تجارب ومواقف غريبة

رأس العروس

بقلم : Marwan Eskileeh – ليبيا
للتواصل : [email protected]

أن العروس تخرج ليلاً بعد وقت الغروب مباشرةً لتبحث عن رأسها المفقود
أن العروس تخرج ليلاً بعد وقت الغروب مباشرةً لتبحث عن رأسها المفقود

السلام عليكم.
هذه أول قصة حقيقية مرعبة أكتبها في هذا الموقع و الذي كنت أتابعه من سنة 2016 م تقريباً و قد استفدت منه الكثير من خلال قراءتي لقصص الكثيرين و تجاربهم ، لكن دعوني لا أطيل عليكم الحديث و أحدثكم عن قصة سمعتها مرة عندما كنت في الحادية عشر من عمري و التي لم أصدقها في البداية و اعتبرتها أسطورة من الأساطير الخرافية التي يحكيها الأجداد لأحفادهم لتخويفهم من الخروج ليلاً أو البقاء خارجاً لساعات متأخرة من اليوم ،

انتقلت القصة من جيل إلى جيل حتى وصلت إلى جيلنا حين استغربت من أحد أصدقائي في الشارع عندما رأيته متردد في الرجوع إلى بيته وحيداً بعد أن كنا نلعب كرة القدم و عندما سألته عن سبب خوفه ، أجابني بأنه يرى بين الحين و الآخر ما يبدو له كخيال لإمرأة بدون رأس و ترتدي ما يبدو مثل فستان الزفاف و عليها هالة لونها أبيض سكري و تتجول في أرجاء الشارع بعد الغروب لتبحث عن رأسها المفقود ، و عندما سألت والدي عن ما إذا كان هناك أي حادثة قديمة قد حدثت فالشارع ؟ فأجابني قائلاً : حسناً هذه القصة قديمة جداً و قد حدثت في فترة ثلاثينيات القرن الماضي حيث كانت هناك قافلة زفاف قادمة من شرق الشارع الذي نقطن فيه و كانت متجهة شمالاً ، و كانت القافلة تتكون من عدد من الجمال و في الوسط كانت هناك العروس و كانت بداخل ما يشبه الخيمة على ظهر الجمل و تسمى الـ (هودج) باللغة الدارجة عندنا ،

و كانت قافلة الزفاف قادمة و على وشك أن تنعطف في منتصف الطريق لتسلك الطريق المؤدي شمالاً عندما انزلقت قدم الجمل الذي كان يحمل العروس على صخرة ملساء في وسط الطريق و سقط الجمل و معه العروس ، لتسقط العروس على صخرة حادّة و كانت الصخرة قد أتت على رقبتها مباشرةً لتمزّق أوردتها و تقتلع رأسها من مكانه مرة واحدة و أنقلب الزفاف و الفرح في ذلك اليوم إلى نحيب و بكاء و هلع بسبب هذا الحادثة المفجعة و الأمر الأكثر رعباً و إثارةً للقشعريرة أن أهل الزفاف في وسط الحزن و النحيب لم يعثروا على رأس العروس حتى بعد بحث و عناء طويل جداً ، و إلى يومنا هذا و بعد فترة من الزمن يُقال أن رأس العروس لا يزال مدفون في مكانٍ ما في هذا الحي و أن العروس تخرج ليلاً بعد وقت الغروب مباشرةً لتبحث عن رأسها المفقود ، لهذا السبب جاءت تسمية الشارع بشارع  (رأس عروس) نسبةً إلى هذه الحادثة الشنيعة التي لا يزال البعض يشك في مصداقيتها و البعض يدعي أنه لا ينام و يعاني من الكوابيس لأنه يراها أحياناً واقفة وسط غرفة النوم بلباس الزفاف و تبحث عن رأسها المفقود !.

في الختام أرجو أن تكون قصتي قد نالت أعجابكم و أن لا أكون قد أطلت عليكم في سرد الأحداث و أشكر جميع أعضاء موقع كابوس للسماح لي بأن أنشر هذه القصة التي كنت أنوي كتابتها لوقت طويل ، أتطلع لكتابة العديد من القصص في المستقبل و أرجو أن تنال إعجابكم أيضاً .

تاريخ النشر : 2019-12-07

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى