أدب الرعب والعام

حب بين الحلم و الحقيقة

 
بقلم : جواهر البيولي – تونس

 

و اخذت اطعنه في مختلف الاماكن في جسده

لا طالما عانيت من العديد من الأمراض النفسية مثل الاضطرابات في النوم (sleeping disorders), شلل النوم (Sleep paralysis), الأرق (insomnia), اضطراب ذو اتجاهين (bipolar) و خاصة الاكتئاب (depression) الذي أدى بي عدة مرات إلى محاولة الانتحار…

و لكن كل هذه الأمراض النفسية التي عانيت منها في فترة مراهقتي كان لها بالغ التأثير السلبي أو الايجابي في قصة الحب التي بيني و بين ابن خالي.

بدأت هذه العلاقة منذ طفولتنا إذ كنا دائما لا نفترق عن بعضنا, كنا دائما نلعب مع بعضنا و نقضي أجمل الأوقات سوية لكن لا اعلم حقا متى بدأت أرى العديد من الأحلام منها الجيدة و منها الأشبه بالكوابيس و الأسوأ من هذا كله إنها لم تبقى فقط مجرد أحلام بل انها تجسدت على ارض الواقع .

إن معظمنا يتمنى ان تصبح احلامه حقيقية و لاسيما انها تتعلق بالشخص الذي نحبه. اذكر جيدا تلك المرة التي راودني حلم حيث جاءني رجل في مكان شبه مهجور و قال لي أنه سوف تتطور العلاقة بيني و بين ابن خالي يوما ما و سنقع في حب بعضنا.

كنت آنذاك صغيرة ربما في التاسعة او العاشرة من عمري و بعدها أيقنت ان ما قاله لي ذلك الرجل في المنام صحيح , تعلقت بابن خالي تعلقا كبيرا و ملحوظا من قبل جميع أسرتنا , و مرت السنوات و أصبحت علاقتنا وطيدة و متينة , و في ذلك الحين كنت ارى احلاما جميلة و تتحقق بعد مدة قصيرة من الزمن .

أصبح أبن خالي يأتي الى منزلنا في الليل خلسة و نقضي الليل مع بعضنا إلى درجة انه أصبح يعاشرني جنسيا و هذا تماما ما كنت اراه في احلامي أي إنني سأفقد عذريتي على يديه في سن الخامسة عشرة و الأسوأ من ذلك إني سوف احمل منه و سألد فتاة و سوف تتغير حياتي كلها .

بعد سنوات تغير معي و أصبح لا يعيرني اي اهتمام , و سرعان ما أصبح يخونني مع العديد من الفتيات , شعرت بالقهر و اني عديمة الفائدة لأني كنت اشاهده و هو يفلت من بين يدي و لن يعود مجددا , و لذلك ادركت اهمية ان أنجب مولودا يجعله يتعلق بي اكثر و يتزوجني بالرغم عنه , بيد ان كل تجاربي باءت بالفشل , كان أغلى ما املكه في حياتي لأنه الوحيد الذي أراني الجانب المشرق للحياة و المعنى الحقيقي للحب الذي أضفى على حياتي البائسة جرعة من الأمل أنارت كل الأماكن المقفرة في قلبي , و لهذا كان يصعب علي التخلي عنه بهذه السهولة , و كنت اعتبر ان الانتحار في هذه الحالة سيكون ضعفا , وسوف اتركه لباقي البنات , لم اكن اريد ان تأخذ مكاني في قلبه أي فتاة اخرى .

بعد يومين حدث ما لم يكن في الحسبان , اذ قمت بدعوته للمنزل و قررت قتله كي اتخلص من ذلك العذاب الذي اصبحت مأسورة فيه , فتناولت سكينا و طعنته العديد من الطعنات و اخذت اطعنه في مختلف الاماكن في جسده و انا اصرخ و ابكي و كأني دخلت في حالة هيستيرية . و لم افق بما كان يدور من حولي إلا و أنا في مركز الشرطة , و بعد التحقيق الطويل في تلك القضية حكم علي بالسجن عشرين سنة قضيت ما يقارب نصف المدة او اكثر بقليل , و انا إلى الآن غير نادمة على ما أقدمت عليه .. أنا اتذكر تلك اللحظة جيدا .. و بقي ذلك المشهد الدموي في ذهني ..

ومنذ ذلك اليوم و أنا أراه كل ليلة في أحلامي .. في الواقع كان يزورني و يواسيني و يقول لي انه لن يحب أي فتاة غيري إلى الأبد.

 

تاريخ النشر : 2015-04-15

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى