تجارب ومواقف غريبة

ضريح الاغا خان – مشاهدة حية للسلطان !

بقلم : Mostafa Magdy – مصر

ضريح الاغا خان هو مقبره أثرية تقع على ضفاف نهر النيل أقصى جنوب مصر
ضريح الاغا خان هو مقبره أثرية تقع على ضفاف نهر النيل أقصى جنوب مصر

السلام عليكم رواد وأصدقاء ومتابعي موقع كابوس الأعزاء :
محبي الحكايات القادمة من المناطق الأثرية القديمة ، وأحداثها الغامضة ، وتاريخها المثير ، مدعوون لقراءة هذا المقال:

في البداية من المهم أن تعلمون ما هو ضريح الاغا خان وما هي قصته قبل الدخول في تجربتي المريبة معه ؟ .

ضريح الاغا خان هو مقبره أثرية تقع على ضفاف نهر النيل أقصى جنوب مصر و تخص اغا خان الثالث (السلطان محمد شاه ) والذي كان أحد السياسيين الهنود في ثلاثينيات القرن الماضي ، كان سياسي مسلم يعمل على دعم المسلمين الهنود في كل مكان ، وكل ما يخص مسلمي الهند بوجه عام ، و في خمسينيات القرن الماضي قام الاغا خان بزياره مصر حيث كان له كثير من الأصدقاء والسياسيين الكبار في مصر ، وكان الاغا خان يعاني من مرض الروماتيزم الشديد ولم تشفع له ثرواته الكبيرة لعلاجه ، لدرجة أنه كان لا يستطيع السير فكان ملازماً للكرسي المتحرك ،

فنصحه أحد أصدقائه في مصر بالذهاب لأقصى الجنوب حيث العلاج بالرمال الصحراوية ، وبالفعل ذهب الاغا خان برفقه حاشيته إلى أقصى الجنوب ، وهناك قابل أحد أفقه شيوخ النوبة ، وهي قبيله سمراء شهيرة و تاريخية تسكن الجنوب ، ونصحه هذا الشيخ بدفن كل جسده بالرمال القابعة هناك عدا رأسه و ذلك لمده ٣ ساعات يومياً ولمدة أسبوع ، والغريب أنه تحسن بشكل ملحوظ ! وبالفعل أصبح باستطاعته المشي !

 فرح الاغا خان بشكل هستيري لدرجة أنه طلب من المحافظة شراء هذا المكان ، وبناء مقبره يُدفن فيها هناك فيما بعد ، وبالفعل حدث ذلك وتم بناء المقبرة في تلك المنطقة الرملية و أصبح الضريح باسمه ، وتوفي الاغا خان بعدها بسنوات و دُفن بالفعل بهذا المكان حسب وصيته ، وكذلك زوجته والتي دُفنت إلى جانبه في الضريح .

اعذروني على الإطالة ، ولكن من المهم معرفة قصه الضريح وتاريخه كاملاً حتى ننتقل إلى التجربة بعلم كل التفاصيل التي تخص هذا المعلم الأثري .
والان إلى التجربة :

وكان ذلك منذ بضعه شهور ، حيث أنني كنت أتربص للذهاب إلى هناك حين تتسنى لي الفرصة ، لحبي لكل ما هو قديم و أثري سوى فرعوني أو غير ذلك ، كان ذلك في الشتاء ، اتفقت مع أحد أصدقائي التابعيين لقبيلة النوبة بالذهاب له في هذا اليوم واتفقنا على أن يأخذني في جوله هناك ، فقابلته و أخذتنا الاحاديث والمواقف الغامضة حوله ،

و تجدر الإشارة أنه مزار سياحي نهاري فقط لكن ليلاً ممنوع الاقتراب ! ومن هذا المنطلق اتفقت مع صديقي التابع لقبيلة النوبة لأنني فضولياً كالعادة و فضلت استكشافه ليلاً ، ولن استطيع ذلك إلا بالتسلل مع صديقي هذا فهو سيعلم كيفيه دخوله ليلاً ، أما بالنهار فهو مفتوح للجميع ، و رغم تحذيرات صديقي بأننا في الغالب لن يرحب بنا ليلاً ، فتتعدد القصص الليلية حوله كما روى لي صديقي إلا أنه كعادتي وهي الفضول ثم الفضول ، بعد انتهائنا من واجب الضيافة عند صديقي ، حلت التاسعة مساءً فقال لي : لنذهب ،

وتجدر الإشارة أن هذا الضريح ليلاً دون حراسه أو ما شابه فمعلوم أنه مغلق ليلاً وهو قابع وسط المياه ، أذن فكل شيء مغلق تماماً ، وصلنا بالفعل أنا وصديقي ، وعند صعودنا على سُلم الضريح للأعلى لاحظت تفاصيل غير مفهومة ، لاحظت كميه كبيرة من أرجل الدجاج النيئة المقطعة منتشرة حول السلم ! ، ما الذي أتى بكل هذه الكمية على سلم كهذا ؟ قلنا : ربما حيوان متسلل ما أخذهم إلى هناك ليأكلهم ، لكن و لما لم يأكلهم ؟ وهم متروكين هكذا ؟.

بعد وصولنا إلى نهايه السلم ، أصبحنا أمام مدخل الضريح فقمنا بالدخول ، هدوء وسكون وظلام وأجواء شديده البرودة ، طبعاً أضواء هواتفنا هي ما توجهنا للتفاصيل بالداخل ،

وفجأة  وجدنا رجل جالس على كرسي مرتفع بوضع الملك ، جالس في سكون لا يفعل شيء ، عندما دققنا النظر  لاحظنا أنه وكأنه يبدو أنه جالساً على كرسي متحرك ! مهلاً يبدو أنه الاغا ! سلط صديقي الضوء على الجهة المقابلة  لنجد أمرأة ! ، في نفس الوضعية جالسة ساكنة يديها على أطراف الكرسي ، وبالعودة إلى ناحية جلوس الذي يبدو أنه شبح الاغا ، وجدنا أنه لا وجود لأي شيء ، حتى المرأة بعدها بثوان لا وجود لها ، حتى أنه المقاعد التي كانا يجلسان عليها لا وجود لها ! ، المكان أصبح مختلفاً ! ففي مكان المرأة يوجد حائط ضخماً مرتفعاً ، كذلك مكان الجلوس الجهة المقابلة لا شيء ،

جدار ضخم ويوجد الضريح في المنتصف ، أما الجوانب ففارغه تماماً ، يا للإثارة ! تجدر الإشارة أني عندما دققت في ملامح الرجل الذي كان جالساً على الجانب ، كان ذو شارب كبير بشكل ملحوظ ، مرتدياً بدلة سوداء ، وملامح المرأة فهي شقراء الشعر ، صديقي لم يرد الاستمرار وقال لي : سأخرج هيا ، وبالفعل خرجنا سريعاً وقالي لي عند الخروج : أن من رأيناهم هما الاغا خان و زوجته الفرنسية و التي كانت اقرب زوجاته اليه ،

مكملاً : والدخول هنا في الليل لداخل ضريحه تجعل إمكانيه رؤيته شبه مؤكدة في كثير من المواقف والتجارب ، ولكن ليس بشكل دائم ، ولكن من حسن حظي أنني كنت ممن راؤه ! ثم عدنا إلى منزل صديقي القريب مصراً على مبيتي معه تلك الليلة ، و يبدو أنه بالفعل في تلك الأجواء الصحراوية على ضفاف النيل من الأفضل الرحيل صباحاً ، وبالفعل ذهبت معه ، لكني لم أستطع النوم حتى الصباح من إثارة ما رأيت ، يا له من موقف مثير ومميز ولن أنساه !.

تاريخ النشر : 2020-07-14

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى