ربي أريد لقائك !
عسى الله أن يرحمني و يأخذني اليه فأنا مريضة جسدياً و نفسياً و مدمرة من الداخل |
ما زلت أتذكر دموعي الغزيرة البريئة ، بعدها أخدتنا أمي للعاصمة حيث قطنا ٤ سنين ، ٤ سنين بدون أب ، كان يأتي لرؤيتنا مرة كل ٤ أشهر ، إلى درجة أن أختي الصغيرة ذات ٣ سنوات كانت تعتقد أن خالي الأكبر هو أبي ، في تلك الفترة أصابني التوتر و الأعصاب و كنت أكل أظفاري كثيراً حتى أصبت بالأعصاب و بجرثومة المعدة و أنا لا زلت صغيرة ،
وبعد ٤ سنين من الفراق الاسري و العذاب جمع الله تعالى شمل أبي و أمي و رجعت إلى مدينتي ، حياتي الشبابية ضاعت و تدمرت بسبب الاكتئاب الحاد الذي أكل نفسيتي و عقلي ، أني حقاً أعاني كثيراً بسبب كل المشاكل التي مررت بها ، أصبحت أعاني من الاكتئاب الحاد ، في الوهلة الأولى كنت أحاول الانتحار لكنني كنت أخاف من الموت ، فكلما أتقدم في السن أصبحت لا أخاف من الموت ، و عدة مرات حاولت الانتحار بدون الشعور بالندم ، أعلم أنكم ستقولون أن الانتحار حرام عند الله تعالى و بدوري أعلم ذلك و ليتني لم أفكر في الانتحار فلست أنا التي أتحكم بعقلي ، أصبح عقلي يتحكم بي.
عانيت من العنف اللفظي من أعز الناس إلى قلبي ، فلا حل لي سوى البكاء ، و دعيت الله الذي استجاب لي دعواتي لكن أحس بآلام و حزن عميق في قلبي ، أنا فتاة في الظاهر أبدو نشيطة و اضحك كثيراً و الكل يتقرب مني من اجل المرح و الضحك لا أكثر ، لكن لا أحد يتقرب مني من أجل قلبي و روحي لأنني أضحك على كل كلمة يتلفظ بها أي شخص ، أصبح الناس يؤذونني بكلماتهم الفتاكة ، يعتقدون أنني لا أتأذى لأنني أبتسم و أضحك في وجه الناس و الازم الابتسام و الضحك لأن لا جدوى من البكاء أو القلق أمام الناس فهم لن يفهمونني قط ، تبقى وسادتي ملجأي الوحيد للبكاء و الصراخ.
أريد المبادرة أولاً بنفسي لكن عسى الله أن يرحمني و يأخذني اليه فأنا مريضة جسدياً و نفسياً و مدمرة من الداخل ، فلا أحد سيلطف بي غير الله .
تاريخ النشر : 2020-04-05