تجارب من واقع الحياة

ما العمل ؟

بقلم : ملك – مصر

أشعر بدوامة في رأسي و لا أعرف ما العمل
أشعر بدوامة في رأسي و لا أعرف ما العمل

 
مرحباً ، أنا مريم من مصر ، عمري٢٣ عام ، منذ عامي الأول في الجامعة ( أدرس الصيدلة) ، في بادئ الأمر دعوني أخبركم بقصتي كامله ففيها ذكريات أحببت ذكرها حتى وإن لم يكن لها داعي !.

بدأت قصتي منذ أربع سنوات ، كان لدي زميل يكبرني بعامين ، كنت الاحظه في كل الأماكن التي أذهب إليها أراه ، ولكني لا أركز و أتجاهل فربما صدفه تجمعنا في نفس المكان ، و لكن في يوم كنت أجلس مع صديقتي في كافتيريا الجامعة و رأيته كالعادة في نفس المكان ، لكن هذه المرة كان ينظر إلي مباشرة ! لم أعره اهتماماً في بادئ الأمر ولكني توترت عندما طال الأمر ، فأخبرت صديقتي بأني أريد الذهاب ،

و ما إن هممنا بالرحيل حتى وجدته يقترب و يعرفنا بنفسه ! دُهشت لجرأته ولكني أيضاً لم أعر الأمر اهتماماً أكثر من اللازم ، مرت الأيام و كنت جالسة في غرفتي فوجدت هاتفي يرن برقم مجهول ، لا أعلم ولكني شعرت بأنه هو صاحب هذا الرقم ، لا اعرف لما راودني هذا الشعور ولكني أمسكت بالهاتف واجبت ، فجاءني صوت لشاب وعرفني بنفسه مرة أخرى ، لم أمانع و تحدثت معه كثيراً ، شعوري كان متضارباً لا أفهمه ، فهذه مرتي الأولى التي أحادث شابا أو أتعرف عليه ، رغم شخصيتي الاجتماعية ولكنني أيضاً لم أفكر من قبل في أن أحادث أو أتعرف أو أُعجب بأحدهم ، وكان كل تركيزي على دراستي وفقط .

تحدثنا كثيراً و كانت شخصيته مبهرة و جذابه ، كل شيء به كان جميلاً ، كان كالحلم لم اشعر بهذا الشعور من قبل ، شعور أن يحبني شخص و أحبه و يصبح كل حياتي ، جاء اليوم الذي لا يُمحى من ذاكرتي عندما اعترف لي بحبه بإحدى مقابلاتنا في الخارج ، طرت من السعادة و أخبرته و أنا أيضاً أحبك.

مرت الشهور ، كنا نتشاجر كأي اثنين ولكن لم يخطر في بالي يوماً أن ننفصل.
آسفه على الإطالة المقدمة فهذا جزئي الجميل فقط
، مر عامين وجاء ليتقدم لي من أهلي ، و لا أحتاج أن أوصف لكم شعوري ، حينها كان كل شيئاً كالحلم ، وافق والدي وتمت الخطبة وكلانا كان سعيد ، كتبنا الكتاب وكان باقي على حفل الزفاف فقط شهرين ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، اختلف والدي مع والده على مشكلة تافهة ولكن تدخل الأخرون زاد الطين بلة .

حتى أتفقوا على أن ننفصل ! لم استوعب و جننت ، أخبرتهم بأنني إن لم أتزوجه  فأني لن أتزوج بغيره ، ولكن والدي كمن أعماه عناده عن أي شيء آخر و أصر على الانفصال ، وانفصلنا بعد محاولات عدة للصلح ، رغم أنه جاء و تقدم لي أكثر من مرة و أعتذر بالنيابة عن والده ، ولكن قُضي الأمر بالنسبة لوالدي.

مرت شهور قمت بتغيير رقم هاتفي و أغلقت جميع حساباتي ، وظللت حبيسة غرفتي و كل هذا لم يشفع لوالدي .

مرت سنة و تحسنت قليلاً وجاء أحدهم ليطلب يدي فوافقت ، و لا أعلم كيف تمت الخطبة فقد كنت كالمغيبة تماماً ، و لكني لم أكن حتى أطيق النظر لوجهه أو محادثته ، ليس لعيباً فيه و لكنه ما زال بداخلي ، لم استطع كبح اشتياقي ، و أرسلت له طلب إضافة ولكني ندمت فيما بعد وستعلمون لماذا.

عدت اتحدت معه كثيراً و أبكي ، و هو أيضاً حاول ، لم تبدل هذه السنة مشاعره تجاهي بل زادتها حباً و اشتياقاً ، تقربت له مجدداً ، و في المقابل زاد مقتي على خطيبي الحالي بل كنت اخرج لمقابلته دون علم أحد.

و مرت الأيام و ما زلت أتحدث و أراه ، حتى حدث الشيء الذي اعتصر عيني ألماً وندماً عليه ، الشيء الذي أخجل أنني وُلدت بسببه ، ففي يوماً ما خرجت معه ولم أعد كما كنت تدمرت ، حدث بيننا تجاوزات ولم أعد الفتاة البريئة المشرقة التي عرفها من حولها بروحها الهادئة المبتسمة.

لم يتخلى عني و جاء مرة بعد مرة طالباً من والدي التقدم لي و أن يقوم بفسخ خطوبتي على خطيبي الحالي ، ولكن والدي زاد رفضه رفضاً.
كان يخبرني بأنه لن يتخلى عني وأنني لن أتزوج غيره ، و لكنني سئمت منه و سئمت نفسي و والدي و سئمت الحياة بأكملها ، أصبحت لا أنام ولا أكل إلا ما يبقيني على قيد الحياة و لست بباقية على الحياة ، فالأفضل لي أن أموت .

قطعت علاقتي بخطيبي السابق رغم إصراره على أن نبقى على تواصل و أنه لن يتخلى عني ، و لكني يئست ، ما كان يزيده إصرار على التقدم إلا رفضاً من والدي، لا تقولوا لي أن أخبرهم بما حدث بيننا ، فسيقتلونني حينها بلا تردد ، فوالدي ليس الشخص الحنون كما في الأفلام.

لن أطيل أكثر من هذا ولكني أشعر بدوامة في رأسي و لا أعرف ما العمل ، أنتحر و أموت كافرة أم أخبرهم و أُقتل بفضيحتي ، أم أنتظر اليوم الذي سأتزوج به حتى أُقتل أيضاً و بفضيحه ؟.

لا أعرف ما العمل ، أرجوكم أرجو منكم الدعاء لي ، شكراً لكم.
 

تاريخ النشر : 2020-08-21

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى