحيط فقدت ألأمل وأدركت نهاتي فأستسلمت لها وفي آخر لحظة خرج لوكا من المحيط ورمى لي بالنصل فهجمت عليه تلك الخفافيش وحولته لأشلاء ، أقتربت أنيابها من عنقي ثم أخذه والدي وحلق نحوها وطعنها بالظهر صرخت بشدة وأستداردت نحوه أستلت النصل ورمت به بجانبي ثم غرزت مخالبها بصدره فأقتلعت قلبه من مكانه ثم عادت إلي وبسرعة غرزت أنيابها بعنقي وفي نفس الوقت كنت قد غرزت النصل بقلبي ، وبعد مدة أطلقت صرخة مدوية ثم سقطت في ألأرض فأشتعلت بها النار ثم تحولت لرماد ذهب أدراج الرياح وبعدها سقط جميع أعوانها جثث هامدة وبعد مدة عادت لهم الحياة وعادوا أناس عاديون

أنتهى كل شيء ، صحيح أنني كسبت الحرب لكني خسرت والداي ،

قال لوس : شكر لك يا أنسة آنا وكما وعدتك فسوف أفي بوعدي لك ، ثم أستقل سيارة ورحل قالت آنا : ليتني أستطيع إكمال الجزء الأخير ولكنه سر ، ثم أعادت عدستها اللاصقتين إلى مكانهما ، فهبط خلفها حارس الليل فردت جناحها وأستدارت نحوه وقالت : لقد كنت بأنتظارك ، فرد عليها بصوته العذب : ولم أتأخر على ملكتي المتنقلة في وضح النهار ، ثم قبلا بعضهما بعضا وهم يحلقان نحو السماء .

النهاية ….

تاريخ النشر : 2019-12-01

ضياع

السودان
guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى