مكتبة كابوس

مس سقر .. رواية دموية سوداء

بقلم : قارئة عربية – الكويت

غلاف الرواية

لقد قرأت كم لا يستهان به من الكتب بحكم أن تخصصي هو علوم مكتبات من شدة هوسي بالكتب ، ملمسها ، رائحتها ، أغلفتها ، و كل شيء فيها ، الجدير بالذكر أني أحب نوع معين مثلاً روايات رومانسية – كتب تطوير الذات ثم يصيبني الملل فأتوجه إلى نوع آخر ، بالأمس أنهيت رواية في جلسة واحدة ذكرتني بموقع كابوس فقررت الكتابة عنها .

اسم الرواية مس سقر ، بصراحة اشتريت الرواية من أجل غلافها المشوق و الغامض لكن المحتوى حاز على إعجابي بشكل أكبر من الغلاف حتى ، الفكرة الرئيسية في الرواية تتكلم عن فترة تنكرها أوروبا و لا تذكرها في الكتب و سير التاريخ لوحشيتها و قسوتها و كم الضلال فيها ، إنها تتحدث عن فترة إزدهار العيش في أوروبا ( روسيا تحديداً ) ، و عن حياة الترف و الرفاه و الغنى و نظرتهم الدونية لسكان أفريقيا و خطفهم لهم و إستعبادهم ، و بشاعة ما فعلوه بهم و تحكمهم الكلي بحياتهم و تعذيبهم و قتلهم دون أن يقف في وجههم أحد ، إستباحوا دمهم و حولوا الأحياء إلى مقابر و مجازر ، لكن الأفارقة كانت لهم ردة فعلهم أيضاً فإستعملوا قوتهم في ااسحر كما إستعمل الأغنياء قوة الغنى و المال ، الوصف مروع قليلاً و أعتقد أن الرواية ستنجح لو تحولت إلى فيلم أو مسلسل قصير ، و بالنسبة لفصول الرواية فهي سطور من القرآن الكريم تتناسب مع الأحداث في كل فصل ، الفصل الأخير تسارعت فيه الأحداث لكنه الأكثر قهراً .

أغضبني أن العدل في الرواية يد مبتورة كما ذكرت الكاتبة و ذلك شيء محزن و لكنها أنصفت ما جاء به الواقع في تلك الحقبات المظلمة كما قالت أيضاً ، لم تشفيني النهاية و لم يكفيني مصيرهم ، أردت أن تتخذ الرواية مسار مختلف لكن أعتقد أن الكاتبة أرادت إثارة هذه المشاعر فينا حتى نحس بما عاشوه من سبقونا ، مخيف جداً أن إضطروا للعيش في فترة كلها ظلم ، إما أن تكون أفريقي أسمر مستعبد حياتك غير مهمة و دمك و جسدك مُباح أو أن تكون أبيض يستعبد الناس و يقهرهم و يتلاعب بأعمارهم و حياتهم من أجل مصالحة الشخصية ، مر الأبطال بأكثر من بلد في الرواية و في كل بلد يعيشون ظروف قاهرة كأنه لا يمكنهم الهروب من عصرهم و قدرهم المحتوم الذي كتب عليهم .

صعب علي تحديد بطل واحد ، هناك المرأة الثرية المتسلطة و هناك الأفريقي المناضل و الفتاة المنتقمة ، تعددت الشخصيات و المصائر و النهاية الصادمة ، و عند إنتهائي من القراءة جلست أفكر ف الهدف من كتابة هكذا رواية فإستخلصت الهدف في سطر ” أن حياة الإنسان مهما كان لونه أو عاداته أو الحقبة التي يعيش فيها أو ديانته و عاداته و معتقدات قبيلته مهمة ، و يجب النظر إليه كإنسان مستعبدين كل ما سبق ” .

إقتباسات أعجبتني من الرواية :

-هل تخوض أنفسنا حروباً منزوية لا تتضح لنا ؟ كيف أنه يوجد إنسان داخلنا مستتر حتى عنا !
كم إنساناً داخل الوحش الفرانشيسكي يتصارع حتى تظهر بهذا المظهر المفزع !

-أنا اليوم أحمل في رأسي سواد كثير ، لا أريد جسداً ، أريد رأساً جديداً ، بذاكرة جديدة ، لن يزيل بياض جسمي القتامة المتحالكة التي غُرِزت في داخلي خلال أعوام العوز و الفاقه ، وضيعون في كل بلاد ..

تفاجأت أن الكاتبة تكتب هنا في موقع كابوس أيضاً ، أتمنى أن تخرج كتاباً أو رواية بنفس المستوى ، بإنتظار جديدها
و أنصح القراء بها للذين لديهم شغف و حب للرعب و القصص الواقعية و التاريخ المظلم .

تاريخ النشر : 2020-03-10

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى