النظرة الثاقِبة
أصبحت أميّز أنني في حلم بسبب هذه الحاسة التي لا تحدث لي إلا أثناء منامي |
لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
هناك إمكانيات كثيرة خلقها الله تفوق تصوراتنا ، لكنه لم يهبنا إياها لحكمة ، وسيكشفها لنا ذلك عند الموت ويوم القيامة
تخيل مثلًا لو أنك ترى جميع زوايا الشيئ دون أن تغير اتجاهك ، أو تبصر ما خلفك ، أو تنكشف لك ألوان موجودة في الحياة لا تظهر لغيرك ، فالقط مثلًا اعتاد أن يرى الأشياء باللونين الأبيض والأسود فقط ، إذن هو لا يعرف ماهي الألوان
فإذا وُلِدت أعمى لا يمكنك تصوّر حاسة البصر ، وإذا خُلِقت أصم لن تستطيع تخيّل السمع ، كذلك نعمة التحدث لن تتوقعها وأنت أبكم
هذا مايحدث معي في منامي ، حيث تكون لديّ بصيرة لا تشبه حاسة البصر في الواقع ، بعيدة عن تلك الخاصية التي نتمتع بها في اليقظة ، ففي المنام تكون النظرة ثاقبة ، والبصر أعمق لدرجة يخترق ما خلف الحوائط والحواجز ، فبينما أنا مستلقية في مكاني بآخر البيت ارى ببصري مدخل البيت بكل تفاصيله وكامل المنزل ، وربما أبعد من ذلك وأعمق ، وأرى الطريق بأكمله
إني أشعر فيها وكأن روحي تمشي وتحلق وتذهب أينما تشاء ، ثم تعود لجسدي بكل بساطة
أصبحت أميّز أنني في حلم بسبب هذه الحاسة التي لا تحدث لي إلا أثناء منامي ، وأعرف أن كل شيئ ممكن حدوثه في المنام ، لكن لو كانت كل الأحلام تقريبًا من هذا النوع !!
فهل هذا هو مايسمونه بالإسقاط النجمي ؟
سؤالي ..
هل يحدث هذا مع الجميع ؟
وهل يحدث كثيرًا ؟ أم أنها حالة نادرة ؟
لأن معظم أحلامي كذلك ..!
تاريخ النشر : 2020-08-17