تجارب ومواقف غريبة

لحظات اضطرارية انقلبت لمواجهات !

بقلم : Mostafa Magdy – مصر

تظهر بها العروق والشرايين وكأنها مائلة للزرقة
تظهر بها العروق والشرايين وكأنها مائلة للزرقة

السلام عليكم أصدقائي الأعزاء رواد ومتابعي موقع كابوس ..

في هذا المقال سأشارككم تفاصيل من اللحظات ، والظروف الاضطرارية التي قد تطرأ على أحد الأشخاص لكنها انقلبت معي لمواجهات غامضة مريبة! فلنبدأ :

اللحظة الاضطرارية الأولى :

كنت برفقة صديقين لي في رحلة إلى مدينة الإسكندرية ، ورحلتنا كانت عبر الطريق الصحراوي وذلك بحافلة للرحلات وعند الساعة التاسعة مساءً تقريباً توقفت الحافلة عند منطقة استراحات بها كافيتيريا صغيرة لكي يأخذ الركاب قسطاً من الراحة .. نظرت لصديقاي فوجدتهما نائمين فأيقظتهما وقلت لهما “لقد توقفت الحافلة فلننزل لاحتساء شيءٍ ما” ، لكنهما قالا لي “اذهب أنت فنحن متعبان نريد النوم تلك الساعة” .. فنزلت خصوصاً أنني كنت في أشد الحاجة لدخول دورة المياه – أعزكم الله – ، وعند دخولي لتلك الكافيتيريا لاحظت زحاماً شديداً أمام دورات المياه – أعزكم الله – .. يبدو أن كل الركاب حتى ركاب بعض السيارات الأخرى على الطريق كانوا ينتظرون دورهم للدخول ..

لم أستطع انتظار كل هذا العدد فذهبت لأحد العاملين بالكافيتيريا لأسأله عن أي دورة مياه أخرى في الأنحاء فأنا لا أستطيع تحمل الانتظار هنا ، ثم قال لي نعم يوجد أخرى لكنها تقريباً على بعد عشرين متراً ووصف لي مكانها بالتحديد .. لكن المريب في الموضوع أنه في النهاية كان يضحك فتعجبت لكن لم أسأله لماذا يضحك حيث اضطررت للذهاب مع محاولات إسراعي ، وعند دخولي دورة المياه لاحظت أنها تبدو مهجورة لكني لم أنتظر كثيراً ولم أبالي لكونها مهجورةً أم لا .. المهم أن أرتاح فحدث شيءٌ غريب أثناء محاولاتي لغلق الباب حيث أن هناك من يحول بيني وبين غلقه! ، شيءٌ غير عادي أي أن هذا يبدو وكأن أحداً ما يضع يده! فأنا أنظر في كل أنحاء وجوانب الباب لا يبدو أنه توجد مشكلة في غلقه .. إذن ما الأمر ولما لا يُغْلَق الباب حتى تأكدت شكوكي ..

إذ رأيت يداً بيضاءً طويلة بشكلٍ ملحوظ من حيث حجم المعصم! تظهر بها العروق والشرايين وكأنها مائلة للزرقة تتدلى من أعلى الباب! ، لن أنكر أنني فزعت من مشهد تدلي تلك اليد الشاحبة في هذا الحمام .. فشعرت بالقلق رغم كثرة تعرضي للغرائب وفتحت الباب مسرعاً ولايوجد أي شيءٍ بالخارج فقط سكون تام ، ثم خرجت مسرعاً حتى أنني شعرت بأنه لا حاجة لقضاء الحاجة الآن فسأذهب للانتظار في الزحام أفضل وانتظرت طويلاً لكنه بالفعل أفضل من التواجد هناك! .. لم أرد إزعاج صديقاي وإخبارهما بعد عودتي للحافلة وأكملنا رحلتنا ..

اللحظة الاضطرارية الثانية :

كانت خلال فترة الجامعة فذات يوم كان علينا إنجاز مجموعة من الاختبارات المعملية والشفوية في نهاية العام .. هذا الاختبار كان يخص مادة علمية مرتبطة ببروفيسور كنت على خلافٍ معه أثناء الموسم الدراسي ، ويبدو أنه بسبب هذا الخلاف كان متربصاً بي تلك الليلة حيث أنه جعلني الاسم الأخير الممتحن لتلك المادة التي يدرسها هذا البروفيسور .. أي أنه علي الانتظار حتى الساعة العاشرة مساءً تقريباً ، فاضطررت طبعاً للانتظار كي أؤدي الامتحان حتى أن جميع أصدقائي غادروا معتذرين فبعد غد مادة علمية أخرى تحتاج للتركيز والجهد .. بعد الانتظار وإنهاء الامتحان أخيراً كانت الساعة قد أصبحت العاشرة والنصف مساءً ، فترجلت على قدمي حتى خرجت إلى الطريق محاولاً إيجاد أي سيارة .. وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة التي كنت أدرس بها كانت في منطقة بعيدة جداً عن المدن وصحراوية حتى أن المنطقه تسمى منطقة “الصحاري” ، وهي منطقة تضم عدة جامعات على مسافات مختلفة ..

ظللت منتظراً لفترة فأنا غير معتاد على مغادرة الجامعة في هذا الوقت ، فلاحظت مرور السيارات بشكلٍ شديد السرعة ولم يرد أحد الوقوف من سوء حظي .. لكن فجأة لاحظت قدوم شاحنة ضخمة باتجاهي ، يبدو أن سرعتها تقل فتوقفت بالفعل وإذا برجلٍ يقول لي “اصعد يا بني لأقوم بإيصالك” وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنني لا أرى الرجل فالشاحنة عالية جداً .. كنت فقط أسمع صوته وهو يقول لي “اصعد يا بني” فصعدت بالفعل لركوب هذه الشاحنة الضخمة ، تتوقعوا يا ترى ماذا رأيت؟! رأيت طفلاً بعمر الخامسة أو السادسة تقريباً خلف عجلة القيادة! .. شعرت بالصدمة والجنون نعم فصوته كصوت رجل واضح جداً لكن الهيئة كما قلت لكم! ، حاولت النزول لإدراكي ما يحدث لكنه قال لي “سأقوم بإيصالك رغماً عنك”! .. شعرت بالدهشه وأقسم أنني حاولت التماسك قدر المستطاع ، وبقيت صامتاً متظاهراً بالهدوء النفسي ..

لاحظت أنه طيلة فترة قيادته يحدق بي ولا ينظر للطريق وفجأة بعد دقيقتين تقريباً قال لي “انزل هنا في منتصف الطريق” ، وبالفعل نزلت من الشاحنة ولاحظت أنه التف بها وعاد فدققت في شكله مرةً أخرى وراقبته بعد نزولي فالهيئة كما هي طفل في السادسة ولا تقولوا لي أنه طفل عادي فكيف لطفل قيادة شاحنة بتلك الضخامة .. ربما إن كانت سيارة عادية كنا ظننا ذلك رغم ضعف احتمالية هذا الأمر أيضاً ، موقف عابث ومريب! .. بعد ذلك انتظرت كثيراً قرابة النصف ساعة على الطريق حتى مرت سيارة أجرة ، حان وقت العودة للديار أخيراً! ..

ملحوظة :

أنا لست ممسوساً أو ما شابه ، وشخص طبيعي من جميع النواحي النفسية والجسدية والحمد لله .. أمارس حياتي بشكلٍ طبيعي تماماً كأي شخص وأفعل ما يحلو لي .. المقصد أني شخص عادي تماماً وطبيعي ، لكن لا أعلم السبب وراء دخولي في كثير من المجابهات والمواقف والصدف مع كل ما هو مريب وغريب وذلك بدايةً من عمر المراهقة! .. عذراً للإطالة يا إخواني ..

تاريخ النشر : 2020-07-20

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى