تجارب ومواقف غريبة

ليلة مع جثة مشعوذة

بقلم : أم تيماء – الجزائر
للتواصل : [email protected]

بين الفينة و الأخرى تشعران و كأن الجثة تهتز
بين الفينة و الأخرى تشعران و كأن الجثة تهتز

لا يحلو الكلام إلا بعد الصلاة على النبي و إلقاء السلام.

من منا في صغره لم يكن يحب الاستماع إلى أحاديث الكبار خصوصاً الغريبة منها ، و كم كنت أعشق احاديث جدتي و أخواتها – رحمهن الله جميعاً – و ذات مرة و بينما هن منشغلات في إعداد القهوة و اذا بجدتي تستذكر مع أختها رحمهما الله احدى الحوادث الغريبة حيث تذكرت امرأة تُدعى سكينة ، و كيف كانت ليلة وفاتها.

وكانت سكينة هذه تسكن نفس القرية التي ترعرعت بها جدتي و أهلها ، و كان مشهور عنها بأنها ترد المطلقة و تزوج العانس و تجهض الحامل و العياذ بالله ، و حتى أنها تجمد الماء بنظرة من عينيها ، و أنها آذت الكثير من سكان القرية ، و ذات يوم عُثر عليها ميتة في منزلها ( حيث تمارس شعوذتها) قبيل المغرب ، و لكن لم ترضى أي واحدة بأن تدخل عليها و تغسلها و تكفنها (بحكم أنها تمارس الشرك بالله ) و قالت : أن البعض قال بأنها تابت قبل يومين و رمت كل شيء كانت تمارس به الدجل ،  وأما هذا الموقف احتار رجال القرية لأنها امرأة ولا يجوز أن يتكشف عليها أو يبيت معها رجل.

لذا أرغم إمام القرية زوجته و زوجة أخيه أن تستران بدنها و تقومان بالواجب لوجه الله تعالى و تبيتان مع جثمانها إلى أن يجدو حلاً في الصباح.

ذهبت المرأتان و نفذتا المطلوب ، و لكن بدأت بعض الأحداث الغريبة بالحدوث ، و هي أن المرأتان كلما أشعلتا الشموع لإنارة المكان انطفأت من تلقاء نفسها ( لم تكن هناك كهرباء في ذلك الوقت ) و بين الفينة و الأخرى تشعران و كأن الجثة تهتز ، فتقرأن ما تيسر من القرآن لتخفيا الخوف بداخلهما ، غفت المرأتان و هما جالستان و اذا بهما تصحوان على صوت همهمات غير مفهومة وظلمة حالكة لا يقطعها سوى شعاع من ضوء القمر المكتمل ، و فجأة بدأ المنزل يهتز فظنتا بأنه زلزال ، لكنهما لاحظتا دوران الجثة و ارتفاعها عن الأرض ، فبدأتا بالصراخ وحاولتا فتح الباب ، لكنهما لم تجداه ، و جاء بعض الرجال لسماع الصراخ ولم يستطيعوا فتح الباب ولا النوافذ وكأنها هناك من يصدها من الداخل ،

أغمي على المرأتان و أشتعل المنزل بمن فيه و لم يستطيعوا إخماد النار لهولها ، و بعد تفحم المنزل و انطفاء النار مع آذان الفجر تماماً لم تبق آثار لا للبيت ولا لجثة سكينة و لا المرأتان اللتان باتتا معها ، و فجأة دوى صراخ من أحد الحقول القريبة ، و عندما توجهوا هناك كان الصراخ من المرأتين اللتان باتتا مع الجثمان و كانتا مذعورتين مما رأتا ، و استغرب الكل كيف وصلتا للحقل و لم يستطع أحد إخراجهما و لم يرهما أحد تخرجان ! و ظلت هذه الحادثة كنقطة استفهام للجميع ، حتى المرأتان لا تعلمان ما حدث بعد أغمائهما إلا و هما في الحقل.

كانت تلك السيدتان زوجتا خالي جدتي – رحمهم الله – و هما من حكتا للناس ما حصل داخل المنزل ، وعلى حسب قولها حصلت في الثلاثينات فترة الاحتلال الفرنسي ، حيث لم يكن هناك شيء يمكن به تفسير ما حصل.

فهل يا تُرى هذا عقاب من الله ، أم هو من عمل الشياطين والعياذ بالله ؟ و من اخرج المرأتين من المنزل أثناء الحريق ولم تصابا بأي خدش ؟.
آسفة على الإطالة ولكن بغرض التوضيح لا غير.
 

تاريخ النشر : 2020-08-18

guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى