طوائف و معتقدات

نهاية العالم: السيناريو المتكرر

بقلم : فؤاد السقا – مصر

نسمع ادعاءات متكررة حول قرب نهاية العالم
نسمع ادعاءات متكررة حول قرب نهاية العالم

في الأونة الأخيرة كثر الحديث عن نهاية العالم خصوصاً مع إرتباطه بزيادةالكوارث الطبيعية وإحتمال تعرض الأرض لضربة نيزك ضخم وما أثير حول نهاية تقويم حضارة المايا عام ٢٠١٢ وأساطير كوكب نيبيرو … مع هذا فإن الحديث عن نهاية العالم ليس جديد بين الناس إذ تكهنت جماعات دينية بحدوثه في الماضي. ومازال البعض يعتقد بأننا نعيش في آخر الزمان وبأن العد التنازلي لنهاية العالم قد بدأ، ونحن على مشارف حدوث معارك رهيبة وحروب
ترافقها أختلالات كونية كارثية تؤدي إلى تدمير الأرض.

مؤخراً تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى نظرية غريبة تفيد بأن نهاية العالم تحديداً في يوم الأحد الموافق ٢١ يونيو ٢٠٢٠، وفقاً لشرح أصحاب هذه النظرية ولا داعي لذكر التفاصيل في هذا الصدد لأنها لا تعنينا في شئ ولا ينتهى العالم حسب زعمهم لكن هذا سيناريو يتكرر من حين لآخر.

يبدو أن الحديث عن نهاية العالم قديم قدم وجود الإنسان على الأرض والسؤال حول النهاية واحد من الأسئلة الكبيرة التى تصدى لها فلاسفة ورياضيون ومنجمون ومدعون على العصور وسعى كثير من المنجمين لتعزيز كلامهم بتفسير كتب دينية والإدعاء بوجود رموز وشفرات لا يحل طلاسمها سوى هم وان لديهم القدرة على إجراء حسابات معقدة توصلهم إلى موعد نهاية العالم، ولايقتصر الأمر على حضارة دون غيرها أو شعب دون الآخر، بل تجد ذات الخرافة القديمة بصيغة جديدة ومختلفة لدى شعوب العالم.

وهناك من يحاول ان يضفي على تلك المقولات صبغة علمية ، هناك مثلا نظرية غير مثبتة
علمياً لكن تم الترويج لها طويلا في أن الشمس ستتضخم وتبتلع كواكبها بعد عدد معين من السنين ، وطبعا وفق هذه النظرية ستحترق الأرض بمن فيها.

ومن الأحداث التاريخية ظهور تنبؤات في العصور الوسطى لم تكن تمر مرور الكرام بل تبث الفزع والهلع في قلوب الناس، لقد ئكر أحد العرافين أن عام 999م هو التاريخ الذي ستحدث فيه الطامة الكبرى، وكان الناس يتوقعون أن يوم الحشر في البيت المقدس لذلك كان عدد الحجاج المتجهون ناحية المشرق في عام999 من الكثرة ما يشبه جيش عرمرم هائم على وجهه، لقد باع معظم هؤلاء الحجاج جميع ما يملكون من حطام الدنيا قبل أن يغادرون أوربا إلى بيت المقدس وأخذو يعيشون على دخل الأراضي المقدسة، لقد أهمل الناس تشييد المباني العامة أو إصلاحها ، فما الداعي إلى ذلك ونهاية العالم أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وكانت النتيجة أن أصاب التلف والدمار الكثير من هذه المنشآت العامة بل وتهدم أغلبها ولم ينج من هذا المصير المفجع الكنائس وبيوت العبادة، لقد إتجه إلى بيت المقدس الأمراء والفرسان ورجال الدين و العبيد في صحبة أولادهم وزوجاتهم ينشدون الأناشيد والترانيم وهم في طريقهم وعيونهم ناظرةإلي السماء في خوف وتضرع ووجل يتوقعون في كل لحظة أن تنفرج السماء
ويهبط منها السيد المسيح، إذن لا تأتى النهاية في القرن العاشر الميلادي توقع الناس من جديد أنها سوف تحين في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر أو بعد ذالك أنها آتية لا محاله وأصبح تعلق الناس بهذه الساعة الأخيرة هو الأمل الثاني لهم بعد التعلق بالحياة.

وأخذ المنجمين في وقت من الأوقات يرسلون الأنباء إلى جميع البلاد معلنين أن نهاية العالم وفناء الجنس البشري سوف يكون في عام 1168م. هذا الحدث الجلل لم يقع وصار يؤجل من وقت لآخر كأنه تمثيلية كبرى تؤجل الحين بعد الحين.

لكن عدم تحقق النبؤات لا يعني أن نهاية العالم لن تحدث ، فقد ذكرت الأديان السماوية أن نهاية العالم هو يوم مشهود آتي لا محاله لكن لا يوجد تاريخ محدد لهذا اليوم ، سيأتي مفاجئا للناس ولن يعلمه إلا الله وحده كما ورد في الآية التالية :

“إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى” – سورة طه – الآية 15.

“يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” – سورة الأعراف – الآية 187.

ورغم ذالك فإن عدة أحاديث لرسول الله محمد ذكرت أحداث وعلامات تسبق هذا اليوم المشهود وهي تصنف كعلامات كبرى وصغرى وتصنف العلامات الكبرى نقاط تحول كبيرة في تاريخ البشرية في الأحداث الكونية وأحداث إستثنائية خارقة للعادة، أما العلامات الصغرى فهي تشير في أغلبها إلى إنهيار إجتماعي في منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية لدى البشر.

وختاما ما رأيك أنت عزيزي القارئ في هذه الإدعاءات التي تراودنا من حين لآخر أيهما أصدق؟

المصادر :

– بعض مواقع الويب
– كتاب. التنبؤ بالغيب قديماً وحديثا. تأليف.د أحمد الشنتناوي

تاريخ النشر : 2020-08-01

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى