تجارب ومواقف غريبة

صحن الجن

بقلم : عطعوط – اليمن

شعرت أنها قد رأتني وكانت تتجه نحوي مباشرة
شعرت أنها قد رأتني وكانت تتجه نحوي مباشرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

طيّب الله أوقاتكم وأدام عزكم إدارة و رواد موقع كابوس ، بعد التحية تفضلوا بالاطلاع والتعليق سلباً أو إيجاباً على وقائع هذه القصة.

صحن الجن في مأرب : شِعب يشبه الصحن تحيطه جبال مرتفعة بشكل دائري وله مدخل واحد للوادي ، وتنتشر الكهوف على الجبال وتشرف على الشِعب وكأنه ملعب كرة قدم.

يُقال : أنه قصر يتبع أخوال الملكة بلقيس ملكة سباء ، وهم قبيلة من الجن من بني مكشاح أخوال الملكة بلقيس ، يُروى أن الملكة بلقيس أمها من الجن و أبوها من البشر ، وهي ولدت من تزاوج بين الجن والبشر ، وكان لها رِجل يكسوها الشعر تشبه رجل الحمار و كانت فائقة الجمال ، فتزوج بها الملك وكان ظالماً ، فاحتالت علية وقتلته ، ففرح قومها وتوجوها عليهم ملكه بدلاً عن الملك الظالم.

وفي بعض الروايات أنها كانت تملك جناحان تخفيهما تحت الثياب ، وعندما طلبها نبي الله سليمان طارت إليه من مأرب إلى بيت المقدس.  و قابلت سليمان فلم يسمح لها بالعودة إلى اليمن ونفاها إلى كُسمة ، احدى مدن الحبشة فكونت مملك كُسمة.

و يروي الأجداد أن النمر الذي كان يتواجد في مجلس التُبع حسان اليماني وكذلك النمرين الذي كانا يتواجدان في مجلس نجاشي الحبشة ماهن إلا جن من جن صحن الجن مقيدن في خدمة الملكين.ِ

المهم أنه يُروى أن صحن الجن يسكنه الجن و أنها بين حين و أخر تهب اعاصير داخل الشِعب قوية لا تبقي و لا تذر ، و أن الإبل تدخله للرعي فيه وقبل زوال الشمس تفر الابل هاربه منه و هي تثير الغبار خلفها من شدة الفزع وهي تصدر أصوات وعقيق.

وذات يوم دخل هذا الشِعب صاحب إبل يبحث عن إبله الضائعة و كان الوقت منتصف اليل والقمر سامر في كبد السماء والهدوء يسود الشِعب .

قال : أنه كان يشاهد ظلال الأشجار والصخور وكأن الشمس ساطعة من شدة ضوء القمر.

و أنه بحث في أرجاء الشِعب ولم يجد أثر للابل من أقدام أو بعر ، فقفل نحو الخروج من الشِعب ، وعندما كان في منتصف الشِعب سمع صوت عقيق الابل و هيجانها وكان مصدر الصوت الكهوف المطلة على الشِعب الواقعة في رؤوس الجبال المحيطة ، فأوقف سيارته واطفأها ونزل

فلم يسمع شيء ، وعندما أراد ركوب السيارة سمع تدحرج بعض الصخور من المكان الذي سمع منه صوت الإبل ، فاستل بندقيته وتسلق المنحدر باتجاه ضلال الكهوف عله يجد الإبل فيها ، رغم معرفة هذا البدوي المسبقة بأن الابل لا يمكنها الصعود إلى هذا المكان.

 

قال : راودتني الشكوك فقلت ربما يكن هناك سارق صعد بالابل وادخلها الكهف وعقرها فيه.

فصعدت وعندما وصلت قريب الكهف صدر صوت الابل ونحنحتها وتدحرج الأحجار من ناحية الكهف المقابل في الجهة الأخرى .

قال: ظننت ان صدى الصوت خدعني ، فنزلت وتابعت السير وصعدت الجهة الأخرى واستغرق ذلك حوالي ساعة ، فوصلت باب الكهف وكان ضوء القمر يضيء ربع الكهف فلم أرى أثر للابل ، دخلت الكهف فسمعت صرير فتح و أغلاق أبواب ، فخرجت من الكهف مسرعاً ، واختفيت تحت شجرة قُرب الكهف ، فخرج من الكهف اثنان غلاظ الأجساد حتى وصلا باب الكهف ، تكلما بلغة غير مفهومة وكانا شبه عاريين يكسو أجسادهم شعر أبيض ، عاد أحدهم إلى داخل الكهف ثم خرج وبرفقته قط أسود أحمر العينين كأنها شرر ، فتمرغ الأول باب الكهف بالتراب فإذا هو ينتفض ويزول الغبار فتحول إلى نمر مخيف الشكل بأنياب ومخالب تنهش الصخر

، فضاقت بي الأرض من هول ما رأيت وأصابتني القشعريرة وتصلب شعر رأسي ، صاح النمر صوت مفزع أهتز منه الشِعب بتلاله كأنه صحن من نحاس ، ومشى كالبرق باتجاه باب الشِعب وغاب بلمح البصر.

فتمرغ الثاني بالتراب فتحول إلى حداء بقعي ضخمة الجناحين ، فمدت جناحيها فركب القط وطارت به وغابا في السماء.

قال : حمدت الله أنهم لم يشعروا بي ، فهممت بالخروج من تحت الشجرة وكانت عروقي قد تجمدت ولم أقدر على فرد ركبتي ، سمعت صوت فتح باب من داخل الكهف بقيت مكاني فإذ بأمرأة تخرج من الكهف عليها جلباب أسود طويل تجره خلفها ونزلت المنحدر باتجاه قاع الشِعب ، استمريت أراقبها وهي تمشي بخطوات متباعدة وسريعة حتى وصلة جوار السيارة ، دارت حولها وصعدت إلى البودي ، فجأة ثم فرت هاربة من جوار السيارة وعادت صاعدة باتجاه الكهف ،

وعندما كانت تصعد نحوي كانت عيناها تبرق نحوي كأنها شهب تجهر عيناي ، شعرت أنها قد رأتني وكانت تتجه نحوي مباشرة ، صوبت البندق نحوها وضغطت الزناد واطلقت طلقة واحدة ، ضج بها الشِعب بأكمله ، تأكدت أن الرصاصة قد اخترقت جسمها ، كأنه ظل لا روح فيه ، وشاهدت الرصاصة عند ارتطامها في الجانب الأخر من الشِعب و أحدثت لهب كأنها لم تخترق جسم ، شعرت أن هذا الجسم هو خيال لا جسد فيه ، بسرعة عادت باتجاه السيارة و وقفت على مقربة منها ، ثم تمددت على الرمل و ظلت على ما هي عليه دون حركة.

قال : فبقيت مكاني واشتد بي الخوف خصوصاً و أن الرصاصة لم تؤثر فيها ، وبقيت أراقبها وهي لا تتحرك كأنها خرقة مرمية.

قبل بزوغ الفجر سمعت صليل وجلجلة قادمة ، فإذا بالنمر قد أقبل من أسفل الشِعب يسحب بين ذراعيه و فمه جسم ، وعندما اقترب من الكهف وضع هذا باب الكهف فشاهدته أنه رجل في منتصف العمر قد تجرد من ثيابه أثناء السحب .

تمرغ النمر التراب وعاد كهيئته الأولى ، لمحت في الجو الحداء أتت وحطت بجوار الرجل جثة طفل رضيع ونزل القط من فوق جناحيها ، تمرغت الحداء فعادت لشكلها الأول ، تكلم القط وقال : كيف حصلت على هذا الإنسي ؟.

فقال : أثناء مروري جوار بيت هذا الأنسي سمعت زوجته دعت عليه وقالت : لك جني من جن صحن الجن يشلك ، وعند خروجه لقضاء حاجته انقضيت عليه وأحضرته ، فدماغه ومخه وعظامه طعامنا ، و دمه و لحمه طعام فارعه.

فقال: كيف عثرتم على هذا لرضيع ؟.

قال : بينما نحن نحوم فوق دار سمعنا بكاء هذا الطفل فصحت أمه من نومها غضبانه وقالت:

اُسكت لك هامه وقامه تشل جسمك بعظامه ، فدخل القط وكتم أنافسه وسحبه ، وكنت انتظر في ركن البيت فحملتهم وأتيت ، فدمه ولحمه وعظمه طعام فارعة.

وحمله ودخل الكهف ثم سحب الأخر الرجل و أدخله ، أيقنت وقتها بالهلاك فحصنت نفسي بالمعوذات وحوطت روحي بالله من كل هامه وعين لامًه ، خرج أحدهم مفزوع وهو يقول : فارعه فارعه ، ثم خرج القط والأخر يبحثون عنها ، كانت أصواتهم تشبه أصوات الأطفال الصغار ، كانوا يتشممون الأرض مثل الكلاب وتتبعوا أثر أقدام فارعه حتى وصلوا اليها بالقرب من السيارة ، توجهوا نحو السيارة داروا حولها ثم صعدوا فوقها فنزلوا مسرعين فارين كأنهم رأوا شيء افزعهم وأخافهم ،

فحمل الاثنان فارعه بينما القط يمشي أمامهم وصعدوا بها إلى باب الكهف ، فكانوا يقلبونها ويبحثوا عما أصابها ، فعثر القط على مكان دخول الرصاصة فكان يدخل رأسه من ظهرها ويخرجه من بطنها كأنها خرقة مخزوقة ، ثم حملاها و أدخلاها الكهف ، كان شعاع الفجر قد بدأ ، قلت في نفسي : أبدأ بهم قبل أن يبدأوا بي ، فعمرت السلاح وصوبته نحو الكهف

واطلقت أربع رصاصات إلى داخل الكهف حتى عج بالشرر وشم البارود وتداعت الأصوات في الشعب ، صوت الرصاص وصدى الصوت متخلله بأصوات استغاثة غوغاء كأصوات الأطفال في الفصول الابتدائية.

كررت اطلاق الرصاص بين كل حين وأخر حتى لاح الصباح بنوره فظننت أني وُلدت من جديد.

مددت أقدامي بصعوبة ، كانت الحصى قد غرزت في جلد ركبتاي دون أن اشعر من شدة الخوف ، نزلت أترنح إلى أن وصلت السيارة ونظرت فوق السيارة فرأيت دبة صغيرة مليئة بترول احتياط فعرفت أن البترول كان سبب هروبهم ، شغّلت السيارة وتحركت ، خرجت من الشعب و تنفست الصعداء و نسيت أني كنت أبلي واتجهت نحو البيت ، عند وصولي إلى البيت كانت المفاجأة

، لقد كان الطفل أبني والراجل شقيقي ، أوقفت. السيارة و سمعت بكاء وعويل داخل البيت ، طرقت الباب و لم يفتح لي أحد ، دقدقت الشباك لترد علي زوجتي وهي تنحب بالبكاء ، ظننت أنها تبكي على الإبل ، فقلت : لا تخافي ، سأجدهن.

فأجهشت بالبكاء قبل أن تفتح ، وعندما دخلت سالتها : ألم يصحى شماخ ؟ فسقطت وهي تبكي و قالت : لقد مات في الليل وعليك أن تذهب لحفر قبر.

فقلت : كيف حدث هذا ، لم يكن الطفل مريض ؟.

قالت : قضاء الله وقدره.

قال : ذهبت باتجاه منزل أخي كي نذهب نقبر الطفل ، وعند وصولي كان أبنه الأكبر يحمل منجل وعتلة متجه إلى المقبرة ، قلت في نفسي يمكن قد علموا بموت أبني واتو لمساعدتي ، وعندما وصلنا إلى المقبرة قال : يا عم أذهب  أغسل أبي وكفنه.

فكنت حينها مذهول مما يحدث و مرهق مما حدث ، تذكرت ثم قلت : ماذا حدث ؟.

فقال : خرج أبي نصف الليل لغرض الاطمئنان على الماشية و سمعنا صوته صراخه فلحقناه فوجدناه قد مات .

قال : حينها تأكدت أن الطفل و الرجل  الذي أخذهم الجن هما أبني وأخي و أن ذلك انتقام مني لدخولي ديارهم في وقت متأخر من الليل.

ظهر اليوم نفسة أتت الابل إلى المضارب من تلقاء نفسها.

 
السؤال:

1-هل صحن الجن فعلاً قصر من قصور الجن ؟.

2- هل فعلاً حدث تزاوج بين الجن والبشر تمخض عنه ميلاد الملكة بلقيس ملكة سباء ؟.

3- هل الإبل ترى الجن جهرة حتى تفر منها قبل مغيب الشمس ؟.

4- هل الجن خطفوا الطفل والرجل واستبدلوا أجسادهم بجثث أخرى ؟.

5- هل أجسام الجن شفافة لا دم فيها ؟.

6- هل الجن يتصورون بصور السباع والطيور والقطط ؟.

7- هل صحيح أن الجن يخافون من البترول البنزين ؟.

8- هل أصوات الجن تشبه أصوات الأطفال ؟.

تاريخ النشر : 2020-07-09

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى