أدب الرعب والعام

في عيناي ودقٌ لا يجف

بقلم : حمرة الغسق

قد خنقتني غصة آلمت حلقي ، وأرقت مخدعي ، ثم لم أنبس ببنت شفة
قد خنقتني غصة آلمت حلقي ، وأرقت مخدعي ، ثم لم أنبس ببنت شفة

 
(مذكرة) 2015 م
 
“هكذا قطع أوتار قلبي لتنطلق مني أقوى صرخة ألم وقهر….”
 
على أريكة قرمزية جلست بينما أداعب شعري ، غصت آنذاك في أحشاء الشبكة العنكبوتية بملل ، بعينين حزينتين قد توشحتا الدمع ، حملقت في شريط الفيديو واضعة كفا يداي على فمي ، سكتت ولم أنبس ببنت شفة للمرة الثانية.
[ هذا مضحك جداً ]
علق sami_1234
[ يبدو أنها هربت من الحظيرة ! ]
علقت Sarah.dina
[ لا أصدق وجود هذه المخلوقات بيننا ، عليها الانتحار ]
علق Farid_tarq
 
………………………………………….
في أحد الأيام وصلتني رسالة من شاب وسيم أشقر ، وقد سألني بلطف عن صحتي وأخبار دراستي ؟ كنت سعيدة جدًا ولم أكن أصدق ما يحدث لي ، في النهاية تبين أنه يعرفني وأخذ أسم حسابي من زميلاتي ، علماً أنه يدرس بنفس مدرستي ، لقد أراد مصادقتي وأنا بدوري قبلت طلبه بحرارة.
 
كنا نلتقي بعد الدوام و في فترات الراحة ، بدأت أثق به وأسرد له ما مررت به في حياتي ، فعلاً كان بئر أسراري !.
 
أحيانا كنت أكسر الكراسي أو أي شيء عند الجلوس عليه و أعامل بأبشع الأساليب ويتم التنمر علي من طرف الجميع ، لكنني لم أكن أهتم ، نعم لم أعد أهتم فهنالك من يقف بجانبي الأن.
قررت الاعتناء بنفسي لأثير إعجابه وكان الهدف إنقاص وزني ، نصحني أحد الأطباء بإجراء عملية ربط المعدة ، حيث يتم وضع نوع من حزام مخصص حول الجزء العلوي من المعدة من خلال منظار دون الحاجة لشق البطن وبالتالي فإن هذه التقنية تبقي على ممر صغير لمرور الطعام ببطء نحو القسم السفلي ، ما يقلل نسبة الطعام الكبيرة التي يستطيع تناولها المريض.
 
تمت العملية بنجاح لكن حسب علمي فإنها تحتاج لحمية ماء في الشهر الأول ، بعدها شهر آخر من شرب الماء المضاف إليه ملح أو غلوكوز، لكن جل ما أخبرني الطبيب أنه علي تقليل أكلي فقط !.
 
وها أنا قد خسرت 10 كيلوغرامات في 3 أشهر ، لكن للأسف لم يؤثر في كتلتي كثيراً ، إذ يجب علي خسارة الكثير والكثير !.
 
و في نهاية العام الدراسي ، و في حفلة التخرج بالضبط ، كنت قد ارتديت ثوباً أحمر ، وأنا أشك في أن الخياط قد قام بخياطة فستانين معاً في فستان واحد ليناسب جسمي ! قاطع شرودي صوت مألوف ، كان ذلك الشاب الملاك الذي أسر قلبي ، أمسك بالميكروفون قائلاً “سيداتي سادتي ، بمناسبة حفل تخرجنا الرائع جئت لكم بمفاجأة ستبقى راسخة في أذهانكم ” صمت قليلاً وابتسم غامزا لي ثم استطرد “[ إسم الفتاة الكامل ] كنتِ البهيمة التي لطالما تمنيت وضع متاعي فوقها ، كنتِ البقرة التي لطالما رأيتها في إعلانات الحليب ، كنتِ أبشع من أي كابوس رأيته في حياتي”.
 
تعالت الضحكات والسخريات علي وقد خنقتني غصة آلمت حلقي ، وأرقت مخدعي ، ثم لم أنبس ببنت شفة.
 
في اليوم التالي قد حدث ما حدث ، وانتشرت حادثة الحفل في فيديو
على الأنترنت وصورتي البشعة وكل ما قاله ذلك المخادع بالتفصيل ، علمت فيما بعد أنه قد قام برهان مع أصدقائه لمصاحبتي طوال هذا العام الدراسي ، وقد زاد الطين بلة رؤيتي للسخرية في التعليقات.
 
هكذا قطع أوتار قلبي لتنطلق مني أقوى صرخة ألم و قهر.
 
فتحت الثلاجة وأكلت بنهم وشراهة إلى أن بدأت الحلقة بالضغط على معدتها واستمرت بالتقيؤ لساعات حتى كُسرت الحلقة و تزحلقت إلى حوضها مسببة لها جلطة في أحد الأوردة.
 
تم نقلها للمستشفى وهي في حالة حرجة.
[ آسف سيدتي…فقدنا المريضة ]
قالها الطبيب بينما طلب من أحدى الممرضات إعطاء أمها مسكناً أو مخدراً.
 
هكذا خطف ريب المنون روح تلك البريئة على حين غرة ولم يترك لأمها مجالاً لتوديعها ، كيف تسول لهم أنفسهم وتزين لهم هذا الفعل لأجل بعض من المتعة ؟.
 
قال تعالى : ” وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ” صدق الله العظيم
 
هذه القصة رسالة لكل متنمر، لكل من يسخر من خلق الرحمن ، لكل من حطم قلباً وترك فيه جرحاً لا يندمل.

النهاية ……

 
ملاحظة : القصة حقيقية لكن تم تغيير أسماء الأشخاص وبعض الأحداث و إعادة كتابتها بأسلوبي الشخصي.
 

تاريخ النشر : 2020-06-15

guest
11 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى