أدب الرعب والعام

إِنْحِدَار

بقلم : صوفيا♥️ – بين النور والعتمة

كان الهاتف يرن بإصرار ولم أقوى على منع نفسي من الإجابة .
كان الهاتف يرن بإصرار ولم أقوى على منع نفسي من الإجابة .

 
الاتصالات الليلية تخيفني ، ومن منا لا يخاف الاتصالات الليلية ؟ فهي لا تحمل معها سوى المصائب ، فكر فيها قليلاً وستجدني محقة ، أنت لم تربح جائزة اليانصيب أو تأتيك فرصة وظيفية في أتصال ليلي ، ولن يتصل بك شخص يملك ذرة احترام في مثل هذا الوقت للحديث معك ، حتى وأن كان عشيقاً ، قد تطول مكالمتك معه حتى الصباح ، ولكنه لن يجرؤ على إيقاظك ليلاً دون مقدمات ، فقط لسماع صوتك .

تلك الاتصالات لا تحمل معها سوى المصائب .
قيل لي ذات مرة أن هناك مرضاً نفسياً يدعى (فوبيا الهاتف ) وأن ملايين البشر تعانيه ، لكن لا أعتقد أنني مصابه به ، فأنا لا يرعبني الهاتف إلا في الليل .
قد تقول أن حل مشكلتي بسيط وإنه بإمكاني إقفال هاتفي قبل النوم وتنتهي المشكلة ، ومن قال أنني لم أجرب ذلك ، لقد حاولت بالفعل لكن كانت النتيجة أرقاً منعني النوم حتى الفجر ، فليس هناك أسوأ من تلقي خبر سيء سوى التفكير بأن هناك من يتصل بك لإبلاغك به ، ولكنه لا يستطيع الوصول إليك ، فإن أعرف المصيبة التي حدثت أهون عليّ مائة مرة من أن لا أعرفها !.

لا أحد يعرف ما أعانيه سوى المقربين مني ، ولم أكشف الأمر لسيدتي ميراي على الرغم من أنها دكتورة تعمل لسنوات في مجال الطب النفسي ، على أي حال ما هي الاحتمالات لاتصال ليلي وأنا في بلد أخر أحمل رقماً لا يعرفه سوى عدد محدود من الأشخاص ؟.
لكنه حدث !.

ففي تلك الليلة كنت أنام وحيدة في المنزل منذ وقت باكر ، فقد كنت أعاني حينها من مرض الأنفلونزا وقد أعطتني سيدتي الأقراص اللازمة للعلاج التي تسبب النعاس وتساعد على النوم ، قبل أن تسافر مع أبنتيها في إجازة قصيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع ، كانت سيدتي أمرأة منفصلة عن زوجها لكنها لم تتطلق منه بشكل رسمي حتى الأن ، فما زالت هناك الكثير من القضايا العالقة بينهما في المحاكم ، لهذا فهي تعيش مستقلة مع أبنتيها ، و بالرغم من كل انشغالاتها فإنها كانت تهتم بهما وتحرص كثيراً على أدائهما العلمي كي لا تحتاجان إلى معين في يوم ما ، ربما علّمها زواجها الفاشل أهمية نجاح المرأة و استقلاليتها واستعدادها لمواجهة صعاب الحياة وحيدة دون أن تٌجبر على العيش مع شخص قد يخذلها يوماً ما.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلاً عندما كنت أغط في نوماً عميق ، حين سمعت هاتفي يرن ! نهضت بتوتر بالغ وأنا أنظر إلى رقم المتصل ، لقد كان رقماً غريباً لا أعرفه ، ترددت بالإجابة حتى توقف عن الرنين ، كنت أمسكه بيد ترتجف فيمن يكون المتصل ، حاولت أقناع نفسي بأنه شخص طلب الرقم الخطأ إلى أن أتصل مجدداً ، كان الهاتف يرن بإصرار ولم أقوى على منع نفسي من الإجابة .

– ألو ؟.
لم يرد الصوت فتحدثت مجدداً :
– ألو؟.
جاءني ذلك الصوت الغريب بعد وهلة :
– أهلاً..
كان صوتاً غليظاً لرجل يتحدث بمرح وكأنه يعرفني ، فقلت بتوتر :
– ألو ، من معي ؟.
رد صوته :
– إنه أنا..
قلت محذرة :
– إن لم تتحدث سأغلق الهاتف وأبلغ سيدتي عن إزعاجك لي.
ضحك الرجل كثيراً و راح يسعل :
– هل ترعبينني بسيدتك ؟ إن سيدتك نفسها بحاجة إلى من يساعدها.
أغلقت الهاتف بسرعة ونبضات قلبي تتسارع ، رن الهاتف مجدداً فأجبت بعصبية :
– سأتصل بشرطة أن لم..
قاطعني بهدوء :
– لن يفيدك هذا بشيء ، فرقمي لا بيانات عليه ، أنني أخذت كل احتياطاتي فلن يستطيع أحد تتبعي ، أحذري من أي تصرف لا يعجبني فقد تكون نهايتكِ !.
قلت بحدة :
– ما الذي تهذي به ؟ إنني لا أعرفك حتى.
رد بسخرية :
– إذاً كيف حصلت على رقمكِ ؟.
– لقد أتصلت برقم عشوائي لتزعجه.
– و هل يبدو صوتي كشاب مراهق يهوى الإزعاج؟.
ثم أردف بحزم :
– أسمعيني يا فتاة ، أعرف أنكِ وحيدة في المنزل ، أن استمريتي بتكذيبي فسأتي إليكِ وعندها ستضطرين مجبورة لتصديقي .

كنت أتصبب عرقاً و أنا أنصت إليه ، فبادر بقوله :
– هيا أنهضي ، لدينا الكثير لنقوم به.
قلت بدهشة :
– أنهض إلى أين ؟.
– إلى غرفة سيدتكِ.
– لماذا ؟.
رد مهدداً :
– لا تسألي ، فقط أفعلي ما أمليه عليكِ دون نقاش.
قلت باستسلام :
– حسناً.
خرجت من غرفتي وأنا أضع الهاتف على أذني بخوف متجهة إلى غرفة سيدتي ، دخلت و وقفت في منتصفها ، وقلت بارتباك :
– ماذا .. ماذا أفعل الأن ؟.
– أفتحي الدولاب المقابل للسرير و أبحثي عن صندوق تخبئه سيدتكِ في أحد الرفوف العلوية .
قمت بما أمرني به  و وجدت ذلك الصندوق ، فقلت :
– لقد وجدته ، ماذا الأن ؟.
قال بمرح :
– ممتاز ، أرايتِ ؟ يمكننا العمل معاً بسهولة.  
– حسناً ، هيا أفتحي الصندوق.
فتحته بيد واحده مرتجفة ، فأسقطته وتناثرت الأوراق بداخله ، فقال وكأنه يراقبني :
– لا عليكِ ، أبحثي بين الأوراق عن ظرف كبير أصفر اللون .
لقد كان الظرف على الأرض أمامي ، أمسكت به متسائلة :
– هل أفتحه ؟.
رد بسرعة :
– لا .. لا تفتحيه ، و ركزي معي ، أريدكِ أن تحرقيه الأن ، أحضري عود ثقاب من المطبخ وقومي بحرقه في غرفة المعيشة .
أجبت معترضة :
– لا ، مستحيل ، لن أفعل هذا ! فأنا لا أعرف ما الذي يحتويه هذا الظرف !.
هنا تخلى عن هدوئه وصرخ بي :
– إن اعترضتي مرة أخرى على ما أقوله سأحرقكِ مع ذلك الظرف ، هيا .
هنا تذكرت ، لقد وضعت سيدتي كاميرات للمراقبة في غرفة المعيشة والمطبخ ، ستصور تلك الكاميرات الأحداث وستعرف أنني كنت مجبرة على القيام بهذا الأمر .

قال الرجل وكأنه يقرأ أفكاري:
– أتركي الهاتف في غرفة سيدتكِ دون أن تغلقيه ، وقومي بما أمرتكِ به ثم عودي ، لا تنظري مباشرة إلى كاميرات المراقبة ، إنها مخترقة ويمكنني مراقبتكِ ! هيا أحرقي الظرف ولا تعودي حتى تتأكدي من أنه أصبح رماداً .
إنه يعرف تماماً ما الذي يفعله ، لذا لم تكن لي حيلة فوافقت على طلبه واتجهت إلى المطبخ لأخذ أعواد الثقاب حاملة الظرف ، ثم توجهت إلى غرفة المعيشة وقمت بحرقه.

عدت إلى الهاتف وقبل أن أتحدث بادرني بالقول :
– ممتاز ، لقد أحرقتِ آخر دليل تملكه ضدي.
– ستعلم سيدتي بالحقيقة وستلاحقك.
ضحك مجدداً ثم قال :
– لا تقلقي ، فلست أنا من قام بحرق الظرف أمام كاميرات المراقبة .
صحيح ! ذلك الوغد جعل هناك مُستَمسَكاً يدينني .
أردف ببرود:
– حسناً ، ما رأيكِ بإضفاء المزيد من الأثارة ؟.
قلت متوسلة :
– أرجوك ، يكفي ما قمت به حتى الأن ، أرجوك أتركني لحالي .
رد بنبرة واثقة:
– يا عزيزتي ، تركي لك ليس من مصلحتكِ ، فأنتِ الأن بحاجة لي ، لا تنسي أنكِ متلبسة بجرم المشهود ، أتريدين قضاء بقية حياتكِ في السجن ؟.
قلت وقد نفذ صبري :
– ماذا الأن ؟ ما المصيبة الجديدة التي تريدني أن أقوم بها ؟.
– أمر بسيط جدا ً، أترين المنضدة المجاورة للسرير؟.
 
ألتفت إلى المنضدة مترقبة ما سيطلبه مني هذه المرة.
– نعم ، ما بها ؟.
– ستجدين عليها علبة دواء بيضاء اللون ، أفتحيها و أفرغيها من جميع الكبسولات .
و فعلت ما قاله ، كانت كبسولات بيضاء اللون ، ما عدا وحدة نصفها بني والنصف الأخر أخضر اللون ، أمسكت بها لا شعورياً بيدي وكأنني أعرف بأنه سيشير إليها و كان توقعي في محله !.
– هل تجيدين بلع الكبسولات ؟.
رميتها من يدي فجأة و قلت معترضة:
– لا ، لن أتناول هذا الشيء
قال بهدوئه الذي أصبح يستفزني :
– على رسلكِ ، لا تتسرعي ،  فخلاصك مما قمتِ بهِ سيكون بابتلاعها .
– كيف ؟.
– إن هذه الكبسولة لا تأثير حقيقياً لها ، لكنها ستجعل في دمك نسبة مخدرة ، هذا سيساعدكِ أثناء التحقيقات ، فهي ستفسر أمام الشرطة ما قمتِ بهِ من غير وعي ، وعندما تخبرينهم بإن سيدتك أعطتك إياها لعلاج الأنفلونزا التي تعانينها ، ستتم تبرئتكِ واتهامها هي .
قلت متفاجئة وأنا أرتجف :
– كيف عرفت أنني أعاني من الأنفلونزا ؟ و كيف وصلت هذه الكبسولة في العلبة ؟.
ضحك ضحكته الهستيرية المزعجة وقال :
– أهذا دليل كافي لتصديقي وإتباع تعليماتي ؟ يا عزيزتي أنا أعرف جيداً ما أقوم به ، كنت أريدكِ أن تحرقي الأوراق التي تدينني لكنني لا أريدكِ أن تتورطي بالأمر ، فأنا لست قاسي القلب كما تتصورين .
قلت بعناد :
– وإن لم أفعل ما تريده ؟.
رد بلا مبالاة :
– عندها سأترككِ في حال سبيلكِ ، ولتشرحي للشرطة لماذا أحرقتِ أوراق مصيرية كهذه ، ستتذكرين حديثي هذا وأنتِ في السجن تعضين أصابع الندم.

فكرت قليلاً ثم اتخذت قراري ، وضعت الكبسولة في فمي ، فقال وكأنه موجود معي في الغرفة :
– يمكنكِ استخدام كأس الماء الموجودة على المنضدة أمامك.
 ودون أن أرد عليه ، ابتلعت تلك الكبسولة وقلت باستسلام :
– هل ارتحت الأن ؟.
– كثيراً.
– ماذا الأن ؟.
– لقد كذبت عليكِ !.
صرخت و قد بدأت الدنيا تدور من حولي :
– ماذا ؟.
رد و كأنه يواسيني :
– يا عزيزتي ، لا يجب أن تصدقي كل ما يُقال لكِ.
– ماذا تعني ؟.
– هذه الكبسولة قاتلة ، يبدأ مفعولها خلال ساعتين ، لكن لا تقلقي ، هناك حل دائماً !.
لم أقوى على الحديث ، فأكمل :
– هناك كبسولة أخرى توقف مفعولها مباشرة لكنني لم أدلكِ على مكانها إلا إذا قمتِ بتنفيذ آخر طلب لي ، هل أنتِ موافقة ؟.
كان رأسي يتثاقل وبطني بدأ يؤلمني ، لا أعرف إن كان هذا مفعول الكبسولة أم بسبب الرعب الذي سيطر علي .
قال بهدوء:
– أذهبي إلى الباب الخارجي ، أريد أن أريكِ شيئاً.
تحركت طواعيةً إلى الباب الخارجي دون أن أناقشه ، فتحته و..
– هل ترين هذا الكيس ؟ .
كان هناك كيس ورقي أمام الباب ، نظرت بداخله فوجدت آخر ما أتوقعه :
– مسدساً !.
– هل وجدتِه ؟.
– ماذا الأن ، هل تريدني أن أقتل نفسي ؟.
– لا طبعاً ، لقد أخبرتكِ أنني لست بتلك القسوة.
– ماذا إذاً ؟.
– أمامكِ الأن خياران ، وسأترك الحرية لكِ ، أنتِ الأن أمام الباب الخارجي ، يمكنكِ الهروب والإبلاغ عني ، لكنني حينها سأكون آسفاً أنني لم أخبركِ بمكان كبسولة نجاتكِ ، أو أن تنتظري في غرفة المعيشة حتى عودة سيدتك خلال الدقائق العشر المقبلة .
– سيدتي لن تعود قبل يوم غد .
– أما زالتِ لا تصدقينني ؟ إنها قادمة في الطريق.
صمت برهة ، قبل أن أقول :
– ثم ماذا ، بعد أن تعود ؟.
– ستفاجئينها بإنهاء حياتها بمجرد أن تريها ! وعندها سأخبركِ بمكان كبسولة الخلاص لتنجي بحياتكِ ، لا تفكري كثيراً فليس أمامك متسعاً من الوقت ، تذكري حياتكِ مقابل حياتها .
 
شهقت بخوف ، وأنا أتخيل نفسي أقوم بهذا الفعل فقلت :
– لا ، مستحيل ، مستحيل ، لن أفعل .
أجاب مواسياً :
– الأمر يعود إليكِ.
– من أنت ؟ ولماذا تريد قتلها ؟ لا بد أن هناك طريقة أخرى لحل مشكلك معها ، أرجوك أخبرني وسأساعدك.
هنا تذكرت فجأة ! الشخص الذي له مصلحة بهذا كله ، زوجها !.
لقد جعلني أحرق الأوراق التي تدينه ، والأن يريدني أن أقتلها حتى يتخلص من مشاكله معها دون أن تكون له يد في ذلك أمام القضاء !.

سألته بعد أن عرفت حقيقته :
– أنت زوجها صحيح ؟.
رد وكأنه لم يسمع ما قلته :
– هل ستقتلينها أم لا ؟.
أجبت بإصرار:
– أفضل الموت على أن أقتل أحداً.
– كما تريدين ، يمكنك الهرب إذاً .
و أنهى المكالمة !.

كنت أقف بتوتر شديد وأنا أنظر إلى الكيس الذي يحمل المسدس ، فقد بدأ الوقت يداهمني وأنا لا أعرف ما الذي سأفعله ، كنت أفكر بإخبار سيدتي بكل ما جرى ، لكن هذا يعني نهاية حياتي أنا ، يمكنها أن تأخذني لأقرب مستشفى ، لكن هل سأجازف بحياتي من أجلها ؟ كان الوقت يمضي وأنا أقف شاردة ، الألاف الأفكار والذكريات تمر أمام عيني ، كنت مشتتة ، هل أضحي بحياتي من أجلها ؟ فلا ذنب لها في ذلك وأنا لا ذنب لي أيضاً ، هل سأقتلها ؟ هل أنا قادرة على القيام بهذا ؟.

رأيت أضواء سيارة كانت تدخل مرآب المنزل ، لقد عادت ، لقد رتب هذا الرجل كل شيء ، لا مجال للخطأ لهذا قررت بسرعة ، فعندما تُوضع حياتك على المحك تختلف جميع الحسابات ، إنها غريزة البقاء !.
حملت المسدس وجريت إلى غرفة المعيشة وأنا أوجهه ناحية المدخل بيدين مرتعشتين ، سأقتلها .. سأقتلها .
 فتحت سيدتي باب المنزل مبتسمة و دخلت ، وما أن رأتني حتى صرخت :
– ناتالي ! ماذا تفعلين ؟.
قلت والدموع تنهار من عيني :
– أعذريني آنسة ميراي ، لم يعد لدي خيار .
وأغمضت عيني و ضغطت على الزناد
، سمعت صوت صرخاتها وأنينها  إلى أن هدأ كل شيء ، عندها فتحت عيني ، و فاجأني ما رأيته !
كانت سيدتي تقف مكانها مبتسمة وهي تنظر إلي قائلة :
– تقتليني يا ناتالي ؟.
لم أكن قادرة على استيعاب ما حدث ، كنت أنظر إلى المسدس بيدي وإليها غير فاهمة ، فقالت:
– أهدئي ، أهدائي ، لقد كانت تجربة .

قلت وأنا ألهث :
– تجربة ؟.
تقدمت نحوي وسحبتني لأحد المقاعد لأجلس ، ثم جلست بجانبي وقالت مهدئة:
– في البداية أود أن أعتذر لكِ عما حصل ، لكنني كنت مضطرة للقيام بهذه التجربة ، إنني أقوم بعمل بحث علمي عن ردة فعل الأنسان تحت الضغط وتهديد بالموت ، والنتائج مثيرة يا ناتالي ، لقد تحولتِ إلى شخص مجرم قادر على القتل بدقائق !هل كنتِ تتوقعين ذلك ؟ أن تكوني شخصاً مسالماً ثم تتحولين إلى وحش بشري بلحظات ؟ لا أستطيع الانتظار حتى أنشر هذه الدراسة ! كنت أنظر إليّها ببلاهة ، غير مصدقه ما تقوله ، فأكملت:
– نحن لم نسافر ، فقد ذهبنا إلى بيت والدتي لأيام ، كنت أراقب كاميرات المنزل وأتابع مع أخي الذي كان يحدثكِ ، المظروف كان يحتوي على أوراق عادية ، والكبسولة التي ابتلعتها لم تكن سوى فيتامين مفيد لن يضركِ أبداً ، وأعتقد أن بسبب توترك لم تلحظي أن هذا المسدس ليس سوى دمية معدنية تستخدم للتمثيل.

كانت تربت على كتفي مهدئة وأنا أنظر إليها بجمود ، و لأول مرة ينتابني شعور غريب بقتلها ، نعم سأقتلها ، لكن هذه المرة بيدي حتى أتأكد من موتها.
ألم تحولني للتو إلى وحش بشري ؟.
 
النهاية ……
 

تاريخ النشر : 2019-12-27

guest
67 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى