تجارب من واقع الحياة

حُرمت من أعز ما أملك

بقلم : رحاب – الجزائر

أنها لا تستحق أن تكون أمي لكنني سامحتها حقاً
أنها لا تستحق أن تكون أمي لكنني سامحتها حقاً

 
أهلاً يا رواد موقع كابوس ، كيف حالكم ؟ أتمنى أن تكونوا بخير ، أتمنى منكم أن تركزوا معي لأن قصتي حقاً معقدة قليلاً ، و حقاً أموت في الدقيقة ألف مرة ، دعوني أعرّفكم بنفسي ، أنا رحاب من الجزائر ، عمري 19 سنة ، كبرت و ترعرعت في أحضان أب حنون و شاركته جدتي الطيبة في تربيتي ، عشت طفولة سعيدة بالرغم من أنه لم يكن لي أم ، فقد حكت لي جدتي عن وفاة أمي ، كبرت و أنا أحلم أن أكون طبيبة لأعالج الفقراء بالمجان . 

كانت حياتي جد جميلة ، لم أبكي فيها قهراً أبداً ، حتى أتى ذلك أليوم المشؤوم يوم سقطت في المدرسة و كان عمري  12 سنة ، أخذوني للمستشفى لأتفاجأ أنني مصابة بسرطان الدم ، ربما تلك اللحظة كانت من أصعب اللحظات التي مرت في حياتي ، قام أبي بإخراجي من المدرسة و أخذني في رحلة علاج طويلة ، بدأ جسدي يضعف من العلاج الكيمائي و أصبحت حياتي عبارة عن ألم ، كل يوم تزداد مرارة الحياة علي ، لكن رغم كل ذلك لم استسلم ، كنت دائماً أقول : نعم استطيع فعلها ، بل حتى الأطباء تفاجئوا مني ، كيف لطفلة صغيرة أن تكون بهذه الشجاعة !

مرت الأشهر و بدأت أتحسن ، فبعد 9 أشهر تم أخيراً شفاء جسدي من أخر خلية سرطانية ، عمت الفرحة منزلنا حيث قام جدي بذبح خروف و وزعه على كل المحتاجين ، أبي قرر أن يأخذني أنا و جدتي إلى ولاية سياحية معروفة في بلدنا ، المهم ذهبنا إلى هناك و أمضينا عشرة أيام من الاستجمام في البحر و المناطق الرائعة ، و عند رجوعنا أردنا أن نقوم بزيارة أخرى لمنطقة جبلية في الولاية ، عندها حدث ما ليس فالحسبان تلك اللحظة قلبت حياتي من رأسا على عقب ، كل ما أتذكره هو أن أبي ذهب يجري كالمجنون و لكم رجلا ثم بدأ بالصراخ على زوجته قائلاً لها : ابنتك كانت تموت و أنتِ تمرحين و تعشقين يا عديمة الشفقة و الضمير ، ألا تخافين الله ؟

لم أعلم صراحةً ما حصل حتى رجعنا إلى المنزل و أصبح جدي يوبخ أبي قائلاً له : لقد أخبرتك أن تنسى موضوعها و أن تخبر ابنتك الحقيقة ، الأن كل شيء انفضح ، أتمنى أن تجد توضيحا لإبنتك ، هنا اكتشفت أنني لست يتيمة بل أبواي مطلقان ، و أن أمي هي التي أرادت الطلاق و تخلت عني عندما كان عمري ستة اشهر فقط ، أيُعقل هذا ؟ كانت هذه الحقيقة المرة التي أنا الأن أعيش المر بسببها .

حتى و أن أبي كذب علي إلا أنه رباني و أحسن تربيتي لدرجة أنه لم يتزوج حتى أصبح عمري 16 سنة فقط لكي يتفرغ لي أنا فقط ، مشكلتي يا سادة أن أبي منعني من التواصل مع أمي فقطع عني أية وسيلة ، بل اصبح يهددني إذا ذهبت عندها أو حتى تحدثت معها سوف يستعمل نفوذه لكي يدخلها السجن ، ليس هذا فقط بل كل مرة يقول لي : أنها لا تستحق أن تكون أمي ، لكنني سامحتها حقاً ، أريد فقط أن أحضنها ، أريد فقط أن أشعر أن لي أماً مثل كل الناس ، أن اشعر بحنانها.

أسفة على الإطالة ،أردت فقط أن أفضفض ما في قلبي لأنني حقي أُصبت بالكأبة ، مع تحياتي لكم
 
 

تاريخ النشر : 2020-07-06

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى