تجارب من واقع الحياة

هل أنا مجنون؟

بقلم : عصام

حينما أنفرد بنفسي أراني انسلخ تماماً من كل صفة حميدة دون ان اشعر
حينما أنفرد بنفسي أراني انسلخ تماماً من كل صفة حميدة دون ان اشعر
مرحبا ، أنا شاب عشريني تقريبا فليس لدي تاريخ مدون عن ولادتي .

مشكلتي هي أنه حينما أكون مع الناس او الأصدقاء اكون شخصية مثالية وجيدة وصاحب مشورة ورأي سديد وكلام مفيد ، واحب الخير للناس ومؤمن بالله تعالى وبقضائه وقدره وما جرى لي من سالف السنين من ظلم وقهر من الأقرباء والمجتمع أدى إلى حرمان دائم مستديم من ضياع مستقبلي العملي والعلمي ، وحياتي ووجودي كإنسان له حقوق ضرورية من عمل وعيش كريم ومسكن وحياة زوجية وأصبحت أعيش على صدقات وإحسان الآخرين .

فكل هذه الأشياء صبرت على غيابها وفوضت أمري إلى الله تعالى وأصبح همي تقوية إيماني بالله تعالى والإعتصام به سبحانه من هذا الضياع والحرمان وأنا الحمدلله مؤدب ومحترم ولا اقترف المعاصي فأنا أخشى الله تعالى وكل همي كيف النجاة من النار وأنا اتزود فقهيا ليزداد إيماني وصبري واقترب من الله تعالى أكثر وأفر من ناره وعقابه أكثر ولا احب الحرام بتاتاً رغم توفر الفرص من فتيات منحرفات ووصول مبالغ كبيرة إلى يدي لكي أشتري بها بضائع من التجار لأصحاب محلات أحبوني ووثقوا بي لأنني أشتهرت بالأمانة ، لكنني حينما أنفرد بنفسي أراني أنسلخ تماماً من كل صفة حميدة دون أن أشعر وأتحول إلى شيطان وأقتنص أي فرصة أثناء مروري في الشارع لسرقة دراجة هوائية أو أسرق أطعمة من أحد المطاعم أو أتناول طعاماً في مطعم ما ثم اتسلل هاربا دون أن يشعروا بي لأنني لا أملك ثمنه ، ومرة أفكر بالإلحاد وأعزم وأدخل مواقعهم فأتراجع ، ومرة أفكر بالإنتحار وأعزم ثم أتراجع .

وهكذا فأنا حينما أكون لوحدي لا إيمان يردعني وأتذكر سنوات الظلم والقهر والحرمان الذي أنا فيه فأفكر بالإنحراف وأعزم على الإنتقام من المجتمع وأخذ حقوقي بالقوة من جنس ومال وطعام ومستعد نفسيا أن أقتل أحد ولو لأجل سلبه مابحوزته من مبلغ ولو كان مبلغا تافها ، ثم اتأمل لماذا أنا أصلي ؟ فأجدني أكره الدين وأشكك به ، وما إن أخرج إلى الشارع حتى أنسلخ من هذه الشخصية الشريرة دون أن أنتبه! وهكذا صراع مع نفسي وشخصية غير مستقرة على حال ..

تعبت من هذا الأمر ولا أدري مالي وما أعاني منه ، فهل أنا مجنون أم أعاني من أمراض نفسية أم ماذا؟.

تاريخ النشر : 2020-01-27

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى