تجارب من واقع الحياة

غيرتي سوف تقتلني يوماً ما

بقلم : سارة احمد – سوريا

لقد أحببت شاب و كنت أغار من أخته
لقد أحببت شاب و كنت أغار من أخته

 
هل جربتم يوماً أن تغارون من خيالكم ؟

أظن أن الأغلبية سيقول : لا ، حتماً .
هل جربتم أن تغارون من أبناء أقربائكم لأن أهلهم يحبونهم ؟ هذا ما أصابني منذ وفاة أمي ، أنا أعاني من ذلك.

أشعر أنني مريضة نفسياً ولا أحد يفهمني ، أعيش حياة لا أقدر على عيشها ، أقسم أنني لا أبالغ ، فأنا عشت في منزل جدي أهل أبي ، و كنت أزور أهل أمي و أبيت عندهم ، كنت انتظر المناسبات ، أتعلمون لماذا ؟ لكي أرى أعمامي وعماتي ، كي أشعر بالجو الأسري الذي حُرمت منه منذ نعومة أظافري ، كنت أفرح كثيراً عندما يأتون ، و عندما يحل المساء يذهبون كلهم برفقة أبنائهم و زوجاتهم إلى منازلهم ، و ماذا عني أنا ؟

أبقى في منزل جدي الكئيب مع جداي العجوزين و أبي ، أتمنى أن تفهمونني ، لدي خالة وحيدة كل ما أراها تقبل ابنتها كنت أموت من الغيرة و أحياناً أدخل في نوبة بكاء شديدة ، ستتساءلون لماذا ؟ فهذا شيء طبيعي ، فهي ابنتها ، ولكن أنا بنفسي لا أعرف الإجابة ، أغار جداً ، أشعر بأنه لدي نقص كبير ، ينقصني الحنان جداً ، أتمنى أن تشعروا بي ، فأنا احب خالتي جداً فهي بمثابة والدتي التي حرمني القدر منها ، وعندما أراها تهتم بابنتها أكثر مني أكاد أُجن ، أحياناً أود أن أسألها هل تحبين أبنتك أكثر مني ، و لكن أخاف من الإجابة ،

أخاف أن تقول لي : نعم ! أعرف أن هذا حقها فهي فلذة كبدها ، لكنني لا استطيع سماع هذا الجواب ، أغار من أبنتها جداً ، و ما زاد الطين بله أنها أنجبت فتاة أخرى (هذا ما كان ينقصني) وهي تحبها جداً ، أرجوكم لا تصفوني بالمجنونة ، فأنا أتكلم عن مشاعري المكبوتة ! أيضاً لدي عمة أحبها حباً جماً ، كانت ونيستي الوحيدة في منزل جدي الممل الكئيب ، ولكن منذ سنتين تزوجت وتركت المنزل ، حينها بكيت كثيراً ، هذا لا يعني أنني لا أتمنى لها الخير بل العكس تماماً ، ولكن شعرت بالاختناق لذهابها ، والمصيبة أنها حملت ولحظي التعيس أنجبت فتاة ، يا له من حظ ! نسيت أن أخبركم أنها كانت تناديني (بابنتي) و أنا كنت أناديها (أمي) و لكن الآن فلا ،

فلماذا سوف تناديني بماما وهي الأن تملك فتاة كالقمر ؟ الأن اكتب لكم و أنا ابكي بشدة ، و لقد أحببت شاب و كنت أغار من أخته ، نعم عزيزي القارئ ، أغار منها ، مثلاً : اذا احتضنها واذا قبلها ، ستقولون حتماً : يا لك من مجنونة ، ولكن أنا لست مجنونة ، فقط أعاني من حرمان الأم والحنان و أحب تملك الشخص وأريده لي وحدي ، لا أحب أن يشاركني أي شخص بشيء أحبه ، حتى أنني أتمنى أن لا أُرزق بفتاة عندما أتزوج ،

أريد الذكور فقط ، ولكن ليس بسبب تلك المعتقدات السخيفة التي يؤمن بها مجتمعنا الشرقي ، بل لأنني أخاف أن يحبها زوجي أكثر مني ! أعرف أن البعض صُدم عند معرفته السبب ، ولكن هذه هي الحقيقة ، أرجو من جميع من قرأ هذا المقال أن يكتب تعليق حتى لو كان شيء بسيط و رمزي ، حتى لو كان مجاملة ! و أن يدعو لي كل شخص قرأ قصتي بأن يحمي لي حبيبي و أن يبقى بجانبي كل الحياة و ألا يفرقنا سوى الموت ، فهو كل سعادتي.

تاريخ النشر : 2020-08-21

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى