أدب الرعب والعام

اللعبة – الجزء الأول

بقلم : محمد بهاء الدين

لم يكن هناك مكان يذهب اليه رومان سوى منزله
لم يكن هناك مكان يذهب اليه رومان سوى منزله

 
 
في ليلة عادية جداً كان هناك شخص ما يطرق باب أحدهم دون توقف حتى أتاه صوت من الداخل وهو يتسأل ببعض الحيرة والكثير جداً من الكسل:
 
– من هناك ؟.
زادت الضربات على الباب و رد الطارق ببعض اللهفة:
– افتح يا جيمي .. إنه أنا .. رومان.
لم تمض ثواني حتى كان جيمي يقف أمام رومان بعد أن فتح الباب وهو ينظر إليه بكل استغراب وأخرج رأسه قليلاً وهو ينظر إلى بقية الحي و رمق السماء أيضاً بنظرة سريعة وكأنه أراد أن يعرف ضيفه أن الوقت متأخر على هذه الزيارة.
 
ومع ذلك سمح له جيمي بالدخول إلى المنزل وكانت العلاقة الأسرية القوية بينهما سبباً في عدم دعوته لرومان للدخول ، لأنه كان متأكد بأن ذلك الأذن لن يوقفه ، وهو ما حدث بالفعل ، بل و تخطاه رومان وهو يتجه إلى الثلاجة دون أن يفتح فمه بأي كلمة.
 
كان جيمي يراقب رومان ببعض الاستغراب وهو يتحدث أليه قائلاً :
– كما ترى كنت أنا و نايومي على وشك النوم ونحن نشاهد أحد الأفلام.
نهضت نايومي من الأريكة وكان جيمي يحاول طمأنتها بأن الزائر هو رومان بعد أن أنتبه إلى أنها كانت خائفة ، بل وخائفة أكثر من اللازم.
 
في تلك اللحظة كان رومان قد أخرج قارورة الماء من الثلاجة وبدأ في إفراغ محتواها في جوفه دون توقف ، وهو ما جعل جيمي يشعر ببعض القلق هو الآخر ، لأن رومان عادةً ما كان يخرج مشروب آخر من ثلاجته حين يأتيه في المنزل ، و زاد كثيراً قلقه حين أشار اليه رومان بالاقتراب منه.
 
وقف الاثنان في مواجهة بعضهما ولا شيء بينهما سوى أنفاسهما ، ولم يمهله رومان طويلاً وبدأ في الحديث :
 
– أسمع .. لا وقت لدي .. أريد أن أخبرك بأمر ما ، وأنا أعلم مدى بشاعته ، لكنني أفضل أن تعرف مني بدلاً من أن تعرف من شخص آخر.
 
لم يكن جيمي يعرف ما يريد رومان أن يخبره به ، لكنه تأكد أن الأمر كبير للغاية ، فدوناً عن بقية أفراد الأسرة وأصدقائه لا يميل رومان كثيراً إلى المزاح ، وحين تكون ملامح وجهه مثل التي يراها أمامه فأن وصف الأمر بكلمة مصيبة هو قليل للغاية.
 
– جيمي.. قد أخسرك للأبد .. بل سأخسرك فعلاً .. لكنني أريد أن أكون رجلاً في هذه اللحظة بالتحديد بعد أن كنت جباناً طيلة الوقت ، خصوصاً بعد أن عرف فينس بالأمر وسيحاول استغلاله.
قالها رومان وهو يتجه نحو نايومي هذه المرة والتي كانت شبه منهارة تماماً ، وهو ما جعل جيمي يسرع اليها ويضمها اليه وهو يشير إلى رومان بمواصلة الحديث بعد أن كاد عقله ينفجر من كثرة التفكير.
 
– دون مقدمات.. دون تبرير.. أنا خنتك يا أخي .. وخنت ثقتك و رابطة العائلة بيننا.
توقف رومان وهو يلقى بجسده على اقرب مقعد ويحاول أن يسيطر على صوته بعد أن بدأت الكلمات تخرج بصعوبة شديدة ، ومن ثم أخذ تنهيدة طويلة للغاية ، و رفع عينيه والتي كان بها بعض الدموع ونظر إلى جيمي وكأنها آخر مرة سينظر فيها اليه وقال :
– لقد فعلتها .. فعلتها مع نايومي
حل الصمت تماماً في تلك اللحظة وعاد رومان ينظر إلى الأرض وترك الدموع تنهمر من عينيه هذه المرة ، بينما كان جيمي ينظر اليه وملامح وجهه الجامدة جعلته أشبه بالتمثال.
 
لا أحد يعرف كم مضى من الوقت على تلك اللحظة الصامتة لكن جيمي لم يتمكن من السيطرة على نفسه في النهاية و أطلق ضحكة مترددة وهو يتحدث إلى رومان :
 
– ما هذا الهراء الذي تقوله ، عن ماذا تتحدث ، هل جننت ؟.
واصل جيمي حديثه وهو يضيف اليه لهجة غاضبة وقال :
– ثم كيف تجرؤ على قول ذلك ؟ إنها زوجتي عليك اللعنة !.
 
لم يتمالك جيمي نفسه و اتجه نحو رومان بعد قرر أن يترك يديه تكملان بقية المحادثة وهو يردد :
– كنت أعرف أنك مخمور حين أتيت إلى هنا، لكنني لم أتوقع أن يصل بك الأمر ل..
توقف جيمي في مكانه حين أمسكت يد نايومي به وصوتها وهى تبكي جعله يلتفت اليها بكل دهشة لتصعقه كلماتها بمنتهى العنف وهي تقول بين دموعها:
 
– أنا آسفة .. لقد كنت ضعيفة ولم أتوقع أن يصل الأمر إلى تلك المرحلة .. أنا آسفة.
تراجع جيمي وابتعد عن الاثنين وهو غير مصدق لما يسمع ، لكن كلما كان يبتعد عنهما كلما كانت الحقيقة تملأ عقله أكثر ، حتى لم يعد قادر على تمالك نفسه وجلس على درج السلم وهو يردد كلمات غير مفهومة ويقلب نظره بين رومان وزوجته نايومي.
 
حاولت الأخيرة الاتجاه نحو تترجاه لكنه أشار اليها بالتوقف وعدم الاقتراب منه ، ومن ثم نهض بعد أن انتقلت الدماء التي في جسده كله إلى وجهه ، وأصبحت ملامحه أقرب إلى الشيطان وهو يقول:
– هناك مكان واحد تستحقان الذهاب اليه ، الجحيم.
ومن ثم أسرع بالصعود إلى الأعلى في أتجاه غرفته ، ولحقت به نايومي وهي تصرخ فيه بأن يسامحها و أن لا يقدم على تصرف يندم عليه لاحقاً ، بينما كان رومان في ذات الوضعية دون أن يتحرك وكأن لا شيء بات يهمه بعد أن اعترف بالأمر.
 
إلا أن صوت طلقة نارية جعله يقفز من مكانه فوراً وأسرع نحو السلم ليعرف ما يحدث ، لكن نايومي كانت في طريقها إلى الاسفل وهي تركض مذعورة:
 
– إنه يحمل المسدس ، سيقتلنا الاثنين .
وعلى الفور ولأن غريزة النجاة في الأنسان لا تحتاج لتوجيها ت، أمسك رومان بيد نايومي واسرعا ليغادرا المنزل ومن ثم إلى السيارة وينطلقان في الطريق دون توقف.
 
أخرج رومان الهاتف وقام بالاتصال بأحدهم وما أن سمع صوته حتى بدأ يصرخ :
 
– لقد أخبرت جيمي ، لكنه تحول إلى مجنون تماماً وكان على وشك قتلنا الاثنين ، لم أتوقع ذلك ، عليك التصرف يا فينس – فينس ماكمان هو رئيسهم في العمل – استمع رومان إلى محدثه قليلاً ونايومي تنظر اليه وهى غير قادرة على إيقاف سرعة دقات قلبها و أنفساها المتقطعة :
 
– حسناً ، نحن في الطريق اليك.
قالها رومان و أغلق الهاتف وطلب من نايومي أن تهدئ.
وبالفعل كان الاثنين بعد عدة دقائق أمام باب مكتب فينس ، والذي استقبلهما بملامح جامدة وطلب منهما الدخول بسرعة ، بينما لم يتوقف رومان عن الحديث حتى قبل أن يدخل إلى المكتب:
– اللعنة ، لقد كنا على وشك الموت ، الأمر كان جنونياً ، عليك أن تتصل بجيمي وتخبره بحقيقة الأمر، و أن الأمر مجرد سيناريو ليس إلا.
 
ابتسم فينس بسخرية وهدوء وهو يمد لهما كوبين من الشراب وقال:
– حسناً سأخبره بالحقيقة ، ولكن ما الذي كنت تتوقعه ، لقد أخبرت الرجل بأنك خنته مع زوجته.
وعلى غير المتوقع أنفجر فينس بالضحك وهو يقول:
– كان علي أن أكون هناك حتى أرى منظركما و أنتما تركضان خوفاً من المسدس.
 
جلس فينس في مقعده  ووضع قدماً فوق الأخرى وهو يواصل حديثه:
– لا مشكلة.. سأصلح الأمر ، جيمي في طريقه إلى هنا أيضاً.
نهض رومان ونايومي معاً وهما يتسألان إن كان فينس مجنوناً لدعوته للشخص الذي يبحث عنهما وهو يحمل مسدس لقتلهما.
 
لكن فينس أشار اليهما بالهدوء وطالبهما بالجلوس وقال أنه سيتحدث إلى جيمي قبل الدخول إلى المكتب ويخبره بالحقيقة ، ومن ثم نهض من مكانه حين أخبره رجال الأمن عبر مكبر الصوت في مكتبه أن جيمي في المصعد.
 
غادر فينس المكتب و أغلقه من خلفه ، لكنه لم يبتعد عن الباب كثيراً ، وفى الداخل سمع رومان فينس وهو يتحدث إلى جيمي ببعض الكلمات بينما كان الأخير لا زال غاضباً وصوته يعلو أكثر.
 
و بعد شد وجذب بين فينس وجيمي خفت الأصوات ، وهو ما جعل رومان يتنهد مرتاحاً بعد أن عرف جيمي بحقيقة الأمر ، وبالفعل فتح فينس باب المكتب وهو يطلب من جيمي الدخول ، لكنه طلب منه أن يكون عقلانياً كما وعده ، و هذا ما جعل رومان يشعر ببعض الحيرة ، لكنه أتجه إلى جيمي وهو يقول:
– لقد كانت فكرة فينس صدقني ، لم أكن لأوافق عليها لولا الحاجه الشديد ، لقد كان يريد أن يصور سيناريو على طريقة الواقع ، واتفقنا مع نايومي على وضع الكاميرات في المنزل ، أنا أسف يا أخي.
 
لكن لكمة قوية من جيمي في وجه رومان جعلت الأخير يبتلع بقية كلماته وهو يسقط على الأرض بينما كانت نايومي تصرخ من الخوف ، و فينس يسرع للامساك بجيمي بكل صعوبة.
 
نهض رومان وهو يمسح الدماء عن فمه وينظر باستغراب وغضب إلى جيمي والى فينس وكأنه يسأله عن ما يحدث ، ولماذا يتصرف جيمي بهذه الطريقة بعد أن عرف كل شيء ؟ لكن حيرة رومان بدأت تتلاشى حين بدأ فينس في الحديث:
 
– لقد أخبرت جيمي بالحقيقة ، وهى أنك نادم على ما فعلته مع نايومي وستفعل كل شيء لتعويضه ، أما عن قصة السيناريو التي قلتها ، فهو يعرف أيضاً بأنك اختلقتها وطلبت مني أن اشترك معك فيها حين خفت على نفسك من القتل ، والآن أخرج من هنا قبل أن يتطور الأمر وتحولان مكتبي إلى مسرح جريمة.
أتسعت عيني رومان من الدهشة وهو يستمع إلى تلك الكلمات من فينس ، وشيئاً فشيئاً بات عقله يربط الأحداث ببعض ليكتشف أمر آخر تماماً لم يكن يتوقعه على الإطلاق ، وهو أنه بات ضحية ألاعيب فينس وسيفقد بذلك صديقه جيمي وجميع أفراد عائلته وحتى عمله وكل شيء.
 
جلس رومان وحيداً في منزله تلك الليلة ولم يكلف نفسه حتى عناء إضاءة المكان وترك نفسه يغوص تماماً في الظلام، و بينما كانت جميع عضلات جسده مرتخية إلا أن عقله كان يعمل كالماكينة ، وكانت مخيلته تتنقل بين الأفكار من سيء إلى الأسوأ ، وهو يحاول أن يعرف سبباً واحداً يجعل فينس يغدر به ويضعه في هذا الموقف.
 
فالأمر بدأ على أنه سيناريو على طريقة الواقع ، فكرة جديدة من فينس لإضافة الكثير من الحماس والتشويق لعروض المصارعة بعد أن عزفت الجماهير عن الأحداث التي تقع في الحلبة ،  خصوصاً و أن لا جديد بات يمكن تقديمه.
 
واقنعه فينس بأنه الأنسب لهذا الدور لعدة أسباب ، أهمها أن الجماهير في الأساس لا تطيقه ، و أن قيامه بخيانة صديقه و أبن عمه ستلفت انتباه الجميع ، وسيتابعون ذلك السيناريو بكل حرص ، وفى المقابل لن يتأذى أحد وسيحرص هو على التدخل في حال تطور الأمر وبات قريباً من الخروج عن السيطرة.
 
وهو ما حدث بالفعل وتفاقم الموضوع وكان على وشك فقدان حياته بطلقة من مسدس جيمي ، وفي حين كان يجب أن يتدخل فينس ويوقف هذا السيناريو ، انقلب عليه الأخير و قام بخيانته و ثبت عليه الأمر وبات هو الأن في موقف متأزم للغاية، خصوصاً و أن لا أحد يعرف حقيقة هذا الاتفاق إلا هو وفينس ونايومي ، و بما أن الأخيرة في نفس موقفه ، وهي الأن قد انفصلت عن زوجها وسافرت إلى أهلها ، لا يوجد أحد سواه في وجه المدفع.
 
تعب رومان من التفكير خصوصاً و أن لا مخرج أو حل واضح أمامه ، لكنه كان يعرف أنه يجب أن يتحرك بسرعة ، و أن كل ثانية يقضيها وهو في هذه الحالة ليست في مصلحته ، لذا قرر أن يبدأ بالأهم ، وهى العائلة ، فأن تمكن من جمع بعض أقاربه إلى جنبه سيدعم ذلك موقفه أمام جيمي ، و من ثم يعود للتصرف مع فينس.
 
أخرج المحمول من جيبه وقام بإجراء أول اتصال منذ تلك الحادثة ، وحين سمع صوت مجيبه أسرع بالتحدث دون توقف وكأنه يخشى أن يفوت الوقت.
 
–  نايا .. مرحباً .. أنا رومان.. بخير ، بخير .. أسمعي ، هناك موضوع مهم للغاية أريد أن أحدثك فيه ، والحقيقة أنني بت لا أثق في أحدهم حالياً ، واحتاج لمقابلتك فوراً.. حسناً .. نعم في المنزل .. قريبة مني ؟ لا ، لا تحضري بايج معك ، دعيها تذهب ، حسناً في انتظارك.
 
وقف رومان أمام النافذة وهو يراقب جميع السيارات التي تتحرك أمامه في انتظار أن تقترب أحداهما من المنزل وتخرج منها نايا ، وبالفعل لم يمض على وقوفه طويلاً كما أعتقد هو حتى وجد سيارة قريبته أمام باب منزله.
 
دخل الاثنين إلى المنزل و رومان يمسك بيدها وهو يقودها ناحية الكرسي بينما كانت هي تطلب منه أن يضيء المكان أولاً ومن ثم يهدأ.
 
– اسمعيني جيداً يا نايا ، فالموضوع خطير للغاية ، وقد أفقد حياتي بسببه ، لقد وقعت ضحية لعبة كبيرة من فينس ، وهو غير مدرك حتى لخطورتها.
توقف رومان عن الحديث حين شاهدت جميع علامات التعجب تترسم على ملامح نايا ، وقالت له.
 
– أسمعني يا رومان ، أنت بمثابة أخي ، لكن أرجوك لا تضعني في أي مشكلة مع فينس ، لقد بدأت للتو مسيرتي في عالم المصارعة ، ومؤخراً بدأت أحصل على دفعات للحدث الرئيسي ، أرجوك لا تفسد على الأمر ، لا أريد أن أسمع منك أي كلمة الأن.
 
– وقف رومان وهو ينظر اليها بالكثير جداً من الغضب وقال لها :
 
– أخبرك بأنني قد أقتل ، وتتحدثين أنتِ عن المصارعة والحدث الرئيسي ، جيمي يحمل مسدساً في هذه اللحظة وهو يبحث عني ليقتلني لأني خنته مع نايومي.
 
 
 
أتسعت عيني نايا من الذعر و وقفت وهي تبتعد عن رومان وكأنه هو من سيقتلها وأخذت تردد:
 
– جيمي ونايومي ، خنت من ؟ عليك اللعنة يا رومان ، ماذا فعلت ، ولماذا أتيت بي إلى هنا ؟.
 
عاد رومان ليمسك بها وطلب منها أن تهدأ حتى يخبرها القصة كاملة ، وبالفعل أخذ منه الأمر بضع دقائق حتى أنتهى تماماً من سرد جميع التفاصيل لقريبته ، والتي كانت في قمة الاستغراب مما يقوله رومان :
 
– اسمعني يا رومان ، ما تقوله أمر لن يصدقه أي أحد ، حتى أنا الذي أعرفك جيداً أجد صعوبة في تقبله ، لكني سأجاريك وسأقدم لك نصيحة مهمة للغاية لأنني لن أستطيع أن أساعدك في أي شيء. هناك شخص واحد يمكنه أن يساعدك ، إنه دوايين ذا روك ، فهو يحظى باحترام جميع العائلة والأخوين أوسو يحبانه جداً ، أذهب إليه.
 
بالنسبة لرومان فلم يكن التفكير في هذا الأمر مهماً ، لأنه كان أشبه بالغريق والقشة ، لذا وافق فوراً على اقتراح نايا ، والتي بدورها طلبت منه أن يذهب لوحده لأنها لا تريد أن تظهر وكأنها في صفه في هذه المشكلة العائلية الكبيرة ، كما أن علاقتها بالأخوين أوسو أكثر من رائعة وتحاول الحفاظ عليها.
 
يعرف رومان جيداً أن شخص مثل دوايين من الصعب للغاية أن يكون متفرغاً ، لذا قام بالاتصال به أولاً قبل الذهاب إلى منزله ، وتفاجأ حين رد عليه دوايين مباشرة دون المرور بالرد الألى كما كانت عليه العادة:
 
 
– مرحبا دوايين ، أنا أسف جداً على إزعاجك ، لكني في موقف صعب للغاية ولا مكان ألجأ اليه ولا شخص يمكنه أن يساعدني سواك ، الموضوع معقد ويجب أن أقابلك حتى .
 
قاطعه دوايين عبر الهاتف وهو يخبره بأنه أتصل به في الوقت المناسب و أنه أيضاً يبحث عنه وطلب منه القدوم إلى منزله مباشرة.
 
شعر رومان بالكثير من القلق من دعوة ذا روك له بهذه السرعة ، لكنه طمأن نفسه بأن الأمر لا يعدو مجرد عرض دور سينمائي عليه كان قد طلب هو منه في السابق.
 
لكن ما أن اقترب رومان من منزل دوايين حتى زادت شكوكه حين لاحظ وجود الكثير جداً من السيارات في الخارج ، لكنه مرة أخرى ظل يخدع نفسه بأن شخصية مثل ذا روك من الطبيعي أن يتواجد العديد من المشاهير معه طيلة الوقت.
 
لكن الحقيقة صدمته بقوة حين دخل إلى المنزل و وجد الكثير من أفراد عائلته في الحديقة الأمامية ، وذا روك يشير اليه وهو يقول:
 
– ها قد أتى ، كنت أعرف أنه لن يحرجني أمامكم.
لكن صوت آخر غاضب انفجر في المكان وهو يصرخ:
– سأقتلك يا رومان ، لن يخلصك أحد مني ، سأقتلك ، لقد دمرت أسرتي.
 
وعرف رومان فوراً صاحب الصوت ، إنه عمه راكيشي، والذي كان غاضب بسبب ما حدث لابنه – راكيشي هو والد جيمي وجاي أوسو وعم رومان .
 
حاول رومان أن يحتمى بـ ذا روك كونه الأكثر عقلانية بين جميع أفراد عائلة “ أنوي” المتوحشة ، وهمس فى أذنه قائلاً :
 
– دعنا نبتعد قليلاً ، سأشرح لك الأمر وستعرف كل شيء.
لكن ابتسامة ذا روك البيضاء أعادته للواقع مرة أخرى وهو يخبره:
 
– لا تقلق رومان ، أنت تعرف عمك راكيشي وطبعه ، لكنه وعدني بعدم لمسك حتى نفهم الأمر ، ما قمت به لا يُغفر وحتى أنا غير قادر على إيجاد عذر لك ، لقد كان فينس هنا وشرح لي الموضوع ، وهو ما اغضبني فى البداية لأنني كنت أتوقع أن تحل الأمر كرجل بدلاً من الاتفاق على الكذب مع شخص مثل فينس بأنه سيناريو.
 
هنا فقط أدرك رومان أنه تأخر كثيراً ، ففينس سبقه في هذه الخطوة أيضاً ، أو أنه كان يخطط لكل شيء منذ البداية ، والأن هو كالغبي ألقى بنفسه في عرين الأسد وهو يقف بين العشرات من أفراد أسرته الغاضبة ولا شيء يقوله ليدافع عن نفسه.
 
ولكن لماذا ، لماذا يفعل فينس هذا به ؟.
 
غادر رومان ذلك الاجتماع العائلي بمساعدة من قريبه ذا روك بعد أن كان عمه راكيشي على وشك الفتك به ، و أنطلق بسيارته وهو هائم على وجهه لا يعرف ماذا يفعل ، واستغرب حين شاهد العديد من المكالمات غير المجابة على شاشة هاتفه من زوجته ، و دون أن يحاول ربط الأحداث ببعضها اسرع بالاتصال بها ، لكنها لم ترد ، إلا أنه ولا شعورياً كان في طريقه إلى المنزل والذي لا يبعد كثيراً ، وبالفعل وصل إلى هناك وشاهد الباب مفتوحاً ، فاسرع فوراً بالدخول.
 
وجد رومان زوجته تتحدث إلى أحد رجال الشرطة ، والذي غادر فوراً حين انتبه إلى وصوله ، فيما كان رومان يحاول الاستفسار من زوجته عما حدث ، فأجابته وهى ترتجف:
 
– إنه جيمي أوسو ، لقد أتى إلى هنا ، لكنه كان شخص آخر ، كان يحمل مسدساً ويتحدث عنك وعن نايومي ، وقال أنه سيأتي إلى هنا مرة أخرى.
 
سألها رومان عن أبنتهما وأجابته بأنها مذعورة هي الأخرى تبكي في غرفتها ، لأنها لم تعتقد أن ترى عمها جيمي بهذه الصورة ، و من ثم سألته عن السبب وماذا حدث بينه وبين نايومي ، وكان هذا السؤال سبباً في جعله يتراجع ناحية الباب ، ويخبرها بأن تهدأ وأنه سيحل هذه المشكلة نهائياً.
 
وبالفعل غادر رومان لكنه لم يكن يعرف أي حل لهذه الورطة كما أخبر زوجته ، بل كان يخشى أن يتفاقم الوضع أكثر مع مرور الوقت ، لكن لا مجال للاختباء بعد أن وصل الأمر إلى تهديد عائلته ، الأن يجب على رومان أن يتوقف عن البحث عن أعذار ومحاولة تبرئة نفسه و أن يتصرف فوراً.
 
كان الغضب يسيطر على رومان تماماً وهو في طريقه إلى منزل الشخص الوحيد الذي لن يخذله وسيقف في صفه ، وهو دين أمبروز، وذلك لأن رومان يعرف أن الأخير مصاب ولم يصل اليه فينس مثل بقية المصارعين.
 
طرق رومان باب صديقه ، وفتحت له الباب رينيه يونغ والتي استقبلته بطريقة باردة ، جعلته يدرك أن الخبر وصل إلى هنا أيضاً ، لكن المفاجأة الكبرى كانت في الداخل ، حيث وجد نايومي فى منزل دين أمبروز.
 
أسرع رومان للاطمئنان على نايومي لأنها الوحيدة التي تعيش معاناته وتعرف تماماً ما يمر به ، لكنه كان يعرف أن لا وقت يضيعه و أسرع بالصعود إلى غرفة دين ، والذي استقبله بترحاب شديد ، ولم يحتاج امبروز ليسمع القصة من رومان بعد أن أخبرته نايومي بكل شيء.
 
وعلى الفور بدأ الاثنين في طرح وجهة نظرهما و رأي كل واحد منهما في إيجاد مخرج من هذا المأزق ، والذي كان معقد للغاية لأن شخص مثل فينس يقف خلفه ، والذي يتفوق على الجميع بدهائه ومكره الشديدين ، وهناك عامل آخر مهم للغاية ، وهو عدم توانيه عن الإقدام على فعل أي شيء حتى و إن كان جنونياً.
 
لذا كان الاقتراح من دين هو أن يحارب رومان خصمه بنفس السلاح ، وهو التصرف بتهور وجعل فينس يدرك أنه أيضاً لا يتوانى عن فعل أي شيء ، حتى و إن كان الإقدام على قتله في سبيل ذلك.
 
ظل رومان في منزل دين تلك الليلة لأنه يعرف أن جيمي لن يقدم على أي تصرف متهور حتى و إن أتى إلى هنا ، وذلك بسبب علاقته القوية و احترامه لدين و زوجته رينيه ، والتي تعبر من المقربات من نايومي.
 
 
لم يهنأ رومان بالنوم حين ايقظه صراخ رينيه وهو تنادي على نايومي والتي كان قد أنطلقت بسيارتها في تلك اللحظة ، وصل رومان إلى الباب وهو يستمع إلى رينيه و هي تطلب منه أن يلحق بها لأنها قررت أن تذهب إلى جيمي وتطلب منه السماح.
 
لم يتردد رومان و أسرع بسيارته خلف نايومي ليمنعها من الإقدام على هذه الخطوة ، وبالفعل استطاع أن يصل إليها حيث كانت تقف أمام إحدى إشارات المرور، وترك سيارته جانباً وقفز معها في نفس السيارة وهو يترجاها أن تعدل عن هذه الفكرة:
 
– لا يمكن أن تفعلي ذلك يا نايومي ، إنها فكرة غيبة ، خصوصاً في هذا التوقيت ، جيمي لا يفكر بعقله حالياً وسيقتلك بمجرد أن يراك.
 
لكن الأخيرة كانت تبكي وترفض الاستماع إليه وهى تردد:
 
– لم أعد قادرة ، أنا خائنة في نظر الرجل الذي أحببته ، يجب أن أخبره بكل شيء و سيتفهمني لأني أحبه.
 
لكن رومان ظل يتوسل إليها ، بل وقام بالإمساك بالمقود حتى لا تواصل طريقها و أجبرها على التوقف جانباً ، ومن ثم نزل وطلب منها النزول أيضاً حتى يجدا حلاً ، لكن ما حدث لاحقاً لم يكن يتوقعه أبداً.
 
نايومي أغلقت باب السيارة من الداخل وكذلك الزجاج ، ومن ثم أخرجت مشرطا من حقيبتها ، وهى تبكي وتتحدث إلى رومان وتطلب منه أن يخبر جيمي بأنها أسفة و أنها مظلومة ، بينما كان الأخير يصرخ فيها أن تتوقف و يحاول فتح الباب بالقوة حين أدرك ان نايومي جادة ، وقامت بالفعل بغرس المشرط بأكمله في عنقها أمامه.
 
واصل رومان الصراخ في نايومي كي تتوقف ، ومن ثم قام بضرب زجاج السيارة بقبضة يده بكل قوة حتى تمكن أخيراً من تحطيمه و أسرع بفتح الباب و جذب نايومي إلى خارج السيارة ، لكنه كان قد تأخر وبدأت علامات الحياة تفارق جسد الأخيرة بعد أن نزفت الكثير جداً من الدماء.
 
ظل رومان ممسكا بنايومي في منتصف الطريق وهو يحاول أن يوقف الدماء التي تسيل بغزارة من عنقها بعد أن قام بسحب المشرط الحاد منه ، ويبكي و يردد :
– لماذا يا نايومي ، ماذا فعلتي .. لماذا.. ؟.
 
و في تلك اللحظة توقفت سيارة بالقرب منه وخرج منها دين أمبروز مسرعاً وقام بإبعاد رومان عن نايومي وهو يصرخ فيه مستفسراً عن ما حدث. ، وأجابه الأخير وهو منهار تماماً :
 
– أنا السبب ، لقد قتلتها ، لم يكن علي أن أشركها معي في هذا الأمر ، أنا السبب.
 
تجمد أمبروز لبعض الوقت وهو ينظر إلى رومان والمشرط في قبضته والدماء تغطى يديه ، بينما كانت نايومي جثة هامدة على الطريق وعنقها لا زال ينزف ، ومن ثم أخذ يصيح بهستيريا:
 
– رومان .. هل جُننت .. ماذا يحدث معك ؟.
 
ظل رومان يتراجع إلى الخلف وهو يضع كلتا يديه على رأسه بعد أن القى المشرط على الأرض ومن ثم وصل إلى سيارته وهو يترجف من شدة الخوف والبكاء ، ولم يتحدث إلى صديقه بينما لم تفارق عينيه نايومي على الإطلاق ، ومن ثم أدار سيارته وغادر المكان فوراً.
 
لم يبتعد رومان كثيراً حتى أتاه اتصال من زوجته مرة أخرى ، وأسرع بالرد خوفاً من أن يكون جيمي قد عاد إلى بيته من جديد ، لكن صوت زوجته الغاضب وهي تسأله عن مكانه ألغى هذه الفرضية ، وأخبرها وهو يتحدث بصعوبة أنه يحاول الاهتمام بموضوع مهم.
 
– موضوع مهم ؟ هل هي نايومي ؟ لماذا يا رومان ، كيف سمحت بحدوث ذلك ؟.
 
استغرب رينز من حديث زوجته ولهجتها ، وسألها بتردد شديد عن ماذا تقصد ، و أكلمت هي حديثها وقالت:
 
– لقد عرفت كل شيء.. كل شيء .. لقد دمرت حياتنا وحياة ابنتك الصغيرة بفعلتك هذه.
 
توقفت زوجته عن الحديث ودخلت في نوبة من البكاء لبعض الوقت ومن ثم قاطعت رومان الذي كان يطلب منها أن تهدأ ليشرح لها ، وقالت:
 
– توقف أنت .. لا أريد أن أسمع منك أي كلمة بعد الآن ، لقد خنتني مع من كنت اعتبرها أختي ، لا مكان لك بيننا الآن ، لقد أخذت ابنتنا من المنزل ولن ترانا مرة أخرى ، أنا أكرهك.
 
كان رومان يصرخ ويبكي معاً وهو يطلب منها أن لا تتهور، لكنه وجد نفسه يتحدث لوحده بعد أن أغلقت الأخيرة المكالمة ، وبعد العديد من المحاولات الفاشلة في الاتصال بها ، لم يعد رومان قادر على التحكم بالسيارة ، فأوقفها جانباً ونزل منها وهو يصرخ بأعلى صوت وسدد العديد من الركلات إلى إطار السيارة و بعض الضربات القوية بقبضة يديه على صندوق السيارة ومن ثم عاد للبكاء مرة أخرى.
 
مر وقت طويل على رومان وهو بهذه الحالة دون أن يغادر مكانه ، لكن لا مجال للبكاء بعد الأن ، الوقت يمضى وهو يخسر المزيد من الأشياء من حوله ، وهو ما تأكد حين تلقى اتصال من دين أمبروز يخبره فيه بآخر ما كان يتوقعه ، أنه الآن مطلوب من قبل الشرطة ،  وذلك حين التقطت كاميرات المراقبة ما حدث ، والذى تم تفسيره بصورة خاطئة لكنها مقنعة تماماً.
 
الشرطة الآن تطارده بعد أن تأكد لها أنه كان يطارد الضحية بالسيارة ، ومن ثم لحق بها وتهجم عليها داخل سيارتها ، إلا أنها استطاعت أن تبعده وأغلقت عليها السيارة من الداخل ، لكنه قام بتحطيم زجاج السيارة وطعنها في عنقها بمشرط حاد ومن ثم أخرجها إلى الطريق وقام بالهرب حين وصل امبروز إلى المكان.
 
ظل رومان يستمع إلى تلك التفاصيل وهو يفتح فمه مذعوراً وعينيه جاحظتين وكأنها ستخرج من مكانها ، ومن ثم ألقى الهاتف من يده و ألقى بنفسه أيضاً على الأرض من هول الصدمة.
 
فالأن فقط خسر كل شيء.
لا عمل.. لا عائلة .. لا زوجة وأبنة.. لا أصدقاء.. والأن مجرم هارب من العدالة بتهمة القتل ، كل ذلك حدث في أقل من يومين ، والسبب وراء كل هذا هو شخص واحد فقط ، فينس ماكمان ، وهو الاسم الذي ظل يتردد في عقل رومان طيلة الطريق وهو يقود سيارته نحو المجهول.
 
طيلة الوقت الماضي كان رومان يحاول أن يبرر لكل من حوله عن موقفه ، ولكنه تحول إلى رجل بلا حياة ، ولم يعد همه الأن كشف ألاعيب فينس ماكمان وتبرئة نفسه من تهمة الخيانة مع نايومي، فحتى لو فعل ذلك لن يستفيد شيء لأنه بات قاتلاً ولا يمكن أبداً تبرير هذه التهمة لأن لا أحد سواه كان في المكان ، وحتى صديقه أمبروز لن يشهد لمصلحته لأنه استمع اليه وهو يردد بأنها من قتلها.
 
فجأة وجد رومان نفسه أمام منزل فينس ، وكانت الكلاب تعوي عليه بشراسة بعد أن اشتمت رائحة الدماء التي تلطخ ملابسه والدماء الأخرى التي تغلي في عروقه ، ولحسن حظه وسوء حظ الجميع وجد فينس وهو قد وصل للتو ويستعد لدخول المنزل ، فألتفت الأخير ليرى رومان أمامه وملامحه وجهه تكشف تماماً عن ما ينوى فعله
– اسمع يا رومان ، سأشرح لك كل ش..
لكن فينس لم يتمكن من مواصلة الحديث بعد أن أطبق رومان على عنقه و بدأ يضرب رأسه بعنف على زجاج السيارة وهو يردد:
– هل هذا ما كنت تريده  ، أن أخسر كل شيء ، أن أتحول إلى قاتل ؟.
 
ظل رومان يضرب رأس فينس حتى انتبه إلى أن الأخير توقف عن مقاومته وأن زجاج السيارة بدأ في التهشم والدماء تنتشر فيه ، حينها فقط توقف ، و أفلت فينس ليسقط جثة هامدة بين قدميه ، وتسمر هو في مكانه ينظر إلى ما صنعت يديه ، حتى شعر باقتراب أحدهم وصوت الكلاب يزداد شراسة ، فاسرع فوراً بالمغادرة.
 
لم يكن هناك مكان يذهب اليه رومان سوى منزله ، هناك سيجلس ينتظر الشرطة بعد أن أبلغهم بكل شيء ، وتحديداً قيامه بقتل رئيسه فينس ماكمان. واتجه رومان إلى باب منزله بخطوات ثقيلة جداً ، ومن ثم فتح الباب وأضاء المكان الذي أنفجر بالصراخ بكلمة “مفاجأة”.
 
كان معظم أفراد عائلته في المكان وكذلك زوجته وحتى صديقه دين أمبروز ورينيه يونغ، والاهم من كل ذلك كان جيمي متواجد مع الجميع ، والصدمة الأكبر كانت بتواجد نايومي أيضاً وهى بين أحضان زوجها جيمي.
 
ظل رومان يقف على عتبة الباب حين اقتربت منه زوجته وهى تبتسم وتخبره بأن كل شيء قد أنتهى ، بينما كان جيمي يضحك بصوت عالي ونايومي تشير اليه بأنها بخير ، وقال له جيمي وهو يسحبه إلى الداخل : إن الأمر كان عبارة عن سيناريو من فينس كما قال ، لكن السيناريو لم يكن عليه أو على زوجته نايومي ، بل كان عليه هو رومان ، و أن فينس فعل كل ذلك ليخرج الأفضل فيه.
 
كان جيمي يشرح بفخر تفاصيل ذلك السيناريو وكيف استخدم مسدس صوت ، وكيف خدعته نايومي على طريقة أفلام السينما ، لكن رومان كان شاحب الوجه وهو يقلب نظره بينهم ، ومن ثم نهض ووقف أمام الباب ، لينتبه الجميع في تلك اللحظة إلى أن هناك الكثير من الدماء على وجه وعنق رومان ، دماء لم تكن لنايومي أبداً.
 
ليقاطع بوق سيارات الشرطة أفكارهم ، وجدران المنزل تتلون باللونين الأزرق والأحمر الشهيران ، وقال رومان وهو ينظر اليهم مودعاً :
 
–  لقد أتوى من أجلي ، لقد أديت دوري في السيناريو.
 
غادر رومان برفقة الشرطة و زوجته تسقط مغشية عليها أمام باب المنزل ، بينما كانت نايومي تبكى بهيستيريا تدفن وجهها في حضن زوجها امبروز والذي كان مع جيمي في قمة الذهول وهما يراقبان رومان وهو في الكرسي الخلفي لسيارة الشرطة. والتي غادرت لتضع نهاية غير متوقعة لواحد من أكثر سيناريوهات فينس ماكمان دموية على الإطلاق
 
……………………………………………
 
أُضيئ الضوء الأحمر في إحدى إشارات المرور وتوقفت سيارة ببطء شديد أمامها ، لكن وقوف تلك السيارة لم يكن له علاقة بالالتزام بقواعد المرور ، بل لعدم قدرة السائق على مواصلة سيره بعد أن وصل إلى هذا التقاطع ، وكانت الأمطار تهطل بشدة في تلك الليلة ولكن سائق تلك السيارة لم يهتم حتى بتشغيل ماسحات الزجاج ، سائق السيارة كانت رينيه يونغ والتي كانت غير قادرة حتى على الإمساك بالمقود جيداً بعد أن وصلت إلى هذا المكان المشؤم.
 
تنقلت رينيه بنظرها وهى تتفحص الأسفلت أمامها وكأنها تخشى رؤية ذلك المشهد الذي حفظته في عقلها تماماً ، لكن الرؤية كانت غير واضحة بالنسبة لها ، بسبب الأمطار الشديدة أو ربما للدموع التي كانت تملأ عينيها ، فهذا الطريق كان شاهداً على أغرب حادث على الإطلاق ، والذي بسببه تحول صديقهما رومان رينز إلى قاتل وهو ينهي حياة مديره فينس ماكمان ، وكذلك كان السبب في تدمير زواجها.
 
قاطعت خبطات قوية على زجاج السيارة الجانبي أفكار رينيه يونغ ، لترى شرطي المرور وهو يطلب منها أن تنزل الزجاج لتتحدث إليه ، وهو ما قامت به فوراً ، ليخاطبها الشرطي بأن تتحرك وتفسح الطريق لأن الضوء الأخضر مضاء منذ فترة ، وأن عليها استخدام ماسحات الزجاج في هذا الجو الماطر حتى لا تتسبب في حادث سير لاحقاً.
 
انطلقت رينيه بالفعل في الطريق والأفكار تملأ رأسها وهي لا تدري ماذا تفعل أكثر حتى تنقذ حياتها الزوجية ، فدين أمبروز تغيير تماماً منذ تلك الحادثة ، ونادراً ما يتحدث اليها أو حتى يتناولان الطعام سوياً ، ويرفض العودة إلى عروض المصارعة مع أنها استعانت بالعديد من أصدقائه بما فيهم سيث رولينز نفسه.
 
الأفكار كانت تتخبط داخل عقل رينيه وتتمازج مع صوت ماسحات الزجاج مع هطول الأمطار، وبعد أن فشلت في أيجاد أي حل لوضعها الحالي ، قررت الأخيرة أن تترك قلبها يتولى زمام الأمور، وبدون أي تفكير وجدت نفسها تدور بالسيارة في اتجاه مغاير تماماً لما كانت تخطط له ، وقدمها تضغط على دواسة الوقود وكأنها تحاول أن تسبق عقلها قبل أن يعود اليها المنطق ، ولم تتوقف حتى وجدت نفسها أمام مبنى ضخم ولافتة كبيرة عليه تؤكد بأنها وصلت إلى مبتغاها، وهو السجن الفيدرالي.
 
في داخل ذلك السجن جلس أحد المدانين لوحده في الساحة الرئيسية ، وكانت العديد من كرات القدم تحيط به ، فقد كان زملائه الذين يلعبون بالقرب منه يخشون من أن يطلبوا منه إعادة الكرة حين تخرج من الملعب وتستقر بجانبه ، فقد اكتسب ذلك المسجون سمعة مخيفة للغاية ، فبجانب عضلاته المفتولة وملامح وجهه القاسية انتشرت قصص بين الجميع بأنه قام بقتل أحدهم حين حطم رأسه بيديه ، بل وصلت تلك القصص للتأكيد بأنه قام بتناول دماغ ذلك الرجل أيضاً.
 
– رومان رينز.
 
انطلق ذلك النداء بصوت قوي ومرتفع في المكان ، وتوقف الجميع عن الحركة والتفتوا بسرعة شديدة لمتابعة ذلك المسجون وهو يلتفت إلى مصدر الصوت بدون اهتمام.
 
– لديك زيارة.. بوابة رقم 12.
 
نهض المدان ببطء شديد وابتعد المسجونين عن طريقه بسرعة وخوف وهو يتجه إلى المبنى يجرجر قدميه ، وما أن اختفى حتى عاد النشط والمرح إلى المكان مرة أخرى ، وأسرع بعض المساجين باستعادة تلك الكرات قبل أن يعود رومان مرة أخرى.
 
اتجه رومان رينز إلى مكتب الزيارة وما أن فتح الباب ودخل المكان  حتى قام بالاستدارة للمغادرة بسرعة شديدة حين شاهد من كان ينتظره في الداخل ، لكن رينيه يونغ أسرعت بالإمساك به وهي تترجاه من بين دموعها كي لا يغادر، وقالت:
 
– اتقهم غضبك ، و أنا أيضاً لم أكن لأتجرأ على الوقوف أمامك ، لكنني عاجزة تماماً.
 
بدأت رينيه في البكاء وانهارت وهى تلقى بنفسها على الكرسي ، بينما توقف رومان لكنه كان لا زال يدير لها ظهره ، وقالت يونغ:
 
– لا يوجد أي تفسير أو تبرير لما حدث ، الجميع مخطئين ، أنت الضحية الوحيدة هنا .
انفجرت الطاولة أمامها بصوت مدوي حين ضربها رومان رينز بقضبة يده وهو يصرخ:
– الضحية الوحيدة ! وماذا عن أبنتي .. زوجتي .. من أنتم لتقرروا ما يحدث لي ؟.
 
حتى رومان رينز نفسه لم يعد قادر على مواصلة ثورته الغاضبة حين وجدت الدموع طريقها إلى عينيه ، وهو يتحدث:
– ماذا سأخبر أبنتي ، كيف سأبرر لها، من سيقنعها أن والدها ليس قاتل ؟.
 
نهضت رينيه يونغ واتجهت اليه ومن ثم جثت على ركبتيها أمامه وهي تواصل البكاء، وقالت:
 
– رومان ، لا أعرف ما يحدث ، أناً أيضاً.. لقد قالوا أنه سيناريو فقط، ، وأنت تعرف أن حياتنا العملية كلها سيناريوهات ، لكني مخطئة وكذلك الجميع ، لكن أكثر المتأثرين هو صديقك دين أمبروز.
 
رفعت رينيه رأس رومان رينز و وضعته بين راحتي يديها وهى تتحدث اليه متوسلة:
 
– إنه يلوم نفسه طيلة الوقت ، لا يتحدث مع أحد ، لا يتناول الطعام ، ويخرج كثيراً من المنزل ولا يعود لساعات متأخرة ، حتى أنا لم ألتقي به منذ أكثر من ثلاثة أيام ولا أعرف مكانه ، أرجوك ساعده ، أنت فقط من يمكنه أن يخلصه من هذا العذاب.
 
بدأت ملامح وجه رومان تتحول من الحزن والتعاسة إلى السخرية ، وأخذت ابتسامة ترتسم في وجهه ببطء شديد في منظر جنوني مع تلك الدموع في عينيه حتى تحولت إلى ضحكة عالية وهو يقول:
– دين أمبروز ! لم أكن أتوقع أنك لا تعرفين زوجك إلى هذه المرحلة أيضاً ، لقد كان دين هنا قبل قليل.
عاد رومان رينز للضحك الهيستيري ومن ثم نهض من مكانه وهو يتجه إلى الباب استعداداً للمغادرة ، و قال :
 
– أذهبي يا رينيه واستعدي لما هو قادم ، و أخبري الجميع ، الاخوين اوسو ، نايومي ، وكل من كان سبباً في ما حدث لي بأن أبواب الجيم سوف تُفتح عليهم ، لن تنجو أبداً وخصوصاً زوجك دين أمبروز.
 
أتسعت عيني رينيه يونغ بذعر شديد وهى تستمع إلى رومان رينز، والذي كان قد وصل إلى الباب وصرخت فيه بصوت مبحوح:
 
– رومان .. هل هذا تهديد ؟  رومان .. رومان !.
 
لكنه كان قد غادر فعلاً ولم يبقى منه سوى صوت ضحكته الجنونية ، و رينيه في الداخل ترتجف من شدة الخوف.
 
أصوات المياه تعلو في الكواليس ، الكل ذاهب إلى مكان الاستحمام ، يوم مرهق وشاق عقب مواجهات عديدة ، فالجميع يشعر بالخوف والحزن والتوتر وفقدان الشغف بالتواجد ، لا يتكلم أحد مع أحد ، وجوه صامتة لا تستجيب ، الصمت والسكون هم عنوان هذه الليلة ، أنه يوم الإثنين لعرض الرو… الجمهور منتظر رد الاتحاد حول الفاجعة ولكن يأتي الرد بالصمت من قبل المسئولين وعائلة مكمان ، وكل ما جاء هو تصدر صورة فينس مكمان على شاشة الصالة في بداية العرض والذي راح ضحية سيناريو من دهاءه ، تقف ستيفاني مكمان وزوجها تريبل إتش وبجانبهما شين مكمان وطاقم مصارعين الرو وسماكداون أسفل الشاشة في مدخل الصالة يبكون على رحيل رب الأسرة وصانع المصارعة الحرة.
 
فقد انتهى العرض في تمام الساعة العاشرة مساءً على غير العادة ، حيث كانت الجماهير معتادة على تقديم المصارعين لنزالات بعد انتهاء المواجهات الرئيسية ، ولكن لم يستطع أحد من أفراد طاقم الرو تقديم شيء مفرح أو حزين ، فعند دقات الساعة العاشرة اختبئ الجميع في غرفهم أو داخل الحمامات للاستحمام ، من يستحم ليزيل عرق المواجهات ومن يستحم متخوفًا أن يراه أحد يبكي وينهار على ما حدث.
 
قائمة الرو ينقصها رينز وصديقه الغالي دين أمبروز فلم تعد أسطورة ذا شيلد متواجدة بعد الآن ، لم يتبقى إلا سيث رولينز والذي تواجد بالإجبار بعد أن تواصل معه إتش – والذي تولى زمام الأمور بعد فاجعة مكمان- الساعة الحادية عشر صباح الإثنين:
 
إتش: أين أنت ؟.
سيث : في المنزل.
إتش : ألم تسافر مع المصارعين يوم الأحد لنيويورك ؟.
سيث: لا.
إتش : أحجز طائرة فورًا ، أريدك أمامي خلال الخمس ساعات القادمة.
سيث: حسناً.
 
لم يتكلم رولينز مع إتش كثيرًا ، كانت كلماته قصيرة وموجزة ، فكانت صدمة اعتقال رينز وهروب أمبروز أكبر بكثير أن يتحدث أو يتفوه ، صدره لم يعد يحتوي على كلمات وكل ما يتبقى هو هواء الأكسجين في رئتيه محاولاً توفيره حتى يستطيع أن يتنفس بهم ، قام رولينز ولم يجهز ملابس كثيرة كعادته فهو يعرف بانه لا يريد أن يسافر مع المصارعين في العروض المحلية باقي الأسبوع ، وإذا شارك ، فسيشارك في عرض الرو الليلة فقط.
 
الساعة تدق الرابعة والنصف عصرًا ، رولينز يدخل الكواليس ولم ينتبه إلى أحد ، الجميع يحدق إليه وبدأت الأسئلة تتداول في صمت “ها هو قد جاء ، يا تُرى هل يعرف مكان أمبروز وأين اختفى ؟ يا الهي رولينز يتواجد خلف الكواليس يترك أصدقائه ويأتي للمشاركة في العروض يا له من أحمق يهتم بالأموال فقط ” الكثير من الهمهمات بين المسؤولين والمصارعين ، وعلى الرغم من انخفاض صوتهم إلا أن سيث استطاع معرفة ما يدور في أذهانهم.
 
توجه رولينز إلى حجرة تريبل وفتح الباب بدون طرقه ، أخبره بصوت ضعيف وكأنه لا يستطيع التنفس وبنبرة حادة تصحبها ملامح حازمة ممزوجة حزن وضيق “ ها قد أتيت ، ماذا تريد يا هنتر ؟ ”  لم يتحدث هنتر معه بشكل حميم كعادتهما فالكارثة قد أصابتهما هما الاثنان:
 
هنتر: أنت من سيتصدر عرض الليلة.
سيث: ماذا تريد ؟.
هنتر: كان من المفترض أن أشارك في العرض وأتحدث للجماهير، ولكن تغيرت الأمور بعض الشيء ، فلن أظهر وأريدك أن … (قاطعة رولينز بحدة شديدة).
سيث : لن أخاطب أحد ولن أمسك الميكروفون ولا تطلب مني سواء نزال واحد فقط.
هنتر: ( يتنفس بعمق محاولاً إمساك أعصابه ) ستنافس فين بالور بدلاً من أمبروز في الحدث الرئيسي للعرض
 
سمع رولينز دوره جيدًا ، لم يرد على إتش بأي شيء سوى القيام وفتح الباب وإغلاقه بشدة ، ليتوجه إلى حجرته مباشرة لا يريد مقابلة أحد ، جلس يفكر في صديقيه والذي لا يعرف عنهما شيئاً ، يمر الوقت والساعات دون أن يشعر ليجد الباب يطرق وصوت عالي “سيث رولينز مواجهتك الآن ، أسرع ، فين بالور في انتظارك وهو الآن متجه إلى الحلبة ”، ليستيقظ سيث من الشرود وبدأ يركز ليستمع إلى موسيقى بالور بدأت تدوي في أرجاء المكان ، ويجب عليه أن يتحرك ويرتدي ملابسه الآن ، قام سيث بهدوء على الرغم من يستعجله خارج الباب وارتدى ملابس القتال في أقل من ثلاث ثوان.
 
خرج رولينز للصالة لا يرحب ولا يشجع ولا يتفاعل مع أحد ، لا يرى إلا الظلام والغضب والحزن ، لم يعلن الحكم النزال وقرع الجرس حتى هجم رولينز على بالور بعنف رهيب ، الركلات واللكمات تتوالى في وجه بالور ، ترتفع صيحات الجماهير ، ولكن بالور بدأ يفقد وعيه ومع ذلك يستمر سيث في إرسال اللكمات ، بدأ صوت الجماهير ينخفض حتى بدأ يختفي بعض الشيء منتبهين لما يحدث فأنه حقيقي وخارج نطاق السيناريوهات ، يرفع الحكم علامة الخطر مطالباً أن يدخل المسعفين والحراس لمساعدته على إيقاف سيث ، المساعدة تأتي سريعًا ليبعدوا رولينز بالعنف و يتفاجأ المسعفين أن بالور ينزف من أسفل عينه اليمنى و أنفه ملتوي قليلاً مع نزول قطرات الدم منها على فمه وجرح فوق حاجبه الأيسر يسيل منها الدم بجانب وجهه على أذنه اليسرى ، لم يستوعب رولينز ما الذي فعله حتى خرج من الحلبة مسرعًا إلى الكواليس يركض متجهًا لغرفته يجمع ملابسه ، ولم يستحم على غير عادته ، أخذ هاتفه ليرحل ويركض إلى موقف السيارات وهو يرتدي بنطال القتال المعتاد أن يرتديه ،عاري الصدر والعرق ينسدل على شعر صدره ،يركض وراءه إتش محاولا إيقافه ولكن لم يستطع اللحاق به.
 
في تلك الأثناء عادت يونغ إلى الفندق بعد مقابلتها لرومان في السجن وهي منهارة ومرتعبة من كلام رينز الذي بات يتردد في ذهنها بل بدأت تسمع صداه في أرجاء الغرفة ، ليخطر في بالها صديقها رولينز.
 
الطريق مظلم والدموع تنهمر والسيارة تصل سرعتها إلى الـ200 …… لم يفيق سيث إلا على صوت هاتفه:
رينيه: (تبكي وتصرخ وتلهث في الكلام) انقذني يا كلوبي ، رومان يريد قتلنا
سيث: اهدئي يا رينيه ، لا استطيع أن أفهم شيء ، ماذا حدث ؟.
رينيه: رينز يريد قتلنا ، ليتي يريد أن ينتقم. والجحيم في الانتظار ، فقد عقله .. فقد عقله .. فقد عقله يا كلوبي.
سيث: (يصرخ) أين أنتِ ؟.
رينيه: في فندق كاريبيان المتفرع من تايم سكوير.
سيث: أنا قادم.
 
يسرع سيث بالسيارة ويغير اتجاها حتى باتت إطارات السيارة تخرج شرر النار من شدة الاحتكاك بالأسفلت ، يتجه لرينيه والتي قد أتت مع أمبروز إلى نيويورك مُنذ أربعة أيام لحضور محاكمة رينز، ومُنذ ذلك الوقت لم يظهر أمبروز ولم يأتي إلى الفندق.
 
وصل سيث للفندق، توجه إلى الاستقبال متسائلاً “ أين غرفة رينية يونغ ؟ ” “في الطابق الثالث الغرفة رقم 204” ، ركض مسرعًا على قدميه حتى لم ينتظر المصعد ، وصل للطابق الثالث وقرع الباب ليجد رينيه ، تفتح مسرعة وتلقي بنفسها في أحضانه وهي ترتجف وتقول “يريد أن يقتلنا ولا أعرف مكان أمبروز”.
 
أخذ رولينز رينيه محاولاً أن يهدئها وادخلها إلى الغرفة وأغلق الباب ، جلسا سويًا على حافة السرير محاولا تهدئتها حتى يتفهم ما الذي حدث، بدأت رينية تستعيد أنفاسها وتخبر سيث أنها قابلت رينز صباح اليوم ولم تستكمل حديثها ، لتجد أمبروز يدخل الغرفة بعد غياب أربع أيام ، يتوقف أمبروز كالصنم ، ضربات قلبه تدق بشدة ، و حدقة عينه تتسع ، تكاد عينيه تخرج من مقلتيها ، فقد رأى أمامه رولينز و زوجته رينيه بين ذارعيه.
 
عمت الصمت في الغرفة لبعض الوقت ، ولم تجد رينيه يونغ أي كلمات تكسر به هذا الجمود ، بينما نهض سيث رولينز وهو يتنحنح وينظر إلى صديقه الذي لم يفارق مكانه بالقرب من الباب ، ولكن فجأة أنقض امبروز على سيث والذي تراجع للخلف قليلاً خوفا مما سيحدث ، إلا انه تفاجأ بابتسامة دين وهو يحتضنه بقوة ويردد:
– سيث .. صديقي.. لقد اشتقت لك يا رجل.
أرتبك رولينز تماماً ، لكنه قام بمجاراة دين وهو يرد عليه :
– اعذرني دين.. لقد كان أسبوعاً صعباً للغاية علينا ، كيف حالك أنت ؟.
أبعد سيث نفسه عن دين قليلاً و واصل حديثه الحذر والذي كان يرمي من خلاله للتبرير عن ذلك المشهد الذي وجده فيه امبروز مع رينيه:
– لقد أتصلت بي رينيه وكانت قلقة للغاية عليك ، أين كنت مختفياً مؤخراً ؟.
 
أبتعد دين بدوره عن سيث وجلس في أحد المقاعد بعيداً عن الاثنين وقال وهو يعدل رباط حذائه:
– كما قلت.. أيام صعبة للغاية ، لقد كنت أحاول الابتعاد عن هذه الأجواء فقط ، شعرت بأنني غير قادر على التحمل وسأنفجر.
 
وهنا تدخلت رينيه بعد أن لأحظت أن دين تجاهلها وقالت له بلطف شديد:
– دين .. هل أنت بخير؟.
رفع الأخير رأسه ورمقها بنظرة لم تفهم معناها أبداً ، ومن ثم رد عليها ببرود شديد:
– أنا ؟ في افضل حال ، لم أكن أريد أن أزعجك معي.
 
 يُتبع ………

ملاحظة : كل ما ذكر أعلاه من وحي خيال الكاتب وليس له علاقة بالواقع أما الشخصيات المذكورة في الرواية هم نجوم ومشاهير الـ( دبليو دبليو إي )

تاريخ النشر : 2020-05-16

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى