أدب الرعب والعام

جذور الخوف

بقلم : النصيري – مصر

رأى احدى المعلمات ترتدي ملابس تنم عن الوقار إلا أنه شعر بشعور لم يألفه قبل ذلك
رأى احدى المعلمات ترتدي ملابس تنم عن الوقار إلا أنه شعر بشعور لم يألفه قبل ذلك

بإحدى قرى الصعيد النائية في الثمانينات من القرن الفائت و بالتحديد في الوحد الصحية لهذه القرية ، حضر شاب في نهاية العقد الثالث من عمره بوجه يملأه الشعور بالغربة والحيرة ومتاعب السفر الطويل ، يبدو أنه قادم احدى مدن الساحل يظهر ذلك من لهجته عندما نادى على الممرض الوحيد ، قدم الشاب نفسه سراج الدين محمود أنه من محافظة الإسكندرية و أخرج مسوغات تعيينه كطبيب جديد في الوحدة الصحية الكائنة في هذه القرية ، ظهرت علامات الراحة على وجه الممرض بأن هذا الشاب الطبيب سيشاركه مسئولية إدارة الوحدة و أنه مل من هؤلاء المرضى والعلاج الذي يصرفه لهم دون علم حتى صار كطبيب معتمد للوحدة لدى الناس في القرية .

حمل الممرض حقيبة الطبيب الوحيدة و ذهب به إلى الاستراحة الملحقة بالوحدة وهي غرفة ملحق بها حمام تظهر عليه علامات القذارة و رائحة كريهة يحتفل بها الذباب ، أما الغرفة بها سرير متهالك ومكتب أكل سطحه الصدأ و بلاط مُسحت منه الرسوم لقدمه ، أما المطبخ عبارة عن حامل من الخشب عليه موقد يعمل بالسولار و بعض أواني الطهو ملقاة على الأرض ، شعر الطبيب بأنه في مأزق لا يمكن الفكاك منه فإذا فكر في استئجار سكن فالمقارنة ترجح مبنى الوحدة الصحية كل منازل القرية بُنيت من الطين أو البوص و يعني ذلك مزيد من العقارب والبعوض الذي يتكاثر على روث الحيوانات التي يربيها الفلاحون في بيوتهم ، حاول الطبيب أن يقنع نفسه بما هو فيه هو أفضل من غيره ، هز رأسه وهو يقول : يكفي أن الوحدة بها كهرباء ،

ظهرت علامات الخوف على الطبيب و أخذ يتحاور مع الممرض بمزيد من الأسئلة وكأن الممرض هو المسئول عن رداءة المكان و أخيراً سأل الممرض عن أسمه ؟ أجابه : أسمي علي عبد اللطيف ، و عرف منه أنه من أهل هذه القرية ويعمل هنا منذ عشرون عاماً ، شعر الطبيب بشيء من التعجب عشرون عاماً تعمل هنا  في هذا المكان الموحش ؟ هز الممرض رأسه مؤكداً له بأن الأمر لا يستدعي التعجب فهو بين أهله وناسه فلا يشعر بالملل و أخذ يهّون الأمر على الطبيب بأنه بمرور الزمن سيتعود ، قاطعه الطبيب : لن أتعود ولن أظل هنا مهما كلفني ذلك الأمر حتى لو اضطررت للاستقالة ، فرد عليه الممرض :  كل من جاء قبلك من الأطباء قالوا ذلك و أجبرتهم الظروف على البقاء لسنوات ومنهم من تزوج من بنات القرية وانتقل إلى المركز وفتح عيادة خاصة ، حاول الطبيب أن ينهي كلام الممرض بكلمة : مستحيل ، أخذ الممرض يعد الشاي بعد أن رفض دعوته على تناول الطعام ، أنتشر الدخان تحت تحريك المكبس للموقد : يا ولدي منذ عشرون عاماً مضت كانت جرائم القتل تحدث هنا بشكل شبه يومي وهذه الجرائم إما جرائم ثأر أو سرقة و أصبح صوت الرصاص شيئاً مألوفاً وصراخ المكلومات شيئاً عادياً ، وهناك شيء أريد أن ألفت نظرك اليه ، وهو قاطعي الطريق من اجل السرقة فلا تخرج من الوحدة ليلاً بالتحديد بعد صلاة العشاء ، أخذ الممرض يلتمس الدفء من نار الموقد بمد كفيه إلى النار لحين غليان الشاي ، قدم له الشاي وهو يردد بشكل تحذيري : إياك يا ولدي والاقتراب من مزارع القصب ، وقبل أن يكمل الممرض كلامه نهره الطبيب بشيء من العنف والخوف : كفي يا رجل ، هل سابقى هنا سجيناً ؟ شعر الممرض بالخجل وحاول أن يقنع الطبيب بأنه ينصحه كأبن له و أنه لا يعرف المخاطر التي تحيط به في هذه القرية الموبوءة ، أخذت تظهر علامات الخوف على وجه الطبيب وهو ينظر إلى مزارع القصب التي تحيط بالوحدة الصحية و أسرع بسؤال الممرض : هل سأبيت هنا وحيداً ؟ شعر الممرض بمدى خوف الطبيب وحاول أن يطمئنه : يا ولدي الاستراحة لها أبواب حديدية لا يمكن اقتحامها ، حاول بقدر الإمكان أن تغلقها و تطفئ الأنوار بعد العشاء مباشرة ، و لا تفكر في الخروج كما قلت لك فإن نجوت من اللصوص ربما لا تنجو من الذئاب التي تعوي بمجرد حلول الظلام وسط مزارع القصب المترامية الأطراف ، تنهد الطبيب وكأنه يطلق موجة من الخوف الكامن في صدره ولا يريد أن يطلع عليه أحد : هل رواد الوحدة كُثر ؟ شد الممرض حاجبيه إلى أعلى كنايةً عن الإجابة بالرفض : هم قلة ، ربما يمر أكثر من أسبوع دون أن يأتي مريض واحد ، استنكر الطبيب إجابة الممرض : هل أهل القرية لا يمرضون ، أم أنه توجد عيادة بالقرية ؟ وقف الممرض من جلسته وكأنه يعد نفسه للعودة إلى داره مجيباً : أهل القرية يمرضون و ربما يتعرضون لوباء ولكنهم لا يثقون في علاج الوحدة وهو الذي كنت أصرفه للمرضى لعدم وجود طبيب قبل أن تأتي ، و هذه أوامر مشفى المركز ، سأله الطبيب : ما نوعية العلاج ؟ فرد قائلاً : الأسبرين ونوع من الشراب له رائحة كريهة ونفاذة ، كنت أشفق على المرضى كيف يتناولونه ؟ وهذ الأمر جعلهم يتجهون إلى الدجالين ،

استرسل الممرض في كلامه وادرك أن الوقت كاد أن يدركه فختم كلامه وهو يتجه إلى الباب بقصه الشيخ أبو نوار الذي يعالج بالدعاء وإحراق البخور ، حاول الطبيب أن يعيد الممرض إلى الجلوس ولكنه اعتذر بشدة خوفاً من حلول الظلام ، دعا له بالتوفيق ، رد الطبيب بشيء من الحزن : يبدو أني لا أستطيع الاستمرار هنا مهما كان الثمن ، سأكتب طلب نقلي من هنا ، فأنا لا استطيع أن أقاوم الخوف ولدغات البعوض وصوت الضفادع الذي بدأ يعلن عن نفسه ، هذا غير إقامتي هنا وحيداً بل قل سجيناً ، عارضه الممرض وكأنه يرفض رحيله : لن تكن وحيداً ، هناك استراحة معلمين المدرسة الوحيدة في القرية  فهي ملحقة بالمدرسة و يمكن أن تقضي الليل معهم و تعود في الصباح ، لم يتحمس الطبيب الشاب لهذه الفكرة وعقد النية على النقل وبسرعة.

أشرقت الشمس بعد ليل طويل لم يذق فيه الطبيب طعم النوم ، واذا بالممرض يربط حماره و يمسك بالمفاتيح ويفتح باب الوحدة و أحدث الباب الحديدي صوتاً وكأنه يفتح باب زنزانة في سجن تحيط به علامات الخوف والكآبة ، واذا بالطبيب يذهب اليه مسرعاً يشكو اليه ليلته الطويلة ولدغات البعوض المؤلمة وكأن الليل صُنع من العذاب ، جاءت فتاة صغيرة تحمل إفطار الطبيب براد من الشاي وإناء مملوء باللبن وقطع من الخبز ، سأل نفسه كيف به وقد درس هذه السنوات الطوال و أنفق والديه عليه الأموال الكثيرة وفي نهاية الأمر يُلقى به في هذا المنفي ؟ إنه أشبه بالأطباء الذين يعملون في ساحات الحروب ، هذه جريمة أن أُلقى في هذه القرية وبراتب ستون جنيهاً ، أخذ يلعن حظه الذي جعله يدرس الطب ، ألتهم إفطاره تحت وطأة الجوع فهو لم يتناول الطعام فترة طويلة .

سأل الممرض عن تليفون للاتصال بأسرته ؟ أكد له أن القرية لا يوجد بها سنترال و من يريد الاتصال عليه الذهاب إلى المركز ، و كثيراً ما تكون الخدمة معطلة و ذلك لقلة أعمال الصيانة ، والبديل الوحيد هو خدمة التلغراف ، تأفف الطبيب : هذا شيء مستحيل ، هل نحن في زمن المماليك ؟ حاول الممرض أن يستفسر هذه الكلمة إلا أن الطبيب تركه و ذهب لفتح حقيبته مرتدياً بالطو أبيض واستعد لاستقبال المرضى ، انتظر في شوق ليرى وجوه أهل هذه القرية البؤساء الذين يتحملون هذه المعيشة الصعبة تحت وطأة الجوع والمرض والخوف ، مرت أكثر من ساعة ولم يأتيه أحد إلى أن شعر بالملل و أخذ ينظر إلى مزارع القصب المترامية بمساحات شاسعة ، واذا برجل يبدو أنه غريب يريد خلع ضرس ، حاول الطبيب أن يتعرف عليه و إذ به معلماً ، وبعد حواره مع الطبيب عرض عليه أن يأتي للمبيت لديهم حتى يأنس بهم ، أبدا الطبيب أسفه بأنه ليس طبيب أسنان ، قاطعه الممرض بأن الآت الخلع و المخدر متوفرة ، حاول أن يرفض  و لكن الرجل توسل للطبيب كي يوافق تحت الأم و تنتهي العملية بنجاح ، و قبل أن يغادر المعلم الوحدة أكد للطبيب أنه في انتظاره –

هكذا بين الخوف واليأس مر عليه أسبوعاً لم يبرح مبنى الوحدة خوفاً من الأعيرة النارية التي تُطلق تباعاً و المآتم وصراخ النسوة الذي يأتيه من بعيد كنذير شؤم يزيد من أرقه و سهده و  يخبر بأن جريمة حدثت ستترك وراءها الأيتام والأرامل ، ولكن هل سيبقى سجيناً في هذه الوحدة الملعونة ؟

حاول الاتصال بأسرته ولكن لم يتمكن من الذهاب إلى المركز لشدة خوفه ، سأل الممرض عن استراحة المعلمون وكيفية الذهاب اليها ؟ عرض عليه الممرض بأن يذهب به بعد الانتهاء من العمل إلا أن الطبيب أصر على إغلاق الوحدة الأن والذهاب معه ، كيف ذلك ؟ ربما يكون هناك مرور من مشفى المركز وهذا سيعرضنا للجزاء والخصم ، أي مرور و أي جزاء ؟ فليأتي هذا المسئول سوف ألقي به في مزارع القصب لتأكله الذئاب ، يا عم علي أنا هنا في معتقل وهذه الأيام غالية تمر من شبابي دون فائدة ، هيا يا رجل إلى استراحة المعلمين فأني أشعر بكآبة تكاد تقتلني أو على الأقل ستكاد أن تفتح شهيتي للانتحار ، و أذهب أنت ولا تأتي إلا في الصباح للتوقيع في دفتر الحضور ، أعقب ذلك ضحك مجنون متواصل وهو يردد : حضور وانصراف ، وكاد ضحك الطبيب أن يتحول إلى بكاء ، استغرب الممرض تصرفاته و أفعاله التي ترقى لأفعال المراهقين ، مستسلماً لأوامره فهو المسئول الأول في الوحدة الصحية ،  حالما وصل إلى المدرسة لم يجد الطبيب ما يسره فقد وجد تلاميذ في ثياب قذرة وعلامات الأنيميا تعلو وجوههم والمدرسة عبارة عن فصول بُنيت بالطوب اللبن والفناء يكثر به التراب والعامل الوحيد ملقى تحت الجرس يلتمس الدفء في نوم عميق ، ايقظوه لدق الجرس بنهاية اليوم الدراسي ، اقترب الطبيب من مكتب الناظر و رأى احدى المعلمات ترتدي ملابس تنم عن الوقار إلا أنه شعر بشعور لم يألفه قبل ذلك ، عندما نظر إلى ملامحها ارتجفت أوصاله وسمع نبض قلبه بأذنيه ، كأنه يعرف هذه السيدة تمام المعرفة ، نسي الطبيب السبب الذي أتى به إلى هنا ، نسي الخوف وليالي الوحدة الصحية المؤلمة ، شعر بالراحة التي احتوته بسعادة ، هذا جنون ! سأل عنها : هل هي من أهل القرية ، هل هي متزوجة أم …..؟ جاء الرد مريح في البداية بأنها غير متزوجة أو مرتبطة ، ولكن رد الطبيب : ولكن ماذا ؟ سأله محاوره : هل أعجبتك ؟ شعر الطبيب بشيء من الخجل : وما العيب في أنها أعجبتني ؟ أنتهى المحاور من تغيير ملابسه متوجهاً إلى ركن في الغرفة أُعد لطهو الطعام وهو يرد عليه : لا عيب في ذلك ، اذا كنت تأمل في الزواج منها فهذا مستحيل ، وأنصحك بأن تنسى أنك رأيتها ، شعر الطبيب بالقلق : لماذا ؟ كان المحاور قد فرغ من إعداد الطعام و دعاه لتناوله ، تجاذب الموضوع وهم يتناولون طعامهم ، عرف الطبيب أن الفتاة ترث عن والدتها أموالاً طائلة وهي وحيدتها ولها إخوة غير أشقاء لهم سطوة و أعمال إجرامية من قتل وقطع طريق وتجارة في السلاح هذا غير المخدرات ، وهم لا يرغبون بزواجها من غريب فيضيع ميراثها ، وهي ترفض الزواج من أبناء أعمامها ، ما رأيك أيها الطبيب ، هل هو مصر على الزواج منها ؟ ضحك الجميع بما فيهم الطبيب ولكن ضحكه تحته إصرار وعزيمة على مواجهة كل هذه العقبات ، ولكن هل المعلمة ستحبه ؟ لا بد من إنقاذها وليكن ما يكون ،

شده الحديث والحوار حتى بعد منتصف الليل ، لم يستطيع النوم فهو لم يتعود النوم هكذا في استراحة تجمع الغرباء ، وتذكر فترة تجنيده كضابط احتياط كانت له غرفة خاصة به وجنود يقومون على خدمته ، ذهب كل تفكير في هذه الليلة في المعلمة التي أخذت منه كل حواسه وتفكيره ، والغريب أنه لم يسأل عن أسمها ، هل ما يشعر به نحوها من حب ؟ في وسط هذه المتاعب التي يعانيها ، هذا جنون !.

بينما هو في تفكيره سمع صوت أعيرة نارية قريبة من الاستراحة ، استيقظ الجميع في رجفة وخوف ، احكموا إغلاق الأبواب وظل كل منهم في مكانه دون حركة خوفاً من الأعيرة الطائشة ، وعندما سأل الطبيب عما يحدث ؟ اخبروه أنهم لصوص المواشي فهم يسرقونها عنوة تحت تهديد السلاح ولم يستطيع أصحابها المقاومة وإلا قُتل هو ومن معه ، قص عليه أحدهم عن جائم الثأر : أنه أحتمى أحدهم داخل مدرستهم حتى لا يُقتل إلا أنهم دخلوا عليه وامسكوا به وقاموا بذبحه في فناء المدرسة ، و أُغلقت أبواب الفصول حتى لا يرى التلاميذ الصغار بشاعة المنظر ، ولكنهم اظهروا الشهامة نحو المعلمون الغرباء بفرض حمايتهم لهم و أنه لا يقتلون إلا من عليه ثأر ، بعد شروق الشمس و أمن أهل الدار المسروقة مواشيهم خرجت النسوة وهن يصرخن ويلطمن الخدود على خراب دورهم بأصوات تملأ القلوب بالحزن والألم ، هل سيكرر الطبيب ذهابه إلى استراحة المعلمين ؟ وصل إلى الوحدة الصحية بصعوبة وهكذا بداء يوم شبيه بالأيام السابقة ، لا جديد سوى البحث عن كيفية الوصول إلى تلك المعلمة وكيفية الارتباط بها مهما كلفه الأمر ، مر عليه شهر دون أن يتصل بأسرته ، حاول الذهاب إلى المركز إلا أن بعض الأحداث كانت تعطله ، تعرف الطبيب على المعلمة عندما كرر ذهابه إلى الاستراحة ، اسمها منار ، بث لها مكنون قلبه نحوها ، لم تبادله المشاعر و إنما أخبرته أنها ترغب في الخلاص من هذه العصابة التي تحد من اختيارها لمن تريد ، و لكن كيف سيكون الخلاص ؟ ردت لا أعرف ، أما أنت لا أكذب عليك إن قلت لك أني أبادلك المشاعر ، فالخوف لا ينميها ، ربما اذا تخلصت من سطوتهم ، أخبرك بمشاعري نحوك.

عرض الطبيب على الممرض أنه سيذهب إلى إخوة منار ، فوجئ الممرض : من منار المعلمة ؟ ظهرت علامات التعجب على وجهه ، ولماذا ؟ أطلبها للزواج ، الممرض : هذا جنون يا ولدي ، الأمر ليس بهذه السهولة ، بهذه الخطوة أنت على طريق الموت قتيلاً ، ولا تنسى أنك غريب وهم لا يزوجوا الغرباء ، و أخذ الممرض يقص عليه قصص من حاولوا أن يتقدموا لها فقد هُددوا بالقتل و أُجبروا على ترك القرية والعودة إلى بلدانهم ، عاود الممرض رجاءه : لا تخبر أحد بذلك ، عرض عليه الذهاب معه بصفة أنه في مثابة أبيه ، أصابت الممرض رجفة هزته هزاً :  أنت بذلك تحكم علي وعلى أسرتي بالموت.

يبدو أن كلام الطبيب قد وصل لإخوة منار فارسلوا له من يهدده ، تجمد الطبيب وهو يسمع التهديد بالقتل اذا اقدم على ذلك و أنه غريب فليحترم عادات قريتهم و إلا ….. لم يتوقع هكذا رداً سريعاً ، كيف نُقل كلامه اليهم ومن قام بذلك ؟ أصر على الذهاب وليكن ما يكون ، هل تمكن حب منار من قلبه أم هو الفراغ والملل دفعاه إلى المغامرة ؟ أشفق أهل القرية على هذا الطائش واعتبروه في عداد الأموات ، أصبح في عيونهم البطل المخلص من هذه العصابة وانتظر الجميع نتيجة هذا الصراع بشوق إلى نهاية الظلم ، و أُشيع أن منار ستتزوج من هذا الذي اقتحم عرين الأسود من أجلها ، وقف الطبيب أمام دارهم ، رحبوا به كضيف محذرين إياه بأن يسرع بالرحيل فوراً وإلا أُرسل إلى أهله في صندوق .

فوجئ الطبيب بمنار أمام الوحد الصحية تطلب منه الهروب إلى المركز ، أسرع الطبيب بالخروج معها ، انتشرت الأعيرة النارية تطلب منار والطبيب ، وفجأة جاءت قوات الأمن المركزي تحيط بطرق القرية تبادلهم اطلاق النيران ، سلم الطبيب ومنار نفسيهما لأقرب سيارة شرطة ، تم القبض على الأخوة ، هدأت الأوضاع وظهرت مشاعر منار الحقيقية ، هل هي أحبت الطبيب المغامر من أجل حبها أم ماذا ؟ أقرت له بأنها أحبت فيه الشهامة والرجولة وليس كحبيب ،فاذا قالت له غير ذلك فهي تخدعه ، أما عن حبيبها فهو مطارد من إخوتها أما الأن ستطلب منه أن يعود .

النهاية …….

تاريخ النشر : 2020-01-13

guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى