تجارب ومواقف غريبة

قصتي مع المرايا ، وبالأخص تلك المرآة

بقلم : مستشعر بالطرفِ الآخر (Ali_Mohammed) – اليمن
للتواصل : [email protected]

الشخص الذي تعرضه المرآة يشبهني تماماً و لكنه ليس أنا
الشخص الذي تعرضه المرآة يشبهني تماماً و لكنه ليس أنا

 
تبدو عادية تلك المرايا ، لكنها خطيرةٌ جداً  يا أصدقاء ، لم يخطئ الأقدمون قط  بتلك النصائح والتوجيهات بأن عليك أيها الطفل بألّا تنظر إلى المرآة كثيراً أو تقف أمام مرأة لتلهو !.

لماذا ؟ لقد سمعت عن المرايا و رأيت أفلاماً عنها وصور عبر الإنترنت ، ولكن كانت مشاهداتي تلك متأخرة .
باختصار يا أصدقاء ، سأدخل في موضوع القصة ، القصة حدثت في محافظة تعز (جنوب اليمن ) كنت في السنة الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة من العمر وكنت أدرس في مدينة تعز ، وأذهب إلى قريتنا كل أسبوعين ، فهي قريبة المسافة ، بل وأقضي إجازة نصف السنة هناك ، لحبي للريف  وصفاء هواه النقي.
 
في بيتنا الريفي والذي يبعدُ مسافة الساعة والنصف  بالسيارة عن مدينة تعز أشترى أبي مرآة مستطيلة عادية جداً .
الطول 40 سم وأمّا العرض 30 سم ، لكن أمي في اليوم التالي أخرجت تلك المرآة من غرفة النوم إلى غرفة المخزن ، و وضعتها على أحدِ البراميل ،
وهذه أول مرة تقومُ بذلك ، ولقد لمستُ ذلك الحدث ولكن لم أسألها بل فهمتُ لماذا أخرجتها ، بالتأكيد هناك شيء شيطاني ظهر فيها أو إحساس غريب خالجهم منها .
الأهم ، عن نفسي فإنني رأيتُ العجب ، وإليكم الأحداث ، وجميعها في غرفة المخزن ، حيث وضعت المرآة هناك .
 
الحدث الأول :
 
كنت أدخل لغرفة المخزن ليلاً للبحث عن مفكات البراغي لإصلاحِ المولد ، ومن الطبيعي أن آتي إلى أمام أو أمر بجوار تلك المرآة اللعينة ، كذلك من الطبيعي أن تعكس المرآة صورة الجسم الذي يمر أمامها ، وكانت تلك المرآة كذلك ، أي كبقية المرايا ، ولكن مهلاً ! الشخص الذي تعرضه المرآة  يشبهني تماماً ، ولكن أثناء نظري للأسفل ، يبقى ذلك الوقح الذي في المرآة ، منحني الرأسِ مثلي للأسفل بينما عيناه تنظرانِ للأعلى ، صوبي تماماً  بنظرة شر أو خبث ، مصحوبة بابتسامة مخيفة.
 
الحدث الثاني :
 
بينما أفتش في الغرفة عن عدةٍ ما ، قرب إحدى نوافذ الغرفة ، وكانت المرآة على يساري تبعد المتر والنصف تقريباً ، رأيت المرآة لا تظهر أي صورة ! كان سطحها مظلم ، بالرغم أن المنظر أمامها مُضاءٌ بالكامل ، من الفانوس الذي أحمله !.
 
الحدثُ الثالث :
 
أظن أن لا شيءٍ غريب هنا ، حيث لمحتُ سطح المرآة من جهة يساري ، عليه الغبار ، وهذا يعني أن نظري لم يصل إلى الطبقة العاكسة ، لكن في الرابعة .
 
الحدث الرابع :
 
كمثل الحدث الثالث ، المرآة على البرميل من جهة يساري ، وأنا أنظرُ أمامي ولكنني أستطيعُ رؤيتها كالعادة من طرفِ عيني ، ولكن يجب أن تعلم أيها القارئ الكريم أن هذه المرة  كانت الغرفة مضاءة بالمصباحِ الكهربائي الرائع ، أما التيار الكهربي فكان يأتي من أفضل مولدات الكهرباء اليابانيّة الصنع ، ( YAMAHA) ، حيث كان لدينا مولدين إثنين ، فماذا حدث ؟.

كان لا بد من أن أرى سطح المرآة (الزجاج) فقط ، أما في حالة ابتعادي عن الجدار للوراء ، فسأتمكن من رؤية ما تعكسه المرآة ، كما حدث في المرة الثالثة ، ولكن المفاجأة اختفى زجاجُ المرآة ولم يبقى إلا الإطار ، ولكن  بدلاً من رؤيتي زجاج (المرآة)  رأيتُ نفقاً بموازاة إطار المرآة وكانت بطانته ( أي النفق ) سوداء اللون ، و يبدو عليها بروزات سوداء أو ما شابه ، كأنه يشبه النظر في منظار يدوي معكوس ، حيث أنه يشبه السواد الجانبي على المؤدي إلى العدسة العينية البعيدة ، ( في حالة النظر بطريقة عكسية في المنظار) ،

وبمعنى آخر  لقد تحوّلتِ المرآةُ إلى باب له إطار خشبي ، والعجيب أن المرآة مستندةٌ على الجدار أي أنها في وضعية مائلة ولا أدري حينها من ما الذي كان ورائها ، وبالطبع هو كما هو ، لكن الأمر العجيب الذي أحدثكم عنه ، أنه بالنظر إلى المرآة ، ترى المرآة أصبحت باباً ،  و باباً مفتوحاً ، لدهليز ، لنفق ، لمدخل ،، إلخ …..

أذهلني ما رأيت بل وأصبتُ بالخوفِ الشديد ، ولكنني متعودٌ على ذلك أو بالأحرى على تلك المواقف حيث أنني كيّفتُ نفسي بالاعتياد على التوقعات بمصادفة المواقفِ المرعبة .
 
 
باختصار شديد ، وقبل هذا للتذكير :
 
أولاً:
الغرفة هي غرفة المخزن ، والمرآة هي تلك المستطيلة المستقلة ذات الإطار الخشبي الأحمرِ اللون ( طول 40سم × عرض 30سم ).
 
ثانياً : موضع المرآة هذه المرة أنها على الأرض مركونة إلى أحدِ البراميل وسط الغرفة .
 
ثالثاً : موقعي هو جلوسي الأرض في وسط الغرفة  مستدبراً الشرق .
 
والآن إلى الأحداثِ السريعة .
 
الأول :
 
أجلسُ على أرضية الغرفة لإصلاح مسجلة ، والمرأة إلى يميني  لكني مبتعداً حيث أنها إلى الأمام مني على بعد 80 سم ، تظهر المرآة للأشياء التي كانت على اليسار ، من عفش وأكياس ، وأدوات إلخ ……

ولكن المنظر التي تظهره  بصفاءٍ شديد ونقاء و وضوح في الضوء ، رغم أن ذلك المنظر كله  يقع في الظل ، وشباك يعلو تلك الأغراض من جهة الجنوب ، وكان من المفترض أن تكون رؤية تلك الأشياء عبر المرآة ضعيفة ( أي الصورة المنعكسة كان لها أن لا تكونُ كذلك ، من صفاء و وضوح ) .
 
 الثاني:
 
كنتُ مقترباً من المرآة بل إنني أمامها نوعاً ما ، وهي بالطبعِ عن يميني ، وكانت تعكس صورتي التي أستطيع أن ألمحها بطرفِ عيني .
ولكن الشخص الذي في المرآة ، لا يبدو بنفسِ الوضعية التي أنا عليها ! كما أنه بطئيُ الحركة ، لا يجاريني في الحركات !.
 
الثالث :
 
وكما في الحدثِ الثاني ، الشخص الذي في المرآة  يماثلني في الوضعية ، كما يبدو ، ولكنه ينظر إلى الأعلى ( أو مستوى أفقي)  ، بينما أنا أنظرُ إلى الأسفل !.
 
الرابع :
 
الشخص الذي في المرآة ، يجلس على رجليه مثلي تماماً  ، ولكن اتجاهه صوب الجنوب الشرقي  بينما أنا صوب الشمال الغربي .
 
الخامس :
 
الشخص الذي في المرآة ، لستُ  أنا ، كيف ؟
شخصٌ آخر تماماً ، كل شيءٍ مختلف من بشرة ولباس وحجم وعُمر ، وصفات … إلخ .
 
وهنا يا إخوتي لم يتبقى سوى الحدثين النقيضين ( أو الحدثان المتناقضان ) ..
وهما أنني بقربِ المرآة وأجلسُ أمامها وهي إلى يميني .
 
فالأول : المفترض أن تعكس المرآة صورتي ، أي أن تُظهر المرآة منظراً لي ، ولكنها لم تفعل ! أما الثاني : فالمفترض أن لا تُظهر المرآة صورة لي ، حيث أنني أجلس مبتعداً عنها إلى الشرق ، ولكنها فعلت !.
 
الخلاصة في الحدثين :
 
فالأول : من الدهشة : أن تكون المرآة على مسافة منك و أنت مبتعداً عنها بمحاذاة الجانب ، ولكنك ترى نفسك في المرآة .
 
والثاني : موقفٌ مرعبٌ ، عندما تقف أمام مرآة ، ولكنك لا ترى نفسك فيها .
وشكراً لكم جمعياً ،  مع أطيب الأمنيات بالتوفيق والنجاح  .
 

تاريخ النشر : 2020-06-06

guest
56 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى