تجارب من واقع الحياة

أصبحت بلا حياة

بقلم : اسيل – مصر

أريد أن انسى كل الماضي من حياتي وأعيش حياة هادئة ومستقله
أريد أن انسى كل الماضي من حياتي وأعيش حياة هادئة ومستقله

أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٩ عاماً ، منذ طفولتي و أمي تعاملني بكل قسوة و لم نصبح أصدقاء أبداً ، أتذكر عندما كنت في العاشرة من عمري و ذهبت إلى أمي في المطبخ لكي اشتكي لها من أختي فضربتني بالسكينة على رأسي دون رحمة وعندما وضعت يدى على رأسي امتلأت بالدماء و أمي لم تواسيني بكلمة وكأنها لم تفعل شيء ، ذهبنا مع أبى إلى المستشفى لتخيط الجرح فقالت أمي : لا تقولي أنني قمت بضربك ، ستقولين أن السكينة وقعت على رأسك .

لم أرى منها عطف و لم تحضني أو تقبلني من قبل ، عندما بلغت تكلمت معها بصعوبة و أنا في غاية الكسوف  و لم أكررها مرة أخرى ، لكن دائماً كنت أواجه مشكله أنني لا استطيع أن أطلب منها مستلزماتي الشخصية والحرجة وهى لا تفكر بي و لا تشتري هي من تلقاء نفسها وكنت أدخر من مصروفي اليومي من أجل هذا ، كانت لا تجعل لي أصدقاء وعندما يأتي أصدقائي إلى البيت فوراً تبدأ بتوبيخي أمامهم وتطلب مني أن اشتغل في المنزل وتفعل هذا مع أخواتي طبعاً و بالتالي لا تأتي صديقاتي مرة أخرى ، وأخيراً انتهت دراستي وأصبحت أعمل واشترى ما أريده وتعرفت على صديقة بعد سنوات من الوحدة جاءت صديقتي إلى منزلي في يوم وكانت أمي نائمة فأعطيت أختي الصغيرة المال لكي تشتري بعض الطعام من أجل صديقتي لتستيقظ أمي وتأخذ الأكل من أمامنا وتدخل غرفتها و تسب وتلعن أمام صديقتي و أنا محرجة  جداً ، و طبعاً ذهبت صديقتي و لم تدخل البيت مرة أخرى .

أمي تضع  الثلاجة في غرفتها وبها جميع الطعام حتى لا نأكل منه وكثيراً ما يفسد الطعام وتقول : يفسد ولا تأكلوا منه ، تشتري لنفسها أفخم الطعام وتأكله أمامنا دون أن تطعمنا معها وتتركنا نأكل أي شيء ، طبعا تسألون  أين أبي من كل هذا ؟ هو لا يفعل شيء أهم شيء عنده إرضاء أمي و يجعلها تفعل ما تشاء ، أحياناً يظلمنا وهو يعلم من أجل إرضاءها على الرغم من أنها تعامله معاملة سيئة أيضاً ، لكن لا أفهم لماذا أحياناً أشعر أن رضاها عند أبى أهم من إرضاء ربنا!

كل هذا و أنا دائماً أقول الحمد لله وأحاول إرضائهم بقدر المستطاع حتى تعرفت على شاب أحببته بجنون و أعتقدت أن هذا عوض ربنا لي ، لكني ارتكبت معه خطأ كبير وحدثت بيننا تجاوزات إلى أن فقدت عذريتي ، على الرغم من وعده أنه لن يفقدني عذريتي ، عندها انفجرت بالبكاء ولكنه وعدني بأنه لن يتركني مهما حصل وسوف يتزوجني و أنه فعل هذا دون قصد ، و جاء فعلاً لمقابلة أبى وخطبتي ولكن أبى رفضه لأنه يريد رجل ميسور الحال ولديه كل شيء ، و لكني فعلت المستحيل من أجل موافقة أبي على الرغم من أن حبيبي أصبح يعاملني معاملة قاسية و أصبح يضربني و يسبني أمام الناس  و رغم ذلك تمسكت به وضغطت على أهلي حتى وافقوا على الخطبة ،

ساعدت حبيبي في فلوس الذهب و وقعت على إيصال أمانة من أجله وتمت الخطبة ، كان دائماً يذكرني بما فعله من أجلي على الرغم أن كل ما فعله كان دائماً يجلب بعض الحلويات من أجلي ، وعندما تخاصمت مع أهلي شهر من أجله كان يحضر لي الطعام و بدأ في المشاكل يذكر لي كل شيء كنت أحكي له عن أهلي معه على أساس هو أيضاً صديق و أنا ليس لدي أي شخص أتحدث معه حتى ارهقني واجبرني أن أفعله مثله واذكره بما فعلته له فأنا كنت أغسل ملابسه دائماً وأحضر له الطعام يومياً تقريباً إلى مكان عمله ،

دائماً يختلق المشاكل ، أنا كثيرة الالتفات و أنا امشي في الطريق كان دائماً يتهمني أنني أنظر إلى الرجال ولا أفهم لماذا يظن هذا بي ؟ حقيقيةً أنا التفت كثيرا لكن إن سألني أحد عن الأشخاص أو أسماء المحلات أو أي شيء بجانبي لا استطيع أن اذكر شيء و كل ما أفعله من أجله وهو يتهمني أنني أنظر إلى الرجال و أنني إنسانة خائنة ،

حتى جاء ذلك اليوم و عبثت أمي  بالموبيل الخاص بي وعرفت كل شيء عن طريق بعض الرسائل الصوتية بيننا وخبرت أبي ، ولكن أبى لم يفعل شيء و لا حتى تحدث معه كيف فعلت ذلك ولا تحدث مع أهله ، فقط قال لي لا تتزوجيه و ظلي هكذا معنا ، تحدثت مع حبيبي لكي يتحدث هو مع أبي ولكنه تغير للأسوأ و أيضاً تكلم مع أبي بطريقة سيئة جداً و قال : كما كان والدك يتحدث معي ، هو لا يحبني و تخلى عن كل اتفاقياته مع أبي لا مؤخر ولا قائمة ، لكن أبى رفض نهائياً بدون قائمة و توسلت إلى حبيبي أن يوافق على القائمة ولكنه رفض وكان يريدني أن أهرب من بيت أهلي و أتزوج منه ولكني رفضت لأني أريد أهلي بجانبي و أريد أشيائي مثل كل بنت تتزوج و لكن حبيبي رفض وقرر الانفصال عني و أنا لا استحمل البعد

تكلمت معه مرة أخرى أنني سوف أذهب إليه لأتزوج منه وكانت الإجابة بكل قسوة لا أريد أن أتزوجك ، أنا لا أحبك ، أنتِ تريدي أهلك بجانبك و أنا سوف أتركك بجابهم دائماً ، وذهب يقول لأصدقائي في العمل أن بعد خطبتي منه اعترفت له أنني كنت على علاقة بشاب أخرى و أنني لست عذراء ، وانتظرت حتى يحبني لأعترف له ، و لا يستطيع البعد عني ، وهذا الكلام غير حقيقي ، وقال لي يمكنني أن أتزوجك وننفصل من أجل الله فقط وضميره ، وأبي رفض هذا العرض و يريدني أن أخضع لعملية حتى أصبح عذراء مرة أخرى وأتزوج ، و أنا لا أريد أن أصحح خطأ بخطأ و أبتدأ حياتي بخداع شخص ليس له ذنب ، أعلم أنني أخطأت عندما وثقت في هذا الشاب وسلمته نفسي على الرغم من أني ملتزمة في صلاتي و قراءة القرأن والأذكار والصوم الحمد لله ، لكن هل أنا أخطأت عندما رفضت الهرب من البيت والزواج بدون أهلي ، وماذا أفعل ؟

كالعادة أمي لا تتحدث معي و تعتبرني متوفيه ، بجانب الكلام الذى لا يحتمل وهى توبخني دائماً أمام أشقائي و أنا أكبرهم بألفاظ لا استطيع ذكرها ، والأن أبي يحتجزني في البيت منذ شهرين لا أتحدت مع أحد ولا أرى الشارع و لا أخرج من غرفتي إلا لنظافة المنزل ، أشعر أني أموت بالبطء ، أحياناً أفكر في الانتحار لكن لا أريد أن أموت كافرة ، وجدت الأن عمل محترم و به سكن و أفكر أن أترك البيت و أذهب من هذا الجحيم وحتى لا يجعلوني أخدع رجل آخر وأتزوجه ، لا أريد الزواج نهائياً ، أريد أن يسامحني الله ، أريد أن انسى كل الماضي من حياتي وأعيش حياة هادئة ومستقلة ، ماذا أفعل قلبي يؤلمني و دائماً أموت من كثرة القهر.

تاريخ النشر : 2020-02-19

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى