أغرب تحديات المبارزة في التاريخ – الجزء الأول
كانت المبارزة الوسيلة الوحيدة لتسوية الخلافات بين الأوروبيين |
يعود تاريخ المبارزة إلى عصور غابرة منذ استخدام الأنسان للعصا |
يختار المتبارزان سلاحيهما ، و بحضور الشهود و المشرفون |
و تستمر المبارزة من شروق الشمس حتى غروبها و هو أمر نادر الحدوث حيث غالباً ما تنتهي المبارزة بسرعة ، و يُعد المنتصر بالمبارزة بريئاً يستحق التكريم بينما يُعتبر المهزوم مداناً بالجريمة و يحل عليه العار و تُشنق جثته حتى و إن قُتل في المبارزة ، فقد ساد الاعتقاد في ذلك الوقت أن الحق مع المنتصر ، و هذا فيه ظلم و إجحاف كبير فليس كل المتخاصمون يجيدون المبارزة ، فالمبارزة تعتمد على المهارة و القوة و تفتقد إلى روح العدالة ، و من هذا المنطلق فقد أمر الإمبراطور الروماني ماكسيمليان الأول بمنع المبارزة ، و قد حضي هذا القرار بدعم الكنيسة ،
الإمبراطور الروماني ماكسيمليان الأول |
و بالرغم من أن قرار منع المبارزة قد صدر في بداية القرن السادس عشر إلا أن المبارزة استمرت حتى أواخر القرن التاسع عشر ، و يرجع السبب في ذلك إلى تمسك الشعوب بثقافة الفروسية ، هذا بالإضافة إلى انتشارها في كثير من البلدان ، و كل بلد له قوانينه الخاصة ، و تم تشريع قوانين تجرّم المبارزة في أوقات متفاوتة.
صورة توضح كيفية مصارعة الأزواج حيث يصارع الزوج من داخل حفرة |
و تنص القوانين في هذه المبارزة على أن يبارز الرجل من داخل الحفرة دون أن يمس حافتها ، و يحق له أن يتنقل بين الحفر الثلاث ، و عند مخالفته للقانون يتم حرمانه من إحدى العصي و الحفر ، في المقابل تبارز المرأة زوجها القابع في الحفرة و لا يتم تعويضها في حال فقدان تلك الأحجار ، و في حال فوز المرأة بالمبارزة يتم إعدام الرجل و في حال خسارة المرأة فأنها تُدفن حية ، و في مدينة برن بسويسرا عام 1228 م فازت أمرأة بالمبارزة و تم إعدام زوجها ، لا تستغرب عزيزي القارئ من زيادة فرصة المرأة بالفوز ، فالبرغم من قدرة الرجل الجسدية إلا أن وضعه في حفرة بينما ترك المرأة حرة الحركة سوف يعطيها الأفضلية بالمبارزة .
الأميرة بولين فون مترنيش |
و في شهر أغسطس عام 1892 م التقت السيدتان في إحدى الساحات و تجمع عدد من النساء الأرستقراطيات ليشهدن المبارزة ، و كان من ضمن الحاضرات البارونة لوبنسكا ، و التي أوكلت لها مهمة الإشراف على المبارزة لكونها ذات خبرة واسعة في تضميد الجروح خلال مشاركتها بتمريض الجنود أثناء الحرب ، و قد اقترحت البارونة أن تتجرد السيدتان من ملابسهما و أن تتبارزان بملابس خفيفة و هي الكورسية ( صدرية ذات مشد ) و سروال متوسط الطول ، لتفادي الإصابات البالغة و تعفن الجراح ، و قد وافقت السيدتان فجميع الحضور من النساء ، و في الساحة تواجهت السيدتان و كلاً منهما قد استلت سيف زوجها ، و عند انطلاق إشارة البدء تواجهت السيدتان و تبادلتا ضربات السيوف ،
في الساحة تواجهت السيدتان و كلاً منهما قد استلت سيف زوجها |
و قد تمكنت الكونتيسة من إصابة الأميرة بجرح طفيف في أنفها ، و بينما وقفت الكونيسة مذهولة مما فعلت و رؤية الدم على سيفها قامت الأميرة بهجوم مباغت و تمكنت من إصابة الكونتيسة في ذراعها ، و هنا تدخلت البارونة لإنهاء المبارزة و معالجة السيدتين بعد أن شعرت كلاً منهما أنها استعادت كرامتها ، و بعد ذلك عادت مياه الصداقة إلى مجاريها و التقت السيدتان ليس في ساحة المبارزة بل على الطاولة لشرب كوب من الشاي ، لا تستغرب عزيزي القارئ فهذه يُطلق عليها ” خناقة نسوان “.
السير جيفري هدسون و يبدو قزماً للغاية |
صورة لهدسون بجانب الملكة هنريتا ماريا ملكة إنجلترا |
و في أكتوبر عام 1644م تعرض هدسون للسخرية من أحد النبلاء و يُدعى تشارلز كروفتس ، مما دفعه لتحديه في مبارزة ثأراً لكرامته ، و في الميدان أمتطى هدسون جواده شاهراً مسدسه ، فيما تقدم تشارلز على صهوة حصانه ساخراً منه ، لقد كان تشارلز بدين جداً و هذا ما جعل حركته بطيئة ، فيما كان هدسون ضئيل الحجم و خفيف الحركة و تفادى الطلقات النارية بسهولة ،
كان هدسون بارعاً في ركوب الخيل و اطلاق النار |
و تمكّن هدسون من الإطاحة بخصمة المتعجرف بطلقة في الرأس أردته قتيلاً ، أحدثت المبارزة ضجة واسعة في البلاط الملكي ، فأخ القتيل هو وليام كروفتس أحد النبلاء المقربين من الملكة ، التي غضبت بشدة من تصرف هدسون الأرعن ، و حُكم على هدسون بالإعدام ، و لكن الملكة أصدرت عفواً عنه و تم طرده من القصر بعد نزع اللقب منه ، مع هذا ظل جيفري هدسون مخلصاً للملكة حتى وفاته عام 1682 م .
تاريخ النشر : 2020-08-21