تجارب ومواقف غريبة

رعب المواقف المحرجة

بقلم : أبو عدي – اليمن

لا زلت إلى اليوم أشعر بالحرج منها كلما رأيتها.
لا زلت إلى اليوم أشعر بالحرج منها كلما رأيتها.

مرحباً بك أيها القارئ الكابوسي الرائع ، هل سبق وحدث لك موقف مرعب وفي نفس الوقت محرج أيضاً ؟ هل تمنيت أن تنشق الأرض و تبتلعك في لحظة فعلت فيها تصرفاً محرجاً وأن يعود بك الزمن إلى الوراء ؟ لا تقلق يا عزيزي فالملايين في هذا العالم قد مروا بالتأكيد بمواقف مثل هذه بما فيهم صاحب المقال الذي تقرأه الأن (أنا طبعاً ) .
وسأذكر بعض من هذه المواقف التي مررت بها في حياتي والتي جمعت بين الرعب والإحراج.
في المقبرة ليلاً:

في احدى الليالي وبينما كنت أسمر مع أبناء قريتي في أحد منازل القرية جاءنا أتصال بخبر مفاده أن أحد أبناء القرية توفي في مستشفى في المدينة وطلبوا منا تجهيز قبر لكي يتم الدفن في الصباح الساعة العاشرة ، كان الليل حينها قد انتصف وبعد كلام وأخذ ورد قررنا أن نقوم بحفر القبر ليلاً فلا يأتي الصباح إلا وهو جاهز ، وكنت أنا الذي أصريت على هذا الرأي ( لا أخفي عنك عزيزي القارئ أنني أحب الظهور ، فشخره يعني ) والذين جاءوا معي أتو مرغمين وكارهين وكنا كلنا ثلاثة ،

المهم ذهبنا للمقبرة ومعنا المصابيح اليدوية القديمة وبدأنا في حفر القبر فلما تعمقنا في الحفر قليلاً ، قالوا : يجب أن يظل واحد فقط يحفر ويملئ لنا الزنابيل (أوعيه كبيرة) بالتراب ونحن نأخذها منه وعندما يتعب ينزل آخر بدله ، كنت أول من نزل وكانت أول مرة فيها أحفر قبراً ، توقفت قليلاً وقلت في نفسي : القبر ما زل قصيراً سأطيله قليلاً ، و بدأت أحفر في الجنب حتى توسعت إلى القبر المجاور للقبر الذي أحفره و أنا لا أعلم ، واستمريت في الحفر وأصحابي يضيئون لي بالمصابيح حتى كانت الضربة الأخيرة التي هدمت ما تبقى من جدار التراب الذي بين القبرين وسقطت ودخلت يداي مع المعول إلى فوق القبر الثاني ،

لم يهمني الرضوض التي تعرضت لها يداي وذراعي ولكنني أحسست بقماش تحت يدي و أشياء لم يكد مخي يكتشف أنها عظام حتى صحت صيحة أيقظت الموتى في قبورهم ، فزع أصحابي لما سمعوا صيحتي و ألقوا المصابيح وهربوا ، وظللت أصرخ وأصرخ وأحاول الطلوع من الحفرة لكن رجلاي شُلت تماماً ، حتى هدأت قليلاً واستجمعت ما بقي لدي من قوة واستطعت الخروج من القبر ، ذهبت للبيت ولم أحضر الجنازة ولا الدفن ولا حتى العزاء بسبب الحرج الشديد الذي كنت أشعر به خصوصاً أنني من أصريت على أن نحفر القبر ليلاً وكنت أقول : أنتم جبناء وعيب علينا أن يأتي الصباح ولم نقم بحفر القبر ، وعندما قبلوا رأيي أحسست بنشوة وكأنني محمد الفاتح حين فتح القسطنطينية.

أنا وعمتي والكيس :

في إحدى المرات وبينما كنا في زيارة لعمتي في قريتها ، وكان أهل القرية ينامون في أكياس كبيرة نسميها شوالات تغطي الواحد من رأسه إلى قدميه وكأنه مومياء ، في الليلة الأولى وبينما كنت نائماً داخل الكيس جاء أبن عمتي يمزح معي وقام بركلي عدة مرات و أنا داخل الكيس ثم هرب ، قررت في الليلة الثانية أن أنتقم منه ودخلت لغرفته و رأيت الكيس وظللت أركله بكل قوة وحقد ، ولكن مهلاً هذا ليس صوت أبن عمتي ! توقفت قليلاً و ما لبث الذي داخل الكيس أن أزاحه قليلاً وظهر رأسه وكانت عمتي ( يا نهار أسود) وهي تصرخ : ماذا تفعل أيها المجنون! في تلك اللحظة أسود وجهي تماماً وتصببت عرقاً من كل شعرة وجلست أتحدث بكلمات ولغة غير مفهومة ، بالكاد نطقت وأخبرتها أن أبنها فعل بي هكذا و أنا أردت الانتقام ولم أعلم أنه انتي ، ثم أجهشت ببكاء غبي ، ضحكت عمتي وتفهمت الموضوع وقالت : لا عليك أبداً ، بعدها خرجت من الغرفة أنا أفكر في قتل أبن عمتي.

آخر موقف عزيزي القارئ حدث في بيتنا وكان أثناء زيارة بعض الأقارب لنا ، استيقظت في منتصف الليل أريد الذهاب إلى الحمام -أكرمك الله- وكان البيت ظلاماً و أنا كنت معتاداً أن أذهب إليه ثم أرجع في الظلام بدون أن أضئ الصالة أو حتى الحمام ، في تلك اللحظة كانت أبنة خالي والتي تكبرني بعامين تستعد للخروج من الحمام بعد أن أطفأت ضوءه ، كنت أمشي و أنا شبه نائم ولم أعلم أنها هناك ، في نفس لحظة خروجها من الحمام مددت يدي لأفتح الباب وإذا بي أمسك كتفها ، هي صاحت بقوة وأنا ارتعبت وصحت أيضاً وظللنا هكذا أنا ممسك بها وأصيح وهي تصيح حتى خرج أبي بسرعة وأضاء البيت ليراني ممسك بابنة خالي ونحن الاثنان نصيح ، كان هذا كفيلاً بأن يصفعني صفعة هربت بعدها لغرفتي وأغلقت الباب على نفسي ولم أذهب حتى للحمام لقضاء حاجتي ، فهم والدي ما حدث من ابنة خالي التي لا زلت إلى اليوم أشعر بالحرج منها كلما رأيتها.

كانت هذه بعض المواقف المرعبة والمحرجة التي تعرضت لها عزيزي القارئ ، ولا أخفي عنك أن هناك مواقف أشد إحراجاً لدرجة أنني أفكر أحياناً وأقول لنفسي هل سأقرأ هذه المواقف في صحيفتي يوم القيامة (تفكير ذكي صح) تحياتي لكل الكابوسيين.
 

تاريخ النشر : 2020-06-19

guest
62 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى