تجارب من واقع الحياة

ربي أريد لقائك !

بقلم : ايمي – مغرب

عسى الله أن يرحمني و يأخذني اليه فأنا مريضة جسدياً و نفسياً و مدمرة من الداخل
عسى الله أن يرحمني و يأخذني اليه فأنا مريضة جسدياً و نفسياً و مدمرة من الداخل

 
السلام عليكم ، أسمي إيمان من المغرب و عمري ١٩ سنة ، أدرس في السنة أولى بالأقسام التحضيرية بالرباط ، هذه ثاني مرة أكتب في موقع كابوس و مضطرة الأن لكتابة بعض الكلمات لكم فهذا المكان المتنفس الوحيد لمعانتي .

سأبدأ بطفولتي ، طفولتي كانت صعبة جداً لقد عانيت من أمراض عقلية تسمى باللغة الفرنسية “crise de pelepsie ” كانت درجة حرارة جسمي ارتفعت إلى ٤٠ درجة مرتين عندما كان عمري ٣ سنوات ، كان أبي و أمي يتشاجران ، تعرضت للتحرش الجنسي من طرف أخ أمي الذي كان في ١٥ من عمره ، و إلى حد الأن لا أحد يعلم بهذا السر إلا الله و قارئ كلماتي ، بعد سنوات عدة طلق أبي أمي و انتقلنا أنا و أخواتي البنات للعيش مع جدتي في الدار البيضاء ( أم أبي) لمدة شهر ، لقد كان جسدي الصغير يتعرض للضرب تقريباً يومياً ، ما ذنبي ؟ كان عمي يدخن كثيراً و جدتي تمنع علينا اللعب مع بنات عمي و تضربني ،

ما زلت أتذكر دموعي الغزيرة البريئة ، بعدها أخدتنا أمي للعاصمة حيث قطنا ٤ سنين ، ٤ سنين بدون أب ، كان يأتي لرؤيتنا مرة كل ٤ أشهر ، إلى درجة أن أختي الصغيرة ذات ٣ سنوات كانت تعتقد أن خالي الأكبر هو أبي ، في تلك الفترة أصابني التوتر و الأعصاب و كنت أكل أظفاري كثيراً حتى أصبت بالأعصاب و بجرثومة المعدة و أنا لا زلت صغيرة ،

وبعد ٤ سنين من الفراق الاسري و العذاب جمع الله تعالى شمل أبي و أمي و رجعت إلى مدينتي ، حياتي الشبابية ضاعت و تدمرت بسبب الاكتئاب الحاد الذي أكل نفسيتي و عقلي ، أني حقاً أعاني كثيراً بسبب كل المشاكل التي مررت بها ، أصبحت أعاني من الاكتئاب الحاد ، في الوهلة الأولى كنت أحاول الانتحار لكنني كنت أخاف من الموت ، فكلما أتقدم في السن أصبحت لا أخاف من الموت ، و عدة مرات حاولت الانتحار بدون الشعور بالندم ، أعلم أنكم ستقولون أن الانتحار حرام عند الله تعالى و بدوري أعلم ذلك و ليتني لم أفكر في الانتحار فلست أنا التي أتحكم بعقلي ، أصبح عقلي يتحكم بي.

بالإضافة أني أشعر بالوحدة التامة رغم تواجدي وسط صديقاتي و عائلتي لكن لا أحد يفهم كلامي و لا يشعر بي ، ألست انسان ؟ لماذا كل هذا ؟ قد عانيت من سوء الفهم من طرف الكل و سئمت من الوضع و قلت في نفسي ليذهب الكل الى الجحيم لكن إلى أي مدى ؟ أصبح عدد الأصدقاء يتناقص حتى أصبحت لا أتكلم مع أحد و أن حاولت التحدث مع الناس لا استطيع !

عانيت من العنف اللفظي من أعز الناس إلى قلبي ، فلا حل لي سوى البكاء ، و دعيت الله الذي استجاب لي دعواتي لكن أحس بآلام و حزن عميق في قلبي ، أنا فتاة في الظاهر أبدو نشيطة و اضحك كثيراً و الكل يتقرب مني من اجل المرح و الضحك لا أكثر ، لكن لا أحد يتقرب مني من أجل قلبي و روحي لأنني أضحك على كل كلمة يتلفظ بها أي شخص ، أصبح الناس يؤذونني بكلماتهم الفتاكة ، يعتقدون أنني لا أتأذى لأنني أبتسم و أضحك في وجه الناس و الازم الابتسام و الضحك لأن لا جدوى من البكاء أو القلق أمام الناس فهم لن يفهمونني قط ، تبقى وسادتي ملجأي الوحيد للبكاء و الصراخ.

لقد اصبحت أعاني من النسيان المفرط مؤخراً و تتداخل أحلامي في حياتي الواقعية كثيراً ، أصبحت لا أميز بين الواقع و الحقيقة ، أصبحت أتذكر بعض الأحداث التي لم تحدث قط ! يا ربي ما عساي أن أفعل ؟ الحل الوحيد هو أن يأخذ الله روحي إليه ، يحدث لي كل ما هو سيء لأن قلبي طيب ، فالله المستعان على حالي ،

أريد المبادرة أولاً بنفسي لكن عسى الله أن يرحمني و يأخذني اليه فأنا مريضة جسدياً و نفسياً و مدمرة من الداخل ، فلا أحد سيلطف بي غير الله .

تاريخ النشر : 2020-04-05

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى