تجارب ومواقف غريبة

من تجاربي مع الطرفِ الآخر – الخساسة

بقلم : مستشعر بالطرفِ الآخر (Ali_Mohammed) – Yemen
للتواصل : [email protected]

عينيه يشوبها اللون الأصفر
عينيه يشوبها اللون الأصفر

أربعُ قصصٍ قصيرة (أقصوصة) .. بل ثلاث بعد أن فصلتُ إحداها .. حاولتُ تلخيصها من المواقفِ التي شهدتها في حياتي بل طيلة حياتي ، سأخبركم بها أعزائي مستخدماً أسلوب المخاطب واعذروني عن بعض التفاصيل التي لم أوردها ..

الأولى :

وأنت على عجلةٍ من أمرك في أحد الشوارعِ ليلاً وما زالت الشوارع حيّة يلفت انتباهك سماع صوتٍ من الطرف المقابل لك ،  لصبيٍّ في الثانية عشر من العمر ينادي على شخصٍ ما بنداءات الحذر فتلتفت إليه وهو على اليمين .. ثم في تلك اللحظة أحدهم تصطدم يده اليسرى بيدك اليسرى بقوة! وبسرعة تنتبه إليه وقد ابتعد عنك سبعة أمتار! ، وهو ما زال يجري ناظراً إليك وعليه ضحكة .. شكله يبدو كأنه من المعاقين ذهنياً بعض الشيء! ..

لكنك تتساءل حينها أو بعدها متى اقترب منك ذلك الشخص؟ ، لماذا لم تسمع صوتَ الأقدام؟ مع أنها صوت أقدامٍ لشخصٍ يركض بسرعة! .. ومن ذاك الصبي الذي لفت انتباهك في وسط الشارع؟ ، كيف اختفى واختفت النداءات؟ .. ألم تكن تلك الحادثة طبيعية وأنه حادثٌ عرضي؟ ، لكن عقلك يطلبُ منك بأن تعيد النظر في تلك الحادثة .. بل كل الحوادثِ المشابهة! والتي نفهمها جميعاً بأنها عرضية ، طبيعية ، بديهية ..إلخ بينما ليس كل شيءٍ محتمل أن يحدث في حياتنا كبشر يعتبر طبيعياً! ، فالخسسة من الطرفِ الآخر يستغلون مثل تلك المواقف العرضية ..

لقد حدثَ ذلك معي مراتٍ عديدةٍ في حياتي .. في المدن والأسواقِ المكتظة من تصادمات خفيفة أو لمسات بسيطة بالكتف أو الرجل أو اليد! ، وما ذكرته هنا هو لآخر حادثتين فقط لفتتا انتباهي بشدة نحو الأذي الذي تعرضتُ له .. كانتا -تلك الحادثتين- في أحدِ شوارعِ صنعاء في الربعِ الأخير من العام المنصرم عام 2019 ، فالأولى ما ذكرته آنفاً أما الثانية فبعدها بثلاثةِ أيام وفي نفسِ الموضع والوقت ولكنه فتىً في الثامنةِ عشر من العمر .. لم تتضح ملامحه ولا ملابسه ، سرعته كبيرة! ومع ذلك ظننته من المعارف وأنه أراد الهروب مني كي لا أوبخه بشدة .. فلما أدرتُ ظهري لأتبعه أو على الأقل أعرف من هو إذا به يختفى مستغلاً بعض الظلام أمام إحدى البنايات قيدِ الإنشاء ..

الثاني: 

وأنت في أحدِ الأسواق المكتظة وبالأخص سوق القات بينما تقف أمام أحدِ البائعين منزعجاً بعض الشيء من محاورة البائعين ، وازدحامِ المشترين ومن أشعة الشمسِ الحارقة وأنت على ذلك الحال يزداد انزعاجك أكثر! .. فترفع نظرك وتلتفت فترى أن عيناك تستقران على عينين تنظران إليك بحدة لشخصٍ يقفُ في وسط الرصيف ، كما يبدو بأن الناس من الذين بجوارك وبجواره لا يرونه إطلاقاً! .. ولا يوجد شيءٌ يشوبُه من أنه مختلفٌ عن البشر! سوى أنَّ عينيه يشوبها .. يشوبها ماذا؟ لونٌ أصفر! ..

حدثَ ذلك معي مراتٍ عديدة لكن ما ذكرته هنا فهو للمواقف التي لم تقع عليها عيناي صدفة وهي هنا مرتان أتذكرهما جيداً! ، وكان ذلك خلال الفترة ما بين عام 2007 و عام 2013 .. كانتا داخل سوقِ القات في صنعاء ولا أريد ذكر اسم السوق! ، مع ملاحظة هامة وهي أن أسواق القات مناسبة بسبب ازدحام الناس! .. والآن ، هل هم من الخسَسَة أم ماذا؟ .. إنهم لم يؤذونني سوى بالتحديقِ إليّ أو بالأحرى إلى عينيي؟ لكن لماذا؟ لماذا يفعلون ذلك؟ ..

الثالثة:

لا أراه مرعباً من وجهة نظري! ، فهو موقفٌ مغضبٌ لي! ولكنني أُعيبُ الأنانية .. لذلك سأورده في قصةٍ منفصلة ملحقة بهذا المقال المتواضع تحت عنوان ” من تجاربي مع الطرفِ الآخر – الخسيسُ الذي أغضبني ” ، لأنَّ هناك من يريد أن يتثقفُ في العالم الآخر .. عالمُ الماورائيات .. عالمُ الجن والأشباح ..إلخ

الرابع والأخير في المقال .. ” موقفٌ مرعب ” 

وأنت تسكن في الطابقِ الأرضي بداخل شقة تتألفُ من غرفةٍ واحدة وصالة وحمام في بناية تتألفُ من طابقين ، وكل طابقٍ مكون من شقتين وأنت لستَ غريباً في تلك البناية حيثُ أنها ملكاً لجدك من أمك وإخوانه .. تخرجُ من الغرفة إلى الزقاق منزعجاً منتظراً أحدهم يخرجُ من الحمام حيثُ أنك على عجل! ، وإذا بشيءٍ عجيبٍ جداً شيءٌ مرتفع عن الأرض بمسافة اربعين سنتيمتراً تقريباً وبطول قامة إنسان متوسط ولكنه لا يمتُّ إلى الإنسانِ أو الحيوان أو النبات بأي شبهٍ كان! .. جسمٌ متحرك شبه مستطيل يتألفُ من الزجاج مع اهتزازاتٍ له أثناء الحركة قادماً نحوك ثم تسرعُ في الدخول إلى غرفتك مرعوباً بشدة! ..

حدثَ ذلك معي في السنة الثانية من دراستي في الجامعة عام 1997م في مدينة تَعِـــز! ، ما ذاك الشيء يا صديقي؟ .. لا شكَّ بأنه أحدُ الخَسَسَة من الطرفِ الآخر! ..

أكتفي بهذا القدر! وشكراً لكم ولكل رواد ومشرفي الموقع .. موقعنا المفضل ” كابوس ” ..

تاريخ النشر : 2020-06-10

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى