أشباح و ارواح

لعنة قصر البارون

بقلم : مريم محمود حلمي – مصر

وهل يوجد اشباح بالقصر حتى الأن
وهل يوجد اشباح بالقصر حتى الأن

من هو “البارون”؟!
ما اللعنة التي حلت به؟؟
وهل يوجد اشباح بالقصر حتى الأن!!؟

“إدوارد إمبان” الملقب بالبارون ، وهو لقب يعني المحارب ، كانوا يطلقونه على الأشخاص الذين قدموا خدمات جليلة لاوطانهم .. وقد حصل “إدوارد إمبان” على اللقب في عصره لإنه كان صاحب مشروعات كبيرة في بلده.

كان رجلا يعشق السفر رغم إعاقته لكنه زار العديد من الدول في جميع انحاء العالم وارتبط كثيرًا بالهند والهنود واُعجب بعاداتهم وارتبط حبه للهند بسبب انه اُصيب بالمرض وكان على وشك الموت ولكن انقذوه الهنود.

عاش وقتًا طويلاً في الهند ثم قرر إنه يذهب الى دولة آخرى، دولة لا تقل عراقة وحضارة عن الهند، فقرر الذهاب إلى مصر ذات التاريخ العظيم و الحضارة العريقة ، وفي الوقت الذي قرر فيه الذهاب إلى مصر كانت مصر تفتتح قناة السويس وكانت جميع الدول تود زيارتها ، وفي لحظة وصوله الى مصر وقع في حُبها و تعلق بها و تمنى إنه يعيش ويموت ويدفن فيها.

وبعد إن قرر العيش في مصر كان لابد أن يبني له قصرًا يليق بمنصبه ومكانته فبحث عن موقع إستراتيجي مميز فعثر علي هضبة وقرر بناء قصره فوقها ، هذه الهضبة التي تحولت بالتدريج إلى أحد أرقى احياء القاهرة وعرفت بأسم هليوبلس مصر الجديدة ، و هو اسم فرعوني يعني مدينة الشمس.

blank
صورة لاحد المعابد الهنودسية .. البارون امبان كان متأثرا بأسلوب العمارة الهندي

ومن شدة حبه وتاثره بالحضارة الهندية قرر انه يبني قصره على الطراز الهندي فجمع بعض أشهر المهندسين في العالم وبني قصره سنة 1911م ، وقتها كل من كان يمر بجانب القصر ينبهر من جماله وتصميمه وحجمه ، وقد اكتملت هذه التحفة المعمارية باختيار الاثاث من كل البلاد ومن اغرب التحف الثمينة والغريبة ، ومنها ساعة كانت تظهر القمر حسب شكله إذا كان بدرًا أو هلالاً ويستدل على درجات الحرارة والوقت بالدقائق والساعات والشهور والسنين وكان ذلك شيئًا مذهلاً بالنسبة لذاك الوقت وايضًا القصر كان يمتلك أشياء غريبة جدًا…
كاللوحات المرعبة التي كانت موجودة على جدرانه والأغرب من ذلك هي غرفة تسمى بالغرفة الوردية أو غرفة المرايا!! وكانت توجد أسفل القصر ، كل جدرانها من جميع الجهات مزينة بالمرايا ، وكان “البارون” يقضي بها وقتًا طويلاً وكان يحذر كل من يقترب من الغرفة لسبب لا يعلمه إلا هو.

بعد فترة من بناء القصر أقام “البارون” أحتفالاً كبيرًا و دعى إليه كبار البلد وكان أولهم وعلى رأسهم السلطان “حسين كامل” الذي انبهر بالقصر وشعر بالغيرة تُجاه “البارون” لإنه لا يملك قصر بفخامة قصر “البارون”..!

ومن هنا بدأت الرسائل تصل “للبارون” من السلطان “حسين” إنه يريد شراء القصر فكان الرفض من “البارون” قاطع وتعرض “البارون” لمضايقات من السلطان “حسين كامل” فقرر أن يعود إلى دولته ولكن ترك القصر مغلقًا لم يبيعه ولم يسمح لأحدً بالدخول..

blank
صورة قديمة للقصر وصورة السلطان او الخديوي حسين كامل الذي كان معجبا بالقصر

بعد وفاة السلطان “حسين” عاد البارون إلى مصر مرة آخرى وفتح قصره وعاش بسلام فيه و بدأ يستمتع بكل لحظة في القصر بدون مضايقات من السلطان، عاش هو وعائلتة في القصر فكان من الطبيعي تكوين علاقات مع الناس ، وتعرفت ابنة “آن” على بنت صديقة لها في القصر المجاور تدعي “سليفيا” كانت “سليفيا” من عبدة الشيطان!!

و ما ان تعرفت “سليفيا” على “آن” حتى أهدتها هدية غريبة من نوعها كانت عبارة عن لوحة صليب مقلوب ومن المعروف أن الصليب المقلوب يستخدم في أعمال السحر وعبدة الشيطان.

اخذت “آن” الهدية وعلقتها في غرفتها ومنذ ذلك الوقت وجميع من في القصر لاحظ التغيرات التي طرأت على شكل وتصرفات “آن” ومعاملتها لهم ، ومن أغرب الأشياء التي كانت تفعلها “آن” انها كانت تجتمع هي و”سليفيا” وأصدقائهم في الغرفة الوردية المصنوعة من الزجاج وكانوا يجلسون بها طويلاً ويستمعون للأغاني ، و كل ذلك يحدث بدون علم “البارون” وغالبًا في وقت غيابه لأنهم كانوا لا يجرؤون أن يدخلوا الغرفة إلا في غيابه ، و كانوا يذبحون الحيوانات خاصة الخفافيش ويلقون بالكتب المقدسة ارضًا ويقفون عليها بأرجلهم او يقرأون الكلام فيها بالمقلوب لتمجيد شيطانهم و كانوا يتعاطون المخدرات و يمارسون العلاقات الشاذة والعلاقات الجماعية وكل هذه أشياء لا يفعلها إلا عبدة الشيطان…

blank
صورة قديمة جدا في باحة القصر .. ربما لزوجة البارون

ولم يمكثوا في أفعالهم طويلا حتى حلت اللعنة عليهم ، فعاشت عائلة “البارون” في جحيم مستمر ، كانت البداية بموت زوجة “البارون” التي ماتت في القصر بطريقه مخيفة وغريبة ،  صعدت الى الدور الأعلى من القصر ثم توقف المصعد في المنتصف وكأن أحدهم اوقفه عنوة فماتت مخنوقة شنقًا، بعدها ماتت اخته التي اُلقيت من نافذة غرفتها على الأرض بطريقة بشعة وتوالت الأحداث بموت 6 من خادمات القصر… و موت اخو “البارون” بالسرداب بطريقة مجهولة! و في كل حادثة لم يستطيع تحديد سبب الوفاة ودائمًا القاتل مجهول.

و عند البحث عن “آن” يجدونها تحاول الأنتحار ودائمًا تفشل قبل وقوع اي شيء ولم يمكث الأمر طويلاً حتى ألقت نفسها من نافذة غرفتها في القصر وهذه المرة ماتت.

بعد هذه الحوادث لم يتبق في القصر غير “البارون” وابنته الصغيرة التي كانت مصابة بشلل الأطفال وحالتها النفسية ازدادت سوء بعد وفاة امها والمعاملة السيئة التي لقتها من والدها “البارون” ثم اُصيبت بمرض نفسي غريب لم يستطيع الأطباء تشخيصه ولم يكن له علاج وبسبب ذلك المرض كانت تظل تبكي طويلاً بدون اي سبب و كانت تصرخ صراخ هستيري ولم يتوقف هذا الصراخ حتى تدخل الغرفة الوردية!! وبعد أن تخرج من الغرفة تتفوه بكلمات غريبة : (صديقي الوفي داخل الغرفة حدثني و طمني عليك)!
و هذا الكلام بناءً على أقاويل الأطباء ، وبعد فترة قصيرة وجدوها مقتولة داخل بئر وعندما اخرجوا جثتها كان الرعب مرسوم على ملامحها كأنها رأت شيئًا مرعبًا قبل موتها…

blank
صورة للقصر من الداخل

عاش “البارون” بمفرده في القصر وكانت كل فترة تأتيه نوبات صرع شديدة ولما أزداد الأمر سافر الى بلجيكا ليتعالج لكنه توفي هناك سنه 1922م ونقل جثمانه من بلجيكا إلى مصر حسب وصيته التي أمر فيها أن يدفن في مصر وبالفعل دفن فيها ، ومن وقت موته إلى وقت قريب جدًا ظل القصر مهجورًا لم يقترب منه أحد…

ومن عدة سنوات بدأت الحكومة في مصر ومسؤولين السياحة بترميم القصر وبالفعل تم ترميمه ليتحول إلى مكان اثري جذب الزوار.

أما عن الاشاعات المتعلقة بما يحدث من امور غريبة داخله فلا يعلم احد حقيقتها، لكن لأن المكان كان مهجورًا من زمن بعيد ظهرت الإشاعات إنه مسكون بالجن والشياطين وكان يسمع البعض بجوار القصر أصوات خارجه منه ويشاهدون أشياء غريبة بالرغم من انه مغلق منذ وقت طويل.

وآخر حادثة حدثت كانت بعد وفاة البارون بـ 60 سنة، أشخاص شاهدوا دخان كثيف خارج من الغرفة الرئيسية بالقصر وبعدها تحول الدخان الى نار مهولة وبدأ القصر في الاشتعال!! وعندما جاءت الشرطة كل شيء عاد الى وضعه الطبيعي بدون دخان ولا نار…!

blank
تم ترميم وتجديد القصر مؤخرا

ومن الأقاويل المنتشرة عند معظم السكان إنه يوجد أشباح تسكن القصر خصوصا أن ناس كتير ماتت فيه ، ومن الأشباح المتأكدين من وجودها في القصر هو شبح زوجة “البارون” وقالوا إنه في وقت موتها طلبت المساعدة من “البارون” لكنه رفض مساعدتها ، وحتى بعد موتها لم تدفن في مقابر العائلة وتم دفنها في الصحراء ، وهناك أقاويل إن الشبح الموجود في القصر هو للمهندس الذي صمم القصر والذي قتله البارون حتى لا يصمم قصر مثله لشخص آخر! ..

طبيعي ان كل هذه القصص عن ما جرى بالقصر خلقت شعورا بالرعب وجعلت الكثيرين يصدقون بأنه مسكون ، فيما يرى اخرون بأنها مجرد خرافات لا اساس لها من الصحة وأن شكل القصر الغريب هو الذي يوحي بهذه القصص والاشاعات .. فما رأيك انت عزيزي القارئ ؟.. هل تصدق بأن القصر مسكون؟ ..

مصادر :

قصر البارون إمبان – ويكيبديا

تاريخ النشر : 2020-06-02

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى