تجارب من واقع الحياة

هل لي الحق أن ألومها ؟

بقلم : Ghada – مصر

كم داخلي يحترق أقسم أنني أشبهها و أكره نفسي بسببها
كم داخلي يحترق أقسم أنني أشبهها و أكره نفسي بسببها

 
مرحباً ، أنا غادة و عمري19عاماً ، الأصغر بين أخوتي الأربعة ، فنحن أربع بنات و ولد ، و أنا الأصغر بينهم كلهم .

وُلدت فوجدت نفسي داخل عائلة جافة ، متفككة ، غير متدينة كما ينبغي ، أم عصبية ، متناقضة ، ضعيفة الشخصية ، تعلي صوتها على أتفه شيء ، غير واثقة  ، على أخوه ضعيفين الشخصية مثلها غير متدينين متفككيين ، دائماً في شجار ، غير واثقين من نفسهم في الخارج و داخل المنزل ، صوتهم عالي ، متناقضين تماماً كوالدتهم ، أما الأب بعيد كل البعد فقط يسمع من الوالدة من يحدث ليعاقب ، لا يسمع مننا أبداً ، ولدت بينما كانت والدتي لا تريدني ، هي أخبرتني بذلك ، لا يهم هذا الأن ، المهم أنني موجودة وعمري 19 عام.
 
أمي لم تربينا على مبادئ فهي ضعيفة الشخصية جداً ومتناقضة جداً و صغيرة العقل جداً ، لا تلوموني فأنا أصفها لا أسبها ،  وهي من أعطتني الحق في التطاول ، هي من جعلتني أنشأ مهزوزة لا أعرف ما الخطأ وما الصحيح ، أرى نفسي نسخة عنها في طبعي ، الأمر الذي عقدني أكثر أنني لا أريد أن أكون مثلها ، هل كانوا يريدوني مني أن أصبح ملاكاً مجتهداً قوي الشخصية ؟ و قد نشأت بينهم ، فكيف أنا أشبههم ؟.

أمي علمتنا أن نقاطع بعضنا أمر طبيعي ، فكبرت على أختي الكبرى مقاطعه لنا جميعاً ، أقسم أننا لا نتحدث كالأخوات ، أنا أقلدهم ، أختي الكبرى كنت أحبها أكثرهم كبرت و أصبحت تحتقرني وتقولي ” كيف تتحملين نفسك ” أنتِ شخصية بشعة ! ، أصبحت تذيع أسراري التي أخبرها بها ، منذ سنة تقريباً تشاجرنا و أمسكتني من شعري والقت بي أرضاً حتى شعرت بالدوار ، و نحن الأن لا نحادث بعضنا ، أنا لا أتحدث مع أحد من أخوتي غير واحده فقط ، أما الثلاثة الأخرين لا أتحدث معهم ، وهم نفس الأمر مع بعضهم.

أخي في يوم وقفة عيد الأضحى حاول الانتحار اسرع على السلم ليرمي نفسه من الدور الثالث وجرينا نحن خلفه نصرخ باكيين ممسكين به حتى لا يلقي نفسه ، فشل ذريع أرى نفسي به ، هل هذا خطأي أم أتيت به من الخارج ؟ عائلتي خاصةً أمي جعلتني أكره أنني ولدت بنت و دائماً تلومني ، أخبرتها ذات مرة : أمي ما أجمل صفة بي ؟  فقالت : لا شيء ، أنتِ لا معنى لوجودك ، أنا لست واثقة من نفسي بنسبة واحد بالمائة ، دخلت كلية لا أرغب بها ، و لأنني أيضاً فاشلة كإخوتي لن أكون طبيبة ، وسطهم وأنا لم أرى ذرة طموح في عين أحداهن أو حتى عين أخي.

لماذا ليس لنا الحق في اختيار آبائنا ؟ أشعر بأني ليس لي سلطة على نفسي ، أنا كارهه لنفسي حد السواد لأنني نشأت بينهم ، أمي لماذا دعوتي أن تصبح أشكالنا جميلة فقط ، لماذا لم تدعي الله أن نحب بعضنا ؟ أن نكون متفوقين لنا طموح ، أن نخاف الله أول شيء ، لماذا أصبح أمر طبيعي أن أعلي صوتي عليكِ و أرجع نادمة و أكررها ، لماذا أشتمك يا أمي ؟

لماذا لم تربيني تربية صالحة و كذلك أخوتي ؟ كان يجب أن يكونوا لي قدوة ، لماذا كان عقابي بكم أنتم ، لماذا كرهت نفسي ، لماذا أنتِ أمي أرجوكِ ، لماذا لم تحسني تربيتنا ؟ نحن جميعنا نشأنا ضعفاء النفس و الدين و الشخصية ، و فقط لنا وجه جميل ، أبصق عليه ، كم داخلي يحترق أقسم أنني أشبهها و أكره نفسي بسببها ، هل لي حق أن أعاتبها أم أنه خطأي؟.

أرجوكم أنا لا أريد نصائح أنا أريد أن أخبركم فقط ما لا أستطيع أن أخبره لها ، لا تنصحوني ، فقط أدعو لي دون اسم لأنه ليس إسمي ، هو فقط أسم مستعار.
شكراً على سماعي.

تاريخ النشر : 2020-08-27

guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى