أدب الرعب والعام

فلتسقط الأقنعة

بقلم : ناهد – مصر
للتواصل : [email protected]

يا للعجب كاد يشيب شعرها من هَوْل ما رأتْ !
يا للعجب كاد يشيب شعرها من هَوْل ما رأتْ !

سين..ألف ..”ساغور”.. سفير أمير النور !
لأُهديكِ الحقيقة ..و إياكِ و الخطيئة !
سأنزع عن الأرض غطاءها لِتنكشف لكِ!
سأسلب القمر نورَه الزائف و أُعيده إلى الشمس !
لِيبقي الليل ليلاً و النهار نهاراً !
سأجرِّد لكِ البشر مِن جلودهم لِتري حقائق أرواحهم!
و لْتفهمي..
و لكن تَذكري .. إياكِ و الخطيئة !
فالخطيئة ذنبٌ.. و الذنب لدي أمير النور لا يُغتفر !
فأمير النور غُفرانه جحيم !
و عذابه أليم !
لأنه كما تدَّعون “شيطانٌ رجيم”!

سأهِبكِ النور ..و أنزع عن عينيكِ غشاء الزيف !
اخرجي انظري إلي عالمكِ الفاني بِعَين الحقيقة !
خرجتْ .. و يا للعجب كاد يشيب شعرها من هَوْل ما رأتْ !
ما هذا ؟ تتجول كل تلك المُسوخ في الشوارع عادةً !.
مهلاً !.
إنَّ ذلك الصوت مألوف !
إنها تعرف صاحبته .. نظرتْ إلى مصدر الصوت و صُعقتْ ! إنها صديقتها ، و لكن منذ متى لها تلك القرون و الحوافر ؟ منذ متى و وجهها مُشوَّه بهذا الشكل ؟ إنها الحقيقة.
تركتها و سارتْ .
لماذا تبدو الأرض كتلةً مِن الحمم عَفنة الرائحة !
لماذا تبدو السماء كَلَيلٍ مظلمٍ رغم سطوع الشمس ؟
لماذا تَغلِب على الهواء رائحة الدماء ؟
إنها الحقيقة .

سارت مذهولة ، ألذلك الحد نحن مخلوقاتٌ شنيعة ؟
نعم ! عندما يتخلى الإنسان عن كل صفةٍ آدمية ، لا يربطه بكلمة إنسان إلا مجرد الشكل الخارجي !.
و بينما هي تسير رأت بشراً عاديين ثيابهم بيضاء أنقياء.
لكنَّ المحافظة على الأبيض في هذا العالم الدامي شبه مستحيلة ! حتماً سيُلطخون بالأحمر القاني أو الأسود الدامي !.
سارت.

ما هذا ؟ صارت كل الأشجار زقوماً و صارت كل الطيور بوماً !.
حتى الشمس صارت قطعةً من الجحيم تحرق كبد السماء ! صارت النجوم في ذلك النهار الليليِّ ندوباً تشوِّه وجه السماء !.
ما هذا العالم ؟ أهذا عالمي ؟.
أتُخفي الأقنعة كل ذلك ؟.
لكن ألستُ منهم ؟ حتماً أنا مثلهم !.
لم تتمالك نفسها و صرختْ ، صرختْ !.
و ثانيةً.

سين..ألف ..”ساغور”.. سفير أمير النور !
– رأيتِ الحقيقة و ارتكبتِ الخطيئة !.
– أيُّ خطيئة ؟.
– صرختِ ، تذمرتِ ! و الصراخ ممنوع.
إلَّا الصراخ المكتوم الذي يُلهب النفس فقط !.
التذمر و الاعتراض محرم !.
هذه أرضكِ حين تصبح الفضيلةُ أكبر الرذائل !
و ترتدي الحقيقة قناعَ الكذب !
و الآن ..عذابكِ أليم !.

شعرتْ بألمِ يفتتُ بجسدها إلى ذَرَّات ! تلتهب روحها ! تخرج أنفاسها حالكة السواد مِن اشتعال نفسها ! يتوغلُ الألم لِيخترق جدران عقلها !.
و فجأةً .
فَلتستيقظي يا فتاة ، أصبحت الساعة الثامنة .

النهاية ……

تاريخ النشر : 2020-07-12

ناهد

مصر
guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى