الطريق نفسه، التوقيت نفسه، المرأة ذاتها
رأيت إمرأة مرعبة تقف على جانب الطريق |
لطالما حدث مع أحد منكم إخواني الأعزاء موقف غريب ، او ربما حدث و أن سرد لكم شخص قديم مقرب لكم كجدكم مثلا قصة او حكاية تركت في حياته بصمة من الرعب و لا يزال يتذكرها ليومنا هذا و يذكرها بجميع تفاصيلها .
اليوم جئت لكم بقصة قصيرة أستطيع ان اقول من خلال شخصية و ذات ساردها و مكانته انها حقيقية بدون شك ، نعم إخواني الأعزاء فصاحب القصة هو نسيبي ذو الثمانين ربيعا و هو إمام مسجد بمدينة جرادة شرق المغرب ، و سأروي لكم قصته كما وردت على لسانه و لكم حرية التعليق بتكذيبها او تصديقها او إبداء رأيكم بشأنها .
ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، و بعد انتهائي من الصلاة بعباد الله في المسجد و اثناء خروجي منه في طريقي ألى المنزل فإذا بي أصادف صديقا قديما لي لم أره منذ اعوام , و كان يعمل مع إحدى الشركات كناقل لبضائعها في شاحنة من مدينة إلى أخرى .
المهم استحلفته بالله ان يأتي معي إلى المنزل لتناول العشاء و لحياكة بعض خيوط الذكريات التي عشناها في أيام شبابنا ، و في لحظة عرض علي ان آتي معه كرفيق درب في طريقه لنقل بضاعة معينة إلى إحدى المدن ، و رفضت بعذر انني إمام مسجد . لكن في الأخير اقنعني بأني لن اغيب إلا يومين ، و تركت أحد المتعبدين يتولى أمر المسجد حتى أعود .
هنا تبدأ الحكاية ، انطلقنا في ليلة مقمرة في طريق لا طالما سلكه صديقي ذهابا و إيابا في مهماته لنقل البضائع ، و حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل توقف بجانب الطريق , و اخذ وشاحا و وضعة فوق مؤشر سرعة الشاحنة و أنا في حالة إستغراب من ما يفعل ، و قبل ان اتلفض بأي كلمة لأسئله ، قال لي : “انظر فقط لجانب الطريق على جهة اليمين ” .
فانطلق بالشاحنة بسرعة جنونية ، ربما كان سبب قيامه بوضع ذلك الوشاح على المؤشر هو ان لا أرى بأي سرعة يسير ، أخذت سرعة الشاحنة تزيد و أنا بقيت أشاهد جانب الطريق على اليمين في تلك الليلة المقمرة ، و يا ليتني لم أرى ما رأيت , رأيت شيئا غريبا جدا , لربما تسمعون عنه أيضا في بلدانكم ، نعم لقد رأيت امرأة بملابس باهتة بيضاء و شعر أسود حريري طويل ، ترى ماذا تفعل في تلك المنطقة الخالية من البشر ! , فقط مساحات شاسعة و صخور و بعض الاحراش ، علمت الجواب حين دققت لأقدامها ، فو الله ان لها أقدام تشبه أقدام الماعز ! ،و ما إن تجاوزناها ببضعة كيلومترات حتى خفض صديقي السرعة و أزال الوشاح من على مؤشر السرعة .
و سألته هل كان يعلم أننا سنلتقي بتلك المرأة حتى وضع الوشاح و زاد سرعته ؟ .فرد علي بستة كلمات غريبة وقال : “الطريق نفسه , التوقيت نفسه , المرأة ذاتها ” ..
تاريخ النشر : 2020-04-22