تجارب من واقع الحياة

إخوتي مرضى نفسيين و أشباه رجال

بقلم : ريما

أمي أصبحت ضعيفة و شاحبة و أهلكتها الأمراض و هم لا زالوا يجبرونها على العمل كي يأخذوا من أموال
أمي أصبحت ضعيفة و شاحبة و أهلكتها الأمراض و هم لا زالوا يجبرونها على العمل كي يأخذوا من أموال

السلام عليكم يا أيها القراء ، اليوم أنا اتجه اليكم بجناح مكسور و قلب متفطر لعلي بالتحدث اليكم أتخلص من ذلك الألم الذي يخنق حنجرتي و جبل الهموم الجاثم على صدري هذا ، أعلم أنكم قرأتم بالفترة الأخيرة العديد من القصص التي تتحدث عن مشاكل الحياة في هذا الموقع الجميل و قدمتم نصائح و حلول من ذهب ، و أعلم بالرغم من أنكم ترشدوننا نحن أصحاب الحياة البائسة و تعطوننا الأمل إلا أنكم لا بد أن اجتاحتكم المشاعر السلبية من قراءة هذه القصص ، فأنتم بشر بالنهاية ، و هذا ما جعلني أتأخر في كتابة قصتي كي لا أثقل عليكم بهمومي أيضاً ، لكن ولله أنا احتاج إلى أن أتكلم إلى أشخاص ينصتون إلي و أطلب منهم النصيحة أو على الأقل أفضفض لهم ما في قلبي لعلي ارتاح ، و ليس لي سوى هذا الموقع متنفسي الوحيد و المكان الوحيد الذي يمكنني أن أكتب فيه ما في قلبي بكل ثقة ، المهم لقد طولت عليكم كثيراً بالمقدمة لذا سوف اشرح لكم مشكلتي .

مشكلتي يا سادة هي عائلتي ، نحن بنتين و ولدين و أبي متوفى ، اخواي أكبر مني و أختي أصغر مني بسنتين ، أمي هي من ترعانا و هي كما يقول الناس ( امرأة بمئة رجل ) بصراحة أمي هي من ترعانا منذ البداية ، أبي كان شخص أتكالي و جبان و من أشباه الرجال ، مع أن قول هذه الكلمات عن أبي قد لا يكون مقبولاً لكنها الحقيقة ، أبي كان يكره أمي بشكل جداً كبير لأنه كان يغار منها ، يغار من ذكائها الحاد و قدرتها الفائقة على التأثير على الناس و تكوين صورة طيبة عن نفسها لديهم و أيضاً شهادتها المرتفعة حيث أنها حاصلة على شهادة طب الجراحة العصبية بعكس أبي الذي كان غير متعلم و بمجرد أن يراه الناس يكرهونه و يبتعدون عنه ، أبي منذ زواجه من أمي وهو يعيش من راتبها ، تخيلوا كان يرفض العمل و يجبر أمي على أن ترعاه .

 و الأسوء أنه كان يجبر أمي أن ترعاه هو و إخوانه الـ 12 ، عاشت أمي كل حياتها تعيسة و فقيرة بسببه و الحمد لله أنه مات و تخلصنا منه. الأن هذه مجرد بداية ، المشكلة هي بأخواني الاثنان ، فقد وروثوا من أبي كل شيء حرفياً مع سوء أخلاق زيادة ، هما يكبرانني بـ 8 و 10 سنوات ، و هما يبلغان من العمر 24 و 26 سنة ، أخي الأصغر ضعيف شخصية و بلا كرامة مثل أبي تماماً و لكنه يستقوي فقط على أهل بيته ، أما أخي الأكبر فهو المشكلة الأساسية ، هو مريض نفسي و مجنون ، نعم أنا لا أمزح ولا أستخدم تعبيراً مجازياً ، إنه فعلاً مريض بالنرجسية و أيضاً بالسايكوباثية و يرى أنه محور الكون و هو أكثر شخص مثقف في العالم و أكثر شخص ذكي و جميل في العالم ، وهو عكس ذلك تماماً ، لقد حول حياتنا إلى جحيم فعلاً .

كل يوم صراخ و شجار و شتائم ، تخيلوا مرة نعتني أنا و أمي بالعاهرات ! تخيلوا أحداً يقول على أمه و أخته عاهرة ! كم أنه أنسان بلا ذرة أخلاق !  كل يوم يتشاجر و مرة حاول أن يضرب أمي ، لم استطيع أن أوقفه إلا بعد أن طعنته بسكين فواكه في ذراعه ! و من ثم تراجع و ذهب كي يضمد جرحه ، و أنا ساعدت أمي و واسيتها و بكيت معها ، أنا أصبحت اكرههم جداً و أتمنى لهم الموت ، أخي الثاني أيضاً ليس أقل منه سوءاً ، فمرة حاول أن يخنقني و بالفعل كنت قد شارفت على الموت لدرجة أنني لم استطع الرؤية أبداً و اصبح كل شيء أمامي ظلام و حياتي تمر كأنها شريط أمام عيني و من ثم اغمى علي ، نعم هو حسبني متت فتركني ، كنت استنجد بأمي حتى أخر لحظة و لم تكن أمي قادرة على أن تأتي إلي فكانت ركبتها قد تعرضت لتمزق في الغضروف ، تخيلوا أن تروا ابنتكم التي هي اقرب شيء إلى قلبكم و فلذة كبدكم تخنق أمامكم و تستنجد بكم و تشارف على الموت ولا يمكنكم فعل شيء ! .

حتى أختي الصغيرة لم تسلم منه فقد كسر لها يدها من شدة الضرب ، و أخي الكبير و أخجل من قول كلمة أخي عنه ، قد قام بضرب أختي و هي كانت لا تزال جداً صغيرة بعصا الماسحات حتى تكسر العصا في ظهرها و من ثم ركلها عدة ركلات على بطنها بكل ما أوتي من قوة ، تخيلوا أن تضربوا طفلة أصغر منكم بعشر سنوات بكل هذا العنف ، لحسن الحظ أنها لم تمت ، و مرة ضربني أنا أيضاً لدرجة أن رأسي و عيناي قد تورما و منطقة الكبد و الكلى لدي كانت تؤلمني لشهور بسبب الضرب و الركل الذي تعرضت له ، حتى أن الطبيب الذي ذهبنا اليه أنا و أمي تعجب من كمية الضرب و الأذى الذي تعرضت له ، و قال لي : أنني نجوت بأعجوبة من الموت ، لأنه كان من الممكن بضربه العنيف ذلك أن يفجر أو يمزق أحد أعضائي فأتعرض لنزيف داخلي و أموت ، أما من ناحية أمي فهم سيئون لدرجة لا يمكن تصديقها معها ، المرأة التي ربتهم و حمتهم و أحبتهم يكرهونها و يشتمونها و يجبرونها على رعايتهم ، هم بهذا العمر و لا يقبلون أن يعملوا و يقولون لأمي : يجب أن تعملي لنا غصباً عليكِ .

أمي أصبحت ضعيفة و شاحبة و أهلكتها الأمراض و هم لا زالوا يجبرونها على العمل كي يأخذوا من أموال أمي حتى أخر شهقة نفس لها ، و يهددونها بنا نحن البنتين ، حتى أمي أصبحت تتمنى موتهم ، تخيلوا أم تتمنى الموت لأولادها ، فتخيلوا كمية العذاب التي رأته حتى أصبحت تتمنى هذا الشيء ! لا زال هناك الكثير لأحكيه لكنني لن اكتبه لأنني لو كتبت سوئهم على أوراق العالم كله لن تكفيني لذلك ، سأكتفي بهذا القدر ، و أنا آسفه جداً على الإطالة و أشكركم من كل قلبي أنكم قرأتم مشكلتي .

تاريخ النشر : 2020-05-27

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى